تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُزيل 101 بايت ،  قبل 6 سنوات
ط
تنسيق طفيف و روابط ويكي بدل روابط خارجية إلى الملفات
سطر 1: سطر 1: −
'''نظرية التقاطعية''' أو '''تقاطعية''' (بالإنجليزية: '''Intersectionality''') [[نظرية نسوية]] طرحتها النسوية والباحثة القانونية [[كيمبرلي كرينشو]] في شكل إطار نظري في محاولة لفهم تجارب النساء الملونات، وتقاطع التفرقة العرقية [[تمييز على أساس الجنس|والجندرية]]، بغرض تحويل النسوية إلى مشروع أكثر شمولًا. وكان منطلق كيمبرلي من خلفيتها القانونية، حيث بحثت ونظّرت للتفرقة المضاعفة التي تواجهها النساء الملونات على مستوى النظام القانوني والقضائي، والحق في الخدمات العامة و القدرة على النفاذ إليها. تطوّرت النظرية بعد ذلك لتشمل جميع تقاطعات أشكال وأنظمة القهر والهيمنة و[[تمييز | التمييز]]، وتقاطعها مع [[جندر|الجندر]] (النوع الاجتماعي) والإثنية واللون والطبقة الاقتصادية والاجتماعية و[[ميل جنسي | الميل الجنسي]] والتوجه الجندري والقدرات العقلية والجسدية، لتفكيك وفهم تجارب النساء المركبة. إلا أن [[نسوية بيضاء | النسوية البيضاء]] إما أنّها لا تعترف بمثل هذه التقاطعية، وتتعمد تجاهل معاناة النساء الملونات والسوداوات بل وتغفل كل الأمور المتعلقة بتقاطعيات اللون {{مطلوب مصدر}}، أو أنها توظف مفهوم التقاطعية بشكل سطحي، فتطلق بعض المؤسسات أو الأشخاص على أنفسهن لقب "تقاطعية" دون إعمال حقيقي لمفهوم التقاطعية في صياغة السياسات والمطالب والمشاريع المختلفة؛ ما تدعوه بعض النسويات باستعمار مفهوم التقاطعية لصالح النسوية البيضاء<ref>[https://medium.com/@arianepoisson/practicing-intersectionality-against-the-colonization-of-black-thought-in-white-feminist-discourse-fa4db9ef96b8 Ariane Poisson, "Practicing Intersectionality: Against the colonization of Black thought in white feminist discourse", Medium, Published 11-01-2018, Retrieved 06-08-2018]</ref>.
+
'''نظرية التقاطعية''' أو '''التقاطعية''' (بالإنجليزية: '''Intersectionality''') [[نظرية نسوية]] طرحتها الباحثة القانونية [[كيمبرلي كرينشو]] في شكل إطار نظري في محاولةٍ لفهم تجارب النساء الملونات، وتقاطع التفرقة العرقية [[تمييز على أساس الجنس|والجندرية]]، بغرض تحويل النسوية إلى مشروع أكثر شمولًا. وكان منطلق كيمبرلي من خلفيتها القانونية، حيث بحثت ونظّرت للتفرقة المضاعفة التي تواجهها النساء الملونات على مستوى النظام القانوني والقضائي، والحق في الخدمات العامة و القدرة على النفاذ إليها. تطوّرت النظرية بعد ذلك لتشمل جميع تقاطعات أشكال وأنظمة القهر والهيمنة و[[تمييز | التمييز]]، وتقاطعها مع [[جندر|الجندر]] (النوع الاجتماعي) والإثنية واللون والطبقة الاقتصادية والاجتماعية و[[ميل جنسي | الميل الجنسي]] والتوجه الجندري والقدرات العقلية والجسدية، لتفكيك وفهم تجارب النساء المركبة.
 +
 
 +
[[نسوية بيضاء | النسوية البيضاء]] إما أنّها لا تعترف بمثل هذه التقاطعية، وتتعمد تجاهل معاناة النساء الملونات والسوداوات بل وتغفل كل الأمور المتعلقة بتقاطعيات اللون {{مطلوب مصدر}}، أو أنها توظف مفهوم التقاطعية بشكل سطحي، فتطلق بعض المؤسسات أو الأشخاص على أنفسهن لقب "تقاطعية" دون إعمال حقيقي لمفهوم التقاطعية في صياغة السياسات والمطالب والمشاريع المختلفة؛ ما تدعوه بعض النسويات باستعمار مفهوم التقاطعية لصالح النسوية البيضاء<ref>[https://medium.com/@arianepoisson/practicing-intersectionality-against-the-colonization-of-black-thought-in-white-feminist-discourse-fa4db9ef96b8 Ariane Poisson, "Practicing Intersectionality: Against the colonization of Black thought in white feminist discourse", Medium, Published 11-01-2018, Retrieved 06-08-2018]</ref>.
    
