تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إضافة روابط داخلية
سطر 50: سطر 50:  
=== التصديق على المشاعر ===
 
=== التصديق على المشاعر ===
   −
لديّ مشروع بحثي وكتابي بعنوان حكايات الإجهاض، أعمل عليه منذ سبتمبر ٢٠١٧. من خلال مقابلاتي الشخصية مع نساء مُجهضات في مصر والمنطقة العربية، كان الحديث عن الشعور بالذنب والخزي في مركز الحديث دائمًا حتى أننا يُمكن أن نقول أن التجربة تمحوّرت حول تلك المشاعر دون إغفال لمشاعر أخرى كالخوف من الموت أو القبض عليهنّ أثناء الإجهاض أو الخذلان من الشريك.
+
لديّ [[وثيقة:لماذا قررت جمع قصص النساء مع الإجهاض في مصر؟|مشروع بحثي وكتابي]] بعنوان حكايات الإجهاض، أعمل عليه منذ سبتمبر ٢٠١٧. من خلال مقابلاتي الشخصية مع نساء مُجهضات في مصر والمنطقة العربية، كان الحديث عن الشعور بالذنب والخزي في مركز الحديث دائمًا حتى أننا يُمكن أن نقول أن التجربة تمحوّرت حول تلك المشاعر دون إغفال لمشاعر أخرى كالخوف من الموت أو القبض عليهنّ أثناء الإجهاض أو الخذلان من الشريك.
 
شهدّت أغلب هؤلاء النساء أن الفترات التي قضينها في البحث عن طبيب أو حبوب تحفيز الإجهاض، سمحت بوجود أوقات أخرى للتفكير والتواصل مع الأجنة المُجهَضة. بعضهنّ كتبت رسائل للأجنة قبل الإجهاض وبعده. يعتذرنّ فيها عن الإجهاض وأنهنّ قررنّ أو أُجبرنّ على إنهاء الحمل، من مُنطلق صورة الأم الجيّدة. وبعضهنّ كانت تقضي ساعات تتحدث وتُسامر الجنين وتتحسس رحمها من الخارج محاولةً تخفيف الأمر عليهم/نّ. بعضهنّ شعرنّ بالتخلّي عن أطفالهنّ، ولومنّ أنفسهنّ على الإجهاض في مرحلة مُتأخرة بعد الشهر الثالث (رغم أن ذلك راجع لتجريم الإجهاض).
 
شهدّت أغلب هؤلاء النساء أن الفترات التي قضينها في البحث عن طبيب أو حبوب تحفيز الإجهاض، سمحت بوجود أوقات أخرى للتفكير والتواصل مع الأجنة المُجهَضة. بعضهنّ كتبت رسائل للأجنة قبل الإجهاض وبعده. يعتذرنّ فيها عن الإجهاض وأنهنّ قررنّ أو أُجبرنّ على إنهاء الحمل، من مُنطلق صورة الأم الجيّدة. وبعضهنّ كانت تقضي ساعات تتحدث وتُسامر الجنين وتتحسس رحمها من الخارج محاولةً تخفيف الأمر عليهم/نّ. بعضهنّ شعرنّ بالتخلّي عن أطفالهنّ، ولومنّ أنفسهنّ على الإجهاض في مرحلة مُتأخرة بعد الشهر الثالث (رغم أن ذلك راجع لتجريم الإجهاض).
   −
بعضهنّ أردن استكمال الحمل لكن ظروفهن لم تسمح، إما لأنهن غير متزوجات ويعيشن في بلد لا تسمح للنساء بتسجيل المواليد رسميًا دون زواج. أو هناك من كانت متزوجة وظروفها الاقتصادية اختلفت، أو لديها أطفال بالفعل، أو انتهت علاقتها بالشريك. البعض لومنّ أنفسهنّ على اختيار شركاء غير جديرين بالأبوّة. وبعضهنّ شعرنّ بالخزي لأنها لم تُمارس الجنس بشكل آمن (رغم أن وسائل منع الحمل الطارئة غير مُتاحة في الصيدليات، وغير فعّالة بنسبة ١٠٠٪، وأن الشركاء الرجال عليهم مسؤولية في منع الحمل أيضًا).
+
بعضهنّ أردن استكمال الحمل لكن ظروفهن لم تسمح، إما لأنهن غير متزوجات ويعيشن في بلد لا تسمح للنساء بتسجيل المواليد رسميًا دون زواج. أو هناك من كانت متزوجة وظروفها الاقتصادية اختلفت، أو لديها أطفال بالفعل، أو انتهت علاقتها بالشريك. البعض لومنّ أنفسهنّ على اختيار شركاء غير جديرين بالأبوّة. وبعضهنّ شعرنّ بالخزي لأنها لم تُمارس الجنس بشكل آمن (رغم أن [[وسائل منع الحمل|وسائل منع الحمل الطارئة]] غير مُتاحة في الصيدليات، وغير فعّالة بنسبة ١٠٠٪، وأن الشركاء الرجال عليهم مسؤولية في منع الحمل أيضًا).
    
كان حديثهنّ عن الذنب قبل الإجهاض جليًا ومركزيًا. أما بعده، فشهدت أغلبهنّ أن تلك المشاعر التي شعرنّ بها تجاه الأجنة، كانت وليدة اللحظة وبسبب تراكمات التصورات الأبوية عن الأمومة في وعيهنّ. شهدنّ أن قرار الإجهاض كان الأفضل. بل أن بعضهنّ شعرت بالفخر أنها لم تستسلم لمشاعر الذنب ودُفعت لاستكمال الحمل والانجاب بسببها. وغالبيتهنّ قلنّ أن الأمومة التي يؤمنّ بها، هي تلك التي يخترنها لأنفسهنّ، ولا يكُنّ مُجبرات عليها بسبب الرواسب بداخل كل امرأة منّا عن كيف نكون نساء وأمهات.
 
كان حديثهنّ عن الذنب قبل الإجهاض جليًا ومركزيًا. أما بعده، فشهدت أغلبهنّ أن تلك المشاعر التي شعرنّ بها تجاه الأجنة، كانت وليدة اللحظة وبسبب تراكمات التصورات الأبوية عن الأمومة في وعيهنّ. شهدنّ أن قرار الإجهاض كان الأفضل. بل أن بعضهنّ شعرت بالفخر أنها لم تستسلم لمشاعر الذنب ودُفعت لاستكمال الحمل والانجاب بسببها. وغالبيتهنّ قلنّ أن الأمومة التي يؤمنّ بها، هي تلك التي يخترنها لأنفسهنّ، ولا يكُنّ مُجبرات عليها بسبب الرواسب بداخل كل امرأة منّا عن كيف نكون نساء وأمهات.
staff
2٬193

تعديل

قائمة التصفح