ومن النقاط المهمة الأساسية الخاصة بالتيار الرئيس للنسوية الغربية العلمنة. يرجع ذلك إلى أنها ترتبط عضويًا بعصر التنوير الأوروبي.<ref>استخدم هنا تعريف روزي بريادوتي: العلمانية بمعنى عقيدة الفصل بين سلطة الكنيسة وسلطة الدولة بصورة رئيسة. ومن ثم يصبح المجال الخاص والعام منفصلين، حيث دائمًا ما يتم وضع ذاتية الفرد في المجال (السياسي) العام.</ref> وهكذا فإن العقلانية والتركيز على الحقوق المدنية تعد مسألة مركزية.<ref>Braidotti, Rosi. “In Spite of the Times The Postsecular Turn in Feminism.”Theory, culture & society 25.6 (2008): 1-24: 4.</ref> وقد انتقلت النظرية النقدية إلى ما بعد الإنسانية العلمانية (وهي كذلك من إنتاج عصر التنوير) من خلال إبراز المأساة الاستعمارية (إدوارد سعيد)، وانتقاد الإنسانية الأوروبية (ميشيل فوكو)، وتفكيك المركز (جاك دريدا). وعملت هذه النظريات على إزالة مركزية أوروبا ووجهت سؤالًا نقديًا إلى خطاب التنوير ومركزية العلمانية. وعلى نحو مهم أشار العلمانيون إلى ميراث علمانية "اليهودية المسيحية" (وهو نفسه بناءً إشكاليًا) إذ يؤكد على أن الدور السلبي للدين ما يزال يسود العلاقة.<ref>Ibid: 9.</ref> يخدم ذلك أيضًا بنية الإسلام (بوصفها معارضة لليهودية المسيحية) باعتبارها خارج الحداثة، ولم تظهر على نحو واضح العلمنة من خلال النسوية ونسويات ما بعد الاستعمار والنسويات السود وفي الواقع فإن الدين وبخاصة جانبه الروحي ظل يحتل مكانًا مركزيًا في رؤيتهم العالمية وفي أعمالهم،<ref>يمكن المجادلة على أية حال أن العلمانية مليئة بالميول الروحانية والافتراضات الميتافزيقية، غير أنه نادرًا ما تعترف النسويات العلمانيات بذلك.</ref> فيما يناقض بشدة التيار الرئيس للنسوية.<ref>Ibid: 7.</ref> | ومن النقاط المهمة الأساسية الخاصة بالتيار الرئيس للنسوية الغربية العلمنة. يرجع ذلك إلى أنها ترتبط عضويًا بعصر التنوير الأوروبي.<ref>استخدم هنا تعريف روزي بريادوتي: العلمانية بمعنى عقيدة الفصل بين سلطة الكنيسة وسلطة الدولة بصورة رئيسة. ومن ثم يصبح المجال الخاص والعام منفصلين، حيث دائمًا ما يتم وضع ذاتية الفرد في المجال (السياسي) العام.</ref> وهكذا فإن العقلانية والتركيز على الحقوق المدنية تعد مسألة مركزية.<ref>Braidotti, Rosi. “In Spite of the Times The Postsecular Turn in Feminism.”Theory, culture & society 25.6 (2008): 1-24: 4.</ref> وقد انتقلت النظرية النقدية إلى ما بعد الإنسانية العلمانية (وهي كذلك من إنتاج عصر التنوير) من خلال إبراز المأساة الاستعمارية (إدوارد سعيد)، وانتقاد الإنسانية الأوروبية (ميشيل فوكو)، وتفكيك المركز (جاك دريدا). وعملت هذه النظريات على إزالة مركزية أوروبا ووجهت سؤالًا نقديًا إلى خطاب التنوير ومركزية العلمانية. وعلى نحو مهم أشار العلمانيون إلى ميراث علمانية "اليهودية المسيحية" (وهو نفسه بناءً إشكاليًا) إذ يؤكد على أن الدور السلبي للدين ما يزال يسود العلاقة.<ref>Ibid: 9.</ref> يخدم ذلك أيضًا بنية الإسلام (بوصفها معارضة لليهودية المسيحية) باعتبارها خارج الحداثة، ولم تظهر على نحو واضح العلمنة من خلال النسوية ونسويات ما بعد الاستعمار والنسويات السود وفي الواقع فإن الدين وبخاصة جانبه الروحي ظل يحتل مكانًا مركزيًا في رؤيتهم العالمية وفي أعمالهم،<ref>يمكن المجادلة على أية حال أن العلمانية مليئة بالميول الروحانية والافتراضات الميتافزيقية، غير أنه نادرًا ما تعترف النسويات العلمانيات بذلك.</ref> فيما يناقض بشدة التيار الرئيس للنسوية.<ref>Ibid: 7.</ref> |