تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
جزء في أبرز الكتابات
سطر 2: سطر 2:     
==أبرز أفكار النظرية==   
 
==أبرز أفكار النظرية==   
يكمن جوهر نظرية الامتيازات في الفكرة التي تقول أن الاضطهاد يعمل من خلال مجموعة من الامتيازات غير المستحقة التي يستمتع بها بعض الأفراد، نتيجة لجوانب معينة في هويّاتهم حصلوا عليها بعد ولادتهم. وتشمل تلك الجوانب على العِرق و لون الجسد و الطبقة وال[[جندر]] و[[هوية جندرية | الهويّة الجندرية]] و [[ميل جنسي | الميل الجنسي]] و اللغة و الموقع الجغرافي و الحالة البدنية والنفسية والعقلية و التعليم و الدين  وغيرهم.  فعلى سبيل المثال، يحصل الرجال والبيض و[[مغايرة جنسية | المغايرين جنسيًا]] والمعافين جسديًا على امتيازات نتيجة لتلك الجوانب في هويّاتهم ولا يتعرضون في المقابل إلى [[تمييز جنسي | تمييز جنسي]] أو عنصرية أو [[رهاب المثلية الجنسية]] أو تمييز ضد أصحاب الاحتياجات الخاصة. وتشير النظرية إلى أن استخدام مصطلح "امتياز" لا يعني الاعتقاد بأن الجميع يستحق التعرض للاضطهاد أو التمييز، بل للاعتراف بأنه ليس تجربةً يمرّ بها الجميع.<ref name="Sian Ferguson>سيان فرجسون، [[ترجمة:مقدمة عن الامتيازات: دليل سريع ومختصر | مقدمة عن الامتيازات: دليل سريع ومختصر]]، ترجمة [[ليلى سامي]]، نشر ويكي الجندر.</ref>  
+
يكمن جوهر نظرية الامتيازات في الفكرة التي تقول أن الاضطهاد يعمل من خلال مجموعة من السلطات والحقوق والامتيازات غير المستحقة التي يستمتع بها بعض المجموعات، نتيجة لجوانب معينة في هويّاتهم، لا دخل لهم بها. وتشمل تلك الجوانب على العِرق و لون وحجم الجسد و الطبقة وال[[جندر]] و[[هوية جندرية | الهويّة الجندرية]] و [[ميل جنسي | الميل الجنسي]] و اللغة و الموقع الجغرافي و السلامة البدنية والنفسية والعقلية و التعليم و الدين  وغيرهم.  فعلى سبيل المثال، يحصل الرجال على [[امتيازات ذكورية | امتيازات]] نتيجة لجندرهم ولا يتعرضون في المقابل إلى [[تمييز جنسي | التمييز الجنسي]]. وتشير النظرية إلى أن استخدام مصطلح "امتياز" لا يعني الاعتقاد بأن الجميع يستحق التعرض للاضطهاد أو التمييز، بل للاعتراف بأنه ليس تجربةً يمرّ بها الجميع.<ref name="Sian Ferguson>سيان فرجسون، [[ترجمة:مقدمة عن الامتيازات: دليل سريع ومختصر | مقدمة عن الامتيازات: دليل سريع ومختصر]]، ترجمة [[ليلى سامي]]، نشر ويكي الجندر.</ref>  
    
وتشير النظرية إلى وجود "سلطة مؤسسية" تعمل على إنتاج وتكريس تلك الامتيازات، فتميز تلك الأنظمة القمعية والتمييزية لصالح بعض المجموعات وتضطهد أخرى؛ فتفضّل، على سبيل المثال، [[نظام أبوي | الأنظمة الأبوية]] الرأسمالية الرجال والأغنياء و[[مغايرة جنسية | المغايرين جنسيًا]] وأصحاب [[هويات جندرية نمطية | الهويّات الجندرية النمطية]] وتستخدم سلطتها المؤسسية لتهميش النساء و [[تمييز جنسي | التمييز ضدهن]] وضد الطبقات الفقيرة و[[مثلية جنسية | المثليات/ين]] وأصحاب [[هويّات جندرية غير نمطية | الهويّات الجندرية غير النمطية]]. <ref name="Sian Ferguson/> ويشارك المنتفعين و المنتفعات من هذه الامتيازات في استمرار هذا النظام التمييزي، ولكن لا تعني حيازة شخص ما على إحدى الامتيازات أنه سيئ، ففي أغلب الأحيان لا يعي المنتفعين والمنتفعات من هذه الامتيازات بوجودها في الأصل، وبالتالي تعمل منظرّات ومنظرّي الامتيازات على جعل تلك الامتيازات "مرئية"، للفت نظر الأفراد إلى الامتيازات التي يعتبرونها شيء مسلّم به و "طبيعي"، وليس امتيازًا غير مستحق. كما تعمل الامتيازات على المستوى السيكولوجي للفرد، فتصبح انحيازًا لا إراديًا، وبالتالي تدفع النظرية الأفراد على "تفقُد امتيازاتهم" ونقدها بشكل مستمر، واستخدام تلك المعرفة لعرقلة هذا النظام.
 
