سطر 9: |
سطر 9: |
| ثم جاء الأطباء بعد أبو قراط ليُتموا ما بدأه، فتوالت أساليب "العلاج" من قبيل مداعبة الطبيب لبظر المريضة<ref>Page 214 - [https://archive.org/details/bonkcuriouscoupl0000mary Bonk : the curious coupling of science and sex by Roach, Mary, author]</ref> إلى تدليك منطقة الرحم و المهبل بالماء وصولا الى عمليات جراحية على الأعضاء التناسلية و حتى استئصال الرحم باعتباره أصل المرض، إضافة إلى الإيحاء (أو التنويم المغناطيسي) الذي اكتسب شهرة واسعة خلال القرن السابع عشر على يد الطبيب جان مارتن شاركو و مريضته ماري ويتمان الملقبة '''بملكة الهستيريا''' والتي تعافت بعد سنتين من توقف العلاج.<ref>[http://www.whonamedit.com/doctor.cfm/19.html Biography of Jean-Martin Charcot]</ref> | | ثم جاء الأطباء بعد أبو قراط ليُتموا ما بدأه، فتوالت أساليب "العلاج" من قبيل مداعبة الطبيب لبظر المريضة<ref>Page 214 - [https://archive.org/details/bonkcuriouscoupl0000mary Bonk : the curious coupling of science and sex by Roach, Mary, author]</ref> إلى تدليك منطقة الرحم و المهبل بالماء وصولا الى عمليات جراحية على الأعضاء التناسلية و حتى استئصال الرحم باعتباره أصل المرض، إضافة إلى الإيحاء (أو التنويم المغناطيسي) الذي اكتسب شهرة واسعة خلال القرن السابع عشر على يد الطبيب جان مارتن شاركو و مريضته ماري ويتمان الملقبة '''بملكة الهستيريا''' والتي تعافت بعد سنتين من توقف العلاج.<ref>[http://www.whonamedit.com/doctor.cfm/19.html Biography of Jean-Martin Charcot]</ref> |
| | | |
− | كان يُزجّ بالنساء في مصحات عقلية بذريعة الهستيريا دون أدنى تشخيص طبي. فكان يكفي فقط أن ترفض المرأة معتقدات زوجها أو أن تعبر عن آراء أو أفكار تخالف المجتمع أو "تهدد استقراره" حتى يتم الإلقاء بها في مصحة ما. ليس هنالك رقم محدد أو احصاء لأعداد النساء اللواتي تم وصمهن و حبسهن بذريعة الهستيريا أو الجنون الكثيرات لم تُعرف أسماؤهن ولا هوايتهن. لكن نذكر منهن '''إديث لانكستر''' على سبيل المثال كانت [[نسوية]] [[اشتراكية]] و ناشطة في مجال حقوق العمال تم وضعها سنة 1895 في مصحة عن طريق عائلتها رغما عنها، فقط لرغبتها آن ذاك بالعيش مع حبيبها الايرلندي، فكانت تهمتها أنها "متعلمة أكثر من اللازم".<ref>[https://doi.org/10.1093/ref:odnb/56471 Lanchester, Edithlocked (1871–1966) David Rubinstein]</ref> | + | كان يُزجّ بالنساء في مصحات عقلية بذريعة الهستيريا دون أدنى تشخيص طبي. فكان يكفي فقط أن ترفض المرأة معتقدات زوجها أو أن تعبر عن آراء أو أفكار تخالف المجتمع أو "تهدد استقراره" حتى يتم الإلقاء بها في مصحة ما. ليس هنالك رقم محدد أو احصاء لأعداد النساء اللواتي تم وصمهن و حبسهن بذريعة الهستيريا أو الجنون الكثيرات لم تُعرف أسماؤهن ولا هوايتهن. لكن نذكر منهن '''إديث لانكستر''' على سبيل المثال كانت ناشطة [[نسوية ماركسية|نسوية اشتراكية]] و مدافعة عن حقوق العمال تم وضعها سنة 1895 في مصحة عن طريق عائلتها رغما عنها، فقط لرغبتها آن ذاك بالعيش مع حبيبها الايرلندي، فكانت تهمتها أنها "متعلمة أكثر من اللازم".<ref>[https://doi.org/10.1093/ref:odnb/56471 Lanchester, Edithlocked (1871–1966) David Rubinstein]</ref> |
| | | |
