وثيقة:تخطي حواجز الرعشة الجنسية الجسر الثاني: الانفتاح على الاحتمالات

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

نحو وعي نسوي.jpg
تدوينة
تأليف أمينة المختار
تحرير غير معيّن
المصدر نحو وعي نسوي
اللغة العربية
تاريخ النشر 2019-11-30
مسار الاسترجاع https://feministconsciousnessrevolution.wordpress.com/2019/11/30/تخطي-حواجز-الرعشة-الجنسية-الجسر-الثان/
تاريخ الاسترجاع 2020-05-17
نسخة أرشيفية http://archive.vn/A6MYT



قد توجد وثائق أخرى مصدرها نحو وعي نسوي



في الجزء الأول من هذه السلسلة طرحت بشكل غير موسع رعشة المرأة الجنسية وأنواعها والعوامل التي تقف حاجزاً بين المرأة واستكشاف جسدها. فكان الجسر الممهّد لإنهاء القطيعة بين المرأة وحميمية جسدها. في هذه المقالة سأتطرق لمحاور مختلفة لن تبتعد عن الضوء الذي سلطه الاستبيان على واقع حياة المرأة الجنسية في المنطقة العربية، بل إنها ستساعد القارئ\ة على العودة لجذور المشكلة المطروحة، وسأتناول في المحور الأول التعدد ومفهوم الأحادية الجبرية للمرأة.

وفي المحور الثاني سأتناول دور تفهّم الشركاء\الشريكات واهتمامهم\ن في تحقيق اللذة وبلوغ الرعشة الجنسية وأهم العوامل المساعدة في بلوغها. أما المحور الثالث فسيطرح أثر النظرة السائدة اجتماعياً على علاقات النساء وجنسانيتهنّ.

الأحادية الإجبارية مقابل التعدد:

تعني الارتباط أو الممارسة الجنسية مع شريك\ة واحد\ة فقط. Monogamy أو الأحادية الزوجية

يعجز الرجل عن مساعدة الشريكة الواحدة على بلوغ الرعشة الجنسية ورغم ذلك يقصد أخريات ليتخذهن زوجات في رباط مقدس، وبدون الرجوع للأولى التي بحسب المشرع نفسه لا يحق لها اتخاذ أكثر من زوج واحد ” إن تعدد الزوجات ضروري لإرضاء اندفاع الرجل الجنسي، ويمكن أن نتساءل عما إذا كان الخوف من الوضعية المعاكسة -امرأة بأربعة أزواج- هو أساس الافتراض الذي توصف المرأة بموجبه بالنهم الجنسي والذي يشكل محور البنية العائلية. وبما أن الهندسة الاجتماعية تعتبر الفرد المكبوت جنسيا شخصا إشكاليا وعنصرا مشوشاً على الأمة، فإن التوجس من النساء سيكون أكبر بما أن المؤسسات هي التي تسهر على كبتهنّ الجنسي. “[1]

بحسب عدد من المشاركات فإن تزييف الرعشة الجنسية أمر شائع بين المتزوجات، ويحدث هذا إن تنازل الشريك واجتهد لتلبية رغبات الشريكة النهمة، ولا يحدث هذا كثيراً ” أتحدث معه ولكن قلّما ينجح ” “تحدثنا، لكن لم أصل إلى الرعشة الجنسية سوى مرة واحدة ” وتقول أخرى ” الجهل الذي يملكه صادم ” في الوقت نفسه الذي يتم فيه تغذية وعي المرأة وتنشئتها ككائن يتحضر ليُستهلك جنسيا لخدمة الهدف الأسمى، يتم حرمانها من حرية الاختيار بين الأحادية والتعدد. إن فكرة أن المرأة شخص ولد ليكون أحادياً بعكس الرجل القادر -والراغب غالبا- في التعدد هي فكرة أبوية بامتياز.