== الجذور التاريخية لنظرية التقاطعية ==
 
== الجذور التاريخية لنظرية التقاطعية ==
سطر 6: سطر 8:  
وأشار تعريف [[مركز دعم لبنان]] إلى أن فكرة التقاطعية:  
 
وأشار تعريف [[مركز دعم لبنان]] إلى أن فكرة التقاطعية:  
 
<blockquote>  
 
<blockquote>  
شكّلت استجابة بالغة الأهمية [[موجة نسوية ثانية | للموجة الأميركية الثانية]]، التي ضمّت [[نسوية ليبرالية | النسويات الليبراليات]] والبيض اللواتي ينتمين إلى الطبقة الوسطى اللواتي اعتمدن مفهومًا عالميًا عن التضامن [[نسوية | النسوي]]. وعبر التركيز فحسب على القمع القائم على [[النوع الاجتماعي]] و[[نظام أبوي | النظام البطريركي]]، والمطالبة في الوقت عينه بتضامنٍ نسوي متساوٍ في محاربته، أخفَت النسوية الليبرالية البيضاء الاختلاف العنصري وعدم المساواة العرقية بين النساء. ولا تزال دينامية سلطةٍ غيرُ متكافئة ومماثلةٌ موجودةً تحت أشكالٍ عديدةٍ من الحركات النسوية العابرة للحدود، حيث تَستخدم نسويات أوروبا وأميركا الشمالية وحكوماتهنّ حقوق المرأة العالمية باعتبارها قضيةً مشتركةً لتبرير السياسات الإمبريالية، بما في ذلك التدخّل العسكري في ما يُسمّى بالدول النامية، كما كان الحال في الخطابات المؤيِّدة للحرب في أفغانستان والعراق <ref name="genderdictionnary">[https://genderation.xyz/wiki/ملف:قاموس_الجندر_مركز_دعم_لبنان.pdf قاموس الجندر، مركز دعم لبنان، 2016]</ref>
+
شكّلت استجابة بالغة الأهمية [[موجة نسوية ثانية | للموجة الأميركية الثانية]]، التي ضمّت [[نسوية ليبرالية | النسويات الليبراليات]] والبيض اللواتي ينتمين إلى الطبقة الوسطى اللواتي اعتمدن مفهومًا عالميًا عن التضامن [[نسوية | النسوي]]. وعبر التركيز فحسب على القمع القائم على [[النوع الاجتماعي]] و[[نظام أبوي | النظام البطريركي]]، والمطالبة في الوقت عينه بتضامنٍ نسوي متساوٍ في محاربته، أخفَت النسوية الليبرالية البيضاء الاختلاف العنصري وعدم المساواة العرقية بين النساء. ولا تزال دينامية سلطةٍ غيرُ متكافئة ومماثلةٌ موجودةً تحت أشكالٍ عديدةٍ من الحركات النسوية العابرة للحدود، حيث تَستخدم نسويات أوروبا وأميركا الشمالية وحكوماتهنّ حقوق المرأة العالمية باعتبارها قضيةً مشتركةً لتبرير السياسات الإمبريالية، بما في ذلك التدخّل العسكري في ما يُسمّى بالدول النامية، كما كان الحال في الخطابات المؤيِّدة للحرب في أفغانستان والعراق <ref name="genderdictionnary">[[:ملف:قاموس_الجندر_مركز_دعم_لبنان.pdf|قاموس الجندر، مركز دعم لبنان، 2016]]</ref>
 
