تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إعادة صياغة العناوين الفرعية
سطر 6: سطر 6:  
هي نظرية وحركة [[نسوية]] تهتم بدراسة الأثر السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي الذي خلّفه الاستعمار على حيوات النساء.  
 
هي نظرية وحركة [[نسوية]] تهتم بدراسة الأثر السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي الذي خلّفه الاستعمار على حيوات النساء.  
   −
==الجدل حول تعريف الاستعمار وماهيته==
+
==تعريف الاستعمار==
    
وفقًا [[شاندرا موهانتي|لشاندرا موهانتي]]، استُخدِم مصطلح العمليّة الاستعماريّة في الكتابات النسويّة واليساريّة الحديثة لوصف ظواهر متنوّعة، بدءًا من التراتبيّات الاقتصاديّة والسياسيّة الأكثر وضوحًا وصولًا إلى الخطاب الذي تنتجه النسويّة الغربيّة حول ما يسمّى بالعالم الثالث. لا تعني شاندرا في استخدامها لمصطلح "النسويّة الغربيّة" تجانُس المداخل النسويّة الغربيّة من حيث الأهداف أو الاهتمامات أو التحليلات؛ إنّما تشابُه الآثار الناتجة عن افتراض الخطاب النسويّ الغربيّ ضمنًا بأنّ "الغرب" هو المرجع الأساسيّ في النظريّات والتطبيقات، وتصنيفه لكلّ من هم غير غربيّين على أنّهم "الآخرون". تضيف شاندرا أنّ استخدامها لمصطلح "العالم الثالث" يعود إلى عدم توافر مصطلحات أخرى، متنبّهة إلى الإشكاليّات المرتبطة بمثل هذه المصطلحات؛ إذ إنّها تبالغ في تبسيط أوجه التشابه بين دول مصنّفة ضمن "العالم الأوّل" أو "العالم الثالث" من جهة، وتعزّز ضمنيًّا التراتبيّات الاقتصاديّة والثقافيّة والأيديولوجيّة القائمة من جهة أخرى.<ref>[[:ملف:تحت عيون الغرب - الدراسات النسوية والخطابات الاستعمارية.pdf|تحت عيون الغرب: الدراسات النسوية والخطابات الاستعمارية]]، تأليف شاندرا موهانتي، ترجمة سهام سنية عبد السلام، نشر مؤسسة المرأة والذاكرة في 2015.</ref>
 
وفقًا [[شاندرا موهانتي|لشاندرا موهانتي]]، استُخدِم مصطلح العمليّة الاستعماريّة في الكتابات النسويّة واليساريّة الحديثة لوصف ظواهر متنوّعة، بدءًا من التراتبيّات الاقتصاديّة والسياسيّة الأكثر وضوحًا وصولًا إلى الخطاب الذي تنتجه النسويّة الغربيّة حول ما يسمّى بالعالم الثالث. لا تعني شاندرا في استخدامها لمصطلح "النسويّة الغربيّة" تجانُس المداخل النسويّة الغربيّة من حيث الأهداف أو الاهتمامات أو التحليلات؛ إنّما تشابُه الآثار الناتجة عن افتراض الخطاب النسويّ الغربيّ ضمنًا بأنّ "الغرب" هو المرجع الأساسيّ في النظريّات والتطبيقات، وتصنيفه لكلّ من هم غير غربيّين على أنّهم "الآخرون". تضيف شاندرا أنّ استخدامها لمصطلح "العالم الثالث" يعود إلى عدم توافر مصطلحات أخرى، متنبّهة إلى الإشكاليّات المرتبطة بمثل هذه المصطلحات؛ إذ إنّها تبالغ في تبسيط أوجه التشابه بين دول مصنّفة ضمن "العالم الأوّل" أو "العالم الثالث" من جهة، وتعزّز ضمنيًّا التراتبيّات الاقتصاديّة والثقافيّة والأيديولوجيّة القائمة من جهة أخرى.<ref>[[:ملف:تحت عيون الغرب - الدراسات النسوية والخطابات الاستعمارية.pdf|تحت عيون الغرب: الدراسات النسوية والخطابات الاستعمارية]]، تأليف شاندرا موهانتي، ترجمة سهام سنية عبد السلام، نشر مؤسسة المرأة والذاكرة في 2015.</ref>
سطر 31: سطر 31:  
تتسّم مساهمات [[أودري لورد]] في تطور نظرية نسويّة ما بعد الاستعمار بنقدها الذي لا يلين للنسوية الغربية، حيث واجهت بصراحة فشلها في معالجة تجارب ونضالات نساء العالم الثالث. جادلت في مقالها المُؤثر "[[وثيقة:لا يمكن لأدوات السيد أن تهدم منزله|لا يمكن لأدوات السيد أن تهدم منزلها]]" بأنّ محاولة تفكيك الهياكل القمعية باستخدام نفس الأدوات التي اتبّعها [[نظام أبوي|النظام الأبوي]] في فرض هيمنته لن تؤدّي إلى تحريرٍ فِعلي للنساء على مستوى العالم. دافعت لورد عن الاعتراف بالتحّديات المُتنوعة التي تواجهها النساء من مُختلف الخلفيات الثقافية والعرقية والاجتماعية والاقتصادية، وبدلاً من رفض أو محو هذه الفروقات حثّت النسويات على الاحتفال بها باعتبارها نقاط قوة مُعزّزاتٍ بذلك جسور التضامن التي تربطهن في مُجتمعٍ نسوّي مُتحد.
 
تتسّم مساهمات [[أودري لورد]] في تطور نظرية نسويّة ما بعد الاستعمار بنقدها الذي لا يلين للنسوية الغربية، حيث واجهت بصراحة فشلها في معالجة تجارب ونضالات نساء العالم الثالث. جادلت في مقالها المُؤثر "[[وثيقة:لا يمكن لأدوات السيد أن تهدم منزله|لا يمكن لأدوات السيد أن تهدم منزلها]]" بأنّ محاولة تفكيك الهياكل القمعية باستخدام نفس الأدوات التي اتبّعها [[نظام أبوي|النظام الأبوي]] في فرض هيمنته لن تؤدّي إلى تحريرٍ فِعلي للنساء على مستوى العالم. دافعت لورد عن الاعتراف بالتحّديات المُتنوعة التي تواجهها النساء من مُختلف الخلفيات الثقافية والعرقية والاجتماعية والاقتصادية، وبدلاً من رفض أو محو هذه الفروقات حثّت النسويات على الاحتفال بها باعتبارها نقاط قوة مُعزّزاتٍ بذلك جسور التضامن التي تربطهن في مُجتمعٍ نسوّي مُتحد.
   −
===الأحداث والحركات والممارسات===  
+
===أحداث ومحطات===  
    
تكتب الباحثة والكاتبة النسوية [[سارة سالم]] في مقالتها "التضامن النسوي العابر للحدود في عالم ما بعد الاستعمار" <ref>#[https://thesociologicalreview.org/collections/politics-of-representation/transnational-feminist-solidarity-in-a-postcolonial-world/ Transnational Feminist Solidarity in a Postcolonial World]. تأليف سارة سالم. نشر the sociological review. في 2019/07/03.</ref> عن أحداث تاريخية مثلت لحظات انفصال ولحظات توافق بين نسويات ما بعد الاستعمار عبر الحدود في القرن العشرين. ومما تذكره سالم في مقالها مؤتمرات واتحادات ساهمت في التضامن والالتقاء منها:  
 
تكتب الباحثة والكاتبة النسوية [[سارة سالم]] في مقالتها "التضامن النسوي العابر للحدود في عالم ما بعد الاستعمار" <ref>#[https://thesociologicalreview.org/collections/politics-of-representation/transnational-feminist-solidarity-in-a-postcolonial-world/ Transnational Feminist Solidarity in a Postcolonial World]. تأليف سارة سالم. نشر the sociological review. في 2019/07/03.</ref> عن أحداث تاريخية مثلت لحظات انفصال ولحظات توافق بين نسويات ما بعد الاستعمار عبر الحدود في القرن العشرين. ومما تذكره سالم في مقالها مؤتمرات واتحادات ساهمت في التضامن والالتقاء منها:  
سطر 50: سطر 50:  
==مفاهيم وجدالات==
 
==مفاهيم وجدالات==
   −
===الإنتاج المعرفي ونزع الاستعمار===
+
===الإنتاج المعرفي واللغة===
    
لطالما تمركزت عمليات الإنتاج المعرفي في إطار المؤسسات الجامعية والمراكز البحثية والمؤسسات الاعلامية التي لا تأخذ بالضرورة بعين الاعتبار دورها في المساهمة في خلق شكل من أشكال مشروعية الهيمنة الثقافية. والهيمنة الثقافية مفهوم يُستخدم في سياق دراسات ما بعد الاستعمار، ويعود إلى غرامشي، فيلسوف وسياسي ومنظر ماركسي إيطالي عاش بين 1891 و1937؛ واشتهر بإسهاماته في فهم الهيمنة الثقافية في سياق النظرية الماركسية.  
 
