سطر 46: |
سطر 46: |
| | | |
| علاوة على ذلك جادل إنجلز بصراحة أن [[اغتصاب|الاغتصاب ]]و[[عنف ضد النساء|العنف ضد النساء]] متأصل في الأسرة منذ بدايتها: | | علاوة على ذلك جادل إنجلز بصراحة أن [[اغتصاب|الاغتصاب ]]و[[عنف ضد النساء|العنف ضد النساء]] متأصل في الأسرة منذ بدايتها: |
− | | + | |
− | <blockquote>
| |
| “أخذ الزوج دفة القيادة في البيت أيضاً؛ وحرمت الزوجة من مركزها المشرف، واستعبدت، غدت عبدة رغبات زوجها الجنسية، ومجرد أداة لإنتاج الأطفال .. من أجل ضمان إخلاص الزوجة، وبالتالي ضمان أبوة الأطفال، فإنها تسلم لسلطة زوجها دون قيد أو شرط؛ فإن قتلها، فهو لا يفعل غير أن يمارس حقه.” | | “أخذ الزوج دفة القيادة في البيت أيضاً؛ وحرمت الزوجة من مركزها المشرف، واستعبدت، غدت عبدة رغبات زوجها الجنسية، ومجرد أداة لإنتاج الأطفال .. من أجل ضمان إخلاص الزوجة، وبالتالي ضمان أبوة الأطفال، فإنها تسلم لسلطة زوجها دون قيد أو شرط؛ فإن قتلها، فهو لا يفعل غير أن يمارس حقه.” |
− | </blockquote>
| + | |
− | | |
| جادل إنجلز أيضاً بأن الفكرة المثالية عن الأسرة الأحادية في المجتمع الطبقي مبينة على الرياء بالأساس. منذ بدايتها، تم ختم الأسرة “بالطابع الخاص للزواج الأحادي للمرأة فقط، وليس للرجل“. وبينما تم إدانة أفعال الخيانة من جانب المرأة، يقول إنجلز، “فقد تم تمجيدها عند الرجل، وفي أسوء الظروف اعتبرت وصمة أخلاقية يتم تحملها بمرح“. | | جادل إنجلز أيضاً بأن الفكرة المثالية عن الأسرة الأحادية في المجتمع الطبقي مبينة على الرياء بالأساس. منذ بدايتها، تم ختم الأسرة “بالطابع الخاص للزواج الأحادي للمرأة فقط، وليس للرجل“. وبينما تم إدانة أفعال الخيانة من جانب المرأة، يقول إنجلز، “فقد تم تمجيدها عند الرجل، وفي أسوء الظروف اعتبرت وصمة أخلاقية يتم تحملها بمرح“. |
| | | |
سطر 68: |
سطر 66: |
| | | |
| فهم قادة الثورة الروسية في عام 1917 ليس فقط الدور المركزي للأسرة بوصفها جذر اضطهاد المرأة، ولكن أيضا الصعوبات التي ينطوي عليها تحقيق المساواة بين الجنسين داخل الأسرة كشرط مسبق لتحرير المرأة في المجتمع ككل. كما كتب تروتسكي في عام 1920: | | فهم قادة الثورة الروسية في عام 1917 ليس فقط الدور المركزي للأسرة بوصفها جذر اضطهاد المرأة، ولكن أيضا الصعوبات التي ينطوي عليها تحقيق المساواة بين الجنسين داخل الأسرة كشرط مسبق لتحرير المرأة في المجتمع ككل. كما كتب تروتسكي في عام 1920: |
− | <blockquote>
| + | |
| “إن إنجاز المساواة الفعلية بين الرجل والمرأة داخل الأسرة يعد … مشكلة شاقة. إذ يجب أن تحدث ثورة في كل عاداتنا العائلية حتى يحدث ذلك. وحتى الآن فمن الواضح تماما أنه ما لم يكن هناك مساواة فعلية بين الزوج والزوجة في الأسرة، بالمعنى الطبيعي وكذلك في ظروف الحياة، فإننا لا نستطيع التحدث بجدية عن مساواتهم في العمل الاجتماعي أو حتى في السياسة.” | | “إن إنجاز المساواة الفعلية بين الرجل والمرأة داخل الأسرة يعد … مشكلة شاقة. إذ يجب أن تحدث ثورة في كل عاداتنا العائلية حتى يحدث ذلك. وحتى الآن فمن الواضح تماما أنه ما لم يكن هناك مساواة فعلية بين الزوج والزوجة في الأسرة، بالمعنى الطبيعي وكذلك في ظروف الحياة، فإننا لا نستطيع التحدث بجدية عن مساواتهم في العمل الاجتماعي أو حتى في السياسة.” |