يدعوني هذا إلى التساؤل عما إذا كانت المرأة تجد في نفسها _إن سنحت لها الفرصة_ رغبة في الحصول على عدة شركاء جنسيين فربما يعفيها واحد منهم على الأقل من تزييف بلوغ الرعشة الجنسية، بنفس المقدار الذي تتضرر منه المرأة في هذا الجانب يتضرر الرجل من خلال الضغط الاجتماعي الذي يدفع به نحو التعدد وينفّره من الأحادية التي تنطوي على الإخلاص الأبدي لأنثى واحدة. بحسب المرنيسي فالمجتمع الإسلامي يتميز بتناقض بين نظريتين (علنية) و(ضمنية) ” تتمثل الأولى في الاعتقاد السائد في الوقت الحاضر بأن حياة الرجل الجنسية تتسم بطابع فعّال في حين أن حياة المرأة الجنسية ذات طابع سلبي، وتتضح النظرية الثانية (الضمنية) المكبوتة في اللاوعي الإسلامي من خلال مؤلف الإمام الغزالي الهام (إحياء علوم الدين) حيث يرى إن الحضارة مجهود يهدف إلى احتواء سلطة المرأة الهدامة والكاسحة. “1 وعلى أساس هذه النظرية الضمنية نفسها التي تقول باستخدام المرأة لإطفاء الغرائز الجنسية لا غير، يعتبر الحب والإخلاص للشريكة الواحدة والتعلق بها هو ضرب من ضروب الضلال والانحراف عن جادة الحق.

دور الشريك\ة الجنسي في بلوغ الرعشة:

في الإجابة على السؤال السادس في الاستبيان: إذا كنتِ مرتبطة هل تتحدثين مع شريكك\شريكتك بانفتاح وهل ت\يساعدك على الوصول للرعشة الجنسية؟

انقسمت المشاركات على ثلاث مجموعات 456 مشاركة أجبن بـ نعم 152 أجبن بـ لا 44 مشاركة أجبن بـ ربما.

تتفاوت النسوة اللاتي قمن بتعبئة الاستبيان بين الشعور الكامل بالاستحقاق ونقيضه تماما، وهو الشعور بالذنب على عدم بلوغ الرعشة واعتباره مسؤولية فردية.

وتجدر هنا الإشارة إلى أن اللاتي يشعرن بالذنب هنّ على الأغلب مغايرات، تقول إحداهن ” نعم أتحدث، لكن بيضل في نوع من التحفظ مع إنه بعلاقاتي دائما في تواصل مفتوح والجنس هو جزء طبيعي من العلاقة بس أنا بداخلي دائما كنت مقتنعة أنه صعوبة وصولي للنشوة هو مسؤوليتي الخاصة وكأني بحاجة أعتذر وأبرر الموضوع” وتقول مغايرة أخرى ” نعم أتحدث بانفتاح وهو يحاول مساعدتي، لكن أعتقد أن هذا شيء يجب أن أحققه بنفسي وأفهمه وحدي ” بالإضافة إلى أن بعض المشاركات _ميول مزدوجة وكوير_ أجبن بإجابات مشابهة تقول إحداهن ” بعد عندي صعوبة أطلب شو حابة أعمل. بخاف تتغير نظرتهن إلي وتوقعاتهن مني بما إني أؤدي دور معين بالعلاقة وممكن ما ينطبق على دوري بالسرير ” إذا فالمفاهيم نفسها تؤرق المغايرات والمثليات والإناث من جميع الأطياف. أعتقد أن هذا يشير إلى الفكرة المستبطنة للأدوار الجنسية النمطية للشريكين\الشريكتين والتي تكون معهما بوعي أو بدون وعي على الفراش، [1] إن كلا منهما يقع ضحية لهذه الأفكار ويخسر الكثير من المتعة واللذة ولكن كما هو الحال في كل مرة يحرص النظام الأبوي على أن يقع الضرر الأكبر على الأنثى نظرًا لكونها الكائن الأقل أهمية. ” لا أتحدث معه بانفتاح، الأمر يمس رجولته بطريقة غبية وغير منطقية” “تحدثنا لكن لم أصل للرعشة سوى مرة واحدة في حياتي” التحدث لا يحل المشكلة بصورة نهائية، وذلك لأن الأنانية تحتم على الشريك القابل للتعدد تجاهل رغبات شريكته بشكل كامل، بل عليها أن تكون ممتنة لمجرد كونه سمح لها بالتعبير عن هذه الرغبة ولم ينعتها بعديمة الشرف ” لا لن أصارحه، لأن عندنا راح يفكر إني ق*بة” ويمكن إيجاز معنى الشرف في النظام الأبوي: ” إن مفهوم الشرف نفسه، بالنسبة إلى الرجال، يجسد الاستقلالية، والقدرة على أن يتصرف الرجل بنفسه، ويقرر لنفسه، والحق في جعل الآخرين يعترفون بهذه الاستقلالية. ولكن النساء تحت حكم النظام الأبوي، لا يتصرفن بأنفسهن، ولا يقررن لأنفسهن. فأجسادهن وخدماتهنّ الجنسية هي تحت تصرف مجموعة أقربائهن، أزواجهنّ، وآبائهنّ. “[2]

