وثيقة:للسلطة رواية وللأسرة أخرى... كيف قُتلت فتيات الاحتجاج في إيران؟

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

Circle-icons-document.svg
خبر
العنوان للسلطة رواية وللأسرة أخرى... كيف قُتلت فتيات الاحتجاج في إيران؟
تأليف ناديا كريمي
تحرير غير معيّن
المصدر رصيف22
اللغة العربية
تاريخ النشر 2022-10-8
مسار الاسترجاع https://raseef22.net/article/1089969-%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A9-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D9%84%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D8%AE%D8%B1%D9%89-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%82%D8%AA%D9%84%D8%AA-%D9%81%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%AC-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86
تاريخ الاسترجاع 2022-11-21



قد توجد وثائق أخرى مصدرها رصيف22



لم تتوقف دوامة الموت من ملاحقة المتظاهرين في إيران برغم كل التنديدات والتحذيرات المحلية والدولية، فبعد موت مهسا أميني (22 عاماً)، التي باتت رمز النضال من أجل الحرية، قُتلت حديث نجفي (20 عاماً)، ونيكا شاكَرَمي (17 عاماً)، وسارينا إسماعيل زاده (16 عاماً)، وسط روايات متناقضة بين الحكومة والأُسَر.

وحول كيفية وفاة مهسا أميني في شرطة الحجاب، الحدث الأبرز الذي أدى إلى زيادة غضب الشارع والذي تحول إلى نقطة الشرارة لبداية احتجاجات واسعة كانت بمثابة أكبر تحد للنظام منذ سنوات، أفادت هيئة الطب الشرعي الإيرانية أمس الجمعة بأن الشابة قضت نحبها نتيجة تداعيات حالة مرضية سابقة، وليس بسبب الضرب على رأسها.

وجاء في تقرير الطبيب الشرعي أن وفاتها "لم تكن ناجمة عن ضربة على الرأس أو الأعضاء الحيوية"، بل ترتبط بتداعيات خضوعها "لعملية جراحية لإزالة ورم في الدماغ في سن الثامنة".

وبينما لم يذكر التقرير أن مهسا قد تعرضت لأي إصابات أثناء توقيفها من قبل الشرطة، أعلن وكيل أسرة مهسا أميني، عدمَ تأييدهم لتقرير الطب الشرعي، وبأنهم طالبوا بهيئة مستقلة من الأطباء للتحقيق في ملابسات وفاة ابنتهم في مخفر الشرطة.

من جانبه كشف الرئيس السابق لهيئة الطب الشرعي في محافظة هرمزكان الدكتور مازِيَار اشرفيان بناب، والذي أصبح مساعد كلية الطب في جامعة ساندرلند البريطانية بعد مغادرته إيران، كشف أن الهيئة غير مستقلة في إصدار تقريرها وأن موظفيها هم عناصر السلطة القضائية الخاضعة لمكتب المرشد الأعلى، كما أن التقرير لم يكشف بصراحة عن سبب الوفاة.

بدورهم طالب رؤساء مكاتب نقابة الأطباء في عموم البلاد، بـ"الإعلان الصريح" عن سبب وفاة مهسا، كما طالبوا بوقف العنف ضد المتظاهرين، والسماح للكوادر الطبية الوصول إلى جرحى الاحتجاجات ومعالجتهم بحرية، وفق بيان مشترك.

نيكا... أبرز حالات مقتل المتظاهرين

تقول السلطات الإيرانية عن كيفية مقتل نيكا شاكَرَمي (17 عاماً)، التي توفيت خلال الاحتجاجات، إنها سقطت من مبنى على يد عمال بناء، كما تؤكد المحكمة أن جثة الفتاة المراهقة أصيبت بكسور متعددة في الحوض والرأس والأطراف العلوية والسفلية، مما يشير إلى أنها قد ألقيت من ارتفاع.

ولكن والدة الشابة التي أصبحت وفاتها واحدةً من أبرز حالات مقتل الشباب في الاحتجاجات، اتهمت السلطاتِ بقتل ابنتها. وكانت نيكا قد فُقدت في طهران في 20 أيلول/سبتمبر بعد آخر اتصالها مع أسرتها التي كانت تقول فيه إن عناصر الأمن تطاردها.

نيكا شاكَرَمي (17 عاماً)

وتقول نسرين شَاكَرَمِي، والدة الفتاة، في فيديو نشره موقع "راديو فَردا" ومقرّه الولايات المتحدة، إنها عثرت على جثة ابنتها بعد مرور 9 أيام من اختفائها، في مشرحة سجن كَهْريزَك بطهران.

وأضافت: "رأيت جثة ابنتي، وأظهر الجزء الخلفي من رأسها أنها تعرّضت لضربة شديدة، حتى أن جمجمتها قد انهارت نحو الداخل، وهذا ما أدى إلى موتها. وأما باقي أجزاء جثتها فكانت سليمة تماماً، ولا توجد أي علامة للكسور فيها". كما صرحت أن مسؤولي المشرحة بيّنوا لها أن نيكا قد توفيت في نفس اليوم التي اختفت فيه.