− | </blockquote>
| + | |
| بدأت أيضا الثورة الروسية التصدي على المستوى النظري والعملي على حد سواء لكيفية تحويل النضال ضد الاضطهاد لجزء لا يتجزأ من النضال من أجل الاشتراكية، مجادلة بأن الحزب الثوري يجب أن يكون “منبر المظلومين“. صرح لينين في الجملة التالية باختصار شديد أن هدف الوعي الثوري يتطلب أن يكون العمال على استعداد للدفاع عن مصالح كل المضطهدين في المجتمع، كجزء من النضال من أجل الاشتراكية: | | بدأت أيضا الثورة الروسية التصدي على المستوى النظري والعملي على حد سواء لكيفية تحويل النضال ضد الاضطهاد لجزء لا يتجزأ من النضال من أجل الاشتراكية، مجادلة بأن الحزب الثوري يجب أن يكون “منبر المظلومين“. صرح لينين في الجملة التالية باختصار شديد أن هدف الوعي الثوري يتطلب أن يكون العمال على استعداد للدفاع عن مصالح كل المضطهدين في المجتمع، كجزء من النضال من أجل الاشتراكية: |
− | <blockquote>
| + | |
| “وعي الطبقة العاملة لا يمكن أن يكون وعي سياسي حقيقي ما لم يتم تدريب العمال على الاستجابة لجميع قضايا الاستبداد والقهر والعنف والاعتداء، بغض النظر عن الطبقة التي تتأثر، ما لم يتم تدريبهم – علاوة على ذلك – على الاستجابة في جميع هذه القضايا من وجهة نظر الاشتراكية الديمقراطية دون غيرها.” | | “وعي الطبقة العاملة لا يمكن أن يكون وعي سياسي حقيقي ما لم يتم تدريب العمال على الاستجابة لجميع قضايا الاستبداد والقهر والعنف والاعتداء، بغض النظر عن الطبقة التي تتأثر، ما لم يتم تدريبهم – علاوة على ذلك – على الاستجابة في جميع هذه القضايا من وجهة نظر الاشتراكية الديمقراطية دون غيرها.” |
− | </blockquote>
| |
| | | |
| هذه الصيغة في غاية الأهمية لفهم دور الحركة الاشتراكية ليس فقط في الصراع الطبقي، ولكن أيضا في النضال ضد كل أشكال القمع؛ وأنا على أمل أن أطبق هذه الصيغة على وجه التحديد هنا لمعالجة اضطهاد المرأة، وما تعنيه نظرياً وعملياً. | | هذه الصيغة في غاية الأهمية لفهم دور الحركة الاشتراكية ليس فقط في الصراع الطبقي، ولكن أيضا في النضال ضد كل أشكال القمع؛ وأنا على أمل أن أطبق هذه الصيغة على وجه التحديد هنا لمعالجة اضطهاد المرأة، وما تعنيه نظرياً وعملياً. |
سطر 107: |
سطر 104: |
| | | |
| دعونا نبدأ مع مقال كتب في 1984 بعنوان “تحرير المرأة والاشتراكية الثورية” بقلم كريس هارمان، وهو عضو بارز في حزب العمال الاشتراكي (أريد أن أوضح أن كريس هارمان كان واحدا من أكبر الماركسيين في عصره، ولعب دوراً رئيسياً في تدريب الكثير منا في ISO، وبالتالي فإن القضية التي أوشك على وصفها تمثل، على الرغم من أهميتها، انتقاصاً هامشياً من مساهمته الهائلة في القضايا الأخرى للماركسية). يجادل هارمان في هذا المقال: | | دعونا نبدأ مع مقال كتب في 1984 بعنوان “تحرير المرأة والاشتراكية الثورية” بقلم كريس هارمان، وهو عضو بارز في حزب العمال الاشتراكي (أريد أن أوضح أن كريس هارمان كان واحدا من أكبر الماركسيين في عصره، ولعب دوراً رئيسياً في تدريب الكثير منا في ISO، وبالتالي فإن القضية التي أوشك على وصفها تمثل، على الرغم من أهميتها، انتقاصاً هامشياً من مساهمته الهائلة في القضايا الأخرى للماركسية). يجادل هارمان في هذا المقال: |
