سطر 1: |
سطر 1: |
− | '''نسوية راديكالية''' (بالإنجليزية: '''Radical Feminism''') هي [[نظرية نسوية | نظرية]] و[[حركة نسوية]] بدأت في ستينيات القرن العشرين، خلال [[موجة نسوية ثانية | الموجة النسوية الثانية]]، تدعو إلى تغير جذري في بنية المجتمع، ليتم القضاء نهائيًا على الهيمنة [[الذكورية]] و[[نظام أبوي | الأبوية]] على جميع الأصعدة، الاجتماعية والاقتصادية والقانونية والثقافية. وتدعو أيضًا إلى تطوير مؤسسات تعمل على تلبية احتياجات النساء، ونتج عن ذلك إنشاء مؤسسات عديدة في الولايات المتحدة في السيتينات والسبعينيات، مثل مراكز تأهيل [[ناجية | الناجيات]] من [[اغتصاب | الاغتصاب]]، و[[بيوت آمنة للنساء | البيوت الآمنة للنساء]] المُعنفات، والمراكز المتخصصة في صحة النساء. وتركز الراديكالية النسوية بشكل أساسي على [[جسد]] النساء وقضايا [[الجنسانية]] و[[صحة النساء]] و[[عنف ضد المرأة | العنف ضدهن]] وقضايا الإنجاب والفروق بين النساء والرجال البيولوجية، وتبعات تلك الفروق على حيوات النساء. كما تركز على [[ذكورية اللغة | ذكورية اللغة]] وعجزها عن توصيل تجارب النساء، وأشرن إلى ضرورة [[لاجندرة اللغة]] وتطوير لغة جديدة تستطيع النساء من خلالها التعبير عن تجاربهن وأفكارهن ومشاعرهن. ومن أبرز النسويات الراديكاليات هن: [[شولاميث فايرستون]] و [[جيرمين غرير]] و[[كارول هانيش]]. | + | '''نسوية راديكالية''' (بالإنجليزية: '''Radical Feminism''') هي [[نظرية نسوية | نظرية]] و[[حركة نسوية]] بدأت في ستينيات القرن العشرين، خلال [[موجة نسوية ثانية | الموجة النسوية الثانية]]، تدعو إلى تغير جذري في بنية المجتمع، ليتم القضاء نهائيًا على الهيمنة [[الذكورية]] و[[نظام أبوي | الأبوية]] على جميع الأصعدة، الاجتماعية والاقتصادية والقانونية والثقافية. وتدعو أيضًا إلى تطوير مؤسسات تعمل على تلبية احتياجات النساء، ونتج عن ذلك إنشاء مؤسسات عديدة في الولايات المتحدة في السيتينات والسبعينيات، مثل مراكز تأهيل [[ناجية | الناجيات]] من [[اغتصاب | الاغتصاب]]، و[[بيوت آمنة للنساء | البيوت الآمنة للنساء]] المُعنفات، والمراكز المتخصصة في صحة النساء. وتركز الراديكالية النسوية بشكل أساسي على [[جسد]] النساء وقضايا [[الجنسانية]] و[[صحة النساء]] و[[عنف ضد المرأة | العنف ضدهن]] وقضايا الإنجاب والفروق بين النساء والرجال البيولوجية، وتبعات تلك الفروق على حيوات النساء. كما تركز على [[ذكورية اللغة | ذكورية اللغة]] وعجزها عن توصيل تجارب النساء، وأشرن إلى ضرورة [[لاجندرة اللغة]] وتطوير لغة جديدة تستطيع النساء من خلالها التعبير عن تجاربهن وأفكارهن ومشاعرهن. ومن أبرز النسويات الراديكاليات: [[شولاميث فايرستون]] و [[جيرمين غرير]] و[[كارول هانيش]]. |
| | | |
| ==أبرز الشخصيات== | | ==أبرز الشخصيات== |
سطر 8: |
سطر 8: |
| *[[كاثرين ماكينون]] (1946 - ) | | *[[كاثرين ماكينون]] (1946 - ) |
| | | |
− | ({{أمر مجندر | طالع}} كذلك: {{تصنيف رئيسي|شخصيات نسوية راديكالية}}