كل ذلك يعد من الشرف ويقال أيضا إنه من الإيمان، ويقول البعض بأن جمال المرأة لا يكتمل إلا به. لا يهمني تسميته أو تصنيفه بقدر ما أهتم لفهم رغبات المرأة وخيالاتها الجنسية، والذي لن يتم إلا باقتلاع هذه المفاهيم التي غُرست في وعي كل طفلة صغيرة من جذورها.

حتى لا تكبر الفتاة لتكون امرأة خائفة على الدوام من أن تكون متطلبة أو وقحة أو أنانية، وأرغب في التأكيد على هذه الأخيرة لأنها الأكثر حضورا في حديث النساء. فهنّ دائما ما يشعرن بأن الاستحقاق الكامل للمتعة الجنسية هو للآخر وأن أقل محاولة منه لإسعادهن في السرير هي اجتهاد أكثر من كافٍ، حتى وإن لم يؤدي لبلوغ الرعشة.

إن النساء يستبطن شعوراً بعدم الاستحقاق حتى مع شريكاتهنّ الإناث، يشعرن بأنهنّ حاضرات لتقديم الخدمات ولسن هنا للحصول عليها، وقلّما يُوفق الشريك الذكر لاكتشاف هذه المشكلة أو محاولة حلّها فهي بالنسبة إليه أحيانا صفة نادرة يبحث عنها في شريكة حياته، تقول إحدى المشاركات ” لست مرتبطة، لكني لن أرتبط بشخص لن يكون منفتحا معي ويساعدني للوصول لاكتشاف جسدي والاستمتاع به. لدي تجربة خطوبة كان الطرف الآخر يلمح لي بأنه سيكون مسيطرا بعبارات مثل: أريد منك أن لا تتخلصي من خجلك أبدا وأريد منك أن تكوني خجلة من أن أمسك يدك مدى الحياة. باعتبار هو تزوجني لأنني خجولة، لم يكن يعلم أن هذا بسبب الموروثات الثقافية وأنني بمجرد الارتباط أريد أن أعيش حياتي وأتخلص من الخجل وإلا فلا فائدة من زواجي وسأكمل خجلي في بيت والدي”

إذا كان الانفتاح والتحدث عن الجنس لا يفيد، فالصمت يزيد الأمر سوءًا.. سأورد ما أعتقد بأنه من أهم الأسباب لوصول للنشوة وأهم أسباب عدم الوصول إليها بحسب العينة المشاركة في الاستبيان، الإجابات كما وصلتني.