</blockquote>
 
</blockquote>
   سطر 31: سطر 33:     
=== مجموعة كومباهي ريفر ===
 
=== مجموعة كومباهي ريفر ===
في خضم حركة النسويات السود ومع بدايات تنظيمهن، تشكلت [[مجموعة كومباهي ريفر]] (Combahee River Collective CRC)، حيث التقت مؤسسات المجموعة في إطار عضويتهن في المنظمة الوطنية النسوية السوداء سنة 1973، وبعد مرور حوالي سنة على لقائهن الأول بدأن في الاجتماع بشكل منتظم في بوسطن وماساشوتس، وفي سنة 1974 قررن أن يشكلن مجموعتهن التي انفصلت عن المنظمة لاعتقادهن بأن المنظمة الوطنية النسوية السوداء لم تعط الأهمية الكافية للمثلية السوداء وشعرن بأنها ليست راديكالية بشكل كاف لتحقيق التغيير اللازم الذي ارتأينه.<ref>[https://combaheerivercollective.weebly.com/history.html موقع مجموعة كومباهي ريفر]،</ref>
+
في خضم حركة النسويات السود ومع بدايات تنظيمهن، تشكلت [[مجموعة كومباهي ريفر]] (Combahee River Collective CRC)، حيث التقت مؤسسات المجموعة في إطار عضويتهن في المنظمة الوطنية النسوية السوداء سنة 1973، وبعد مرور حوالي سنة على لقائهن الأول بدأن في الاجتماع بشكل منتظم في بوسطن وماسَتْشْوسِتْس، وفي سنة 1974 قررن أن يشكلن مجموعتهن التي انفصلت عن المنظمة لاعتقادهن بأن المنظمة الوطنية النسوية السوداء لم تعط الأهمية الكافية للمثلية السوداء وشعرن بأنها ليست راديكالية بشكل كاف لتحقيق التغيير اللازم الذي ارتأينه.<ref>[https://combaheerivercollective.weebly.com/history.html موقع مجموعة كومباهي ريفر]،</ref>
    
ناقش [[البيان التأسيسي لمجموعة كومباهي ريفر]] الكثير من المبادئ والأفكار التي بُنيت عليها نظرية التقاطعية فيما بعد، فقد أعلنت المؤسسات في بداية بيانهن أنهن ملتزمات بالنضال ضد القهر القائم على أساس العرق والجنس و[[مغايرة جنسية|المغايرة الجنسية]] والطبقة. كما تحدثن عن خلفياتهن التاريخية وانخراطهن في حركات تحرر السود كحركة الحقوق المدنية ومنظمة الفهود السود، وأن تجاربهن في حركة تحرر السود وحركة تحرر النساء هي ما أظهرت لهن الحاجة إلى صياغة سياسات مناهضة للعنصرية (على عكس النساء البيضاوات) ومناهضة [[نظام أبوي|للأبوية]] (على عكس الرجال البيض والسود) في آن واحد.
 
ناقش [[البيان التأسيسي لمجموعة كومباهي ريفر]] الكثير من المبادئ والأفكار التي بُنيت عليها نظرية التقاطعية فيما بعد، فقد أعلنت المؤسسات في بداية بيانهن أنهن ملتزمات بالنضال ضد القهر القائم على أساس العرق والجنس و[[مغايرة جنسية|المغايرة الجنسية]] والطبقة. كما تحدثن عن خلفياتهن التاريخية وانخراطهن في حركات تحرر السود كحركة الحقوق المدنية ومنظمة الفهود السود، وأن تجاربهن في حركة تحرر السود وحركة تحرر النساء هي ما أظهرت لهن الحاجة إلى صياغة سياسات مناهضة للعنصرية (على عكس النساء البيضاوات) ومناهضة [[نظام أبوي|للأبوية]] (على عكس الرجال البيض والسود) في آن واحد.
سطر 42: سطر 44:     
== تقاطعية كيمبرلي كرينشو ==
 
