سطر 1: |
سطر 1: |
| {{بيانات_وثيقة | | {{بيانات_وثيقة |
| |نوع الوثيقة=مقالة رأي | | |نوع الوثيقة=مقالة رأي |
− | |العنوان=وثيقة: النظام الأسري الأبوي والدوائر التقدمية: أين نسويتي الفلسطينية منهما؟ | + | |العنوان= |
− | |مؤلف= ريم كوميراد | + | |مؤلف=ريم كوميراد |
| |محرر= | | |محرر= |
| |لغة= ar | | |لغة= ar |
سطر 35: |
سطر 35: |
| | | |
| | | |
− | في الرواية يهدف المجتمع النفعي إلى إنتاج أكبر قدر من السعادة. والتي تحققها الحكومة والصناعة وجميع الأجهزة الاجتماعية، عبر توفيرها مخدرا يدعى بالـ”سوما”. الذي يجعل أي شخص لا يشعر بالألم أو بالاكتئاب. وتحصل كل طبقة على حصص معينة من الدواء للقضاء على الألم والغضب لضمان الاستقرار الاجتماعي. | + | في الرواية يهدف المجتمع النفعي إلى إنتاج أكبر قدر من السعادة. والتي تحققها الحكومة والصناعة وجميع الأجهزة الاجتماعية، عبر توفيرها مخدرا يدعى بال”سوما”. الذي يجعل أي شخص لا يشعر بالألم أو بالاكتئاب. وتحصل كل طبقة على حصص معينة من الدواء للقضاء على الألم والغضب لضمان الاستقرار الاجتماعي. |
| | | |
| أما المراقب فورد فهو شخصية مهمتها مراقبة خط سير العالم ومنع ظواهر كالروحانيات والعاطفة والتاريخ. وللعمل على هذا يتحكم في الجينات الوراثية للأفراد ويصنفهم طبقياً عاملاً على القضاء على الخصوصيات بالسيطرة وتعزيز قيم الفردانية والحرية بالتلاعب الفكري. | | أما المراقب فورد فهو شخصية مهمتها مراقبة خط سير العالم ومنع ظواهر كالروحانيات والعاطفة والتاريخ. وللعمل على هذا يتحكم في الجينات الوراثية للأفراد ويصنفهم طبقياً عاملاً على القضاء على الخصوصيات بالسيطرة وتعزيز قيم الفردانية والحرية بالتلاعب الفكري. |
سطر 41: |
سطر 41: |
| تحقق الرواية كل الرغبات ولكن السّلطة دائماً حاضرة في فرضها أن لا تشعر، ولا تنجب، ولا تؤمن. ولكنها، في المقابل، تسمح لك وتشّجعك على أن تموت. | | تحقق الرواية كل الرغبات ولكن السّلطة دائماً حاضرة في فرضها أن لا تشعر، ولا تنجب، ولا تؤمن. ولكنها، في المقابل، تسمح لك وتشّجعك على أن تموت. |
| | | |
− | أضاءت لي الرواية أن المفتاح لـ”عالم جديد شجاع” حقيقي، هو تقبل فكرة الألم والمرض والشيخوخة والحب والموت. فحسب تعريف لينين في كتابه “نصوص حول الموقف من الدين” يقول: “تحرير الإنسان من رق آلهة السماء الوهمية يقتضي تحريره من آلهة الأرض الحقيقية: الملكية الخاصة والعائلة والدولة”، وفي عالم هكسلي لم يتحرر الفرد من الملكية الخاصة والدولة منذ ولادته لذلك تعتبر مدينة فاسدة تروِّج لتقدمية زائفة. | + | أضاءت لي الرواية أن المفتاح ل”عالم جديد شجاع” حقيقي، هو تقبل فكرة الألم والمرض والشيخوخة والحب والموت. فحسب تعريف لينين في كتابه “نصوص حول الموقف من الدين” يقول: “تحرير الإنسان من رق آلهة السماء الوهمية يقتضي تحريره من آلهة الأرض الحقيقية: الملكية الخاصة والعائلة والدولة”، وفي عالم هكسلي لم يتحرر الفرد من الملكية الخاصة والدولة منذ ولادته لذلك تعتبر مدينة فاسدة تروِّج لتقدمية زائفة. |
| | | |