أشياء ساعدتهنّ:


  • الإحساس بالأمان.
  • معرفتي بالرعشة الجنسية، ومعرفتي بأنني أستحق ذلك
  • ساعدني معرفة ما الذي يمتّعني مع نفسي ثم القراءة والوصول إلى كلمات ثم مشاركة هذا مع شريكتي (محادثات كثيرة، تقول بأن التواصل مهم جداً)
  • الحالات التي وصلت فيها للرعشة كانت بسبب إني في المزاج المناسب ووجود وقت كافي المداعبة
  • صوت التأوه (يكون صوت تأوه للرجال).
  • احترام ذاتي، ساعدني، وكوني نسوية ساعدني للوصول إلى الاشباع مع شريكي، أعتقد لأنه يحترمني ولأنه ايضاً نسوي، هذا ساعدني. التخلص من المخاوف العاطفية، والشعور بأحقيتي في الاستمتاع ورؤيتي أن الجنس يحمل معنى ما.
  • بمساعدة شريكي والقيام بالحركات المناسبة بحسب كل مكان، مداعبة فموية أو حركات اهتزازية، أصل أيضا عندما ألاحظ استمتاعه بمداعبتي رغم أنني لا أقوم بمداعبته في الوقت نفسه.
  • عندما أكون مع شريك، إذا كان هناك إيلاج، يساعدني أن أكون أنا من يتحكم بالإيقاع والحركة، وإذا لا، أصل للرعشة من خلال الجنس الفموي.
  • عادة أصل للرعشة الجنسية حينما أمارس الجنس مع نساء خبيرات وواعيات مرات لا أصل للرعشة من اول مرة وهذا يفتح الحوار بيني وبين الفتاة التي أمارس معها الجنس عما يعجبني ويثيرني وما لا يعجبني وكيفية ذلك، الكيفية مهمة؛ أما حين أمارس الجنس مع رجال فأستمتع قليلا ولكن لا أصل إلى الرعشة الجنسية المذهلة.
  • لعبتي الجنسية الوحيدة، خيالي الجامح، أصابعي، منشفة الاستمناء، بخاخ الماء، وتنوع الطرق والبحث عن الجديد، وبكل تأكيد تقبلي لكون الإمتاع الذاتي سلوك طبيعي.

أشياء لم تساعدهنّ:

  • خوف
  • إذا لم أصل، أحد قاطعني، إذا وصلت، هو لأني أركز على البظر
  • لم ولن أصل لها فصدمة الطفولة والتحرش المتكرر جعل هذا الشعور غير ممكن ولا أعتقد بأنه سيكون ممكناً في المستقبل
  • لم أجد الشخص المناسب
  • لا أعلم قد يكون الختان(السنة) أو بسبب عدم معرفتي بخريطة جسدي جيداً أو بسبب الثقافة المترسبة برغم كل المحاولات لتجاوزها
  • جسدي سهل الوصول للرعشة، ولكن أصبح أصعب الوصول للرعشة خلال الحمل وبعده
  • فيه فتره ماكنت أصل للرعشة بسبب دواء الاكتئاب
  • أحيانا لا أصل للرعشة لأني أكون مسترخية بزيادة (تحت تأثير الكحول) وأحيانا الشريك يكون أناني ولا يساعد ولكن غالباً أصل للرعشة لأن هذا هو هدفي من ممارسة الجنس
  • عدم الإفصاح عما أريد أو أحب لأنه عيب كما كنت أعتقد
  • جهل الشريك وأيضا إحساسه بالخزي عند محاولة الحديث عن الجنس والرعشة

التصورات السائدة وأثرها على التجربة:

في محاولة لرصد أثر الموروث الثقافي والديني على تجربة الإناث في بلوغ الرعشة الجنسية، طرحت السؤال: ما هو التصور السائد في ثقافتك عن شهوة المرأة ورغباتها الجنسية. وإلى أي حد أثر هذا على تجربتك؟

ومن غير المفاجئ بأن أكثر المشاركات ربطن بشكل مباشر بين الشعور بالعار من الممارسة الجنسية وبين النظرة الاجتماعية التي نشأن عليها، والتي تلغي جنسانية المرأة أو تعهرها. تقول المشاركات:

“ إن المرأة لا تحمل رغبة جنسية هي فقط تلبي رغبة الرجل كما أن للرجل حرية في التعبير عن شهوته بينما لا يسمح للنساء لأن المحترمة لا يوجد لها شهوة” “لم يذكرها أحد أمامي إلى الآن، حتى في الجلسات النسائية لا يذكرن إلا رعشة الذكور، مع العلم أن مجتمعي متحرر (ظاهريا)”