لطالما تمركزت عمليات الإنتاج المعرفي في إطار المؤسسات الجامعية والمراكز البحثية والمؤسسات الاعلامية التي لا تأخذ بالضرورة بعين الاعتبار دورها في المساهمة في خلق شكل من أشكال مشروعية الهيمنة الثقافية. والهيمنة الثقافية مفهوم يُستخدم في سياق دراسات ما بعد الاستعمار، ويعود إلى غرامشي، فيلسوف وسياسي ومنظر ماركسي إيطالي عاش بين 1891 و1937؛ واشتهر بإسهاماته في فهم الهيمنة الثقافية في سياق النظرية الماركسية.  
سطر 64: سطر 64:  
أيضًا تناولت ليلى أحمد "المرأة والنوع الاجتماعي في الإسلام: الجذور التاريخية لنقاش حديث"، تأثير الهيمنة الثقافية على النظرة الغربية للمرأة المسلمة، وعززت الصور النمطية وتبرير التدخلات الإمبريالية في المناطق ذات الأغلبية المسلمة. وتشكل هذه بعض من الرؤى النقدية للطرق المعقدة التي تتقاطع بها الهيمنة الثقافية مع الموروثات الاستعمارية والنضالات النسوية.
 
أيضًا تناولت ليلى أحمد "المرأة والنوع الاجتماعي في الإسلام: الجذور التاريخية لنقاش حديث"، تأثير الهيمنة الثقافية على النظرة الغربية للمرأة المسلمة، وعززت الصور النمطية وتبرير التدخلات الإمبريالية في المناطق ذات الأغلبية المسلمة. وتشكل هذه بعض من الرؤى النقدية للطرق المعقدة التي تتقاطع بها الهيمنة الثقافية مع الموروثات الاستعمارية والنضالات النسوية.
   −
===العلاقة بنسوية العالم الثالت===
+
في الفصل المعنون "[[وثيقة:حول عملية الكتابة - المناطق الحدودية / لا فرونتيرا | حول عملية الكتابة]]"، تشير غلوريا أن محاولتها للكتابة وإنتاج المعرفة بدأت من رغبتها أن تفعل ذلك على طريقتها ونهجها ولغتها الخاصة، وتضيف "لم أكن أريد أن أقوم بما وصفته [[أودري لورد]] باستخدام أدوات السيد؛ لم أكن أريد تقليد السيد. أردت أن أكتب بأسلوب هجين، بعاميتي الخاصة، وأيضًا باستخدام معارف وتاريخ الثقافات البيضاء، والثقافات العرقية الأخرى." بالنسبة لغلوريا، عملية الكتابة تتقاطع مع القراءة، حيث أن القارئ هو مؤلف مشارك للنص، خاصة عند استجابته من خلال كتابة مراجعة أو ورقة نقدية. وتدعوا غلوريا الكاتبات والقراء التأمل في موقعيتهم، فتضيف: "شيء واحد أحثكم على القيام به عندما تقرأون أو تكتبون هي أن تعرفوا، حرفيًا، أين تقف أقدامكم، ما هو الموقف الذي تتخذونه: هل تتحدثون من منظور ذكر أبيض من الطبقة الوسطى؟ هل تتحدثون من موقع شخص ملون من الطبقة العاملة؟ لمَ تتحدثون؟ مع من تتحدثون؟ ما هو السياق، أين تحددون موقع خبرتكم؟"
   −
===نسوية ما بعد الاستعمار والعنف===
+
تستخدم بعض تسويات التشيكانا مثل غلوريا و[[شيري موراغا]] كل من اللغة الإنجليزية والإسبانية بشكل قصدي في كتابتهن دون ترجمة. في نص شيري موراغا "أن تكوني جاهلة بحب وعلم: النسوية البيضاء ونساء اللون" ("Being Lovingly, Knowingly Ignorant: White Feminism and Women of Color) تعكس ماريان أورتيغا () هذا الاهتمام الخاص بمزج اللغتين في النص الواحد كجزء من صمودها وبقائها ككاتبة وكفرد. بالنسبة لموراغا فهذا المزج يخلق ما تسميه "لغة المنزل"، والذي يصبح مكانًًا مستدامًا للنمو الشخصي والفني، يزدهر من خلاله صوت أدبي ومعاني جديدة.<ref>كلير فيلدمن، ورقة بجثية، [https://escholarship.org/content/qt8rz3c36c/qt8rz3c36c_noSplash_be069a80cec53aeae5d95bb1a682a5f4.pdf?t=pu63vp Autotheory & intersectionality in cherríe moraga’s loving in the war years and maggie nelson’s the argonauts]، ص.22. </ref>
 +
 
 +
===العنف ضد النساء===
 
أحد أبرز نطاقات الاهتمام لنسويات ما بعد الاستعمار هو العنف المُمارس ضد النساء في تلك المجتمعات. يُمكن أن يظهر هذا العنف بأشكالٍ مُتعددة، مثل العنف الجسدي، والاعتداءات الجنسية، والإساءة العاطفية، والعنف البنيوي وغيرها. بالنسبة للعنف الجسدي، فإنّه يشمل أفعال الأذى الجسماني مثل الضرب والحرق وأي إساءة تتضمن ألم جسدي أو إصابة  وكذلك تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، وهي ممارسات غالبًا ما تستمر باعتبارها وسيلة لممارسة السيطرة والسلطة على النساء. أمّا العنف الجنسي، فيتضمن الأفعال التي لا تتم بالتراضي، مثل الاغتصاب والتحرش الجنسي، والتي تُستخدم كأدوات للهيمنة والتخويف. يضُم العنف العاطفي الإيذاء النفسي والتلاعب، وغالبًا ما يهدف إلى تقويض تقدير المرأة لذاتها وقدرتها على ممارسة إرادتها. كما يشمل هذا النوع من العنف الإهانات اللفظية، والممارسات التي تدفعها للتشكيك في نفسها، الأمر الذي يترك جُروحًا عميقة في صحة المرأة النفسية وسلامتها العاطفية. وأخيرًا العنف البُنيوي، والذي يُشير إلى الطرق المنهجية والمؤسساتية التي تُساهم في إدامة وترسيخ اختلال توازن القوى وعدم المساواة من خلال السياسات الظالمة والقوانين والأعراف المُجتمعية. قد يُعتبر شكل العنف هذا أقل وضوحًا ولكنه مؤذٍ بالقدر نفسه، إذ أنّه يحرم المرأة من وصولية مُنصفة للموارد والفرص، ويسلبها سلطتها على نفسها في صنع القرار.  
 