| + | {{أمر مجندر | طالع}} كذلك: {{تصنيف رئيسي|شخصيات نسوية راديكالية}} |
| | | |
| ==أبرز الكتب== | | ==أبرز الكتب== |
سطر 19: |
سطر 19: |
| ==أبرز الأيدولوجيات والقضايا== | | ==أبرز الأيدولوجيات والقضايا== |
| | | |
− | تسعى إلى تعويض ما اعتبرته "نواقص" في [[نسوية ليبرالية | النسوية الليبرالية]] و[[نسوية ماركسية | الماركسية]]؛ فترى النسويات الراديكاليات أن منهجهن "ثوري" وليس إصلاحي مثل النسوية الليبرالية. كما ترفضن منهجية النسوية الماركسية التي تقول أن ال[[اضطهاد]] ضد النساء هو قضية جذورها طبقية واقتصادية. وبالتالي، تميل النسويات الراديكاليات إلى النضال في منهجهن أكثر من النسويات الأخريات، فلا تهدف النسوية الراديكالية إلى تطوير النظام الأبوي من خلال تغييرات قانونية، بل إلى الإطاحة بالنظام الأبوي تمامًا. تؤكد النسوية الراديكالية على أن البطركية هي أساس [[تمميز جنسي | التمييز ضد النساء]] والسيطرة عليهن وتخلق نظام تنميط للجنسين من خلال ثقافتين: واحدة ذكورية مسيطرة وأخرى نسائية مسيطر عليها. فترفض أي تنظيم اجتماعي أو سياسي موجودًا بالفعل، لإيمانهم بأن بنيته أسست حتمًا على [[نظام أبوي | النظام الأبوي]]، وبالتالي تميل النسويات الراديكاليات إلى التشكيك في أي فعل سياسي متشابك مع النظام الحالي. وعوضًا عن ذلك، تهتم النسويات الراديكاليات بالتغيير الاجتماعي، الذي يضعف هيمنة النظام الأبوي القائم. | + | تسعى إلى تعويض ما اعتبرته "نواقص" في [[نسوية ليبرالية | النسوية الليبرالية]] و[[نسوية ماركسية | الماركسية]]؛ فترى النسويات الراديكاليات أن منهجهن "ثوري" وليس إصلاحي مثل النسوية الليبرالية. كما ترفضن منهجية النسوية الماركسية التي تقول أن [[اضطهاد]] النساء هو قضية جذورها طبقية واقتصادية. وبالتالي، تميل النسويات الراديكاليات إلى النضال في منهجهن أكثر من النسويات الأخريات، فلا تهدف النسوية الراديكالية إلى تطوير النظام الأبوي من خلال تغييرات قانونية، بل إلى الإطاحة بالنظام الأبوي تمامًا. تؤكد النسوية الراديكالية على أن البطريركية هي أساس [[تمميز جنسي | التمييز ضد النساء]] والسيطرة عليهن وتخلق نظام تنميط للجنسين من خلال ثقافتين: واحدة ذكورية مُسيطِرة وأخرى نسائية مُسيطَر عليها. فترفض أي تنظيم اجتماعي أو سياسي موجود بالفعل، لإيمانهن بأن بنيته أسّست حتمًا على [[نظام أبوي | النظام الأبوي]]، وبالتالي تميل النسويات الراديكاليات إلى التشكيك في أي فعل سياسي متشابك مع النظام الحالي. وعوضًا عن ذلك، تهتم النسويات الراديكاليات بالتغيير الاجتماعي، الذي يضعف هيمنة النظام الأبوي القائم. |
| | | |