− | <blockquote>
| + | |
| “مع ذلك، فأن استفادة رجال الطبقة العاملة في الواقع من اضطهاد النساء هي هامشية بالفعل… تكمن الاستفادة في واقع الأمر في مسألة الأعمال المنزلية. يصبح السؤال حول مدى استفادة رجل الطبقة العاملة من العمل غير المأجور للمرأة. | | “مع ذلك، فأن استفادة رجال الطبقة العاملة في الواقع من اضطهاد النساء هي هامشية بالفعل… تكمن الاستفادة في واقع الأمر في مسألة الأعمال المنزلية. يصبح السؤال حول مدى استفادة رجل الطبقة العاملة من العمل غير المأجور للمرأة. |
− | </blockquote>
| + | |
− | ما يجنيه رجل الطبقة العاملة بشكل مباشر من زوجته فيما يخص العمل يمكن قياسه تقريباً. إنها كمية العمل التي كان عليه بذلها لو كان عليه أن ينظف ويطبخ لنفسه. هذا لا يمكن أن يكون أكثر من ساعة أو ساعتين في اليوم، إنه عبء على امرأة مضطرة للقيام بهذا العمل لشخصين بعد يوم من العمل المأجور، لكنه لا يمثل مكسباً كبير للرجل العامل.”
| + | ما يجنيه رجل الطبقة العاملة بشكل مباشر من زوجته فيما يخص العمل يمكن قياسه تقريباً. إنها كمية العمل التي كان عليه بذلها لو كان عليه أن ينظف ويطبخ لنفسه. هذا لا يمكن أن يكون أكثر من ساعة أو ساعتين في اليوم، إنه عبء على امرأة مضطرة للقيام بهذا العمل لشخصين بعد يوم من العمل المأجور، لكنه لا يمثل مكسباً كبير للرجل العامل.” |
| | | |
| تجدر الإشارة أن تعليقات هارمان أعلاه تصف الفوائد “الهامشية” التي يجنيها الرجال دون إضافة الأطفال إلى عبء المرأة داخل الأسرة. | | تجدر الإشارة أن تعليقات هارمان أعلاه تصف الفوائد “الهامشية” التي يجنيها الرجال دون إضافة الأطفال إلى عبء المرأة داخل الأسرة. |
سطر 125: |
سطر 122: |
| | | |
| كمثال محدد ، يمكن مقارنة حجج SWP مع التعليقات التي أدلى لينين نفسه بها عام 1920 في محادثات مع الألمانية الثورية كلارا زيتكن، بعد عدة سنوات من الثورة الروسية، عندما تحدث بالتفصيل عن العقبات التي تحول دون تحقيق تحرير المرأة: | | كمثال محدد ، يمكن مقارنة حجج SWP مع التعليقات التي أدلى لينين نفسه بها عام 1920 في محادثات مع الألمانية الثورية كلارا زيتكن، بعد عدة سنوات من الثورة الروسية، عندما تحدث بالتفصيل عن العقبات التي تحول دون تحقيق تحرير المرأة: |
− | <blockquote>
| + | |
| “هل هناك أي دليل ملموس أكثر (على القمع المستمر للمرأة) من المشهد الشائع لرجل يراقب بهدوء امرأة تفني نفسها في عمل تافه، رتيب، يستنزف الوقت والجهد، مثل الأعمال المنزلية، يراقب روحها تتآكل، ذهنها يزداد عتامة، تخفت نبضات قلبها، وتفتر إرادتها؟ … عدد قليل جداً من الأزواج، ليسوا حتى البروليتاريين، يفكرون في مقدار ما يمكنهم تخفيفه من أعباء وهموم زوجاتهم، أو إراحتهم تماماً، لو قدموا يد العون في “أعمال النساء”. ولكن لا، هذا من شأنه الحط من “تميز وكرامة الزوج”. انه يطلب أن يتمتع بالراحة والسكينة … | | “هل هناك أي دليل ملموس أكثر (على القمع المستمر للمرأة) من المشهد الشائع لرجل يراقب بهدوء امرأة تفني نفسها في عمل تافه، رتيب، يستنزف الوقت والجهد، مثل الأعمال المنزلية، يراقب روحها تتآكل، ذهنها يزداد عتامة، تخفت نبضات قلبها، وتفتر إرادتها؟ … عدد قليل جداً من الأزواج، ليسوا حتى البروليتاريين، يفكرون في مقدار ما يمكنهم تخفيفه من أعباء وهموم زوجاتهم، أو إراحتهم تماماً، لو قدموا يد العون في “أعمال النساء”. ولكن لا، هذا من شأنه الحط من “تميز وكرامة الزوج”. انه يطلب أن يتمتع بالراحة والسكينة … |
− | </blockquote>
| + | |
− | علينا اقتلاع وجهة نظر مالك العبيد القديم، سواء في الحزب أو بين الجماهير. هذه واحدة من مهامنا السياسية، إنها مهمة ضرورية على وجه السرعة بما يوازي تشكيل فريق عمل مؤلف من الرفاق، الرجال والنساء، مع تدريب نظري وعملي شامل لعمل الحزب بين النساء العاملات.”
| + | علينا اقتلاع وجهة نظر مالك العبيد القديم، سواء في الحزب أو بين الجماهير. هذه واحدة من مهامنا السياسية، إنها مهمة ضرورية على وجه السرعة بما يوازي تشكيل فريق عمل مؤلف من الرفاق، الرجال والنساء، مع تدريب نظري وعملي شامل لعمل الحزب بين النساء العاملات.” |
− | | |
| | | |
| خصص الحزب البلشفي، قبل وبعد الثورة موارد كبيرة للتوعية والتثقيف للنساء من العمال والفلاحين، من خلال القسم النسائي؛ في الوقت نفسه جادل ضد المواقف القائمة على التحيز الجنسي من الرجال من الطبقة العاملة. | | خصص الحزب البلشفي، قبل وبعد الثورة موارد كبيرة للتوعية والتثقيف للنساء من العمال والفلاحين، من خلال القسم النسائي؛ في الوقت نفسه جادل ضد المواقف القائمة على التحيز الجنسي من الرجال من الطبقة العاملة. |
| | | |
| حضرت الكساندرا كولنتاي، التي كانت عضوا بارزاً في الحزب البلشفي وأحد المنظرين الرواد في قضية اضطهاد المرأة، المؤتمر الأول لنقابات العمال في عموم روسيا عام 1917، حيث دعت الرجال من الطبقة العاملة لدعم المساواة في الأجر للنساء العاملات. هذا ما قالته: | | حضرت الكساندرا كولنتاي، التي كانت عضوا بارزاً في الحزب البلشفي وأحد المنظرين الرواد في قضية اضطهاد المرأة، المؤتمر الأول لنقابات العمال في عموم روسيا عام 1917، حيث دعت الرجال من الطبقة العاملة لدعم المساواة في الأجر للنساء العاملات. هذا ما قالته: |
− | <blockquote> | + | |
| “العامل الواعي طبقياً يجب أن يفهم أن قيمة عمل الذكور تعتمد على قيمة عمل الإناث، وأنه من خلال التهديد بإحلال العاملات النساء محل العمال الذكور مقابل أجور أقل، يمكن للرأسمالي أن يضغط أجور الرجال. فقط عدم الفهم يمكن أن يؤدي بالمرء أن يرى هذه المسألة كـ”قضية المرأة” وفقط.” | | “العامل الواعي طبقياً يجب أن يفهم أن قيمة عمل الذكور تعتمد على قيمة عمل الإناث، وأنه من خلال التهديد بإحلال العاملات النساء محل العمال الذكور مقابل أجور أقل، يمكن للرأسمالي أن يضغط أجور الرجال. فقط عدم الفهم يمكن أن يؤدي بالمرء أن يرى هذه المسألة كـ”قضية المرأة” وفقط.” |