أحد أبرز نطاقات الاهتمام لنسويات ما بعد الاستعمار هو العنف المُمارس ضد النساء في تلك المجتمعات. يُمكن أن يظهر هذا العنف بأشكالٍ مُتعددة، مثل العنف الجسدي، والاعتداءات الجنسية، والإساءة العاطفية، والعنف البنيوي وغيرها. بالنسبة للعنف الجسدي، فإنّه يشمل أفعال الأذى الجسماني مثل الضرب والحرق وأي إساءة تتضمن ألم جسدي أو إصابة  وكذلك تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، وهي ممارسات غالبًا ما تستمر باعتبارها وسيلة لممارسة السيطرة والسلطة على النساء. أمّا العنف الجنسي، فيتضمن الأفعال التي لا تتم بالتراضي، مثل الاغتصاب والتحرش الجنسي، والتي تُستخدم كأدوات للهيمنة والتخويف. يضُم العنف العاطفي الإيذاء النفسي والتلاعب، وغالبًا ما يهدف إلى تقويض تقدير المرأة لذاتها وقدرتها على ممارسة إرادتها. كما يشمل هذا النوع من العنف الإهانات اللفظية، والممارسات التي تدفعها للتشكيك في نفسها، الأمر الذي يترك جُروحًا عميقة في صحة المرأة النفسية وسلامتها العاطفية. وأخيرًا العنف البُنيوي، والذي يُشير إلى الطرق المنهجية والمؤسساتية التي تُساهم في إدامة وترسيخ اختلال توازن القوى وعدم المساواة من خلال السياسات الظالمة والقوانين والأعراف المُجتمعية. قد يُعتبر شكل العنف هذا أقل وضوحًا ولكنه مؤذٍ بالقدر نفسه، إذ أنّه يحرم المرأة من وصولية مُنصفة للموارد والفرص، ويسلبها سلطتها على نفسها في صنع القرار.  
    
تسلط نسويات ما بعد الاستعمار الضوء على التشابكُات المعقدة التي تربط بين أشكال العنف هذه والسياقات التاريخية والثقافية التي تحدُث فيها. يلعب الإرث الاستعماري دورًا مهمًا في تشكيل العلاقات الجندرية في مجتمعات ما بعد الاستعمار، حيث فرضت القوى الإمبريالية أيديولوجيات ومعايير أبوية خلال الحقبة الاستعمارية لا تزال مُستمرة في التأثير على ديناميكيات [[النوع الاجتماعي]] حتى بعد التحرر والاستقلال. غالبًا ما عززت هذه الأيديولوجيات الاستعمارية تبعية النساء وطبّعت العنف ضدهن. كما تجادل نسويّات ما بعد الاستعمار بأن التحليلات النسوية الغربية تميل إلى التغاضي عن السمات الخاصة المُحيطة بجوانب العنف ضد النساء في سياقات ما بعد التحرُر. تتجذر العديد من وجهات النظر النسوية الغربية في افتراضات تُمركِز التجربة الأوروبية وتفشل في تفسير تعقيدات مجتمعات ما بعد الاستعمار.
 
تسلط نسويات ما بعد الاستعمار الضوء على التشابكُات المعقدة التي تربط بين أشكال العنف هذه والسياقات التاريخية والثقافية التي تحدُث فيها. يلعب الإرث الاستعماري دورًا مهمًا في تشكيل العلاقات الجندرية في مجتمعات ما بعد الاستعمار، حيث فرضت القوى الإمبريالية أيديولوجيات ومعايير أبوية خلال الحقبة الاستعمارية لا تزال مُستمرة في التأثير على ديناميكيات [[النوع الاجتماعي]] حتى بعد التحرر والاستقلال. غالبًا ما عززت هذه الأيديولوجيات الاستعمارية تبعية النساء وطبّعت العنف ضدهن. كما تجادل نسويّات ما بعد الاستعمار بأن التحليلات النسوية الغربية تميل إلى التغاضي عن السمات الخاصة المُحيطة بجوانب العنف ضد النساء في سياقات ما بعد التحرُر. تتجذر العديد من وجهات النظر النسوية الغربية في افتراضات تُمركِز التجربة الأوروبية وتفشل في تفسير تعقيدات مجتمعات ما بعد الاستعمار.
   −
===نقد النسوية الغربية في إطار نسوية ما بعد الاستعمار===  
+
===نقد النسوية الغربية===  
    
برزت الانتقادات التي وجهتها نسوية ما بعد الاستعمار للنسوية الغربية كردٍ على القيود التي تفرضها الأيديولوجيات النسوية السائدة، والتي تركز في الغالب على تجارب نساء الطبقة الوسطى من البيض داخل المجتمعات الغربية. تُسلط هذه الانتقادات الضوء على التحيز الأوروبي المركزي في البحث والنشاط النسوي الغربي، والذي غالبًا ما يهمش أصوات وتجارب النساء من سياقات ما بعد الاستعمار غير الغربية. تُعرّف نسوية ما بعد الاستعمار عن نفسها مُقارنةً بالحركات والمدارس النسوية الغربية والليبرالية من خلال تأكيدها على اتخاذِ كُلٍ من التقاطعية والشمولية والنسبية الثقافية أُسسًا تقوم عليها، كما تسعى إلى بحث ومُعالجة الصراعات المتنوعة التي تواجهها النساء في سياقات ما بعد الاستعمار، ودراسة تأثيرات الاستعمار على العلاقات الجندرية. تُحلل نسوية ما بعد الاستعمار نقديًا تقاطعات أنواع الاضطهاد المُختلفة الذي تعاني منها النساء، مع الأخذ بعين الاعتبار العِرق والطبقة والإثنية والتاريخ الاستعماري، الأمر الذي يُميزها عن النسوية الليبرالية ذات المنهج الفردي. تتحدّى نسوية ما بعد الاستعمار التحيز الأوروبي المركزي الحاضر في البحث والنشاط النسوي الغربي والذي يُرسخ القوالب النمطية التي لطالما وُضعت فيها النساء اللاتي يعشن في سياق ما بعد استعمارية ويمحو هوياتهن المعقدة، وتحُث على فهمٍ أكثر شمولاً وحساسية لقضايا النوع الاجتماعي في مُختَلف أرجاءِ العالم. من خلال رفضها نهجًا واحدًا عُدّ ملائمًا للجميع من قِبل المدارس النسوية الغربية ودعوتها لفهم السياقات المُختلفة، تهدف نسوية ما بعد الاستعمار إلى بناء حركة نسوية أكثر إنصافًا ووعيًا عالميًا.  تسعى حركة نسوية ما بعد الاستعمار إلى بناء التضامن والتعاون بين الحركات النسوية في جميع أنحاء العالم، مع احترام استقلالية المرأة وتقرير مصيرها في سياقات ما بعد الاستعمار. من خلال القيام بذلك، يمكن للحركات النسوية العمل معًا لتحدي الأنظمة القمعية وتعزيز العدالة الجندرية، بغض النظر عن خلفياتهن الثقافية والتاريخية.
 