ووصفت نسرين شاكَرمي أن السلطات الأمنية قالوا لها إن سبب التأخر في إعلان وفاة ابنتها برغم كل المتابعات من قبلها، كان توتر الأجواء والمظاهرات المستمرة، إذ قرر المسؤولون إخبارَ الأسرة بعد تهدئة الأجواء، لكن الاحتجاجات لم تتوقف.

وبعد نية أسرة نيكا شاكرمي بدفنها في محافظة لُرِستان جنوب غربي إيران، بجوار قبر والدها، خطفت قواتُ الأمن جنازتها من المستشفى، ودفنتها ليلاً دون إذن والدتها، خشية أن تتحول مراسم جنازتها إلى احتجاجات أخرى على غرار ما حدث لجنازة مهسا أميني في مدينة سقِّز في محافظة كردستان.

وعن اعتراف خالة الفتاة، الذي بثّه التلفزيون الإيراني إذ أكدت فيه أن ابنة أختها أُسقطت من مبنى وهكذا قُتلت، قالت والدة القتيلة إن تصريحاتها جاءت تحت الإكراه والإجبار، كما تتعرض الأسرة للتهديد والتعذيب لتأييد رواية الحكومة في مقتل ابنتهم، "لم أرد على اتصالاتهم وقد هددوني عبر الاتصال بباقي أفراد العائلة، ألا أتحدث إلا بروايتهم الكاذبة".

وفاة الطالبة سارينا

في غضون ذلك، كشفت السلطات الإيرانية عن وفاة فتاة أخرى تدعى سارينا إسماعيل زاده، تبلغ من العمر 16 عاماً، إثر القفز من بناية مكونة من 5 طوابق في مدينة كرَج بالقرب من العاصمة طهران، وأكد رئيس المحكمة أن "الفتاة قَتَلت نفسها منتحرةً".

أما تقارير المنظمات الحقوقية المعارضة تؤكد حسب مصادرها أن الطالبة سارينا قُتلت بعد تعرضها للضرب المبرح على رأسها بالهراوات على أيدي قوات الأمن أثناء الاحتجاجات في مدينة كرج.

سارينا إسماعيل زاده (16 عاما)

وكانت سارينا تنشط عبر قناتها في اليوتيوب خلال 4 أشهر الماضية، ومن هناك كانت تروي يومياتها، وتتحدث عن القيود الصارمة على حرية الفتيات، وبأن الشابات الإيرانيات بحاجة إلى البهجة والنزهة والحرية.

حديث ومحمد

وفي مدينة كرَج أيضاً، قُتلت الشابة حديث نجفي (20 عاماً) في نهاية أيلول/سبتمبر، بعد مشاركتها في الاحتجاجات، حيث أعلنت أسرتها أنها توفيت إثر اصابتها بـ10 رصاصات من قبل قوات الأمن.

سارينا وحديث، قتيلتا الاحتجاجات في إيران

وليس بعيداً عن ما ترويه السلطات الإيرانية عن مقتل المتظاهرين، نشر محامي أسرة الشاب محمد رضا سَروَرِي، البالغ من العمر 14 عاماً، كتابَ جوازِ دفنه الصادر عن هيئة الطب الشرعي، وعلّق عليه أن الشاب قد توفي إثر طلقة نارية في رأسه، وقد قُتل أثناء الاحتجاجات القائمة في العاصمة طهران.

وأعلنت منظمات حقوقية خارج إيران، مقتلَ ما لا يقل عن 150 شخصاً خلال احتجاجات البلاد المتواصلة منذ ثلاثة أسابيع، بينما لم تعلن السلطات الإيرانية عن اجمالي عدد القتلى والجرحى والمعتقلين حتى الآن، ولكن أكدت إطلاق سراح المئات من اليافعين واليافعات "المتحمسين والمتأثرين بشبكات التواصل"، حسب تعبيرها، وبعد تأنيبهم كما طالب المرشد الأعلى.

الحرية تتحدى القمع

تجاوزت المطالبة بتحقيق حول سبب وفاة مهسا أميني وموضوع الحجاب في الاحتجاجات، الفترةَ الأطول خلال العقد الماضي، طالب خلالها المتظاهرون والمحتجون بالتغيير في نمط حياتهم، بعيداً عن سعي الحكومة في أسلمة المجتمع الإيراني.

وأخذ يصدح المحتجون بهتاف "آزادي، آزادي، آزادي" والمقصود منه: حرية التعبير، وانتمائهم للأفكار وأنماط العيش القريبة منهم والبوح بها، وحرية ارتداء الملابس، وحرية استماع الأغاني ومشاهدة أفلام السينما.