== تقاطعية كيمبرلي كرينشو ==
ظهرت نظرية التقاطعية كنظرية أساسية في [[نظرية نسوية | الفكر النسوي]]، بعدما صاغتها النسوية الأميركية السوداء [[كيمبرلي كرينشو]] في ثمانينيات القرن العشرين في ورقتها "[[:ملف:استكشاف الهامش التقاطعية، سياسات الهوية والعنف ضد النساء الملونات.pdf|استكشاف الهامش: التقاطعية، سياسات الهوية والعنف ضد النساء الملونات]]" (1989)، وتناولت فيها نوعين محدّدين من التفرقة المتعدّدة المستويات: التفرقة العرقية و[[تمييز جنسي|التفرقة الجندرية]] – اللتان تواجههما النساء السود في الولايات المتحدة الأمريكية. وتستخدم كيمبرلي كرينشو في أحيان كثيرة تشبيهًا معينًا لشرح التقاطعية، فتقول: "التقاطعية هو ما يحدث حينما تحاول إحدى السيدات من الأقليات أن تجوب التقاطع الرئيسي في المدينة.. والطريق السريع الأساسي هو طريق التمييز العنصري، ويمكن لأحد هذه الشوارع المتقاطعة أن يكون الاستعمار، والآخر أن يكون شارع [[نظام أبوي|النظام الأبوي]]، و لذلك فهذه السيدة يجب أن تتعامل مع أكثر من صورة قمعية (حيث يمكن أن يكون قمعًا ثنائيًا أو ثلاثيًا أو متعدد الأبعاد) وليس فقط مع أحدها".<ref name="Dalil">[https://genderation.xyz/wiki/ملف:دليل_للمبادرات_النسوية-النسائية_الشابة.pdf دليل المبادرات النسوية النسائية الشابة، نظرة للدراسات النسوية، مارس 2016]</ref>
+
ظهرت نظرية التقاطعية كنظرية أساسية في [[نظرية نسوية | الفكر النسوي]]، بعدما صاغتها النسوية الأميركية السوداء [[كيمبرلي كرينشو]] في ثمانينيات القرن العشرين في ورقتها "[[:ملف:استكشاف الهامش التقاطعية، سياسات الهوية والعنف ضد النساء الملونات.pdf|استكشاف الهامش: التقاطعية، سياسات الهوية والعنف ضد النساء الملونات]]" (1989)، وتناولت فيها نوعين محدّدين من التفرقة المتعدّدة المستويات: التفرقة العرقية و[[تمييز جنسي|التفرقة الجندرية]] – اللتان تواجههما النساء السود في الولايات المتحدة الأمريكية. وتستخدم كيمبرلي كرينشو في أحيان كثيرة تشبيهًا معينًا لشرح التقاطعية، فتقول: "التقاطعية هو ما يحدث حينما تحاول إحدى السيدات من الأقليات أن تجوب التقاطع الرئيسي في المدينة.. والطريق السريع الأساسي هو طريق التمييز العنصري، ويمكن لأحد هذه الشوارع المتقاطعة أن يكون الاستعمار، والآخر أن يكون شارع [[نظام أبوي|النظام الأبوي]]، و لذلك فهذه السيدة يجب أن تتعامل مع أكثر من صورة قمعية (حيث يمكن أن يكون قمعًا ثنائيًا أو ثلاثيًا أو متعدد الأبعاد) وليس فقط مع أحدها".<ref name="Dalil">[[:ملف:دليل_للمبادرات_النسوية-النسائية_الشابة.pdf|دليل المبادرات النسوية النسائية الشابة، نظرة للدراسات النسوية، مارس 2016]]</ref>
 
[[ملف:كيمبرلي كرينشو.jpg|312x211px|تصغير|يسار|كيمبرلي كرينشو]]
 
[[ملف:كيمبرلي كرينشو.jpg|312x211px|تصغير|يسار|كيمبرلي كرينشو]]
 
وفي [https://www.ted.com/talks/kimberle_crenshaw_the_urgency_of_intersectionality?language=ar#t-45519 محاضرة ألقتها كيمبرلي كرينشو في إطار فاعليات تيد توك (Ted Talk)]، تحدثت عن أهمية وجود إطار نظري يمكننا من خلاله أن نشرح تداخل أنظمة القهر المختلفة وتأثيرها على حيواتنا اليومية، فتقول أنه بدون إطار يسمح لنا برؤية الطرق التي تؤثر بها المشاكل الاجتماعية على كل أفراد مجموعة مستهدفة، سيقع الكثيرون منا في إطار الحركة وشقوقها، وسيُتركوا للمعاناة في عزلة. وتوضح أنه إذا كانت الحقائق لا تتناسب مع الأطر الموجودة بالفعل فإنّ الأشخاص حينها يواجهون مشكلة عويصة عند محاولتهم دمج تلك الحقائق في طريقة تفكيرهم في مشكلة ما مطروحة.
 