| استمرت النساء في المعاناة ظلما، حتى بدأ الأطباء يصرّحون في أواخر القرن 19 بأنهم يلاحظون بعض أعراض [[هستيريا النساء]] على الرجال أيضا، ليبدأ آن ذاك فقط البحث الفعّال لإيجاد حلول و إجابات لهذه الأعراض ليتم ربطها لاحقا بأمراض نفسية مثل اكتئاب ما بعد الصدمات و غيرها. لكن لم ينتهي هذا الفصل من التاريخ الطبي حتى سنة 1980 حيث حُذفت الهستيريا أخيرا من الدليل التشخيصي و الإحصائي للإضطرابات النفسية.<ref>[https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3480686/ Women And Hysteria In The History Of Mental Health]</ref> | | استمرت النساء في المعاناة ظلما، حتى بدأ الأطباء يصرّحون في أواخر القرن 19 بأنهم يلاحظون بعض أعراض [[هستيريا النساء]] على الرجال أيضا، ليبدأ آن ذاك فقط البحث الفعّال لإيجاد حلول و إجابات لهذه الأعراض ليتم ربطها لاحقا بأمراض نفسية مثل اكتئاب ما بعد الصدمات و غيرها. لكن لم ينتهي هذا الفصل من التاريخ الطبي حتى سنة 1980 حيث حُذفت الهستيريا أخيرا من الدليل التشخيصي و الإحصائي للإضطرابات النفسية.<ref>[https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3480686/ Women And Hysteria In The History Of Mental Health]</ref> |
| | | |
| ===الجنون=== | | ===الجنون=== |
− | لم يعر الناس اهتماما للنساء اللواتي زج بهنّ في المصحات العقلية و النفسية، حتى سلّطت '''نلي بلاي''' الصحفية الأمريكية الضوء على الحالة التي تعيشها النساء داخل تلك المصحات، حيث ادّعت الجنون سنة 1887 فتم ادخالها مصحة لمعالجة النساء من الأمراض النفسية في نيويورك و خرجت بعد ذلك بعشرة أيام فكتبت مجموعة من المقالات تحدثت فيها عن كيف كان يتم ربط النساء بحبال طوال اليوم، لا يُسمح لهن بالحديث أو التحرك. كنّ ممنوعات من القراءة أو حتى معرفة ما يجري في العالم الخارجي. أكدّت '''بلاي''' على أن المعاملة القاسية التي تلقتها النساء هناك و الطعام السيء كانا كافيين بأن يجعلا حالة إحداهن العقلية و الجسدية عبارة عن حطام خلال شهرين فقط.<ref>[https://digital.library.upenn.edu/women/bly/madhouse/madhouse.html Ten Days In a Mad-House. BY NELLIE BLY. NEW YORK: IAN L. MUNRO, PUBLISHE]</ref> | + | لم يعر الناس اهتماما للنساء اللواتي زج بهنّ في المصحات العقلية و النفسية، حتى سلّطت [[نلي بلاي]] الصحفية الأمريكية الضوء على الحالة التي تعيشها النساء داخل تلك المصحات، حيث ادّعت الجنون سنة 1887 فتم ادخالها مصحة لمعالجة النساء من الأمراض النفسية في نيويورك و خرجت بعد ذلك بعشرة أيام فكتبت مجموعة من المقالات تحدثت فيها عن كيف كان يتم ربط النساء بحبال طوال اليوم، لا يُسمح لهن بالحديث أو التحرك. كنّ ممنوعات من القراءة أو حتى معرفة ما يجري في العالم الخارجي. أكدّت '''بلاي''' على أن المعاملة القاسية التي تلقتها النساء هناك و الطعام السيء كانا كافيين بأن يجعلا حالة إحداهن العقلية و الجسدية عبارة عن حطام خلال شهرين فقط.<ref>[https://digital.library.upenn.edu/women/bly/madhouse/madhouse.html Ten Days In a Mad-House. BY NELLIE BLY. NEW YORK: IAN L. MUNRO, PUBLISHE]</ref> |
| | | |
