قتل أحلام على يد والدها في الأردن في 2020

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

أحلام شابة أردنية، قتلت على يد والدها، بمنطقة (صافوط) التابعة لمحافظة البلقاء غرب العاصمة عمّان. ظهرت القصة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار فيديو [1] يُسمع فيه صوت صراخ الفتاة من الشارع أثناء تعرضها للضرب من قبل أسرتها في المنزل.    وبحسب ناشطات[2]، فقد تعرضت أحلام مساء الجمعة 17 يوليو 2020، للضرب المبرح على يد والدها وأشقائها، لتخرج بعد ذلك راكضة في الشارع والدماء تسيل من رقبتها ومستنجدة بمن حولها، ولكن الأب لاحقها وضربها بحجر على رأسها وهشّمه، مما أدى إلى وفاتها في الحال.

بعد الإنتهاء من قتلها جلس الأب قرب رأسها المهشم يتناول كوبا من الشاي بانتظار إلقاء القبض عليه من قبل قوات الأمن العام. وقامت كوادر وزارة التنمية الاجتماعية بنقل الفتاة المتوفاة من المستشفى وتغسيلها وتكفينها ودفنها، بعدما رفضت عائلتها استلام الجثة ودفنها، وفق مصدر رسمي.


لم تكن ليلة مقتل أحلام المرة الأولى التي عاشت فيها العنف، فقد تعرضت للتعذيب الأسري لسنوات، ولجأت لحماية الأسرة عدة مرات، وفي كل مرة كان الأمر ينتهي بتوقيع عائلتها على عدم التعرض لها، ولكن الأمر تكرر مرات عديدة حتى أُنهيت حياتها على يد والدها يوم الجمعة 17 يوليو 2020. وقال المتحدث الإعلامي بإسم مديرية الأمن أنه:

تم التحرك إلى المكان وتبين بأن والد الفتاة قام بضربها على منطقة الرأس بواسطة أداة راضة مما أدى الى وفاتها على الفور، وتم ضبط الأب واحالته للقضاء بعد إنهاء التحقيقات معه.

ردات الفعل حول مقتل أحلام

بعد انتشار خبر مقتل أحلام ساد جو من الغضب والحزن على الساحة الأردنية خصوصا بعد ورود تفاصيل الجريمة التي احتوت على مشاهد مؤلمة وتصدر[3] هاشتاق #صرخات_احلام مواقع التواصل الاجتماعي في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وعبرت العديدات عن غضبهن من استمرار جرائم قتل النساء في الأردن حيث ارتفعت جرائم القتل الأسرية بحق النساء والفتيات منذ بداية عام 2020 بنسبة 17%، إذ وقعت 7 جرائم مقارنة مع 6 خلال الفترة ذاتها من عام 2019، إلا أن هذه الجرائم انخفضت بنسبة 25% خلال فترة الحجر المنزلي وقرار منع التجول، لمواجهة فيروس كورونا، الذي فرضته الحكومة الأردنية، خلال أشهر مارس/ آذار وإبريل/ نيسان ومايو/ أيار.

وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش فإن ما بين 15 إلى 20 امرأة وفتاة يتعرضن للضرب أو الطعن أو الحرق حتى الموت من قبل أفراد أسرهن في الأردن لتجاوزهن، من وجهة نظر الأسرة، حواجز "الشرف" الاجتماعية، وكثيرا ما تقوم المحاكم بتخفيض العقوبات على الجناة بدعوى الرأفة لكونهم يدافعون عن شرفهم.

وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” إلى

أن جريمة قتل أحلام لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة ما دامت التشريعات تتضمن أعذاراً مخففة لمرتكبي الجرائم بذريعة “الشرف” وما دام القانون يجيز ضرب الأطفال تأديباً، وما دام التنمر والعنف يزدادان إنتشاراً وتوسعاً، وما دامت الإجراءات والتدابير مكبلة بتقديم شكاوى من عدمها، وما دامت العقوبة رهن التخفيف في حال إسقاط الحق الشخصي اختياراً أو إكراهاً. وفي ذات الفترة في محافظة معان فقدت أم حياتها بأعيرة نارية على يد إبنيها كما أصيبت شقيقتيهما إصابات بالغة في جريمة أخرى، إلا أن النتيجة واحدة فقد فقدت إمرأتان حياتهما في جرائم أسرية مفزعة.

هذا وتشكل جرائم قتل النساء أخطر وآخر حلقة من سلسلة حلقات العنف المتواصلة ضدهن، وهذه الجرائم نتيجة حتمية لتبعات وآثار مختلف أشكال العنف الممارس ضدهن. وترتكب جرائم “قتل النساء والفتيات لكونهن نساء” وهو يختلف تماماً عن جرائم القتل التي ترتكب ضد الأشخاص سواء أكانوا ذكوراً أم إناثاُ. فجرائم قتل النساء يقصد بها تلك الجرائم المرتكبة عمداً ضدهن كونهن نساء، وكان يشار إلى هذه الجرائم قديماً على أنها جرائم “قتل الإناث” أو جرائم “وأد البنات” أو جرائم “القتل الممنهج للإناث.

