وثيقة:الشخصيات اللامعيارية الجنسانية والجندر في الفيديو كليبات العربية
محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.
تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.
تأليف | موسى صالح |
---|---|
تحرير | غير معيّن |
المصدر | ماي كاي |
اللغة | غير معيّنة |
تاريخ النشر | |
مسار الاسترجاع | https://www.mykalimag.com/ar/2018/10/17/الشخصيات-الغير-معيارية-في-الفيديو-كلي/
|
تاريخ الاسترجاع | |
نسخة أرشيفية | http://archive.fo/3afo8
|
يوجد ترجمة باللغة الانكليزيةcharacters with non-normative sexuality or gender in arabic music videos
قد توجد وثائق أخرى مصدرها ماي كاي
مع انتشار الفيديو كليب في المنطقة العربية مطلع تسعينيات القرن الماضي، أصبحت الشريط المصور هو المادة الفعلية لنجاح أي فنان وانتشار الأغنية. ونتيجة لهذه الأهمية أصبح بالإمكان استخدامه للترويج لقضايا معينة والدفاع عنها، أو تكريس رفض قضايا أو مظاهر أخرى، حيث يعود الخيار هنا إلى لفنان ومخرج الكليب وذلك تبعاً لتوجهاتهم الفكرية ونظرتهم لمختلف القضايا التي تضج بها مجتمعاتنا، واختيارهم الطريقة المناسبة لعرضها بواسطة الفيديو كليب بشكل يخدم الأغنية ويعزز وجهة نظر الفنان والمخرج معاً أو أحدهما.
في هذا المقال نستعرض أبرز الفيديو كليبات التي استخدمت أفراداً غير معياري/ات الجنسانية والتعبير الجندري في تصوير أحداثها، في محاولة لفهم غاية هذا التوظيف من خلال دراسة أحداث الكليب والأدوار التمثيلية.
ياي سحر عيونه: نانسي عجرم – إخراج نادين لبكي – 2003
تلعب نانسي في الكليب دور العاشقة الولهانة التي تعمل مع صديقها الأنثوي في صالون تجميل للسيدات، حيث يركّز الكليب على إظهار زميل نانسي بصورة الشاب “الغنَوج” أو “الدلوع”.
يظهر صديقها متقناً لعمله، واثقاً بنفسه، معبراً عن ذاته بكثير من المرح في تعامله مع السيدات زبونات الصالون، متفاعلًا مع نانسي التي تشتكي له لوعة غرامها وجمال عيون الشاب الذي التقته صدفة، بكثير من الدلال والغنج الذي يعكس مدى تصالحه مع جسده وثقته بنفسه من دون أن ننسى ملابسه التي يغلب عليها اللون الزهري الذي يعتبر بحسب الأطر النمطية الذكورية حكراً على النساء.
لون عيونك: نانسي عجرم – إخراج نادين لبكي – 2004
“لون عيونك” يظهر كأنه امتداد لقصة كليب “ياي سحر عيونه” حيث الأحداث هي تصوير لزفاف نانسي، وبالتأكيد أول الحاضرين صديقها الأنثوي نفسه.
تلك الشخصية التي سعت نانسي ومخرجة الكليبين، نادين لبكي، إلى جذب الجمهور من خلالها وذلك استناداً على ذكورية المجتمع المتمثلة برفض الرجل الأنثوي على اعتباره عاراً على “صفات الرجولة” المتمثلة بالخشونة والصلابة وعدم إظهار العواطف (البكاء)، واعتماد ملابس بألوان قاتمة تعبر عن الحزم والصرامة.
يظهر الشاب وهو يشاركها الرقص مطلقاً العنان لجسده، ومن ثم يصور لنا الكليب تأثره وبكائه فرحاً لها من دون خجل أو تردد، إلا أن إظهاره حاملاً بيده كمية من المحارم مبالغ فيها، كونها تظهر محاولة للسخرية منه. هذا ولم تنتهي الحكاية هنا، ففي مشهد أخر ترمي نانسي باقة الزهور خلفها إلى المدعوين كما هي العادة في جميع الأعراس تقريباً، إلا أن المفارقة هنا هي التقاط الشاب لباقة الزهور مما يثير دهشته شخصياً واستهزاء الحاضرين به، كون التقاط باقة العروس هي إحدى دلالات الزواج قريباً، في محاولة أخرى للاستهزاء من أنوثته وإطلاق الأحكام الذكورية النمطية عليه.