برزت الانتقادات التي وجهتها نسوية ما بعد الاستعمار للنسوية الغربية كردٍ على القيود التي تفرضها الأيديولوجيات النسوية السائدة، والتي تركز في الغالب على تجارب نساء الطبقة الوسطى من البيض داخل المجتمعات الغربية. تُسلط هذه الانتقادات الضوء على التحيز الأوروبي المركزي في البحث والنشاط النسوي الغربي، والذي غالبًا ما يهمش أصوات وتجارب النساء من سياقات ما بعد الاستعمار غير الغربية. تُعرّف نسوية ما بعد الاستعمار عن نفسها مُقارنةً بالحركات والمدارس النسوية الغربية والليبرالية من خلال تأكيدها على اتخاذِ كُلٍ من التقاطعية والشمولية والنسبية الثقافية أُسسًا تقوم عليها، كما تسعى إلى بحث ومُعالجة الصراعات المتنوعة التي تواجهها النساء في سياقات ما بعد الاستعمار، ودراسة تأثيرات الاستعمار على العلاقات الجندرية. تُحلل نسوية ما بعد الاستعمار نقديًا تقاطعات أنواع الاضطهاد المُختلفة الذي تعاني منها النساء، مع الأخذ بعين الاعتبار العِرق والطبقة والإثنية والتاريخ الاستعماري، الأمر الذي يُميزها عن النسوية الليبرالية ذات المنهج الفردي. تتحدّى نسوية ما بعد الاستعمار التحيز الأوروبي المركزي الحاضر في البحث والنشاط النسوي الغربي والذي يُرسخ القوالب النمطية التي لطالما وُضعت فيها النساء اللاتي يعشن في سياق ما بعد استعمارية ويمحو هوياتهن المعقدة، وتحُث على فهمٍ أكثر شمولاً وحساسية لقضايا النوع الاجتماعي في مُختَلف أرجاءِ العالم. من خلال رفضها نهجًا واحدًا عُدّ ملائمًا للجميع من قِبل المدارس النسوية الغربية ودعوتها لفهم السياقات المُختلفة، تهدف نسوية ما بعد الاستعمار إلى بناء حركة نسوية أكثر إنصافًا ووعيًا عالميًا.  تسعى حركة نسوية ما بعد الاستعمار إلى بناء التضامن والتعاون بين الحركات النسوية في جميع أنحاء العالم، مع احترام استقلالية المرأة وتقرير مصيرها في سياقات ما بعد الاستعمار. من خلال القيام بذلك، يمكن للحركات النسوية العمل معًا لتحدي الأنظمة القمعية وتعزيز العدالة الجندرية، بغض النظر عن خلفياتهن الثقافية والتاريخية.
سطر 77: سطر 79:  
ساهمت النسوية الغربية في التركيز على مبادئها الأساسية من الدعوة إلى المساواة الجندرية والاستقلالية الفردية وحق النساء في التعليم والعمل في تعزيز حقوق المرأة بلا شك. ومع ذلك، فإن نسويات ما بعد الاستعمار يُجادلن بأن هذه المبادئ لا تعالج بشكلٍ جذري الصراعات المتنوعة التي تواجهها النساء في مجتمعات ما بعد الاستعمار، حيث يستمر إرث الاستعمار في تشكيل العلاقات الجندرية فيها. تدعو نسوية ما بعد الاستعمار، كما حللت وكتبت [[شاندرا موهانتي|شاندرا تاليد موهانتي]] في كتابها "[https://www.jstor.org/stable/j.ctv11smp7t نسوية بلا حدود: نظرية إنهاء الاستعمار، وممارسة التضامن]" إلى جعل تجارب النساء ونضالاتهن في الجنوب العالمي محورًا أساسيًا عند دراسة وتفكيك تقاطعات أشكال الاضطهاد الجندرية والاستعمارية. أحد أهمّ الانتقادات التي وجهتها نسويات ما بعد الاستعمار للنسوية الغربية، كما ورد في مختارات "[https://iupress.org/9780253206329/third-world-women-and-the-politics-of-feminism/ نساء العالم الثالث وسياسة الحركة النسوية]"  من تحرير [[شاندرا موهانتي]] وآن روسو ولوردس توريس، هو أنّ التحيز الأوروبي المركزي في الخطاب النسوي الغربي لا يتجاهل تجارب النساء غير الغربيات فحسب، بل يُساهم في ترسيخ القوالب النمطية التي فُرضت عليهن، ويعزز اختلال توازن القوى. لذلك، دائمًا ما تُعارض نسويات ما بعد الاستعمار فرض القيم الغربية على المجتمعات غير الغربية، ويُجادلن بضرورة الاعتراف بالنسبية الثقافية.
 
ساهمت النسوية الغربية في التركيز على مبادئها الأساسية من الدعوة إلى المساواة الجندرية والاستقلالية الفردية وحق النساء في التعليم والعمل في تعزيز حقوق المرأة بلا شك. ومع ذلك، فإن نسويات ما بعد الاستعمار يُجادلن بأن هذه المبادئ لا تعالج بشكلٍ جذري الصراعات المتنوعة التي تواجهها النساء في مجتمعات ما بعد الاستعمار، حيث يستمر إرث الاستعمار في تشكيل العلاقات الجندرية فيها. تدعو نسوية ما بعد الاستعمار، كما حللت وكتبت [[شاندرا موهانتي|شاندرا تاليد موهانتي]] في كتابها "[https://www.jstor.org/stable/j.ctv11smp7t نسوية بلا حدود: نظرية إنهاء الاستعمار، وممارسة التضامن]" إلى جعل تجارب النساء ونضالاتهن في الجنوب العالمي محورًا أساسيًا عند دراسة وتفكيك تقاطعات أشكال الاضطهاد الجندرية والاستعمارية. أحد أهمّ الانتقادات التي وجهتها نسويات ما بعد الاستعمار للنسوية الغربية، كما ورد في مختارات "[https://iupress.org/9780253206329/third-world-women-and-the-politics-of-feminism/ نساء العالم الثالث وسياسة الحركة النسوية]"  من تحرير [[شاندرا موهانتي]] وآن روسو ولوردس توريس، هو أنّ التحيز الأوروبي المركزي في الخطاب النسوي الغربي لا يتجاهل تجارب النساء غير الغربيات فحسب، بل يُساهم في ترسيخ القوالب النمطية التي فُرضت عليهن، ويعزز اختلال توازن القوى. لذلك، دائمًا ما تُعارض نسويات ما بعد الاستعمار فرض القيم الغربية على المجتمعات غير الغربية، ويُجادلن بضرورة الاعتراف بالنسبية الثقافية.
   −
==== الثيمات الإمبريالية والاستشراقية في النسوية الغربية ====
+
;الثيمات الإمبريالية والاستشراقية في النسوية الغربية
    
لفتت الانتقادات التي وجّهتها نسوية ما بعد الاستعمار للنسوية الغربية الانتباه إلى ظاهرة "النسوية الإمبريالية"، وهي امتداد للنسوية الاستشراقية التي سبقتها. يمثل هذا الشكل من النسوية إطارًا إبستومولوجيًا -معرفيًا- تستخدمه النسويات الغربيات للنظر إلى النساء العربيات والمسلمات بشكلٍ عام، والنساء اللاتي يعشن في سياقات استعمارية أو ما بعد استعمارية بشكلٍ خاص. تعمل النسوية الإمبريالية على ترسيخ المقاربات الثقافية والعنصرية، وتجريد النساء غير الغربيات من إنسانيتهن وتنميطها. وبدلاً من الاعتراف بقدرة هؤلاء النساء على إتخاذ قرارهن وممارسة إرداتهن بتعقيداتها، فإن النسويات الإمبرياليات يصوّرنهن على أنهن مُجرّد ضحايا عاجزات بحاجة إلى الشفقة والإنقاذ.  برز هذا المنظور بقوّة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وأثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية، مع تبرير النسويات الغربيات للحروب الإمبريالية كوسيلة "لإنقاذ" هؤلاء النسوة من أنظمتهن القمعية.  
 
