سطر 99: |
سطر 99: |
| | | |
| * تطور الهوية والاغتراب: | | * تطور الهوية والاغتراب: |
| + | |
| + | تستشهد الكاتبة بدعوة جون دي إميليو بالفصل ما بين السلوك والهوية، فيحلل دي إيميليو نشأة الهوية المثلية كنتيجة لعدم وجود فضاء إجتماعي يسمح للرجال والنساء أن يكونوا مثليين ومثليات في المجتمعات الاستعمارية، فتم بناء السعي للبقاء على قيد الحياة حول المساهمة في العائلة النووية. |
| + | وهذا لم يلغي حقيقة أنه كانت توجد ممارسات مثلية. وفي منتصف القرن ال 19، عندما استحكمت الرأسمالية، أصبح العمل حراً، وأصبح باستطاعة الأفراد أن يكسبوا معيشتهم من خلال العمل المأجور بدلاً من أن يصبحوا جزءً من عائلة ذات اتكال متبادل بين أفرادها. حينها بدأت تندمج الرغبة المثلية مع الهوية الشخصية للفرد، وأصبح هناك هوية مثلية قائمة على القدرة على البقاء خارج اطار الأسرة الغيرية وبناء حياة شخصية قائمة على استهواء الجنس المماثل. |
| + | |
| + | شبهت الكاتبة فصل دي إيميليو ما بين "السلوك" و"الهوية" بالتصنيفين الماركسيين "العمل" و"الاغتراب"؛ فشرح ماركس للعمل على أنه "نشاط الحياة الإنتاجية ذاتها، ولكنه في ظل النظام الرأسمالي يبدو للإنسان أنه مجرد وسيلة لإشباع حاجته في الوجود الجسدي، ويستطرد قائلاً في نصه '''العمل المغترب''' "أن الحياة الإنتاجية هي حياة النّوع (species)، إنها حياة تولد حياة، وطبع أيّ نوع – بطبع كونِهِ نوع – يحويه طابعُ نشاط حياته، والنّشاط الحُر الواعي هو طبع نوع الإنسان. والحياة نفسها لا تظهر إلا كوسيلة للحياة." |
| + | تشرح الكاتبة تعريف ماركس للعمل قائلة أن العمل هو تجريد أكبر وأشمل من نماذجه المحددة أو نمط الانتاج الذي يقع تحته، ولكننا لا نستطيع أن نفهمه إلا في سياق نمط إنتاج محدد (قبلية، إقطاعية، رأسمالية ..إلخ)، فالعمل يشمل كل تعبيرات الإنسان عن نشاطه الذاتي ومن خلال نماذجه العديدة ينخرط الإنسان في العالم المحيط به. |
| + | |
| + | ففي إطار نظام الانتاج الرأسمالي، يفصل العامل عن وسائل الإنتاج، لذلك يجب عليه أن يعمل لصالح من يمتلكون تلك الوسائل، وينخرط في نموذج العمل ذاته طوال اليوم وكل يوم، فتصبح مهنة العامل بالنسبة له هي مجرد وسيلة لتسديد حاجاته، بينما في جوهرها هي ممارسة الحياة نفسها "وبسبب هذا الشقاق ما بين عملنا وإرادتنا الواعية، يُغرّبُ عملنا تحتَ الرأسماليّة، بمعنى أنّه لا يُستخدم لإثرائنا الذاتيّ، وإنما نحن نهديه للرأسماليين، ويُصبِح عملنا متعددُ الجوانب عملًا ذو جانبٍ واحد، إذ يُختزل في مِهنتنا." |
| + | |
| + | ومن هنا تطابق الكاتبة ما بين تصنيفي دي إيميليو: السلوك والهوية، والتصنيفين الماركسيين العمل والاغتراب، قائلة أن الممارسات والسلوك المثلي هو جزء من تفاعل الإنسان مع الحياة (نشاطه الذاتي أي عمله)، بينما الهوية المثلية هي شكل عمل أُحادي الجانب وفردي ومغترب، فمفهوم الهوية في حد ذاته تختص به الرأسمالية وحدها. بكلماتِ أخرى، نحن، تحت الرأسمالية، يتم قولبتنا في إطار واحد، "فنحن إما سائق/ة سيارة، مصفف/ة شعر، أو امرأة أو إسود وسداء .. إلخ)"، فعندما ينحصر تعريفنا لشخوصنا في تلك التعبيرات المُحدِدة لنشاطنا الذاتي (العمل)، تعمل على الحد من كوننا بشر متعددي الجوانب. |
| + | |
| + | وبالرغم من إقرار الكاتبة بوجود تفرقة جندرية وتفرقة على أساس العرق في مجتمعات ما قبل الرأسمالية، إلا أنها تقول أن تصنيفات "الهوية" هي أمر تختص به الرأسمالية وحدها، ولذلك ترى الكاتبة أن سياسات الهوية هي نهج بورجوازي وشديد الفردية. وأنه علينا أن نناضل من أجل مجتمع يتجاوز فكرة الهويات ويسمح للجميع أن يعبروا عن نشاطهم الذاتي متعدد الجوانب كيفما شاءوا. |
| | | |
| ==طالع/ي كذلك== | | ==طالع/ي كذلك== |