وفي [https://www.ted.com/talks/kimberle_crenshaw_the_urgency_of_intersectionality?language=ar#t-45519 محاضرة ألقتها كيمبرلي كرينشو في إطار فاعليات تيد توك (Ted Talk)]، تحدثت عن أهمية وجود إطار نظري يمكننا من خلاله أن نشرح تداخل أنظمة القهر المختلفة وتأثيرها على حيواتنا اليومية، فتقول أنه بدون إطار يسمح لنا برؤية الطرق التي تؤثر بها المشاكل الاجتماعية على كل أفراد مجموعة مستهدفة، سيقع الكثيرون منا في إطار الحركة وشقوقها، وسيُتركوا للمعاناة في عزلة. وتوضح أنه إذا كانت الحقائق لا تتناسب مع الأطر الموجودة بالفعل فإنّ الأشخاص حينها يواجهون مشكلة عويصة عند محاولتهم دمج تلك الحقائق في طريقة تفكيرهم في مشكلة ما مطروحة.
سطر 50: سطر 52:  
تستكمل كيمبرلي كرينشو حديثها مجادلة أن ما لم يفهمه قاضي المحكمة هو أن السود الذين يُعينون للعمل -- وغالبًا في مهام الصناعة والصيانة -- كانوا رجالا حصرا، بينما النساء اللاتي غالبًا ما تعُيَّنَّ في مهام السكرتاريا كن بيضاوات حصرا، وهذا ما كانت تحاول إما شرحه للمحكمة. تقول كيمبرلي إنه إذا كانت المحكمة قادرة على رؤية كيفية اجتماع تلك السياسات معًا فلربما صارت قادرة على رؤية التمييز المزدوج الذي تعرضت له إما، فلقد رفضت المحكمة منح إما الحق في تقديم دعوى مبنية على سببين في آن واحد، ورأت أنها إذا سمحت لها بذلك فسيكون بمثابة معاملة تفضيلية.  
 
تستكمل كيمبرلي كرينشو حديثها مجادلة أن ما لم يفهمه قاضي المحكمة هو أن السود الذين يُعينون للعمل -- وغالبًا في مهام الصناعة والصيانة -- كانوا رجالا حصرا، بينما النساء اللاتي غالبًا ما تعُيَّنَّ في مهام السكرتاريا كن بيضاوات حصرا، وهذا ما كانت تحاول إما شرحه للمحكمة. تقول كيمبرلي إنه إذا كانت المحكمة قادرة على رؤية كيفية اجتماع تلك السياسات معًا فلربما صارت قادرة على رؤية التمييز المزدوج الذي تعرضت له إما، فلقد رفضت المحكمة منح إما الحق في تقديم دعوى مبنية على سببين في آن واحد، ورأت أنها إذا سمحت لها بذلك فسيكون بمثابة معاملة تفضيلية.  
   −
من ثم تتساءل كيمبرلي عن سبب الظلم الذي مارسه القانون برفضه حماية امرأة أمريكية أفريقية سوداء، وأجابت قائلة إن ذلك لم يحدث لسبب غير أن تجارب النساء السود ليست متطابقة تمامًا مع تجارب النساء البيض أو الرجال السود، فالرجال السود والنساء البيض لم ولن يحتجن أبدًا للدّمج ما بين العرق والجنس في شكوى قد يقدمونها ضد التمييز الواقع عليهن وعليهم، فبدلاً من أن توسّع المحكمة الإطار التي تنظر من خلاله قضايا التمييز لكي يشمل النساء الأمريكيات الأفريقيات، اختارت أن ترفض دعوى إما بكليتها، وهذا ما أشعر كيمبرلي بأنها حالة عدم عدالة مضاعفة، ففي المستوى الأول رُفض تعيين امرأة سوداء، وفي المستوى الثاني ضاعفت المحكمة ذلك الإقصاء عندما لم ترفقه بعواقب قانونية.<ref name="tedtalk">[https://www.youtube.com/watch?v=akOe5-UsQ2o&t=194s محاضرة كيمبرلي كرينشو في فاعلية تيدتوك، 7 ديسمبر 2016، تم استرجاعها بتاريخ 24 يوليو 2018]</ref>
+
من ثم تتساءل كيمبرلي عن سبب الظلم الذي مارسه القانون برفضه حماية امرأة أمريكية أفريقية سوداء، وأجابت قائلة إن ذلك لم يحدث لسبب غير أن تجارب النساء السود ليست متطابقة تمامًا مع تجارب النساء البيض أو الرجال السود، فالرجال السود والنساء البيض لم ولن يحتجن أبدًا للدّمج ما بين العرق والجنس في شكوى قد يقدمونها ضد التمييز الواقع عليهن وعليهم، فبدلاً من أن توسّع المحكمة الإطار التي تنظر من خلاله قضايا التمييز لكي يشمل النساء الأمريكيات الأفريقيات، اختارت أن ترفض دعوى إما بكليتها، وهذا ما أشعر كيمبرلي بأنها حالة عدم عدالة مضاعفة، ففي المستوى الأول رُفض تعيين امرأة سوداء، وفي المستوى الثاني ضاعفت المحكمة ذلك الإقصاء عندما لم ترفقه بعواقب قانونية.<ref name="tedtalk">[https://youtube.com/watch?v=akOe5-UsQ2o&t=194s محاضرة كيمبرلي كرينشو في فاعلية تيدتوك، 7 ديسمبر 2016، استرجعت بتاريخ 24 يوليو 2018]</ref>
    