“ تصور مليء بالوصم والاحتقار والتدنيس والتنجيس والتعهير.. ويؤذيني هذا الشيء كثيرا حتى الشتائم التي تتضمن جعل عضوي عار يلحق بأبنائي والشتائم الاغتصابية والتي تصور دور المرأة كمفعول بها تؤذيني كثيرا حتى لو لم تتوجه لي وتنغص علاقتي بجسدي وعلاقتي بالآخر وتشعرني أن العلاقة عبارة عن تضحية مني بكرامتي هذه الفكرة متعمقة بلا وعيي رغم أن كثير من أفكاري تغيرت لكني لا أستطيع تجاهل نظرة الطرف الاخر لي ونظرة المجتمع والتي أستطيع أن أستشفها مهما حاولوا إخفاءها.. ” وبالحديث عن الفاعلية فإنه من الجدير بالذكر بأن دور المرأة العربية في الجاهلية كان أكثر فاعلية، قبل أن يُقرر لها أن تكون في دور المفعول بها السلبي؛ كان رجال قريش يتمتعون بنسائهم من الأمام والخلف وهذه الممارسة كانت مجهولة للمدنيين. فذهبت امرأة من الأنصار لترى أم سلمة وطلبت منها طرح المسألة على النبي “وعندما حضرت المرأة أمام النبي محمد – الحكم، المشرع تلا الآية التي تعطي للرجال وحدهم المبادرة في مادة الأوضاع الجنسية (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم).. ما كان مؤكدا إذن هو أن السماء، بهذه الآية قد ساندت الرجال: كان لهم الحق أن يتخذوا الأوضاع التي يريدونها، وليس للنساء الاحتجاج، وليس لهنّ إلا أن يخضعن لنزواتهم. هذه الآية أبعدت النساء على كل حال عن النقاش، وبهذا حولت مضمونها هكذا، الذي انخفض للجدال في المسألة التالية: هل للرجال الحق في إتيان نساءهم في أدبارهنّ؟ ومن جهة أخرى فإن نصًا واحدا سيعيد كتابة أصل هذا النقاش، حاذفا تساؤل المرأة الأنصارية لكي يبدلها بمسألة ذكورية: فلم تعد حسب هذا النص النساء هن اللواتي أطلقن هذا النقاش، وإنما الرجال..”[3] إن تنحية المرأة بشكل ممنهج عن الفضاء العام لم تحدث في سياق منفصل عن عزلها داخل السرير والتحكم في حياتها الحميمية. ولا يمكن النظر بانفصال إلى هاذين الأمرين. لأن المرأة السلبية المفعول بها داخل غرفة نومها، لا يمكن أن تكون فاعلة وإيجابية في الفضاء العام خارج حدود السرير.

“إنها صعبة الإرضاء وصعب مجاراة رغباتها”

“تصورهم فيه خلل حيث إنهم يعتقدون أن المرأة لا تستطيع كبح نفسها ف بمجرد اختلاءها مع آخر قد تفعل فاحشة، أو بالأصح هذا الرأي صادر عن غالبية المطاوعة، بالتالي الشعب يتأثر برأيهم فتصبح ثقافة مجتمع”

يمكن تطبيق النظرية (الضمنية) أو المكبوتة التي تحدثت عنها المرنيسي، على إجابات المشاركات السابقة، وسنلاحظ أنهنّ يعانين من الفكرة المستبطنة عن المرأة التي لا يمكن السيطرة على شهوتها، والتي بمجرد الخروج عن الصمت حيال حياتها الجنسية تكون قد أثبتت تهمة العهر على نفسها: ” إن غياب الفعالية الجنسية لدى المرأة يحيلها إلى مازوشية وسلبية، ولذا ليس من المفاجئ أن تعتبر عدوانية المرأة المسلمة الفعالة جنسيا كما لو كانت موجهة نحو الخارج. فطبيعة عدوانيتها جنسية أساسا، وتتوفر فيها جاذبية قاهرة تهزم إرادة الرجل المتمنعة، وتحيل دوره إلى دور سلبي خاضع لا خيار له، ولا يملك إلا أن ينقاد لجاذبيتها، ومن هنا هذا الجمع بين المرأة والفتنة أي بينها وبين القوى المضادة للمجتمع ونظامه.”1