نافش ريشك: كارينا – إخراج ناتاشا نهرا – 2005
في كليب نافش ريشك يظهر صديق كارينا كداعم أساسي لها في أحداث الكليب، متباهياً بشخصيته وحركاته العفوية دفاعاً عنها ضد حبيبها المتكبر، مستمتعاً بجسده الممشوق الذي لم يمنعه أحد من عرضه بطريقة جذابة، متمايلاً بسلاسة مطلقة بالإضافة لملابسه المبتكرة التي لم تخلو من الأكمام الشفافة المزينة بالريش والإكسسوارات.
تُظهر كارينا مدى تقبلها لشخصية صديقها المفعم بالحياة والمدافع الأول عنها، جاعلة منه شخصية أساسية في الكليب في سعي منها لترويج فكرة تقبل الآخر مهما اختلف عنا، خصوصاً من ناحية اختلاف التعبير الجندري.
يا سلام: نانسي عجرم – إخراج نادين لبكي – 2003
تختم نانسي إحدى أغنياتها على المسرح وتتجه إلى الكواليس حيث تمر عبر العديد من ملكات الاستعراض المشاركات في عروض المسرح بالإضافة إلى عدد من المؤدين ذوي الأزياء والإكسسوارات غير المعيارية، من الريش والبرق (الجليتر) التي تعكس عالماً أخر مفعم بالألوان، قوامه الأساسي هو التعبير الحر عن الذات والجسد.
طبعي كده: نيكول سابا – إخراج يحيا سعادة – 2007
في نهاية أحداث الكليب تقتحم الشرطة النادي الليلي الذي هو المسرح الأساسي للكليب، وتعرض جرائم الأشخاص المقبوض عليهم/هن والتي تتوزع ما بين تهمة اللون الأسمر، والحجم الضخم، والإكسسوارات التي يضعها شاب، ونسوية شاب آخر.
بالإمكان تصنيف الكليب على أنه نقد واضح لأداة السلطة الأساسية (القوة) المتمثلة بالشرطة في تعديها على الحريات الشخصية خصوصاً إذا ما تعارضت مع الأنماط الشكلية والجندرية التقليدية في مجتمعاتنا.
إحكيلي: منة ونهلة – إخراج أحمد غزال – 2006
يشارك في لوحة الرقص الشرقي التي يعرضها الكليب شاباً مرتدياً الجلابية “العباءة الشعبية” ضارباً منديلاً مزيّن بقطع معدنية فضية اللون عند الخصر، في محاولة لكسر حصرية الرقص الشرقي على النساء. فالرقص الشرقي الذي هو جزء من تاريخ منطقتنا الفني العريق، لم يسلم من أعداء الحياة، محاولين إسقاط عليه تهمة العيب والعار وخدش الحياء عليه.
دلوعة: صباح ورولا سعد – إخراج بشير أسمر – 2006
بعد وصول رولا لحفل السيدة صباح، تظهر السيدة “أنتيكا سرسق” إحدى سيدات الطبقة الارستقراطية اللبنانية، والتي يؤدي دورها مقلّد المشاهير، وأول ملكات الاستعراض اللبنانيات الفنان “باسم فغالي”. تظهر السيدة “أنتيكا” متربعة على عرشها وسط الحضور متألقة بفستانها البراق ومجوهراتها المبهرة التي لم يبخل عليها باسم بعطائه الفني من ناحية الصوت أو الرقص، باسم الذي لم يتردد يوماً في مواجهة نظرات المجتمع لفنه وأدواره المتقنة في تقليد الفنانات والتفوق على نفسه في كل مرة يقوم فيها بعرض جديد، أغنى الفيديو كليب بالشخصية التي يؤديها والتي تحاول منافسة رولا على رجل موجود في الحفلة.
تنهي السيدة “أنتيكا” الكليب بمثل شهير من موراثات مجتمعنا الذكوري “الرجال لو فحمة رحمة”، أي ضرورة وجود رجل في حياة كل امرأة ولو كان يتمتع بأبشع الصفات. هذه العبارات والقيم التي رسختها ذكورية المجتمع المتمثلة بالرجل وبالنساء المشجعات على ذلك، هي التي جعلت من أي تنوع جندري ممنوع ومحرّم، وفرضت على غير معياريي/ات الجنسانية والجندر المعاناة في سبيل ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي في بيئة الاختلاف فيها هو الطبيعي على عكس السائد والمفروض علينا.
غرفة عمليات: محمد إسكندر – إخراج سام كيال – 2011
فيديو كليب غرفة عمليات يتحدث عن عمليات التجميل التي، وبحسب فكرة الكليب، أصبحت هوساً لدى الفتيات. تتوالى أحداث الكليب ما بين غرفة النوم والمستشفى، ونحن لسنا بصدد نقد الكليب بل ما يهمنا هو الوصول الى المشهد الأخير حيث تتراجع شريكة محمد إسكندر عن المجلة التي تريد أن تصبح شبيهة لصورة إحدى العارضات فيها، لا بل وترميها من الشباك، فتقع بالقرب من شاب تشير فكرة الكليب إلى إعجابه بأشكال العارضات في المجلة ورغبته بأن يصبح مثلهن، بحيث يرى في زجاج السيارة انعكاس صورته على أنه فتاة.