كذلك في مقابلة مع كمبرلي نُشرت على موقع كلية الحقوق بجامعة كولومبيا بتاريخ 8 يونيو 2017، أي قُبيل الاحتفال بالذكرى العشرين على تأسيس منتدى السياسة الأمريكية الأفريقية، تحدثت عن رؤيتها لل[[تقاطعية]] قائلة:
 
كذلك في مقابلة مع كمبرلي نُشرت على موقع كلية الحقوق بجامعة كولومبيا بتاريخ 8 يونيو 2017، أي قُبيل الاحتفال بالذكرى العشرين على تأسيس منتدى السياسة الأمريكية الأفريقية، تحدثت عن رؤيتها لل[[تقاطعية]] قائلة:
سطر 63: سطر 65:  
</blockquote>
 
</blockquote>
   −
وفي محاضرة أخرى ألقتها، منشورة بتاريخ 14 مارس 2016، أوضحت كيمبرلي كرينشو أن العديد من الناس قد أساؤوا فهم التقاطعية بظنّهم أنها تناقش فكرة الهويات المتعددة، فأصبح كل شخص يعد كم هوية له، ولكنها أوضحت فيما بعد أن ما كانت تعنيه بالتقاطعية لم يكن بشكل مبدئي خاصًا بالهويات، ولكنه كان متعلقًا بالطريقة التي تجعل بها البنى الاجتماعية بعض الهويات أكثر هشاشة من غيرها. وتستكمل قائلة أنه إذا رغب أحد في معرفة كم عدد من التقاطعيات مهم، فعليه أن ينظر من حوله، وعليه أن يتساءل حول السياق وعن أنواع التمييز المختلفة التي تُمارس في هذا السياق، وعليه أن يتساءل أيضًا عن السياسات المُتّبعة في هذا السياق وعن البنى المؤسسية التي تلعب دورًا يساهم في إقصاء بعض الأشخاص دونًا عن آخرين.<ref>[https://www.youtube.com/watch?v=-DW4HLgYPlA محاضرة لكيمبرلي كرينشو، منشورة بتاريخ 14 مارس 2016، استرجعت بتاريخ 24 يوليو 2018]</ref>
+
وفي محاضرة أخرى ألقتها، منشورة بتاريخ 14 مارس 2016، أوضحت كيمبرلي كرينشو أن العديد من الناس قد أساؤوا فهم التقاطعية بظنّهم أنها تناقش فكرة الهويات المتعددة، فأصبح كل شخص يعد كم هوية له، ولكنها أوضحت فيما بعد أن ما كانت تعنيه بالتقاطعية لم يكن بشكل مبدئي خاصًا بالهويات، ولكنه كان متعلقًا بالطريقة التي تجعل بها البنى الاجتماعية بعض الهويات أكثر هشاشة من غيرها. وتستكمل قائلة أنه إذا رغب أحد في معرفة كم عدد من التقاطعيات مهم، فعليه أن ينظر من حوله، وعليه أن يتساءل حول السياق وعن أنواع التمييز المختلفة التي تُمارس في هذا السياق، وعليه أن يتساءل أيضًا عن السياسات المُتّبعة في هذا السياق وعن البنى المؤسسية التي تلعب دورًا يساهم في إقصاء بعض الأشخاص دونًا عن آخرين.<ref>[https://youtube.com/watch?v=-DW4HLgYPlA محاضرة لكيمبرلي كرينشو، منشورة بتاريخ 14 مارس 2016، استرجعت بتاريخ 24 يوليو 2018]</ref>
    
