وثيقة:مواجهة الكورونا في ظل اللجوء والنفي من البيت والوطن

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

Circle-icons-document.svg
مقالة رأي
العنوان مواجهة الكورونا في ظل اللجوء والنفي من البيت والوطن
تأليف صفحة وطن حر نساء حرة على فيسبوك
تحرير غير معيّن
المصدر صفحة وطن حر نساء حرة على فيسبوك
اللغة العربية
تاريخ النشر 2020-03-26
مسار الاسترجاع https://www.facebook.com/2703156423090972/photos/a.3020723031334308/3622959461110659/?type=3&theater
تاريخ الاسترجاع 2020-04-08



قد توجد وثائق أخرى مصدرها صفحة وطن حر نساء حرة على فيسبوك



ردّت فتاة سورية في مخيمات اللجوء على دعوة الناس إلى البقاء في بيوتهم في لافتة كتبت عليها "أتمنى لو أستطيع"، عرّى ردها هذا واقع تغييب شرائح واسعة في العالم عن تعليمات الوقاية والحماية من الفيروس. وذكّرنا -فيما نُدعى لالتزام بيوتنا سعيًا للأمان وحماية أنفسنا ومن نحب- بأن أكثر من 25 مليون لاجئ ولاجئة وحوالي 40 مليون مُهجّر ومُهجّرة داخليًا يعيشون يوميًا مأساة نفيهم من بيوتهم وتركهم عرضة للوباء دون أدنى حماية.

في شمال غرب سوريا مثلًا، حيث نزح أكثر من مليون لاجئ ولاجئة في غضون أشهر قليلة، يعيش الناس في خيام ومبانٍ مهجورة قد تتقاسمها عائلات عديدة، في ظل اكتظاظ خانق لا يحلم معه الناس بالحفاظ على المسافة المطلوبة لضمان حمايتهم من الفيروس. في المخيمات والمباني المهجورة وجوانب الطرقات حيث ينام البعض الآخر، يعيش الناس في ظروف تبدو معها تعليمات الوقاية مثيرة للسخرية، فكيف يغسل الناس أيديهم مرات عدة في اليوم وهم لا يجدون الماء؟ أو يكافحون للحصول على أقل من الحد الأدنى من مياه الشرب والاستحمام؟

يشهد الأطباء في هذه المناطق أنهم يشرفون على حالات مصابة بالفيروس، كما شهدوا وفيات أشخاص ظهرت عليهم أعراض الكورونا، إلا أنهم لا يستطيعون التأكد من ذلك بسبب عدم توفر معدات الفحص، تحديدًا في ظل انسحاب العديد من منظمات الصحة الإغاثية من المنطقة تحت وقع العمليات العسكرية الوحشية. كما لا تتوفر الخدمات الصحية اللازمة للناس، حيث دمر القصف في منطقة إدلب في الثماني سنوات الأخيرة العديد من المستشفيات والمراكز الصحية، وأودى بحياة المئات من أفراد الطواقم الطبية. فمنذ كانون أول/ ديسمبر الأخير، تضرّر أكثر 84 مستشفى ومركز صحي في المنطقة. بعضها دُمِّر بشكل كامل أو أجبر على الإغلاق، فيما يعمل بعضها في ظلّ معاناة كبيرة من نقص المعدات والمواد الطبية اللازمة.

أما في لبنان الذي يعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية في ظل احتجاجات شعبية ثورية مُلهمة خفتت بسبب انتشار الفيروس، يعاني اللاجئون الفلسطينيون القابعون تحت منظومة عنصرية قمعية وعنيفة، من تمييز اقتصادي واجتماعي وبيئي صارخ، ومن مخاوف وقلق تفشي فيروس الكورونا وسطهم، الذي سيكون وقع انتشاره على المخيمات، التي تُنشر دعوات عنصرية لعزلها، كارثيًا نظرًا لظروفها الصعبة.

يعيش الناس في مخيمات لبنان في بيئة مكتظة جدًا لا تتيح الالتزام بإجراءات البقاء في البيوت أو تأمين أماكن للحجر الصحي الوقائي. فيما تشكّل الأعباء الاقتصادية همًّا كبيرًا للعائلات في المخيمات التي تبلغ نسبة الفقر فيها الـ 66%، ولا يملك عمّالها -الذين يتلقون أجورًا أقل بـ 20% من معدّل أجور العمال اللبنانيين ويعانون من تدهور الأوضاع المعيشية- امتياز التوقف عن العمل لحماية أنفسهم من الوباء. بعد تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في المخيمات، يبقى القلق قائمًا رغم التزام الأونروا بدعم من سفارة السلطة الفلسطينية والهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان، بتوفير الفحوصات والعلاج لمصابي الفيروس وتحملّه تكلفته، بعد أسابيع من عدم الوضوح، تحديدًا مع صعوبة إيجاد مراكز عزل وعلاج قرب المخيمات الفلسطينية، وتقليص ميزانية الأونروا، وتعثّر منظومة الصحة اللبنانية التي سترسل إليها بعض الحالات المصابة.

إذًا، في ظل الفزع الذي نعيشه اليوم ونلجأ منه إلى بيوتنا بحثًا عن الأمان، علينا أن نرفع أصوات الملايين ممّن لا بيوت لهم ولا يملكون امتياز الحصول حتى على الماء، فهم لو نجوا اليوم من تمدد الفيروس وتغوّل انتشاره في أجسادهم وأجساد أحبابهم، فإنهم لن يجدوا في الغد قوت يومهم بعد تعطّل أعمالهم، ولن ينجوا بعضهم الآخر من موجة تبتلعهم في عرض البحار وهم يفرّون من ويلات الحرب والفقر والترويع، فلا أمان ولا سلامة حقيقية لأي لاجئة ولاجئ إلا بالعودة إلى بيوتهم وأوطانهم الحرّة.