وهذا مصدر التصورات المماثلة لهذه “مصدر لزعزعة الأمن والاستقرار للأسرة / المجموعة / وتباعًا الدولة بأكملها..خلق هذا التناقض شعور هائل بالذنب داخلي عندما كنت أخفي أي شكل من أشكال الرغبة قبل الزج بكل هذه الرغبات تحت إطار الزواج”

في الإجابة التالية سنلاحظ أن التناقض الفج بين النظريتين (الضمنية) و (العلنية) يضع عقبة جديدة أمام المرأة في المجتمعات المتدينة، حيث تتم تغذية وعيها بفكرتين متضادتين، الأولى منهما تحذرها من العهر والفجور إن اعترفت بوجود شهوة المرأة والأخرى تتوعدها بالويل والثبور في حال كانت لا جنسانية أو بلا شهوة، تقول إحدى المشاركات

” نظرتهم ذكورية جدا يقولون بأنها هائجة وشهوتها بسبع شهوات حينما يصل الامر للتحكم بها وكبتها وتطويق حريتها. وعديمة الشهوة وباردة جنسيًا ويكفيها عاطفتها تجاه زوجها بدايةً ومن ثم لأطفالها لتبرير التفريخ وتعدد الزوجات ومتعة الرجل وأظن من هذا كله يتضح أثره السلبي عليّ لدرجه أظن أنني غير جنسانية والمشكلة مني أنا”

تعطيني الإجابات الخارجة عن المألوف أملاً في غد أفضل للمرأة العربية وحريتها المسلوبة، لكن الإجابة التي سأستشهد بها كختام للمقالة لا تعدنا بحرية كاملة ومتخلصة تماماً من كل العوائق الاجتماعية التي شكّلت حاجزاً يقف بين المرأة وحريتها واستقلاليتها، لكنها تصف لمحة واقعية مما تعيشه المرأة بعد حصولها على حريتها الجنسية، فيما يمكن اعتبارها مجتمعات عربية ” متحررة “.

” يعتبر محيطي إلى درجة معينة منفتح وغير جازم بأحكامه على المرأة من ناحية الشهوة والرغبات الجنسية.. اللافت هو اعتباره قرار المرأة بعيش شهوتها قرار محمّل بالمسؤولية والتوقعات: عليها أن تكون واعية ومستقلة وحرة ومدركة وخارقة لتستحق عيش رغباتها في حرية لأن العواقب وخيمة. بينما بالنسبة للرجل فالأمر بديهي وعادي. أثّر على تجربتي أنني بعد تجربتي الأولى، مع أنها كانت نتيجة قناعة وقرار حر، شعرت وكأنني الان أتحمل مسؤولية كبيرة وأنه في حال عدم قدرتي على تحمل عواقبها وحيدة سيخيب أمل عائلتي بي. أحسست أنني وحيدة تماما في قرار الحرية الجنسية مما كان محرك لمعركة كبيرة مع القلق والخوف من الجنس. الخوف من الحمل الغير المبرر والمرض.”

برأيي أن هذه الحرية الجنسية ماهي إلا مثال حي على النسخة المشوهة من الحرية التي تمررها الأنظمة الأبوية للنساء، وأي حرية جنسية يمكن أن نحقق في ظل انعدام القوانين التي تشعرنا بالأمان النفسي والجسدي وتسمح لنا بممارسة حياتنا واتخاذ قراراتنا بدون أن تلاحقنا أشباح الخسارة والفشل والموت.

مصادر

  1. ما وراء الحجاب (الجنس كهندسة اجتماعية)، فاطمة المرنيسي
  2. نشأة النظام الأبوي، غيرا ليرنر
  3. الحريم السياسي (النبي والنساء)، فاطمة المرنيسي