لفتت الانتقادات التي وجّهتها نسوية ما بعد الاستعمار للنسوية الغربية الانتباه إلى ظاهرة "النسوية الإمبريالية"، وهي امتداد للنسوية الاستشراقية التي سبقتها. يمثل هذا الشكل من النسوية إطارًا إبستومولوجيًا -معرفيًا- تستخدمه النسويات الغربيات للنظر إلى النساء العربيات والمسلمات بشكلٍ عام، والنساء اللاتي يعشن في سياقات استعمارية أو ما بعد استعمارية بشكلٍ خاص. تعمل النسوية الإمبريالية على ترسيخ المقاربات الثقافية والعنصرية، وتجريد النساء غير الغربيات من إنسانيتهن وتنميطها. وبدلاً من الاعتراف بقدرة هؤلاء النساء على إتخاذ قرارهن وممارسة إرداتهن بتعقيداتها، فإن النسويات الإمبرياليات يصوّرنهن على أنهن مُجرّد ضحايا عاجزات بحاجة إلى الشفقة والإنقاذ.  برز هذا المنظور بقوّة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وأثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية، مع تبرير النسويات الغربيات للحروب الإمبريالية كوسيلة "لإنقاذ" هؤلاء النسوة من أنظمتهن القمعية.  
سطر 87: سطر 89:  
فشلت أندريا دوركين في فهم السياق الفلسطيني وجرّدت النساء الفلسطينيات اللاتي اتجهن للمقاومة المسلحة من اختياراتهن، ودافعت عن النسوية الإمبريالية وروّجت  لرواية تربط مشاركة المرأة الفلسطينية في المقاومة ضدّ المُحتل لأسبابٍ شخصية ونفسية ودينية. إذ تُصور دوركين في كتاباتها النساء الفلسطينيات المنخرطات في الكفاح المسلح على أنهن يسعين للانتقام وارتكاب "تفجيراتٍ انتحارية" كوسيلة لاسترداد شرف أُسرِهن، حيث كتبت "تتوق هؤلاء النساء إلى ارتكابِ عملٍ إرهابي خالص من شأنه أن يمحو وصمة العار عن كونهن إناث بعد كُل ما تعرضن له من اعتداءٍ جنسي من قبل رجالهن وتهدديهن بالقتل" <ref> The Women Suicide Bombers، أندريا دوركين، نشر Feminista في 2002.</ref>، وتصف أعمالهن المُقاوِمة بأنها إجراءاتٌ ضرورية تُقدمها المرأة المُغتصبة كمقايضة أملًا في أن تحصل على مرتبة أعلى، أي كشهيدة، باعتبار أنّ هذه الأعمال المقاومة تُعيد الشرف الشخصي وترفع من المكانة الاجتماعية - الموت مُقابل استعادة شرف العائلة.  بذلك، تختزل أعمال المقاومة المعقدة والمتعددة الأوجه إلى دوافع سطحية، وتتجاهل السياق السياسي الأوسع للاستعمار والقمع الاحتلالي. لا يُرسخ هذا النهج الاختزالي صُورًا نمطية فحسب، بل يحرِم النساء الفلسطينيات من حقهن في تقرير المصير ونضالهن من أجل التحرر. إن وصف دوركين للنساء المقاوِمات ضد الاستعمار بـ "الارهابيات" يُساهم في نزع الصفة الإنسانية عنهن، واستخدامها مُصطلحًا مثل "الدم مقابل الشرف" في هذا السياق يُرسخ وجهات النظر الجوهرية عن النساء غير الغربيات، ويمحو تجاربهن دوافعهن المتنوعة وراء انخراطِهن في حركات المقاومة. يفتقر هذا النهج إلى فهمٍ عميق للسياق التاريخي، ويفشل في تحليل دور إرهاب الدولة والعنف الهيكلي الذي تمارسه القوى الإمبريالية فيه.
 
فشلت أندريا دوركين في فهم السياق الفلسطيني وجرّدت النساء الفلسطينيات اللاتي اتجهن للمقاومة المسلحة من اختياراتهن، ودافعت عن النسوية الإمبريالية وروّجت  لرواية تربط مشاركة المرأة الفلسطينية في المقاومة ضدّ المُحتل لأسبابٍ شخصية ونفسية ودينية. إذ تُصور دوركين في كتاباتها النساء الفلسطينيات المنخرطات في الكفاح المسلح على أنهن يسعين للانتقام وارتكاب "تفجيراتٍ انتحارية" كوسيلة لاسترداد شرف أُسرِهن، حيث كتبت "تتوق هؤلاء النساء إلى ارتكابِ عملٍ إرهابي خالص من شأنه أن يمحو وصمة العار عن كونهن إناث بعد كُل ما تعرضن له من اعتداءٍ جنسي من قبل رجالهن وتهدديهن بالقتل" <ref> The Women Suicide Bombers، أندريا دوركين، نشر Feminista في 2002.</ref>، وتصف أعمالهن المُقاوِمة بأنها إجراءاتٌ ضرورية تُقدمها المرأة المُغتصبة كمقايضة أملًا في أن تحصل على مرتبة أعلى، أي كشهيدة، باعتبار أنّ هذه الأعمال المقاومة تُعيد الشرف الشخصي وترفع من المكانة الاجتماعية - الموت مُقابل استعادة شرف العائلة.  بذلك، تختزل أعمال المقاومة المعقدة والمتعددة الأوجه إلى دوافع سطحية، وتتجاهل السياق السياسي الأوسع للاستعمار والقمع الاحتلالي. لا يُرسخ هذا النهج الاختزالي صُورًا نمطية فحسب، بل يحرِم النساء الفلسطينيات من حقهن في تقرير المصير ونضالهن من أجل التحرر. إن وصف دوركين للنساء المقاوِمات ضد الاستعمار بـ "الارهابيات" يُساهم في نزع الصفة الإنسانية عنهن، واستخدامها مُصطلحًا مثل "الدم مقابل الشرف" في هذا السياق يُرسخ وجهات النظر الجوهرية عن النساء غير الغربيات، ويمحو تجاربهن دوافعهن المتنوعة وراء انخراطِهن في حركات المقاومة. يفتقر هذا النهج إلى فهمٍ عميق للسياق التاريخي، ويفشل في تحليل دور إرهاب الدولة والعنف الهيكلي الذي تمارسه القوى الإمبريالية فيه.
   −
===التضامن النسوي العابر للحدود في إطار نسوية ما بعد الاستعمار===
+
===التضامن النسوي العابر للحدود===
 
اختلف مفهوم التضامن النسوي العابر للحدود قبل وبعد نسوية ما بعد الاستعمار. أدركت بعض نسويات العالم الثالث بداية من منتصف القرن العشرين أهمية التضامن النسوي العابر للحدود بينهمن وأهمية تعقيد فكرة وفعل التضامن النسوي في سياق ما بعد الاستعمار، خاصة باختلافه عن التضامن المزعوم من نسويات العالم الأول من خلال المؤتمرات الدولية النسوية في بدايات القرن العشرين. أدركت أغلب نسويات العالم الثالث في تلك المؤتمرات تجاهل نسويات العالم الأول لمركزية تحرر واستقلال الدول المُستَعمَرة في خطابهمن النسوي، الشئ الذي شجع نسويات العالم الثالث على تشكيل مؤتمرات وتكتلات أخرى تمركز تقاطعية التضامن النسوي العابر للحدود مع خطاب التحرر من الاستعمار. تشير الباحثة والكاتبة النسوية [[سارة سالم]] إلى لحظات من هذا التاريخ في مقالتها "التضامن النسوي العابر للحدود في عالم ما بعد الاستعمار." تكتب أن التضامن بالنسبة لنسويات العالم الثالث "لم يكن فقط على أساس الجندر ولكن على أساس إيمان مشترك فيما تعنيه الحرية وكيفية تحقيقها." <ref>#[https://thesociologicalreview.org/collections/politics-of-representation/transnational-feminist-solidarity-in-a-postcolonial-world/ Transnational Feminist Solidarity in a Postcolonial World]. تأليف سارة سالم. نشر the sociological review. في 2019/07/03.</ref> على هذا الأساس، رفضت نسويات العالم الثالث مفهوم "الأختية العالمية" الذي زعمته بعض نسويات العالم الأول بدون تعقيد كأساس للتضامن.  
 
