واعتلال الفطرة أو تشوهها هي ثيمة مكررة عند كثير من الأدباء المصريين، ونجد مثالاً على ذلك عند جمال الغيطاني (وهو أكثر أبناء جيله تأثراً بمحفوظ من حيث الأسلوب والموضوع) في وقائع حارة الزعفراني (1976)، عندما جعل الغيطاني من «عويس»، الصعيدي القادم إلى القاهرة، «فحل» الحمام، يعتاد ممارسة الجنس مع نزلاء الحمام من الرجال «حتى أصبح الأمر عادة» ولم يعد قادراً على «معاشرة» النساء<ref>لم يذهب، باستطاعته التغيب عن الحمام ساعة أو ساعتين لكنه لم يمضي إليها، وعندما تمدد في حجرته ثنى ثوبه عدة مرات تحت رأسه ليستخدمه كوسادة، شيء ما قبض صدره، منعه من التفكير في أم يوسف، لم تأخذه نشوة، هل يعجزه عمله عن معاشرة النساء؟ خاف، هل ينقلب حاله بعد حين فيصبح كأحد زبائنه. وقائع حارة الزعفراني، ص 40.</ref>، كعلامة واضحة على فساد فطرته وتمكن «الشذوذ» منه. | واعتلال الفطرة أو تشوهها هي ثيمة مكررة عند كثير من الأدباء المصريين، ونجد مثالاً على ذلك عند جمال الغيطاني (وهو أكثر أبناء جيله تأثراً بمحفوظ من حيث الأسلوب والموضوع) في وقائع حارة الزعفراني (1976)، عندما جعل الغيطاني من «عويس»، الصعيدي القادم إلى القاهرة، «فحل» الحمام، يعتاد ممارسة الجنس مع نزلاء الحمام من الرجال «حتى أصبح الأمر عادة» ولم يعد قادراً على «معاشرة» النساء<ref>لم يذهب، باستطاعته التغيب عن الحمام ساعة أو ساعتين لكنه لم يمضي إليها، وعندما تمدد في حجرته ثنى ثوبه عدة مرات تحت رأسه ليستخدمه كوسادة، شيء ما قبض صدره، منعه من التفكير في أم يوسف، لم تأخذه نشوة، هل يعجزه عمله عن معاشرة النساء؟ خاف، هل ينقلب حاله بعد حين فيصبح كأحد زبائنه. وقائع حارة الزعفراني، ص 40.</ref>، كعلامة واضحة على فساد فطرته وتمكن «الشذوذ» منه. |