| كان الطب النفسي و التحليل النفسي مجالا محتكراُ من طرف الرجل، لذا كان التحيّز بناء على النوع الإجتماعي واضحا في التشخيص النفسي للنساء، فقد أشارت دراسة بروفرمان<ref>[https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/00050067508256473?journalCode=rapy20 Sex role stereotypes and clinical psychologists: An australian study Margaret Anderson]</ref> إلى أن ما يفصل بين المرأة السليمة و الرجل السليم هو بأن تكون الأولى "أكثر خضوعاً، أقل استقلالية، أكثر تأثراً، أقل عنفاُ، أقل تنافسية، أكثر عاطفية، أكثر اهتماماً بالمظاهر، أقل حيادية، و أقل اهتماماً بالرياضيات و العلوم..." و هي معايير تنبع من قلب المنظومة الأبوية. لذا كانت تُشخص بالجنون كل المرأة لم تتسم بتلك الصفات. بالمقابل نجد النظام الأبوي يسقط في ازدواجية المعايير، حيث توصم حتى النساء اللواتي توفرت فيهن جميع المعايير أعلاه. و بالتالي، فقد كانت كلمة "امرأة" تعتبر مرادفا للاضطراب و الجنون.<ref>[https://www.nytimes.com/1972/12/31/archives/women-and-madness-by-phyllis-chesler-illustrated-359-pp-new-york.html Women and Madness By Adrienne Rich] - Paragraph 3 & 4</ref> | | كان الطب النفسي و التحليل النفسي مجالا محتكراُ من طرف الرجل، لذا كان التحيّز بناء على النوع الإجتماعي واضحا في التشخيص النفسي للنساء، فقد أشارت دراسة بروفرمان<ref>[https://www.tandfonline.com/doi/abs/10.1080/00050067508256473?journalCode=rapy20 Sex role stereotypes and clinical psychologists: An australian study Margaret Anderson]</ref> إلى أن ما يفصل بين المرأة السليمة و الرجل السليم هو بأن تكون الأولى "أكثر خضوعاً، أقل استقلالية، أكثر تأثراً، أقل عنفاُ، أقل تنافسية، أكثر عاطفية، أكثر اهتماماً بالمظاهر، أقل حيادية، و أقل اهتماماً بالرياضيات و العلوم..." و هي معايير تنبع من قلب المنظومة الأبوية. لذا كانت تُشخص بالجنون كل المرأة لم تتسم بتلك الصفات. بالمقابل نجد النظام الأبوي يسقط في ازدواجية المعايير، حيث توصم حتى النساء اللواتي توفرت فيهن جميع المعايير أعلاه. و بالتالي، فقد كانت كلمة "امرأة" تعتبر مرادفا للاضطراب و الجنون.<ref>[https://www.nytimes.com/1972/12/31/archives/women-and-madness-by-phyllis-chesler-illustrated-359-pp-new-york.html Women and Madness By Adrienne Rich] - Paragraph 3 & 4</ref> |
سطر 48: |
سطر 48: |
| | | |
| ==الأدب والتحليل النفسي== | | ==الأدب والتحليل النفسي== |
− | عرضت أعمال أدبية عدة تواطؤ ومشاركة الطب النفسي السائد في تأديب النساء ووضع قيود على ما كان يعتبر نشاطًا عاطفيًا وجنسًا وفنيًا غير مقيد. سلطت سيلفيا بلاث، في روايتها The Bell Jar، التي نُشرت في الولايات المتحدة في عام 1971، بالإضافة إلى يوميات فرجينيا وولف المكونة من خمسة مجلدات (1977-1984)، الضوء على تجارب النساء مع المرض النفسي ورفع مستوى الوعي بالمخاطر التي تواجهها النساء بسبب الأبوية الطبية. | + | عرضت أعمال أدبية عدة تواطؤ ومشاركة الطب النفسي السائد في تأديب النساء ووضع قيود على ما كان يعتبر نشاطًا عاطفيًا وجنسًا وفنيًا غير مقيد. سلطت [[سيلفيا بلاث]]، في روايتها The Bell Jar، التي نُشرت في الولايات المتحدة في عام 1971، بالإضافة إلى يوميات [[فرجينيا وولف]] المكونة من خمسة مجلدات (1977-1984)، الضوء على تجارب النساء مع المرض النفسي ورفع مستوى الوعي بالمخاطر التي تواجهها النساء بسبب الأبوية الطبية. |
| [[ملف:غلاف السيدة دالواي.jpg|تصغير|غلاف رواية "السيدة دالواي" لـ فيرجينيا وولف، فينتاج بوكس، ٢٠٢٠]] | | [[ملف:غلاف السيدة دالواي.jpg|تصغير|غلاف رواية "السيدة دالواي" لـ فيرجينيا وولف، فينتاج بوكس، ٢٠٢٠]] |