اختلف مفهوم التضامن النسوي العابر للحدود قبل وبعد نسوية ما بعد الاستعمار. أدركت بعض نسويات العالم الثالث بداية من منتصف القرن العشرين أهمية التضامن النسوي العابر للحدود بينهمن وأهمية تعقيد فكرة وفعل التضامن النسوي في سياق ما بعد الاستعمار، خاصة باختلافه عن التضامن المزعوم من نسويات العالم الأول من خلال المؤتمرات الدولية النسوية في بدايات القرن العشرين. أدركت أغلب نسويات العالم الثالث في تلك المؤتمرات تجاهل نسويات العالم الأول لمركزية تحرر واستقلال الدول المُستَعمَرة في خطابهمن النسوي، الشئ الذي شجع نسويات العالم الثالث على تشكيل مؤتمرات وتكتلات أخرى تمركز تقاطعية التضامن النسوي العابر للحدود مع خطاب التحرر من الاستعمار. تشير الباحثة والكاتبة النسوية [[سارة سالم]] إلى لحظات من هذا التاريخ في مقالتها "التضامن النسوي العابر للحدود في عالم ما بعد الاستعمار." تكتب أن التضامن بالنسبة لنسويات العالم الثالث "لم يكن فقط على أساس الجندر ولكن على أساس إيمان مشترك فيما تعنيه الحرية وكيفية تحقيقها." <ref>#[https://thesociologicalreview.org/collections/politics-of-representation/transnational-feminist-solidarity-in-a-postcolonial-world/ Transnational Feminist Solidarity in a Postcolonial World]. تأليف سارة سالم. نشر the sociological review. في 2019/07/03.</ref> على هذا الأساس، رفضت نسويات العالم الثالث مفهوم "الأختية العالمية" الذي زعمته بعض نسويات العالم الأول بدون تعقيد كأساس للتضامن.  
   سطر 93: سطر 95:  
</ref>
 
</ref>
   −
==نسوية ما بعد الاستعمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا==
  −
  −
  −
  −
  −
==نسوية ما بعد الاستعمار في الهند==
  −
; الأختية
   
تنتقد شاندرا موهانتي افتراض فكرة متجانسة عن النساء في الأدبيات النسوية الغربية والخلط بين الإجماع الخطابي على تجانس النساء كجماعة وبين الواقع المادي الخاص بجماعات النساء. وتشير شاندرا أن التعميم المنهجي يؤدي إلى "إنكار أي خصوصية ثقافية أو تاريخية ويلغي تمامًا ما قد يكون بها من متناقضات أو جوانب يكمن فيها التمرد". في كتابها "نسوية بدون حدود: نزع الاستعمار عن النظرية، وممارسة التضامن" (Feminism without Borders: Decolonizing Theory, Practicing Solidarity)، تجادل شاندرا أن التحالفات النسوية في الجنوب العالمي والنسوية الغربية لا يمكن أن تُبنى استناداً إلى الأخوّة العالمية الموحّدة، بل يجب أن تكون على أساس التنظيم السياسي المشكّل سياقياً ومحلياً، ويستند على فهم التسلسل الهرمي الداخلي والاختلافات بين النساء. <ref>سامانثا إلين غرو لوكس، مراجعة لكتاب نسوية بدون حدود،[https://www.graduateinstitute.ch/sites/internet/files/2021-05/Feminism%20Without%20Borders%2C%20Mohanty.docx.pdf The Danger of Believing in Universal Sisterhood].</ref>
 
تنتقد شاندرا موهانتي افتراض فكرة متجانسة عن النساء في الأدبيات النسوية الغربية والخلط بين الإجماع الخطابي على تجانس النساء كجماعة وبين الواقع المادي الخاص بجماعات النساء. وتشير شاندرا أن التعميم المنهجي يؤدي إلى "إنكار أي خصوصية ثقافية أو تاريخية ويلغي تمامًا ما قد يكون بها من متناقضات أو جوانب يكمن فيها التمرد". في كتابها "نسوية بدون حدود: نزع الاستعمار عن النظرية، وممارسة التضامن" (Feminism without Borders: Decolonizing Theory, Practicing Solidarity)، تجادل شاندرا أن التحالفات النسوية في الجنوب العالمي والنسوية الغربية لا يمكن أن تُبنى استناداً إلى الأخوّة العالمية الموحّدة، بل يجب أن تكون على أساس التنظيم السياسي المشكّل سياقياً ومحلياً، ويستند على فهم التسلسل الهرمي الداخلي والاختلافات بين النساء. <ref>سامانثا إلين غرو لوكس، مراجعة لكتاب نسوية بدون حدود،[https://www.graduateinstitute.ch/sites/internet/files/2021-05/Feminism%20Without%20Borders%2C%20Mohanty.docx.pdf The Danger of Believing in Universal Sisterhood].</ref>
   −
; سياسات جديدة للقراءة
  −
سبيفاك في كتابها A Critique of Postcolonial Reason،
     −
==نسوية ما بعد الاستعمار (التشيكانا) في المكسيك ==
+
==نسوية ما بعد الاستعمار (التشيكانا) في المكسيك ==
 
بدأت حركة [[نسوية التشيكانا | نسويّة التشيكانا]]  في سبعينيات القرن العشرين خلال حركة المكسيك القوميّة، وتوسعت لتشمل على طيف واسع من الخطابات النظريّة والأدبيّة والسياسيّة والتي دمجت معها نظريّات ما بعد الاستعمار. تعمل نسويّة التشيكانا على تفكيك الأنماط [[ذكورية | الذكوريّة]] والعنصريّة والمنحازة [[غيرية جنسية | للغيريّة الجنسيّة]]، وتركز المنظّرات التشيكينيّات على السياسات الحدودية وتأثير الاستعمار المستمر إلى الآن على الحدود الأمريكية.
 
بدأت حركة [[نسوية التشيكانا | نسويّة التشيكانا]]  في سبعينيات القرن العشرين خلال حركة المكسيك القوميّة، وتوسعت لتشمل على طيف واسع من الخطابات النظريّة والأدبيّة والسياسيّة والتي دمجت معها نظريّات ما بعد الاستعمار. تعمل نسويّة التشيكانا على تفكيك الأنماط [[ذكورية | الذكوريّة]] والعنصريّة والمنحازة [[غيرية جنسية | للغيريّة الجنسيّة]]، وتركز المنظّرات التشيكينيّات على السياسات الحدودية وتأثير الاستعمار المستمر إلى الآن على الحدود الأمريكية.
   سطر 112: سطر 105:  
تجادل [[غلوريا آنزلدوا]] في كتابها "الأراضي الحدودية/لا فرونتيرا" [[Borderlands/LaFrontera]] أن الحدود مساحات مادية ومجازية، حيث تتقاطع الثقافات واللغات والهويات، وتخلق الخطابات المستعمرة المهيمنة حدودًا، ليس فقط لتقسيم المساحات الجغرافية بل أيضًا المساحات النظريّة، حيث تضع "الآخر" على الهامش؛ فتوضع المرأة التشيكينة على الحدود بين إرثها المكسيكي والأمريكي. وتنادي غلوريا أن هذه الحدود التي خلقها الاستعمار يجب استعادتها كمساحة انتقالية يمكن من خلالها خلق وعي هجين (المستيزو)، واستعادة النساء المكسيكيات لكل من هويّاتهم الأمريكية والمكسيكية.  
 