وأضافت جمعية تضامن أن

عودة النساء والفتيات إلى أسرهن بعد توقيع تعهد من أي فرد من الأسرة أو أكثر بعدم تعريضهن للعنف وحمايتهن لن يجدي نفعاً حتى ولو كان مستوى الخطورة على حياتهن متدني جداً. وقد أثبتت التجارب السابقة بأن لا فائدة من هذا التعهد ما دامت النساء لا زلن تحت الخطر والعديد منهن فقدن حياتهن تبعاً لذلك، وقد شهدنا في السنوات السابقة مقتل فتاة على يد والدها مباشرة فور توقيعه على التعهد أمام الجهات المختصة.

انتقلت ردات الفعل على مقتل أحلام من الاستنكار إلى المطالبة بإلغاء بعض النصوص التشريعية في قانون العقوبات الأردني لعام 1960 وتعديلها، خاصة الأحكام المتعلقة بإسقاط الحق الشخصي في الجرائم المرتكبة بذريعة “الشرف”، وتحديدا المواد 97 و 98، و 99، و340 منه. حيث رفعت الناشطات النسويات في الأردن هاشتاق ‏⁧‫#الغاء_المادة٩٨_و٩٩_من_قانون_العقوبات‬⁩ وطالبن بضرورة إلغاء المواد التي تسمح بأن يبرر قتل النساء تحت ذريعة "الشرف" وهو المفهوم الذي يستخدم من السلطة الذكورية للتحكم في النساء وقتلهن والإستفادة من التواطؤ القانوني الذي يعطي الحق للرجال في تأديب نساء عائلتهم.

وتقول الناشطات[4] إن المادة 98 من قانون العقوبات الأردني جاءت على حساب أمن وحق النساء في الحياة، حيث يستفيد فاعل الجريمة من "العذر المخفف"، المدرج تحت ما يسمى "ثورة غضب شديد ناتج عن عمل غير محق وعلى جانب من الخطورة أتاه المجني عليه"، بالإضافة إلى المادة 99 من القانون ذاته الذي يمنح الفاعل أحكاماً مخففة في حال تم إسقاط الحق الشخصي

وبالنسبة لبنان أبو زين الدين الناشطة النسوية الأردنية فإن

"تراخي القوانين" في العالم العربي يسمح بتزايد هذا النوع من الجرائم، إذ "توحي الأحكام المخففة بأنه بإمكان أي رجل أن يقتل ابنته أواخته أو زوجته "دون عقوبة".

فالقوانين التي تعطي عقوبات مخففة لمرتكبي جرائم القتل في حالة كانت الضحية امرأة تعود جذورها للأيديولوجيا الذكورية التي تتأسس عليها الدولة ومؤسساتها والتي تنظر للنساء كملكيات خاصة للرجال، فتقديم تبرير "القتل بدواعي الشرف" يغطي على الدوافع الرئيسية التي تؤدي لتعنيف المرأة وقتلها وهي أسبابُ تتعلق غالبا بحياتها الشخصية وحقوقها مثل حق التصرف في الجسد والجنسانية، أو الحقوق الاجتماعية والاقتصادية كالدراسة والعمل والزواج، وأحيانا تكون بدوافع انتقامية مثل الخوف من الإبلاغ عن الاعتداء الجنسي.

حملات مناصرة للقضية

اطلقت[5] مجموعة من النسويات في الأردن حملة "اقفوا قتل النساء" و "صرخات الأردنيات" لمناصرة قضية أحلام وتسليط الضوء على العنف والقتل الذي تعيشه المرأة الأردنية، كما اطلقن عريضة موجهة للحكومة الأردنية تطالب بإلغاء المواد التي تخفف العقوبة في جرائم قتل النساء وقالت منظمات العريضة بأنهن يطالبن :

بإلغاء المادتين ٩٨ و ٩٩ واللتين تمنحان قتلة النساء احكاما مخففة بذريعة الشرف. وبإلغاء المادة ٥٢ والتي تعطي العائلات الحق بالتنازل عن حق الحياة لأبنائها وبالتالي تصبح العائلة هي الخصم والحكم في الوقت ذاته.

كما حشدت هاشتاقات قضية أحلام تضامناً نسويا واسعا في أنحاء الشرق الأوسط وشمال افريقيا. ونظمت النسويات الأردنيات بالتعاون والاشتراك مع منظمات معنية بالدفاع عن حقوق النساء وحقوق الإنسان وقفة احتجاجية يوم الأربعاء ٢٢ يوليو 2020 أمام مجلس النواب الأردني في العاصمة عمّان، للمطالبة بالعدالة لأحلام وباقي ضحايا قتل النساء وبإعادة النظر في المواد التي تخفف الأحكام على القتلة وتعطي لهم الأعذار. ورفعت المتظاهرات يافطات[6] [7] كتب عليها "اقفوا قتل النساء" و "صرخات أحلام" و"الدم ما بصير شاي" و "لاشرف في الجريمة" للاحتجاج على مقتل أحلام والمطالبة بالعدالة لها.

مراجع


مصادر