− | </blockquote>
| + | |
| ولذا فإنني أزعم أن اليوم، يجب أن يكون تأكيدنا أكثر تماشياً مع النظرية والممارسة البلشفية، الذي فيه لا نحاول التهوين من درجة القمع التي تواجهها النساء – أو أي جماعة مضطهدة أخرى – داخل الطبقة العاملة، وإنما علينا بذل جهد جدي على كل الجبهات لمقاومته. | | ولذا فإنني أزعم أن اليوم، يجب أن يكون تأكيدنا أكثر تماشياً مع النظرية والممارسة البلشفية، الذي فيه لا نحاول التهوين من درجة القمع التي تواجهها النساء – أو أي جماعة مضطهدة أخرى – داخل الطبقة العاملة، وإنما علينا بذل جهد جدي على كل الجبهات لمقاومته. |
| | | |
سطر 152: |
سطر 148: |
| | | |
| لا ينبغي لأي اشتراكي أو نسوي أن يشعر بأي وخز ضمير تجاه معتنقي السلطة النسوية أو أي من أنواع نسوية الطبقة الوسطى الأخرى. الحركة النسوية البورجوازية ليست شيئاً جديداً، والنهج البلشفي في التعامل سيكون مرشداً لنا في الوقت الحالي. مرة أخرى، وضعت الكسندرا كولنتاي نهجاً ينطبق على وضعنا اليوم. وضحت في كتيب صدر عام 1909 بعنوان “الأساس الاجتماعي لمسألة المرأة“، لماذا لا يمكن أن يكون هناك تحالف بين نساء الطبقة العاملة والطبقة الحاكمة، على الرغم من جوانب ظلمهم المشتركة: | | لا ينبغي لأي اشتراكي أو نسوي أن يشعر بأي وخز ضمير تجاه معتنقي السلطة النسوية أو أي من أنواع نسوية الطبقة الوسطى الأخرى. الحركة النسوية البورجوازية ليست شيئاً جديداً، والنهج البلشفي في التعامل سيكون مرشداً لنا في الوقت الحالي. مرة أخرى، وضعت الكسندرا كولنتاي نهجاً ينطبق على وضعنا اليوم. وضحت في كتيب صدر عام 1909 بعنوان “الأساس الاجتماعي لمسألة المرأة“، لماذا لا يمكن أن يكون هناك تحالف بين نساء الطبقة العاملة والطبقة الحاكمة، على الرغم من جوانب ظلمهم المشتركة: |
− | <blockquote>
| + | |
| “ينقسم عالم النساء، كما هو عالم الرجال، إلى معسكرين: مصالح وتطلعات أحدهما تجعلها وثيقة الصلة بالطبقة البورجوازية، في حين أن المجموعة الأخرى لديها صلات وثيقة بالبروليتاريا، ومطالبها من أجل التحرر تشمل حل كامل لمسألة المرأة. لذا، وعلى الرغم من أن كلا المعسكرين يرفعان الشعار العام لـ”تحرير المرأة”، إلا أن أهدافهم ومصالحهم مختلفة. كل من المجموعتين تأخذ دون وعي نقطة انطلاقها من مصالح وتطلعات طبقتها، والتي تعطي طابعاً طبقياً خاصاً للأهداف والمهام التي تحددها لنفسها … لا يهم مدى ما يبدو من جذرية في مطالب الحركة النسوية، لا يجب على المرء أن ينسى حقيقة أنه لا يمكن للنسويات، انطلاقاً من وضعهن الطبقي، النضال من أجل هذا التحويل الأساسي للمجتمع، والذي لا يمكن لتحرر النساء أن يستكمل بدونه.” | | “ينقسم عالم النساء، كما هو عالم الرجال، إلى معسكرين: مصالح وتطلعات أحدهما تجعلها وثيقة الصلة بالطبقة البورجوازية، في حين أن المجموعة الأخرى لديها صلات وثيقة بالبروليتاريا، ومطالبها من أجل التحرر تشمل حل كامل لمسألة المرأة. لذا، وعلى الرغم من أن كلا المعسكرين يرفعان الشعار العام لـ”تحرير المرأة”، إلا أن أهدافهم ومصالحهم مختلفة. كل من المجموعتين تأخذ دون وعي نقطة انطلاقها من مصالح وتطلعات طبقتها، والتي تعطي طابعاً طبقياً خاصاً للأهداف والمهام التي تحددها لنفسها … لا يهم مدى ما يبدو من جذرية في مطالب الحركة النسوية، لا يجب على المرء أن ينسى حقيقة أنه لا يمكن للنسويات، انطلاقاً من وضعهن الطبقي، النضال من أجل هذا التحويل الأساسي للمجتمع، والذي لا يمكن لتحرر النساء أن يستكمل بدونه.” |