تجادل [[غلوريا آنزلدوا]] في كتابها "الأراضي الحدودية/لا فرونتيرا" [[Borderlands/LaFrontera]] أن الحدود مساحات مادية ومجازية، حيث تتقاطع الثقافات واللغات والهويات، وتخلق الخطابات المستعمرة المهيمنة حدودًا، ليس فقط لتقسيم المساحات الجغرافية بل أيضًا المساحات النظريّة، حيث تضع "الآخر" على الهامش؛ فتوضع المرأة التشيكينة على الحدود بين إرثها المكسيكي والأمريكي. وتنادي غلوريا أن هذه الحدود التي خلقها الاستعمار يجب استعادتها كمساحة انتقالية يمكن من خلالها خلق وعي هجين (المستيزو)، واستعادة النساء المكسيكيات لكل من هويّاتهم الأمريكية والمكسيكية.  
   −
;إنتاج المعرفة واللغة
  −
في الفصل المعنون "[[وثيقة:حول عملية الكتابة - المناطق الحدودية / لا فرونتيرا | حول عملية الكتابة]]"، تشير غلوريا أن محاولتها للكتابة وإنتاج المعرفة بدأت من رغبتها أن تفعل ذلك على طريقتها ونهجها ولغتها الخاصة، وتضيف "لم أكن أريد أن أقوم بما وصفته [[أودري لورد]] باستخدام أدوات السيد؛ لم أكن أريد تقليد السيد. أردت أن أكتب بأسلوب هجين، بعاميتي الخاصة، وأيضًا باستخدام معارف وتاريخ الثقافات البيضاء، والثقافات العرقية الأخرى." بالنسبة لغلوريا، عملية الكتابة تتقاطع مع القراءة، حيث أن القارئ هو مؤلف مشارك للنص، خاصة عند استجابته من خلال كتابة مراجعة أو ورقة نقدية. وتدعوا غلوريا الكاتبات والقراء التأمل في موقعيتهم، فتضيف: "شيء واحد أحثكم على القيام به عندما تقرأون أو تكتبون هي أن تعرفوا، حرفيًا، أين تقف أقدامكم، ما هو الموقف الذي تتخذونه: هل تتحدثون من منظور ذكر أبيض من الطبقة الوسطى؟ هل تتحدثون من موقع شخص ملون من الطبقة العاملة؟ لمَ تتحدثون؟ مع من تتحدثون؟ ما هو السياق، أين تحددون موقع خبرتكم؟"
  −
  −
تستخدم بعض تسويات التشيكانا مثل غلوريا و[[شيري موراغا]] كل من اللغة الإنجليزية والإسبانية بشكل قصدي في كتابتهن دون ترجمة. في نص شيري موراغا "أن تكوني جاهلة بحب وعلم: النسوية البيضاء ونساء اللون" ("Being Lovingly, Knowingly Ignorant: White Feminism and Women of Color) تعكس ماريان أورتيغا () هذا الاهتمام الخاص بمزج اللغتين في النص الواحد كجزء من صمودها وبقائها ككاتبة وكفرد. بالنسبة لموراغا فهذا المزج يخلق ما تسميه "لغة المنزل"، والذي يصبح مكانًًا مستدامًا للنمو الشخصي والفني، يزدهر من خلاله صوت أدبي ومعاني جديدة.<ref>كلير فيلدمن، ورقة بجثية، [https://escholarship.org/content/qt8rz3c36c/qt8rz3c36c_noSplash_be069a80cec53aeae5d95bb1a682a5f4.pdf?t=pu63vp Autotheory & intersectionality in cherríe moraga’s loving in the war years and maggie nelson’s the argonauts]، ص.22. </ref>
      
== نسوية ما بعد الاستعمار في الأدب==
 
== نسوية ما بعد الاستعمار في الأدب==
سطر 124: سطر 113:       −
=== في سوريا ===
+
;في سوريا
 
[[ألفة الإدلبي]]
 
[[ألفة الإدلبي]]
   سطر 133: سطر 122:  
[[سنية صالح]]
 
[[سنية صالح]]
   −
=== في لبنان ===
+
;في لبنان  
    
[[حنان الشيخ]]
 
[[حنان الشيخ]]
   −
=== في فلسطين ===
+
;في فلسطين  
    
تعقيد الواقع الفلسطيني انعكس بكل اشكالياته على الأدب النسائي والنسوي فيه، إذ أن فلسطين بعد جلاء الاستعمار الإنكليزي مباشرة، وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي. لذلك فإن أدب نسوية ما بعد الاستعمار الفلسطيني له خصوصيته و تشعباته. نجد أدب الداخل الفلسطيني، أدب الشتات، أدب النضال التحرري وغيرها من التصنيفات لكتابات عكست واقع النساء بتفاصليه المتأثرة بشكل مباشر بوجود الاحتلال في فلسطين.
 
تعقيد الواقع الفلسطيني انعكس بكل اشكالياته على الأدب النسائي والنسوي فيه، إذ أن فلسطين بعد جلاء الاستعمار الإنكليزي مباشرة، وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي. لذلك فإن أدب نسوية ما بعد الاستعمار الفلسطيني له خصوصيته و تشعباته. نجد أدب الداخل الفلسطيني، أدب الشتات، أدب النضال التحرري وغيرها من التصنيفات لكتابات عكست واقع النساء بتفاصليه المتأثرة بشكل مباشر بوجود الاحتلال في فلسطين.
سطر 145: سطر 134:  
[[سعاد العامري]]
 
[[سعاد العامري]]
   −
=== في مصر ===
+
;في مصر
    
[[رضوى عاشور]]
 
[[رضوى عاشور]]
   −
=== في الجزائر ===
+
;في الجزائر
   −
=== في السودان ===
+
;في السودان
   −
==في الفنون والأفلام والمسلسلات==
+
==نقد الفنون والأفلام والمسلسلات==
 
تعدّ نظرية ما بعد الاستعمار لوسائل الإعلام نهجًا نقديًا متعدد التخصصات يسعى إلى فهم تعقيدات الوسائط في سياقات ما بعد الاستعمار.  وتركز على فهم كيفية تقاطع تمثيلات وسائل الإعلام والإنتاج والاستهلاك مع تجارب وتاريخ المجتمعات المستعمرة سابقًا ([[ماريا فرنانديز]]، 2013). وتهدف النظرية إلى تعزيز تمثيلات إعلامية أكثر شمولية وتنوعًا وإنصافًا وتحدي ديناميكيات القوة غير المتكافئة المتأصلة في المشهد الإعلامي. تتقاطع نظرية ما بعد الاستعمار لوسائل الإعلام مع النظرية النسوية، حيث تحلل النسوية تمثيل الأدوار والهويات الجنسانية في وسائل الإعلام في مجتمعات ما بعد الاستعمار. وفي كثير من الأحيان، يتبنى الفكر النسوي  مقاربات تقاطعية لمفهوم ما بعد الاستعمار، حيث يؤخذ بالاعتبار تقاطع الجندر مع العوامل الاجتماعية الأخرى ، مثل العرق والطبقة والجنسية، لتشكيل تمثيلات وخبرات وسائل الإعلام في مجتمعات ما بعد الاستعمار. قد يؤدي تقارب كل من نظرية ما بعد الاستعمار والنسوية وتقاطعهما إلى إنهاء السيطرة على المساحات الإعلامية وخلق بيئات إعلامية أكثر شمولاً وإنصافًا تتحدى التحيزات التاريخية وعدم المساواة المنهجية بين الأنواع الاجتماعية.  
 
تعدّ نظرية ما بعد الاستعمار لوسائل الإعلام نهجًا نقديًا متعدد التخصصات يسعى إلى فهم تعقيدات الوسائط في سياقات ما بعد الاستعمار.  وتركز على فهم كيفية تقاطع تمثيلات وسائل الإعلام والإنتاج والاستهلاك مع تجارب وتاريخ المجتمعات المستعمرة سابقًا ([[ماريا فرنانديز]]، 2013). وتهدف النظرية إلى تعزيز تمثيلات إعلامية أكثر شمولية وتنوعًا وإنصافًا وتحدي ديناميكيات القوة غير المتكافئة المتأصلة في المشهد الإعلامي. تتقاطع نظرية ما بعد الاستعمار لوسائل الإعلام مع النظرية النسوية، حيث تحلل النسوية تمثيل الأدوار والهويات الجنسانية في وسائل الإعلام في مجتمعات ما بعد الاستعمار. وفي كثير من الأحيان، يتبنى الفكر النسوي  مقاربات تقاطعية لمفهوم ما بعد الاستعمار، حيث يؤخذ بالاعتبار تقاطع الجندر مع العوامل الاجتماعية الأخرى ، مثل العرق والطبقة والجنسية، لتشكيل تمثيلات وخبرات وسائل الإعلام في مجتمعات ما بعد الاستعمار. قد يؤدي تقارب كل من نظرية ما بعد الاستعمار والنسوية وتقاطعهما إلى إنهاء السيطرة على المساحات الإعلامية وخلق بيئات إعلامية أكثر شمولاً وإنصافًا تتحدى التحيزات التاريخية وعدم المساواة المنهجية بين الأنواع الاجتماعية.  
       