وفي ورقتها الجوهرية التي قدّمت لنظريتها التقاطعية، "استكشاف الهامش: التقاطعية، سياسات الهوية والعنف ضد النساء الملونات"، ناقشت كيمبرلي كرينشو ثلاثة جوانب للتقاطعية: التقاطعية البنيوية والتقاطعية السياسية والتقاطعية التمثيلية. في الجانب الأول، التقاطعية البنيوية، ناقشت كيمبرلي أن الطريقة التي تختبر بها النساء الملونات [[عنف منزلي|العنف المنزلي]] و[[اغتصاب|الاغتصاب]] تختلف نوعيًا عن الطرق التي تختبر بها النساء البيضاوات نفس الانتهاكات. وفي الجانب الثاني، التقاطعية السياسية، بحثت كيف قامت القوانين المناهضة [[عنف جنسي|للعنف الجنسي]] والمناهضة للعنصرية بالحد من ظهور تجارب العنف الواقعة على النساء المُلونات. وفي الجانب الثالث، التقاطعية التمثيلية، بحثت كيف تعطي ثقافة البوب [[صورة نمطية|صورًا نمطية]] عن النساء الملونات، تحجب التجارب الحياتية الحقيقية التي يخضنها.<ref>[[:ملف:استكشاف الهامش التقاطعية، سياسات الهوية والعنف ضد النساء الملونات.pdf|استكشاف الهامش: التقاطعية، سياسات الهوية والعنف ضد النساء الملونات (1989)، ترجمة تامر موافي، اختيار، 2016]]</ref>
 
وفي ورقتها الجوهرية التي قدّمت لنظريتها التقاطعية، "استكشاف الهامش: التقاطعية، سياسات الهوية والعنف ضد النساء الملونات"، ناقشت كيمبرلي كرينشو ثلاثة جوانب للتقاطعية: التقاطعية البنيوية والتقاطعية السياسية والتقاطعية التمثيلية. في الجانب الأول، التقاطعية البنيوية، ناقشت كيمبرلي أن الطريقة التي تختبر بها النساء الملونات [[عنف منزلي|العنف المنزلي]] و[[اغتصاب|الاغتصاب]] تختلف نوعيًا عن الطرق التي تختبر بها النساء البيضاوات نفس الانتهاكات. وفي الجانب الثاني، التقاطعية السياسية، بحثت كيف قامت القوانين المناهضة [[عنف جنسي|للعنف الجنسي]] والمناهضة للعنصرية بالحد من ظهور تجارب العنف الواقعة على النساء المُلونات. وفي الجانب الثالث، التقاطعية التمثيلية، بحثت كيف تعطي ثقافة البوب [[صورة نمطية|صورًا نمطية]] عن النساء الملونات، تحجب التجارب الحياتية الحقيقية التي يخضنها.<ref>[[:ملف:استكشاف الهامش التقاطعية، سياسات الهوية والعنف ضد النساء الملونات.pdf|استكشاف الهامش: التقاطعية، سياسات الهوية والعنف ضد النساء الملونات (1989)، ترجمة تامر موافي، اختيار، 2016]]</ref>
سطر 99: سطر 101:     
== مراجع ==  
 
== مراجع ==  
الصفحة الإنجليزية للنظرية التقاطعية [[wikipedia:Intersectionality | على ويكيبيديا]].  
+
صفحة "[[wikipedia:Intersectionality|Intersectionality]]" في ويكيبيديا الإنجليزية.  
    
==مصادر==  
 
==مصادر==  

قائمة التصفح