− | </blockquote>
| |
| | | |
| هناك جناح ثاني من الحركة النسوية يجب على الماركسيين والنسويين الاشتراكيين الاستمرار في رفضه كلياً، على الرغم من أنه لم يبرز حتى سبعينات القرن العشرين: النزعة الانفصالية، والتي تصر على أن جميع رجال الطبقة العاملة يشاركون جميع رجال الطبقة الحاكمة في نظام بطريركي يضطهد المرأة. | | هناك جناح ثاني من الحركة النسوية يجب على الماركسيين والنسويين الاشتراكيين الاستمرار في رفضه كلياً، على الرغم من أنه لم يبرز حتى سبعينات القرن العشرين: النزعة الانفصالية، والتي تصر على أن جميع رجال الطبقة العاملة يشاركون جميع رجال الطبقة الحاكمة في نظام بطريركي يضطهد المرأة. |
سطر 175: |
سطر 170: |
| | | |
| أود أيضاً أن أشير إلى مساهمة مارثا جيمينيز، التي امتد تطبيقها للماركسية فيما يخص اضطهاد المرأة لعقود. مثل فوغل، لعبت جيمينيز دورا في مناقشة النسويات أخرى حول العديد من القضايا الحاسمة، بما في ذلك الادعاء بأن الماركسية اختزالية لأنها تعتبر إعادة إنتاج قوة العمل كخدمة تؤدى لرأس المال وليس للرجال.كتبت جيمينيز عام 2005 التالي: | | أود أيضاً أن أشير إلى مساهمة مارثا جيمينيز، التي امتد تطبيقها للماركسية فيما يخص اضطهاد المرأة لعقود. مثل فوغل، لعبت جيمينيز دورا في مناقشة النسويات أخرى حول العديد من القضايا الحاسمة، بما في ذلك الادعاء بأن الماركسية اختزالية لأنها تعتبر إعادة إنتاج قوة العمل كخدمة تؤدى لرأس المال وليس للرجال.كتبت جيمينيز عام 2005 التالي: |
− | <blockquote>
| + | |
| “فكرة إن نمط الإنتاج، في ظل الرأسمالية، يحدد نمط التكاثر، وبالتالي، العلاقات غير المتكافئة بشكل ملحوظ بين الرجل والمرأة، ليست شكل من “النزعة الاقتصادية” أو “النزعة الاختزالية الطبقية”، لكنها إدراك للشبكة المعقدة من التأثيرات على المستوى الكلي لنمط إنتاج يحركه تراكم رأس المال بدلاً من تلبية احتياجات الناس، على العلاقات بين الذكور والإناث. بمعنى آخر، فإن التسليم بمبدأ “التفاعل المتبادل” بين تنظيم الإنتاج وتنظيم التكاثر، أو إعطاء أولوية سببية لهذا الأخير، هو إغفال لأهمية الأدلة الدامغة التي توثق تبعية التكاثر للإنتاج في ظل الرأسمالية.” | | “فكرة إن نمط الإنتاج، في ظل الرأسمالية، يحدد نمط التكاثر، وبالتالي، العلاقات غير المتكافئة بشكل ملحوظ بين الرجل والمرأة، ليست شكل من “النزعة الاقتصادية” أو “النزعة الاختزالية الطبقية”، لكنها إدراك للشبكة المعقدة من التأثيرات على المستوى الكلي لنمط إنتاج يحركه تراكم رأس المال بدلاً من تلبية احتياجات الناس، على العلاقات بين الذكور والإناث. بمعنى آخر، فإن التسليم بمبدأ “التفاعل المتبادل” بين تنظيم الإنتاج وتنظيم التكاثر، أو إعطاء أولوية سببية لهذا الأخير، هو إغفال لأهمية الأدلة الدامغة التي توثق تبعية التكاثر للإنتاج في ظل الرأسمالية.” |