يسعى محمد إسكندر ومخرج الكليب في هذا المشهد إلى إقناع المشاهد بعدم صوابيّة عمليات التجميل، ومن ثم في المشهد الأخير يربط هذه العمليات بالتحول الجنسي في إشارة واضحة إلى إسقاط فكرة الخطأ على عمليات التحول والتصحيح الجنسي، وفرض هيمنة ذكورية على أجساد النساء وغير معياريي/ات الجندر.
ضد العنف: محمد اسكندر – إخراج فادي حداد – 2012
تتناول الأغنية موضوع العنف من ناحية ذكورية كما عودنا محمد إسكندر في معظم أغانيه، إلا أنه تفوق على نفسه هذه المرة من خلال طرحه لموضوع مرض “النعومية” الذي ابتلي به الرجال، مرجعاً ذلك إلى النهج التربوي الذي يتبعه معهم الأهل وخاصة الأمهات، كونه معادي لحقوق المرأة.
يطرح الكليب قصة شاب “مبتلى بمرض النعومية” يطرده والده من المنزل أولاً كتشجيع من إسكندر للأهل على طرد أبنائهم، بدلاً من تقبلهم وتقديم الحب والاحترام لهم، مقدماً ذلك على أنه الفعل الصواب والحل السليم بحسب إسكندر، على اعتباره لا يستحق الحياة الأسرية لأنه عار على والديه وأسرته بأكملها. من ثم يظهر لنا الكليب الشاب في ملهى للسهر يتراقص بطريقة يريد منها المخرج إيصال نعومة الشاب، إلا أنه لم يقتصر على ذلك كما ظهر في الفيديو كليبات أخرى، بل تعداه ليصور لنا الشاب مرافقًا شاباً أخراً، كانا قد تبادلا النظرات أثناء الرقص، مرافقًاً إياه إلى الحمام في مشهد غير منطقي ومستفز يسعى إسكندر ومخرج الكليب من خلاله إلى ترسيخ فكرة العلاقات الجنسية العابرة، كنقطة ثانية.
وفي عودة إلى لوم الأم على عدم تربية ابنها بطريقة خشنة تتيح له التنشئة السليمة التي تجعل منه رجلاً خشناً، يظهر لنا الكليب منع الأم ابنها من اللعب مع الأولاد في الشارع و تركه يلعب مع أخته بألعاب البنات و تجربته لأحذيتها ذات الكعب العالي وغيرها من التفاصيل التربوية التي لا يفقه منها إسكندر أو مخرجه شيئاً، بل يسعيان إلى توظيف أفكار نمطية لا صلة لها ولا بأي شكل بعلم التربية السليمة، وذلك بهدف إشباع ذكورية المجتمع المتلقي لمثل هذه الأغاني والكليبات، ليظهر إسكندر على أنه رمز الرجولة والفحولة والخشونة وحامي حمى الرجال في معركة طاحنة مع “مرض النعومية”، وصاحب الفن الهادف الذي يعالج قضايا المجتمع، كنقطة ثالثة.
هذه النقاط وغيرها التي أدرجها إسكندر تحت عنوان “مرض النعومية” محرضاً بذلك جمهوره على الأفراد غير معياريي الجندر من خلال التدخل في حياة الأفراد الخاصة والتعدي عليها بحجة أنها مرض يجب معالجته. وطبعاً لم ينسى إسكندر المرأة بحيث ألقى اللوم عليها مظهراً عدم رضى الأب، في إشارة واضحة إلى اضطهاده للمرأة باعتبارها أساس هذا “الشذوذ” عن طبيعة الرجل “الخشنة”.
شكلك ما بتعرف: مايا دياب – إخراج سعيد الماروق – 2012
يرافق مايا دياب في رقصتها المصممة خصيصاً للفيديو كليب عدد من الراقصين بأجسادهم شبه العارية، مرتدين أحذية نسائية ذات كعوب عالية، يقومون بخطوات راقصة تعبر عن قوة وحرية الجسد، وتعرضه كلوحة فنية بعيداً عن أي اعتبارات لنماذج أو قوالب تقليدية تحد وتمنع التعبير بالجسد بأشكال غير معيارية تحت غطاء العيب الذي يلاحق (الرجل) في مجتمعاتنا، في حال عدم تلبية صورة (الرجل الخشن المتميز بذكوريته).