وتشير النظرية إلى وجود "سلطة مؤسسية" تعمل على إنتاج وتكريس تلك الامتيازات، فتميز تلك الأنظمة القمعية والتمييزية لصالح بعض المجموعات وتضطهد أخرى؛ فتفضّل، على سبيل المثال، [[نظام أبوي | الأنظمة الأبوية]] الرأسمالية الرجال والأغنياء و[[مغايرة جنسية | المغايرين جنسيًا]] وأصحاب [[هويات جندرية نمطية | الهويّات الجندرية النمطية]] وتستخدم سلطتها المؤسسية لتهميش النساء و [[تمييز جنسي | التمييز ضدهن]] وضد الطبقات الفقيرة و[[مثلية جنسية | المثليات/ين]] وأصحاب [[هويّات جندرية غير نمطية | الهويّات الجندرية غير النمطية]]. <ref name="Sian Ferguson/> ويشارك المنتفعين و المنتفعات من هذه الامتيازات في استمرار هذا النظام التمييزي، ولكن لا تعني حيازة شخص ما على إحدى الامتيازات أنه سيئ، ففي أغلب الأحيان لا يعي المنتفعين والمنتفعات من هذه الامتيازات بوجودها في الأصل، وبالتالي تعمل منظرّات ومنظرّي الامتيازات على جعل تلك الامتيازات "مرئية"، للفت نظر الأفراد إلى الامتيازات التي يعتبرونها شيء مسلّم به و "طبيعي"، وليس امتيازًا غير مستحق. كما تعمل الامتيازات على المستوى السيكولوجي للفرد، فتصبح انحيازًا لا إراديًا، وبالتالي تدفع النظرية الأفراد على "تفقُد امتيازاتهم" ونقدها بشكل مستمر، واستخدام تلك المعرفة لعرقلة هذا النظام.
سطر 12: سطر 12:  
</blockquote>  
 