| كما تتطرق فيرجينيا وولف إلى الطبيب النفسي القمعي في رواياتها. وتحديدًا، في السيدة دالواي، حيث أن "الشرير" هو السير ويليام برادشو، وهو طبيب نفسي يرى كل الأمراض الباطنية على أنها مجرد "نقص في التناسب" ويسيء التعامل مع انهيار احد شخصيات الرواية، السيدة سبتيموس وارين سميث. العلاج الوحيد الذي يطرحه برادشو هو حبس الناس، وبالتالي سلبهم من حقوقهم السياسية والوجودية. وتصوره وولف في كتاباتها كنوع من المحارب العسكري وتجسيد للاسبتداد. | | كما تتطرق فيرجينيا وولف إلى الطبيب النفسي القمعي في رواياتها. وتحديدًا، في السيدة دالواي، حيث أن "الشرير" هو السير ويليام برادشو، وهو طبيب نفسي يرى كل الأمراض الباطنية على أنها مجرد "نقص في التناسب" ويسيء التعامل مع انهيار احد شخصيات الرواية، السيدة سبتيموس وارين سميث. العلاج الوحيد الذي يطرحه برادشو هو حبس الناس، وبالتالي سلبهم من حقوقهم السياسية والوجودية. وتصوره وولف في كتاباتها كنوع من المحارب العسكري وتجسيد للاسبتداد. |
− | ونجد نظير برادشو في رواية "المدينة ذات الأربع أبواب" لـ دوريس ليسنغ، وهي روائية نسوية يسارية. وفي روايتها، تتحدث ليسنغ عن دكتور لامب، والذي يمثل نفس "الشر" الذي مثلته وولف في برادشو، وتضع ليسنغ انسانية دكتور لامب موضع التساؤل. | + | ونجد نظير برادشو في رواية "المدينة ذات الأربع أبواب" لـ [[دوريس ليسنغ]]، وهي روائية نسوية يسارية. وفي روايتها، تتحدث ليسنغ عن دكتور لامب، والذي يمثل نفس "الشر" الذي مثلته وولف في برادشو، وتضع ليسنغ انسانية دكتور لامب موضع التساؤل. |
− | وفي رواية "جين اير" لشارلوت برونت، يلعب الراهب دور "طبيب نفساني" بديل. أما في روايات مارغريت اتوود، فنجد أن قوة الذكور، وتحديدًا أصحاب القوة، غير شخصية تمامًا، تتسجد في مجموعة من القمعيين تطلق عليها اتوود تسمية "الأمريكان". | + | وفي رواية "جين اير" لشارلوت برونت، يلعب الراهب دور "طبيب نفساني" بديل. أما في روايات [[مارغريت اتوود]]، فنجد أن قوة الذكور، وتحديدًا أصحاب القوة، غير شخصية تمامًا، تتسجد في مجموعة من القمعيين تطلق عليها اتوود تسمية "الأمريكان". |
− | القاسم المشترك بين الروائيات المذكورات ورواياتهن، وذلك بحسب الباحثة باربارا هيل ريغني، أنهن يقدمن دراسات عن ضمير الأنثى المنسلب في مقابل المجتمع الذكوري/المرتكز على الرجل أو مقابل السلطة الذكورية المتمثلة برجل، وغالبًا ما يكون إما معالج نفسي أو روحاني. وفي كل الروايات نفسها، ترفض البطلات شخصية الأب، وبدرجات متفاوتة، يشرعن في البحث عن الأم. وتعطي ريغني مثالًا عن كيف ترى النسوية أدريان ريتش، في كتابها "ولدت امرأة"، كل النساء كمتلقيات للصدمات النفسية لكونهن حرموا من حب شخصيات من جنسهن، أي أنهن لم يتبنين المثلية كهوية أو كممارسة. وكذلك تشير ريغني إلى أن فيرجينيا وولف ودوريس ليسنغ ومارغارت اتوود، على وجه الخصوص، كتبن شخصياتهن المصابة بالفصام على أنهن شخصيات شبه دينية، أو قديسات، أو علماء يبحثن عن شكل من أشكال الحقيقة. | + | القاسم المشترك بين الروائيات المذكورات ورواياتهن، وذلك بحسب الباحثة باربارا هيل ريغني، أنهن يقدمن دراسات عن ضمير الأنثى المنسلب في مقابل المجتمع الذكوري/المرتكز على الرجل أو مقابل السلطة الذكورية المتمثلة برجل، وغالبًا ما يكون إما معالج نفسي أو روحاني. وفي كل الروايات نفسها، ترفض البطلات شخصية الأب، وبدرجات متفاوتة، يشرعن في البحث عن الأم. وتعطي ريغني مثالًا عن كيف ترى النسوية [[أدريان ريتش]]، في كتابها "ولدت امرأة"، كل النساء كمتلقيات للصدمات النفسية لكونهن حرموا من حب شخصيات من جنسهن، أي أنهن لم يتبنين المثلية كهوية أو كممارسة. وكذلك تشير ريغني إلى أن فيرجينيا وولف ودوريس ليسنغ ومارغارت اتوود، على وجه الخصوص، كتبن شخصياتهن المصابة بالفصام على أنهن شخصيات شبه دينية، أو قديسات، أو علماء يبحثن عن شكل من أشكال الحقيقة. |