− | تنتقد النسوية الراديكالية المؤسسات بوجه عام، مثل الدين والحكومة واللغة، وترى أن هذه المؤسسات قامت على مرّ السنين بدور المركز للسلطة البطريركية. وتنتقد مؤسسة الزواج والأمومة بوجه خاص لكونها إحدى أعمدة النظام الأبوي لفرض سيطرته على جنسانية النساء وقدرتهن على الإنجاب. وتركز النسوية الراديكالية على [[حقوق إنجابية | الحقوق الإنجابية]] للنساء، وحريتهن في اختيارهن للحمل أو [[إجهاض قصدي | الإجهاض]] أو استخدام [[وسائل منع الحمل]]، دون تدخل أي أطراف أخرى، مثل أزواجهن (رفاقهن) أو رجال الدين أو الأطباء أو الحكومة، فتؤمن بأن النساء ستظل "الجنس الآخر" إلى أن تحصل على حقوقها الإنجابية والجنسية بشكل كامل. وتدعوا إلى إنشاء مؤسسات خاصة بالنساء وقضايهن، مثل: مراكز تأهيل [[ناجية | الناجيات]] من [[اغتصاب | الاغتصاب]]، و[[بيوت آمنة للنساء | البيوت الآمنة للنساء]] المُعنفات، والمراكز المتخصصة في صحة النساء، وإلى إقامة مساحات إبداعية وفنية خاصة بالنساء، مثل مهرجان موسيقى النساء. | + | تنتقد النسوية الراديكالية المؤسسات بوجه عام، مثل الدين والحكومة واللغة، وترى أن هذه المؤسسات قامت على مرّ السنين بدور المركز للسلطة البطريركية. وتنتقد مؤسسة الزواج والأمومة بوجه خاص لكونها إحدى أعمدة النظام الأبوي لفرض سيطرته على جنسانية النساء وقدرتهن على الإنجاب. وتركز النسوية الراديكالية على [[حقوق إنجابية | الحقوق الإنجابية]] للنساء، وحريتهن في اختيارهن للحمل أو [[إجهاض قصدي | الإجهاض]] أو استخدام [[وسائل منع الحمل]]، دون تدخل أي أطراف أخرى، مثل أزواجهن (رفاقهن) أو رجال الدين أو الأطباء أو الحكومة، فتؤمن بأن النساء ستظل "الجنس الآخر" إلى أن تحصل على حقوقها الإنجابية والجنسية بشكل كامل. وتدعو إلى إنشاء مؤسسات خاصة بالنساء وقضايهن، مثل: مراكز تأهيل [[ناجية | الناجيات]] من [[اغتصاب | الاغتصاب]]، و[[بيوت آمنة للنساء | البيوت الآمنة للنساء]] المُعنفات، والمراكز المتخصصة في صحة النساء، وإلى إقامة مساحات إبداعية وفنية خاصة بالنساء، مثل مهرجان موسيقى النساء. |
| | | |
− | كما تهتم بإعادة النظر في طبيعة [[أدوار جندرية | الأدوار الجندرية]] في العلاقات الأسرية والحميمية والعامة، والمفاهيم الثقافية التي تعرف ال[[ذكورة]] و ال[[أنوثة]]. وترى ال[[معيارية على أساس الغيرية الجنسية]] على أنها إحدى مظاهر النظام الأبوي، وتلعب دورًا أساسيًا في إعادة إنتاج مستمرة للأدوار الجندرية. وترفض فكرة ال[[اغتصاب]] كرد فعل لرغبة الرجال للممارسة الجنس، ورؤيته على أنه نتيجة السلطة والهيمنة [[نظام أبوي | الأبوية]]. ودعت بعض النسويات الراديكاليات، مثل [[كاثرين ماكينون]]، إلى المطالبة حقوق [[عبور جنسي | العابرات جنسيًا]]، بينما رأت أخريات، مثل [[جيرمين غرير]]، أن حركة العبور الجنسي تعيد إنتاج مفاهيم بطريركية حول ال[[جندر]]. (طالعوا كذلك: {{مقال رئيسي|آراء نسوية حول قضايا العبور الجنسي}}). | + | كما تهتم بإعادة النظر في طبيعة [[أدوار جندرية | الأدوار الجندرية]] في العلاقات الأسرية والحميمية والعامة، والمفاهيم الثقافية التي تعرف ال[[ذكورة]] و ال[[أنوثة]]. وترى ال[[معيارية على أساس الغيرية الجنسية]] على أنها إحدى مظاهر النظام الأبوي، وتلعب دورًا أساسيًا في إعادة إنتاج مستمرة للأدوار الجندرية. وترفض فكرة ال[[اغتصاب]] كرد فعل لرغبة الرجال بممارسة الجنس، وتراه نتيجة السلطة والهيمنة [[نظام أبوي | الأبوية]]. ودعت بعض النسويات الراديكاليات، مثل [[كاثرين ماكينون]]، إلى المطالبة بحقوق [[عبور جنسي | العابرات جنسيًا]]، بينما رأت أخريات، مثل [[جيرمين غرير]]، أن حركة العبور الجنسي تعيد إنتاج مفاهيم بطريركية حول ال[[جندر]]. (طالعوا كذلك: {{مقال رئيسي|آراء نسوية حول قضايا العبور الجنسي}}). |
