وثيقة:أيها العابرون والعابرات – رسالة افتتاحية
محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.
تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.
تأليف | مهى محمد |
---|---|
تحرير | غير معيّن |
المصدر | ترانسات |
اللغة | العربية |
تاريخ النشر | |
مسار الاسترجاع | https://transatsite.com/2017/11/17/أيها-العابرون-والعابرات-رسالة-افتتاح/#more-160
|
تاريخ الاسترجاع | |
نسخة أرشيفية | http://archive.fo/nhlZu
|
قد توجد وثائق أخرى مصدرها ترانسات
كتبت: مهى محمد
…ترانسات
فكرت طويلًا لمن أوجه كلامي في افتتاحيته، هل أوجهه إلى أولئك الذين يضطهدوننا ويكرهوننا ويأذوننا؟!.. رسالة سلام. نحن نحبكم. تقبلونا. أحبونا. لا تأذوننا. أم أوجهها رسالة إلى العالم!. رسالة قوية متحدية. نحن موجودون، ولن نكف عن الوجود، وعن المطالبة بحقنا في الحرية والحياة. لكنني في النهاية قررت توجيهها لنا نحن. نحن العابرين والعابرات. نحن فقط من نستحق أن يوجه إلينا الكلام. وسوف أقول لكن/م لماذا
عندما فكرت في هذا المشروع من أسبوعين فقط (نعم هذا المشروع من أسبوعين كان مجرد فكرة) إلتف حولي العديد من رفيقاتي العابرات الموهوبات، ثم ألتف حولنا العديد من الصديقات والأصدقاء المعنيين بقضايا الجندر. لكن ما صنعنه رفيقاتي في الأيام القليلة الماضية هو في نظري معجزة يصعب علي تصديقها حتى الآن. وليست المعجزة فيما انتجناه لا. بل المعجزة فيما فعلته كل واحدة منهن
“مايا”.. امرأة عابرة ثلاثينية، ذكية ومثقفة، ظلت طيلة أيام تبحث في صحة معلومة اختلفنا بشأنها، نقاشات يومية بالساعات هنا وهناك، قراءات مطولة، فقط لكي تتأكد من سلامة معلومة واحدة ربما لن يلاحظها أحد
ثم “نور”.. الفنانة العابرة التي عملت ليل نهارعلى تصميم شعار لنا، على شكل الفراشة. الفراشة التي اخترناها لكي تمثلنا، فإنها تشبهنا كثيرًا، تنتقل من طور إلى طور، من طور تزحف فيه على الأرض، إلى طور تنطلق فيه إلى السماء، عبر شرنقة تعبت طويلًا في غزلها. استهلكت نور نفسها في صنع العديد والعديد من التصميمات. وفي النهاية عندما أتيت لها بتصميم قد صممه أحد الأصدقاء إهداءًا لنا وافقت على الفور، قائلة بأنه أجمل من كل ما صممت هي طيلة أيام. لم تفكر في نفسها لحظة واحدة، متجاهلة تمامًا كل المجهود الذي بذلته، وأكملت عملها على باقي التصميمات بجدية شديدة
ثم “آيفي”.. الفتاة العابرة ذات الثماني عشر عامًا، التي خرجت للتو من مصحة عقلية، أودعها إياها أهلها القساة، فقط لكي تقول بأنها صبي وليست فتاة، جلسات كهرباء يومية، عقاقير نفسية وعقلية، حتى يأسوا تمامًا، فخرجت لكي تجد جهاز الكمبيوتر الخاص بها غير موجود، وكذلك الهاتف المحمول. فكانت تتسلل كل ليلة بعد نوم أمها، لتختلس هاتفها لكي تقوم عليه بترجمة مقال لآليسون
ثم “آليسون”.. تلك المرأة الغربية العابرة ذات الستين عامًا، التي تجاوزت كل حدود اللغة والثقافات كي تساعدنا وتدعمنا. وهي أيضًا الكاتبة البارزة التي تبرعت لنا بكل ما تملك من حقوق نشر وترجمة، بل أنها تجاوزت هذا فصارت تتوسط لنا لدى كاتبات أخريات من مختلف أنحاء العالم للحصول على حق ترجمة ونشر مجاني لأعمالهن
ثم “ناد” ذلك الصبي/الفتاة الذي يـ/تعيش في إحدى دول الخليج القاسية، في ظروف أكثر قسوة، فيـ/تنتج نصوصًا أدبية شديدة الرهافة والعذوبة والرقة والجمال، لم أقرأ مثلها من قبل. ثم “صوفيا” الفتاة العابرة التي أصرت على إتمام عملها في موعده رغم مرضها الشديد. ثم “أمينة” المرأة العابرة التي هاجرت مضطرة منذ أيام معدودة لبلد أجنبي لا تعلم عنه شئ، فتكتب وتترجم وسط ظروف غريبة جدًا ومعقدة
.كل هذا تطوعًا، ودون أدنى مقابل، ولهذا فنحن فقط من نستحق أن نتوجه لنا بالكلام. نحن العابرون والعابرات. أنتن.. أنتم.. نحن
فيا أيها العابرون والعابرات. ليس فقط لحواجز الجنس والجندر. بل لكل حواجز القهر والقمع والجهل والتخلف. لكل حواجز القسوة والظلم والعنف والكراهية. لكل من وجدن/وا شجاعة الاختلاف في عوالم قاسية لا ترحم. نحن هنا من أجلكن/م، فقط لكي لا تشعرن/وا بأنكن/م وحدكن/م بهذا العالم. نحن هنا معكن/م.. الحياة حياتنا، مثلما أن الجندر جندرنا كذلك
شكرًا لوجودكن/م معنا
__________________________
مهى محمد… كاتبة وعابرة جنسيًا