− | تماما كالسيد فورد وأعوانه في الأسرة والعالم الخارجي، يتشابه هذا العالم جداً مع الدوائر/التحالفات “التقدمية” التي ذكرتها سابقاً في محاولة إعادة إنتاجها للقوة. فيه يتوحد الذوق العام ويلتحف بالغطاء الوطني التقدمي، ويحافظ على الامتيازات، ويتدخل في تفاصيل حياتك، ويلقي بأصابع الاتهام سعياً منه/ا لإقصاء وتهميش كل من لا يملك امتيازات أو منفعة. فالتهميش يمكن أن يكون على شكل انتهاكات، كانتهاكات الخصوصية أو استبعادك مثلاً عن حقل الانتاج والعمل. الأمر الذي يضع هذه الدوائر في موقف مشبوه من إعادة إنتاج الأبوية لاستخدامها نفس أدوات السلطة المستخدمة في الأنظمة الأسرية. | + | تماما كالسيد فورد وأعوانه في الأسرة والعالم الخارجي، يتشابه هذا العالم جداً مع الدوائر/التحالفات “التقدمية” التي ذكرتها سابقاً في محاولة إعادة إنتاجها للقوة. فيه يتوحد الذوق العام ويلتحف بالغطاء الوطني التقدمي، ويحافظ على الامتيازات، ويتدخل في تفاصيل حياتك، ويلقي بأصابع الاتهام سعياً منه/ا لإقصاء وتهميش كل من لا يملك امتيازات أو منفعة. فالتهميش يمكن أن يكون على شكل انتهاكات، كانتهاكات الخصوصية أو استبعادك مثلاً عن حقل الانتاج والعمل. الأمر الذي يضع هذه الدوائر في موقف مشبوه من إعادة إنتاج [[نظام أبوي | الأبوية]] لاستخدامها نفس أدوات السلطة المستخدمة في الأنظمة الأسرية. |
| | | |
− | يبقى السؤال معلقّا في ذهني عن شكل العدالة بالنسبة للنساء في كافة المنظومات سواء في الأسرة أو خارجها، هل رد الفعل على القيود هو الشكل الكافي للنضال؟ أم الإنتاج العضوي وتقديم النساء أفراداً ومنظمات وخدمات تنشر المقدرة، وانتقاء اللغة النسوية الصحيحة، لبناء أساسات لسرديات جديدة يمكنها أن تجترح مساحات لا تعتمد على الآخر بشيء؟ نعرف جميعًا الإجابة ولكننا نؤمن بالسيد فورد كنوع من الخلاص وننتقص من قدراتنا بينما تتناحر السلطة على استغلال مواردنا وتوظيفها في المحل الصحيح. | + | يبقى السؤال معلقّا في ذهني عن شكل العدالة بالنسبة للنساء في كافة المنظومات سواء في الأسرة أو خارجها، هل رد الفعل على القيود هو الشكل الكافي للنضال؟ أم الإنتاج العضوي وتقديم النساء أفراداً ومنظمات وخدمات تنشر المقدرة، وانتقاء اللغة ال[[نسوية]] الصحيحة، لبناء أساسات لسرديات جديدة يمكنها أن تجترح مساحات لا تعتمد على الآخر بشيء؟ نعرف جميعًا الإجابة ولكننا نؤمن بالسيد فورد كنوع من الخلاص وننتقص من قدراتنا بينما تتناحر السلطة على استغلال مواردنا وتوظيفها في المحل الصحيح. |
| | | |
− | ولذلك أنظر اليوم للخطاب النسوي الفلسطيني، والذي يعتبر صوتاً من الأصوات التقدمية في عدسات أقل حساسية لما هو تقدُّمي، فلا تعنيني حقا “الصوابية السياسية ” في نقاش أو حوار في هذه الدوائر. بل ما يهمني هو صدق التجربة الشخصية كنموذج للتعلُّم. فالتقدمية أصبحت في نظري سلطة يتوجب عليَّ أخذ الحذر والحيطة منها. علمتني التجارب الأسرية والاجتماعية تقدميةً كاذبةً تنعتني بشتى أشكال الأذى النفسي، لذا تعلمت أن أتساءل دوما عن دوائري والأطر النسوية التي أعمل بها. أن أتساءل عما إذا كانت النسوية كحراك وخطاب تقدّميٍّ، تعلّمني أن أتمرد ضد الأسرة أو المجتمع أو ضد حزب، أو شخصية معينة، أو لأفهم خريطة العالم. | + | ولذلك أنظر اليوم للخطاب النسوي الفلسطيني، والذي يعتبر صوتاً من الأصوات التقدمية في عدسات أقل حساسية لما هو تقدُّمي، فلا تعنيني حقا [[صوابية سياسية | “الصوابية السياسية”]] في نقاش أو حوار في هذه الدوائر. بل ما يهمني هو صدق التجربة الشخصية كنموذج للتعلُّم. فالتقدمية أصبحت في نظري سلطة يتوجب عليَّ أخذ الحذر والحيطة منها. علمتني التجارب الأسرية والاجتماعية تقدميةً كاذبةً تنعتني بشتى أشكال الأذى النفسي، لذا تعلمت أن أتساءل دوما عن دوائري والأطر النسوية التي أعمل بها. أن أتساءل عما إذا كانت النسوية كحراك وخطاب تقدّميٍّ، تعلّمني أن أتمرد ضد الأسرة أو المجتمع أو ضد حزب، أو شخصية معينة، أو لأفهم خريطة العالم. |
| + | |
| + | [[تصنيف:حركة نسوية في فلسطين]] |