| | | |
| وترى النسويات الراديكاليات أن ال[[بورنوجرافيا]] وال[[دعارة]] تحت [[نظام أبوي | النظام البطريركي]] هما إحدى أشكال اضطهاد النساء، اقتصاديًا وجنسيًا، وإنتهاكًا لحقوق النساء المدنية. وتشير [[كاثرين ماكينون]] أن النساء لن تختار العمل بالجنس إذا لم تكن بحاجة إلى المال، فالمال هو القوة الدافعة الوحيدة للنساء في هذه الحالة، وبالتالي لا تحل محل [[علاقات رضائية | التراضي]] أثناء ممارستهن للجنس<ref>[https://www.npr.org/2009/04/29/103639465/is-it-wrong-to-pay-for-sex "Is It wrong to Pay for Sex?" on Npr] </ref>. | | وترى النسويات الراديكاليات أن ال[[بورنوجرافيا]] وال[[دعارة]] تحت [[نظام أبوي | النظام البطريركي]] هما إحدى أشكال اضطهاد النساء، اقتصاديًا وجنسيًا، وإنتهاكًا لحقوق النساء المدنية. وتشير [[كاثرين ماكينون]] أن النساء لن تختار العمل بالجنس إذا لم تكن بحاجة إلى المال، فالمال هو القوة الدافعة الوحيدة للنساء في هذه الحالة، وبالتالي لا تحل محل [[علاقات رضائية | التراضي]] أثناء ممارستهن للجنس<ref>[https://www.npr.org/2009/04/29/103639465/is-it-wrong-to-pay-for-sex "Is It wrong to Pay for Sex?" on Npr] </ref>. |
| | | |
| ==نقد النظرية== | | ==نقد النظرية== |
− | انتقدت عددًا من النسويات، النسوية الراديكالية ورأين أن أفكارها بها نزعة [[جوهرية]] (essentialist)، حيث تُبسط قضايا النساء، وتدّعي أن جميع الرجال سيئين وجميع النساء ضحايا. كما أنهن أسسن فلسفتهن على فكرة وجود مرادف واحد عالمي لهوية "المرأة"، متجاهلات تأثير اختلاف ثقافات النساء وطبقاتهن الاجتماعية وقدراتهن الجسدية والعقلية وعِرقهن و[[ميولهن الجنسية]] في تشكيل هوياتهن. وتعد [[نسوية ما بعد الحداثة | نسويات ما بعد الحداثة]] أكثر النسويات انتقادًا للمدرسة الراديكالية؛ واللاتي أشرن إلى أن تعميم المدرسة الراديكالية لوجهة نظر واحدة، يقضي ويتجاهل ويُقصي مجموعات كاملة من النساء. | + | انتقدت بعض النسويات، النسوية الراديكالية ورأين أن أفكارها بها نزعة [[جوهرية]] (essentialist)، حيث تُبسط قضايا النساء، وتدّعي أن جميع الرجال سيئين وجميع النساء ضحايا. كما أنهن أسسن فلسفتهن على فكرة وجود مرادف واحد عالمي لهوية "المرأة"، متجاهلات تأثير اختلاف ثقافات النساء وطبقاتهن الاجتماعية وقدراتهن الجسدية والعقلية وعِرقهن و[[ميولهن الجنسية]] في تشكيل هوياتهن. وتعد [[نسوية ما بعد الحداثة | نسويات ما بعد الحداثة]] أكثر النسويات انتقادًا للمدرسة الراديكالية؛ واللاتي أشرن إلى أن تعميم المدرسة الراديكالية لوجهة نظر واحدة، يقضي ويتجاهل ويُقصي مجموعات كاملة من النساء. |
| | | |
| ==أوراق ومقالات== | | ==أوراق ومقالات== |