</blockquote>  
   −
كما تجادل بيجي إلى عدم وجود وعي لدى الرجال بالامتيازات التي يمنحها لهم [[نظام أبوي | المجتمع الأبوي]] نتيجة لكونهم ذكورًا، وحملهم "حقيبة الظهر غير المرئية" الملئية بالأدوات والمصادر التي تجعل من نجاحهم وتفوقهم عملية أسهل بكثير من النساء اللاتي لا ترتدين تلك الحقيبة. وبالتالي، يعتقد أصحاب تلك الحقائب أنهم حققوا مستوى معين من النجاح معتمدين فقط على مؤهلاتهم، غير واعيين بامتيازاتهم غير المستحقة والتي ساعدتهم بأشكال عديدة على نجاحهم. وتضيف الكاتبة أنه قد يدرك أصحاب تلك الامتيازات حقيقة عدم امتلاك بعض الناس لميّزات معينة، إلا أنهم لا يدركون أن الكثير من امتيازاتهم مرتبطة بتجريد غيرهم من تلك الميّزات.  
+
كما تجادل بيجي إلى عدم وجود وعي لدى الرجال بالامتيازات التي يمنحها لهم [[نظام أبوي | المجتمع الأبوي]] نتيجة لكونهم ذكورًا، وحملهم "حقيبة الظهر غير المرئية" الملئية بالأدوات والمصادر التي تجعل من نجاحهم وتفوقهم عملية أسهل بكثير من النساء اللاتي لا ترتدين تلك الحقيبة. وبالتالي، يعتقد أصحاب تلك الحقائب أنهم حققوا مستوى معين من النجاح معتمدين فقط على مؤهلاتهم، غير واعيين بامتيازاتهم غير المستحقة والتي ساعدتهم بأشكال عديدة على نجاحهم. وتضيف الكاتبة أنه قد يدرك أصحاب تلك الامتيازات حقيقة عدم امتلاك بعض الناس لميّزات معينة، إلا أنهم لا يدركون أن الكثير من امتيازاتهم مرتبطة بإقصاء وتجريد غيرهم من تلك الميّزات.  
   −
تطورّت نظرية الامتياز بعدها لتشمل ساحات لامتيازات أخرى أكثر [[تقاطعية]]، لتشمل جوانب أخرى مثل [[ميل جنسي | الميل الجنسي]] و[[هوية جندرية | الهويّات الجندرية]] والطبقة والدين واللغة. في مقالهم ''[https://onlinelibrary.wiley.com/doi/epdf/10.1002/j.2161-1912.2005.tb00020.x توسيع تعريف الامتياز: مفهوم الامتياز الاجتماعي]'' (2005) (''Expanding the Definition of Privilege: The Concept of Social Privilege'')، تعيد ليندا ل. بلاك Linda L. Black وديفيد ستون David Stone تعريف مفهوم الامتيازات عن طريق توسيع ساحات الامتيازات لتشمل 5 تقاطعات اجتماعية أخرى للهويّة غير الجندر والعِرق، وهم: الميول الجنسية  والحالة الاجتماعية والاقتصادية والسن والسلامة الجسدية والنفسية والدين.  
+
تطورّت نظرية الامتياز بعدها لتشمل ساحات لامتيازات أخرى أكثر [[تقاطعية]]، لتشمل جوانب أخرى مثل [[ميل جنسي | الميل الجنسي]] و[[هوية جندرية | الهويّات الجندرية]] والطبقة والدين واللغة. في مقالهم ''[https://onlinelibrary.wiley.com/doi/epdf/10.1002/j.2161-1912.2005.tb00020.x توسيع تعريف الامتياز: مفهوم الامتياز الاجتماعي]'' (2005) (''Expanding the Definition of Privilege: The Concept of Social Privilege'')، تعيد ليندا ل. بلاك Linda L. Black وديفيد ستون David Stone تعريف مفهوم الامتيازات عن طريق توسيع ساحات الامتيازات لتشمل 5 تقاطعات اجتماعية أخرى للهويّة غير الجندر والعِرق. فيُعرّفا "الامتيازات الاجتماعية" على أنها أي استحقاق أو استحسان أو سلطة أو حَصَانة أو ميّزة يمنحها المجموعة المُسيطرة لشخص أو مجموعة أخرى عند ولادتهم. ويتمثل هذا الامتياز في مجموعة من المجالات وهم: العِرق والجندر والميول الجنسية  والحالة الاجتماعية والاقتصادية والسن ودرجة السلامة الجسدية والنفسية والانتماء الديني. ولا يوافقا بيجي  مكنتوش، وغيرها، في اقتراحهم أن أصحاب الامتيازات لا يدركون دائمًا حقيقة حصولهم على امتيازات غير مستحقة، ويضيفا أن أصحاب الامتيازات قد يكونوا مدركين لهذه الحقيقة. وتجادل ليندا وديفيد أن أصحاب الامتيازات الاجتماعية هم من ينظروا إلى الانحياز أو التعصب، بانفصال عن الأشخاص الذين تمارس ضدهم هذه الاضطهادات. ويتمثل هذا الانفصال في عدم تفاعل أصحاب الامتيازات للقضاء على الامتيازات والاضطهاد.  <ref>ليندا ل. بلاك وديفيد ستون، مقال ''[https://onlinelibrary.wiley.com/doi/epdf/10.1002/j.2161-1912.2005.tb00020.x توسيع تعريف الامتياز: مفهوم الامتياز الاجتماعي]''، ص.245. </ref> ويشيرا إلى أن الامتيازات الاجتماعية تؤدي إلى شعور أصحاب الامتيازات بشعور بقيمة ذاتية مبالغ فيها وإيمانهم بتفوقهم الذاتي "الطبيعي" على الآخرين وضرورة اضطهاد الآخرين للحفاظ على الوضع القائم. بينما يكون من الصعب على الأشخاص المضطهدة بسبب الامتيازات الاجتماعية الوصول الموارد الاقتصادية والاجتماعية السائدة. كما يتم التكريس لكرههم والتقليل منهم وعدم الثقة بهم، مما يسبب في شعورهم بالشقاق عن المجتمع.  
 +
 
 +
==نقد النظرية==
    
== مراجع ==  
 
== مراجع ==  
7٬902

تعديل

قائمة التصفح