ما بخاف: كارول سماحة – إخراج تيري فيرجنز (مخرج فرنسي) – 2009
“يحكوا عني اللي بدّن يحكوا… ما بخاف, بعمل أنا اللي بحسّه” بهذه الكلمات المترافقة مع موسيقى البوب تعرض كارول عدد من الفئات العمرية، والجنسيات، والأعراق، والثقافات، وأشخاص ذات أنواع جندرية غير تقليدية بصورة داعمة لهذه الاختلافات والتنوعات، غير مبالية بكلام الناس.
تأتأة: شمس – إخراج يحيا سعادة – 2008
في جلسة خلع شمس لزوجها، تدافع عنها محامية تقمصت دورها إحدى ملكات الاستعراض التي تتميز بمظهرها من حيث ضخامة حجمها في مخالفة لمعايير جمال جسم المرأة (النحافة) التي فرضها وما زال يفرضها المجتمع الذكوري، بالإضافة إلى لون شعرها الزهري القصير على عكس الألوان النمطية من بني وأسود وأشقر.
تشارك هذه الشخصية في الكليب بعدة عبارات منها: “تعالي لمامي يا روح مامي” في تعبير عن احتضانها لشمس في مواجهة زوجها، وعبارة “وخلعناه” تقولها وهي تحمل أداة تستخدم لخلع الأسنان مرصعة “بالستراس” اللامع، في محاولة لإبراز شخصيتها القوية والمستوحاة من السيدات الكادحات المتميزة بالعفوية وروح الفكاهة.
بحبك يا مهذب: سيرين عبدالنور – إخراج حسن غدار – 2016
يصور لنا الفيديو كليب أحد أصدقاء سيرين الذي يعمل معها في مطعمها، والذي يتميز بنعومته وحركاته الدلوعة، إن كانت في مشيته التي تعكس أنوثته الطاغية بدون أي خجل أو حياء من المجتمع، أو بتمايل جسده بحرية وطلاقة.
قد يظن البعض أن المقصود من هذه الشخصية هو الإضاءة على وجود الرجال الأنثويين داخل مجتمعاتنا، وتشجيع المتلقي على تقبلها، فنزيد هنا على مشاهد الكليب مشهد أشبه بتحرش الشاب الأنثوي بشاب آخر موجود في المطعم! بالإضافة إلى إظهاره مختبئاً أسفل الطاولة خوفاً من الإشكال الذي يقع داخل المطعم، في مشاهد تلصق صفة العار به وتظهره في موضع أقل من باقي “الرجال”.
ومنعاً لأي سوء فهم، فالتعبير عن الذات والجسد إن كان عبر طريقة الكلام أو الهندام أو المشي مثلاً، وما إلى هنالك من أي طريقة للتعبير عن الذات هو من الحريات الأساسية والشخصية لأي إنسان، إلا أن نقدنا هنا يستند إلى نظرة المجتمع لمثل هذه الأشكال من التعبير عن الذات، مما يجعلنا نشكك بأي حسن نية موجودة في هذا الكليب أو غيره من الأعمال المصورة.
إلى كل إللي بيحبوني – إليسا – إخراج إنجي جمّال – 2018
يظهر في الكليب الذي أرادته إليسا رسالة حب لكل من يحبها العديد من الراقصين والراقصات إلى جانب إليسا بأزياء مسرحية مفعمة بالألوان. كما وتظهر في الكليب ملكة الاستعراض اللبنانية “زحل” بمكياجها الخاص المتميز، مرتديةً ملابس باللونين الأزرق والزهري، وجناحين من الريش باللون الزهري، وقطعة على شكل هلال ضخم يزين الرأس. هذا وقد نشرت “زحل” صورة إلى جانب إليسا تظهر فيها إليسا ابتسامة عريضة، في تعبير عن دعمها وافتتانها بما قدمته “زحل” وبفن ملكات الاستعراض بشكل عام.
لا شك أن تطورات مهمة قد طرأت على الفيديو كليب في منطقتنا من جميع النواحي من ضمنها تمثيل الجنسانية اللامعيارية. بحيث وإن كان هذا التمثيل ما يزال خجولاً وسلبياً في كثير من الأحيان، إلا أن اللجوء إليه وإبرازه للمجتمع هو بحد ذاته تطور إيجابي، وخطوة مهمة في سبيل إرساء فكرة تقبل الأشخاص غير المعياري/ات الجنسانية، على أمل وصولنا إلى المرحلة التي نرى فيها فنان/ة غير معياري/ة الجنسانية ت/يؤدي رسالة الانفتاح وتقبل الآخر خارج حسابات الأطر النمطية المحددة بالأنثى والذكر.