في حيز الإعلام العربي، ظهرت عدة مساحات إعلامية [[مسلسلات|كالمسلسلات]] والأفلام تتحدى الفكر الاستعماري الذي فُرض سابقاً على نساء المنطقة، ومن تلك المسلسلات: [[قلم حمرة]]، [[التغريبة الفلسطينية]]، [[تحت الوصاية]]، [[ليالي الحلمية]]، [[خان الحرير]]، و[[حمام القيشاني]]. في حين ظهرت أفلام كذلك في ذات الإطار، ومنها: [[صمت القصور]]، [[هلأ لوين؟]]، [[سلطة بلدي]]، [[مشاعرنا التقطت الصور]].
 
في حيز الإعلام العربي، ظهرت عدة مساحات إعلامية [[مسلسلات|كالمسلسلات]] والأفلام تتحدى الفكر الاستعماري الذي فُرض سابقاً على نساء المنطقة، ومن تلك المسلسلات: [[قلم حمرة]]، [[التغريبة الفلسطينية]]، [[تحت الوصاية]]، [[ليالي الحلمية]]، [[خان الحرير]]، و[[حمام القيشاني]]. في حين ظهرت أفلام كذلك في ذات الإطار، ومنها: [[صمت القصور]]، [[هلأ لوين؟]]، [[سلطة بلدي]]، [[مشاعرنا التقطت الصور]].
  −
===أسئلة البحث والتحليل===
  −
وفي إطار تحليل المسلسلات والأفلام العربية  من [[نسوي|منظور نسوية]] ما بعد الاستعمار،  يمكن تحديد أسئلة بحثية تساعد في اكتشاف كيف أثر الاستعمار في الانتاج العربي للأفلام والمسلسلات، ومن هذه الأسئلة:
  −
  −
*من هم الممثلون والكتاب والمخرجون والمنتجون للفيلم / المسلسل؟ هل تؤثر هوياتهم وخلفياتهم على تصوير موضوعات [[النسوية]] وما بعد الاستعمار؟
  −
*كيف تصوّر النساء في الفيلم / المسلسل؟ هل هناك تمثيلات متنوعة لنساء من خلفيات وثقافات وخبرات مختلفة؟
  −
*كيف يصور الفيلم / المسلسل ديناميكيات القوة بين الجنسين والأنواع الاجتماعية والثقافات؟ وهل هناك حالات من القهر والمقاومة؟
  −
*هل تتمتع الشخصيات النسائية بالاستقلالية في تصرفاتهن وقراراتهن وأجسادهن؟
  −
*هل تتمتع الشخصيات النسائية بمشاركة نشطة في القصة أم مجرد أشياء سلبية (أو عنصر زائد)؟
  −
*هل يتحدى الفيلم/المسلسل الصور النمطية التقليدية للجنسين أو يديمها؟ هل هناك مجازات ضارة تعزز الأعراف القمعية؟
  −
*كيف يتناول الفيلم/السلسلة التأثير التاريخي والمعاصر للاستعمار على العلاقات بين الجنسين و[[حقوق النساء/روابط ذات صلة|حقوق المرأة]]؟
  −
*ما هي المواضيع أو الرسائل النسوية التي ينقلها الفيلم/المسلسل؟ وكيف يتم عرض هذه المواضيع؟
  −
*هل هناك حالات من التمكين النسوي ومقاومة الهياكل الأبوية أو الاستعمارية أو القمعية؟
  −
*كيف يؤثر سياق المسلسل على تصويره للنسوية وما بعد الاستعمار؟ وهل هو مستمد من أحداث أو حركات تاريخية واقعية؟
  −
*كيف تُستخدم اللغة في الفيلم/المسلسل لمعالجة المواضيع النسوية وما بعد الاستعمار؟ هل هناك حوارات أو روايات محددة بارزة؟
  −
  −
===نقد المسلسلات من منظور نسوية ما بعد الاستعمار===
        سطر 198: سطر 170:  
* مسلسل [[ليالي الحلمية]]: يتكون المسلسل من ٦ أجزاء،  بٌث الجزء الأول منها في عام 1987 وآخر أجزائه عام 2016. أخرج المسلسل المخرج إسماعيل عبد الحافظ حتى الجزء الخامس، في حين أخرج مجدي أبو عميرة الجزء السادس والأخير. يؤرخ المسلسل لإحدى أهم الحقبات في تاريخ مصر مستخدماً حي الحلمية كنموذج لما حدث في تلك الفترة، مبتدئاً بتجسيد الحي كمكان تعيش فيه الطبقة الاستقراطية والأغنياء، ثم يتحول بعد ذلك لحي للعمال والطبقة المتوسطة، وأخيراً تبدأ الطبقة الفقيرة والبسيطة بالزحف للعيش في الحي. وهو مما لا شك فيه. رمزية للأحوال والأحداث التاريخية المتغيرة لمصر.
 
* مسلسل [[ليالي الحلمية]]: يتكون المسلسل من ٦ أجزاء،  بٌث الجزء الأول منها في عام 1987 وآخر أجزائه عام 2016. أخرج المسلسل المخرج إسماعيل عبد الحافظ حتى الجزء الخامس، في حين أخرج مجدي أبو عميرة الجزء السادس والأخير. يؤرخ المسلسل لإحدى أهم الحقبات في تاريخ مصر مستخدماً حي الحلمية كنموذج لما حدث في تلك الفترة، مبتدئاً بتجسيد الحي كمكان تعيش فيه الطبقة الاستقراطية والأغنياء، ثم يتحول بعد ذلك لحي للعمال والطبقة المتوسطة، وأخيراً تبدأ الطبقة الفقيرة والبسيطة بالزحف للعيش في الحي. وهو مما لا شك فيه. رمزية للأحوال والأحداث التاريخية المتغيرة لمصر.
   −
===تحليل الأفلام من منظور نسوية ما بعد الاستعمار===
      
==أبرز الكتب==
 
==أبرز الكتب==
سطر 206: سطر 177:     
==وثائق وملفات==
 
==وثائق وملفات==
===أوراق بحثية===
+
;أوراق بحثية  
 
*[[:ملف:تحت عيون الغرب - الدراسات النسوية والخطابات الاستعمارية.pdf | تحت عيون الغرب: الدراسات النسوية والخطابات الاستعمارية]]
 
*[[:ملف:تحت عيون الغرب - الدراسات النسوية والخطابات الاستعمارية.pdf | تحت عيون الغرب: الدراسات النسوية والخطابات الاستعمارية]]
===بودكاست===
+
 
 +
 
 +
;بودكاست
 
*حلقة [https://www.sowt.com/ar/podcast/msaht/nswyt-ma-bd-alastmar نسوية ما بعد الاستعمار] من بودكاست [[مساحة]]
 
*حلقة [https://www.sowt.com/ar/podcast/msaht/nswyt-ma-bd-alastmar نسوية ما بعد الاستعمار] من بودكاست [[مساحة]]
===شفهيات===
+
 
 +
;شفهيات
 
*[[وثيقة:لا يمكن لأدوات السيد أن تهدم منزله | لا يمكن لأدوات السيد أن تهدم منزله]]
 
*[[وثيقة:لا يمكن لأدوات السيد أن تهدم منزله | لا يمكن لأدوات السيد أن تهدم منزله]]
===مقالات رأي===
+
 
 +
;مقالات رأي
 
*[[وثيقة:النسوية ما بعد الكولونيالية.. تفكيك الخطاب الاستشراقي حول «نساء الهامش» | النسوية ما بعد الكولونيالية.. تفكيك الخطاب الاستشراقي حول «نساء الهامش»]]
 
*[[وثيقة:النسوية ما بعد الكولونيالية.. تفكيك الخطاب الاستشراقي حول «نساء الهامش» | النسوية ما بعد الكولونيالية.. تفكيك الخطاب الاستشراقي حول «نساء الهامش»]]
  
7٬902

تعديل

قائمة التصفح