− | وسبق أن كتبت دوريس لسنغ أنه من "خلال الجنون والمتغيرات الجذرية غير المنتظمة، نجد الحقيقة". وكذلك تؤكد آتوود أن الرؤية والحقيقة تأتي بعد "فشل المنطق". وشخصية سبتيموس "المجنونة" في رواية فيرجينيا وولف تصبح فيما بعد قديسة. وحتى في جين أير، والتي تعد نتاج علم النفس ما بعد الحداثة، فإن المرأة "المجنونة" لها ما يبررها حتى في طريقة كراهيتها. وبالتالي، للكاتبات طريقة في وصف علاقة النساء مع الجنون والحالات النفسية كنوع من العلاقة الروحانية والأسطورية التي تتولد نتيجة قمع المجتمع وعدم محاولة "قواد" المجتمع الرجال من فهمهن. وفي هذا الإطار، تكتب فيليس تشسلر، في كتاب "المرأة والجنون": | + | وسبق أن كتبت دوريس لسنغ أنه من "خلال الجنون والمتغيرات الجذرية غير المنتظمة، نجد الحقيقة". وكذلك تؤكد آتوود أن الرؤية والحقيقة تأتي بعد "فشل المنطق". وشخصية سبتيموس "المجنونة" في رواية فيرجينيا وولف تصبح فيما بعد قديسة. وحتى في جين أير، والتي تعد نتاج علم النفس ما بعد الحداثة، فإن المرأة "المجنونة" لها ما يبررها حتى في طريقة كراهيتها. وبالتالي، للكاتبات طريقة في وصف علاقة النساء مع الجنون والحالات النفسية كنوع من العلاقة الروحانية والأسطورية التي تتولد نتيجة قمع المجتمع وعدم محاولة "قواد" المجتمع الرجال من فهمهن. وفي هذا الإطار، تكتب [[فيليس تشسلر]]، في كتاب "المرأة والجنون": |
| | | |
| '''ولعل النساء الغاضبات والحزينات في المصحات العقلية هن نساء الأمازون اللواتي عدن إلى الأرض بعد عدة قرون. وكل واحدة منها تجري بحثًا خاصًا وغامض عن الإنتماء - بحث أسميناه "الجنون". | | '''ولعل النساء الغاضبات والحزينات في المصحات العقلية هن نساء الأمازون اللواتي عدن إلى الأرض بعد عدة قرون. وكل واحدة منها تجري بحثًا خاصًا وغامض عن الإنتماء - بحث أسميناه "الجنون". |
سطر 60: |
سطر 60: |
| | | |
| [[ملف:مي زيادة.jpg|تصغير|الكاتبة مي زيادة، والتي تم ادخالها إلى مصحة العصفورية للأمراض النفسية في لبنان ]] | | [[ملف:مي زيادة.jpg|تصغير|الكاتبة مي زيادة، والتي تم ادخالها إلى مصحة العصفورية للأمراض النفسية في لبنان ]] |
− | وفي الأدب العربي، حاولت مي زيادة معالجة ما تعرضت له بعد أن أدخلها أقاربها إلى مصحة العصفورية للأمراض النفسية في لبنان، إلا أن استطاعت اثبات سلامتها العقلية والخروج من المستشفى. ويظهر هذا بشكل أساسي في "كتابات منسية"، حيث قامت الباحثة الألمانية أنيتا زيغلر بجمع كتابات مي زيادة التي صدرت في أعوامها الأخيرة وهي تلقي ضوءًا جديدًا على حياة مي زيادة، خصوصًا العقد المأساوي الأخير منها. كما تسعى الراسمة باسكال غزالي إلى رسم قصة حياتها. | + | وفي الأدب العربي، حاولت [[مي زيادة]] معالجة ما تعرضت له بعد أن أدخلها أقاربها إلى مصحة العصفورية للأمراض النفسية في لبنان، إلا أن استطاعت اثبات سلامتها العقلية والخروج من المستشفى. ويظهر هذا بشكل أساسي في "كتابات منسية"، حيث قامت الباحثة الألمانية أنيتا زيغلر بجمع كتابات مي زيادة التي صدرت في أعوامها الأخيرة وهي تلقي ضوءًا جديدًا على حياة مي زيادة، خصوصًا العقد المأساوي الأخير منها. كما تسعى الراسمة باسكال غزالي إلى رسم قصة حياتها. |
| | | |
| ==العلاج النفسي النسوي== | | ==العلاج النفسي النسوي== |