− | </blockquote>
| + | |
− | | |
| هؤلاء النسويات لم يلعبن فقط دوراً رئيسياً في تطوير النظرية الماركسية عن اضطهاد المرأة، لكن أيضاً في تذكيرنا أن الماركسية نظرية حية مازالت قيد التطور. وتعميق النظرية الماركسية والنسوية يعني أيضاً تعميق وتوسيع إمكانيات ممارستنا المستقبلية في النضال ضد اضطهاد المرأة. | | هؤلاء النسويات لم يلعبن فقط دوراً رئيسياً في تطوير النظرية الماركسية عن اضطهاد المرأة، لكن أيضاً في تذكيرنا أن الماركسية نظرية حية مازالت قيد التطور. وتعميق النظرية الماركسية والنسوية يعني أيضاً تعميق وتوسيع إمكانيات ممارستنا المستقبلية في النضال ضد اضطهاد المرأة. |
| | | |
سطر 185: |
سطر 179: |
| على الرغم من أن ثورةً اشتراكية لا تحرر المرأة تلقائياً، فإنها تخلق الظروف المادية للقيام بذلك. ومن خلال العملية الثورية في كل مراحلها، من البداية حتى النهاية، فإن للثوريين، المتمسكين بتراث الحزب البلشفي، دور حاسم في مكافحة الاضطهاد، ليس فقط من الطبقات الأعلى، ولكن أيضاً داخل الطبقة العاملة. ليس هناك بديل لهذه العملية. جعل ماركس هذا واضحاً عندما قال: | | على الرغم من أن ثورةً اشتراكية لا تحرر المرأة تلقائياً، فإنها تخلق الظروف المادية للقيام بذلك. ومن خلال العملية الثورية في كل مراحلها، من البداية حتى النهاية، فإن للثوريين، المتمسكين بتراث الحزب البلشفي، دور حاسم في مكافحة الاضطهاد، ليس فقط من الطبقات الأعلى، ولكن أيضاً داخل الطبقة العاملة. ليس هناك بديل لهذه العملية. جعل ماركس هذا واضحاً عندما قال: |
| | | |
− | <blockquote>
| |
| “إن الثورة أمر ضروري، ليس فقط لأن الطبقة الحاكمة لا يمكن الإطاحة بها بأي طريقة أخرى، ولكن لأن الطبقة التي ستطيح يمكنها فقط في قلب ثورة أن تنجح في تخليص نفسها من كل الحماقات القديمة لتصبح جاهزة لإقامة المجتمع الجديد.” | | “إن الثورة أمر ضروري، ليس فقط لأن الطبقة الحاكمة لا يمكن الإطاحة بها بأي طريقة أخرى، ولكن لأن الطبقة التي ستطيح يمكنها فقط في قلب ثورة أن تنجح في تخليص نفسها من كل الحماقات القديمة لتصبح جاهزة لإقامة المجتمع الجديد.” |
− | </blockquote>
| + | |
− | | |
| لو كان دور الثوريين لا غنى عنه، لذا فأننا سنكون أكثر فاعلية بعدم الاستهانة بالتحديات التي نواجهها في النضال ضد [[تمييز على أساس الجنس|التمييز]] على أساس الجنس داخل الطبقة العاملة، بل من خلال الاعتراف بهذه التحديات، وعلى هذا الأساس، يتم وضع إستراتيجية تهدف لإلقاء ثقل الطبقة العاملة بأكمله وراء هدف تحرير النساء. | | لو كان دور الثوريين لا غنى عنه، لذا فأننا سنكون أكثر فاعلية بعدم الاستهانة بالتحديات التي نواجهها في النضال ضد [[تمييز على أساس الجنس|التمييز]] على أساس الجنس داخل الطبقة العاملة، بل من خلال الاعتراف بهذه التحديات، وعلى هذا الأساس، يتم وضع إستراتيجية تهدف لإلقاء ثقل الطبقة العاملة بأكمله وراء هدف تحرير النساء. |