سطر 19: |
سطر 19: |
| | | |
| == مقدمة== | | == مقدمة== |
− | أقرّت محكمة الاستئناف اللبنانية قراراً سمح بتغيير قيد مواطن متحول جنسياً من ذكر إلى أنثى. ولهذا القرار أهمية بالغة، لأنّها المرة الأولى التي تصدر فيها محكمة الاستئناف قراراً بهذا الخصوص. يوضح الناشط في حقوق المثليين والمتحولين جنسياً جوزيف عون، أنّ صدور هذا القرار من محكمة الاستئناف هو الأول من نوعه، "وقد يصبح سابقة يستند إليها قضاة آخرون في المستقبل عند الحكم على مسائل مشابهة".
| + | أقرت محكمة الاستئناف اللبنانية قراراً سمح بتغيير قيد مواطن [[عبور جنسي|متحول جنسياً]] من ذكر إلى أنثى. ولهذا القرار أهمية بالغة، لأنّها المرة الأولى التي تصدر فيها محكمة الاستئناف قراراً بهذا الخصوص. يوضح الناشط في حقوق [[مثلية جنسية|المثليين]] والمتحولين جنسياً جوزيف عون، أنّ صدور هذا القرار من محكمة الاستئناف هو الأول من نوعه، "وقد يصبح سابقة يستند إليها قضاة آخرون في المستقبل عند الحكم على مسائل مشابهة". |
| | | |
− | وبالرغم من أن هذا القرار بث فرحاً بين مجتمع [[مثلية جنسية|المثليين]] و[[عبور جنسي|المتحوّلين جنسيّاً]] في لبنان، فإنّ عون يؤكّد أنّ "القانون اللبناني لا يتخلّله أيّ قرار واضح في هذا الموضوع. فقرار المحكمة يجب أن يوافق مرات عدة بأحكام أخرى، ليصبح حق تغيير الجنس قاعدة عامة". فالمادة 534 من القانون الجنائي اللبناني تقر "بمعاقبة المجامعة خلافاً للطبيعة، بين 6 أشهر وسنة". | + | وبالرغم من أن هذا القرار بث فرحاً بين مجتمع [[مثلية جنسية|المثليين]] و[[عبور جنسي|المتحوّلين جنسيّاً]] في لبنان، فإنّ عون يؤكّد أنّ "القانون اللبناني لا يتخلّله أيّ قرار واضح في هذا الموضوع. فقرار المحكمة يجب أن يوافق مرات عدة بأحكام أخرى، ليصبح حق [[عملية تأكيد جنسي|تغيير الجنس]] قاعدة عامة". فالمادة 534 من القانون الجنائي اللبناني تقر "بمعاقبة المجامعة خلافاً للطبيعة، بين 6 أشهر وسنة". |
| | | |
| ==روح امرأة في جسد رجل== | | ==روح امرأة في جسد رجل== |
سطر 29: |
سطر 29: |
| تروي ماغي أنها في لبنان كانت تعيش بجسدين: صباحاً تذهب لعملها كرجل، وليلاً تخرج مع أصدقائها كأنثى. أما في برلين فلها الحرية أن تكون فتاة أينما شاءت ومتى شاءت. وهي تشعر أن لها روح امرأة في جسد رجل. فمنذ أن كانت صغيرة جداً كانت تشعر أنها سجينة جسد لا يشبهها أبداً. وكانت أحلامها مشابهة لأي فتاة أخرى، بالرغم من أنها ولدت ذكراً: زفاف وفستان أبيض. نشأتها في بيئة محافظة جداً في شمال لبنان، جعلت طفولتها وشبابها كالكابوس. وتضيف: "وصلت لمرحلة لم أتمكن فيها من الخروج من البيت، فدورية الدرك كانت تستوقفني يومياً وتزعجني، بالرغم من أنني لم أكن حينها متحوّلاً أو مثلياً كنت فقط صبياً ناعماً". | | تروي ماغي أنها في لبنان كانت تعيش بجسدين: صباحاً تذهب لعملها كرجل، وليلاً تخرج مع أصدقائها كأنثى. أما في برلين فلها الحرية أن تكون فتاة أينما شاءت ومتى شاءت. وهي تشعر أن لها روح امرأة في جسد رجل. فمنذ أن كانت صغيرة جداً كانت تشعر أنها سجينة جسد لا يشبهها أبداً. وكانت أحلامها مشابهة لأي فتاة أخرى، بالرغم من أنها ولدت ذكراً: زفاف وفستان أبيض. نشأتها في بيئة محافظة جداً في شمال لبنان، جعلت طفولتها وشبابها كالكابوس. وتضيف: "وصلت لمرحلة لم أتمكن فيها من الخروج من البيت، فدورية الدرك كانت تستوقفني يومياً وتزعجني، بالرغم من أنني لم أكن حينها متحوّلاً أو مثلياً كنت فقط صبياً ناعماً". |
| | | |
− | وتؤكد: "أمي كانت تعرف أنني لست ذكراً طبيعياً، لكنّها كانت تعيش في حالة نكران، وهذا عذاب نفسي للمثليين والمتحوّلين جنسياً". | + | وتؤكد: "أمي كانت تعرف أنني لست ذكراً طبيعياً، لكنّها كانت تعيش في حالة نكران، وهذا عذاب نفسي للمثليين والمتحوّلين جنسياً". رحلة ماغي من بيروت إلى برلين كانت شاقة وطويلة ومليئة بالمخاطر. كان عليها أن تعبر البحر على زورق مطاطي صغير كاد أن يغرق مرات عدة، ثمّ تنتقل من مدينة إلى أخرى، لتصل إلى أوروبا. |
− | | |
− | رحلة ماغي من بيروت إلى برلين كانت شاقة وطويلة ومليئة بالمخاطر. كان عليها أن تعبر البحر على زورق مطاطي صغير كاد أن يغرق مرات عدة، ثمّ تنتقل من مدينة إلى أخرى، لتصل إلى أوروبا. | |
| | | |
| لكن معاناة المتحولين والمثليين لا تتوقف عند هذا الحدّ. تشير ماغي إلى أن عليهم الانتظار كثيراً ليحصلوا على إقامتهم، ولا يمكنهم العمل قبل ذلك. وتضيف: "نتعرض للكثير من المضايقات من أشخاص من أصول عربية". | | لكن معاناة المتحولين والمثليين لا تتوقف عند هذا الحدّ. تشير ماغي إلى أن عليهم الانتظار كثيراً ليحصلوا على إقامتهم، ولا يمكنهم العمل قبل ذلك. وتضيف: "نتعرض للكثير من المضايقات من أشخاص من أصول عربية". |
سطر 50: |
سطر 48: |
| يشرح رئيس "مشروع ترانسجندر العرب" زين أحمد أنّ المتحوّلين جنسياً في المجتمع العربي يواجهون تحديّات عدّة منذ بداية وجودهم في الحياة. ويؤكّد أن المتحولين سجناء جسد لا يمثّلهم ولا ينتمون إليه. | | يشرح رئيس "مشروع ترانسجندر العرب" زين أحمد أنّ المتحوّلين جنسياً في المجتمع العربي يواجهون تحديّات عدّة منذ بداية وجودهم في الحياة. ويؤكّد أن المتحولين سجناء جسد لا يمثّلهم ولا ينتمون إليه. |
| | | |
− | يضيف زين أن هناك تحديات ثقافية عدة تواجه المتحولين: "فالمجتمع العربي يفتقر إلى التوعية والتثقيف عن حالات اضطراب الهوية الجنسية". ويرى أنّ المتحوّلين جنسياً يعيشون في دول لا تعترف بهم، وليس فيها قوانين تحفظ حقوقهم، من هنا أتت فكرة تأسيس "مشروع ترانسجندر" الذي يسعى إلى التوعية والتثقيف عن الهوية الجنسية والجندرية. | + | يضيف زين أن هناك تحديات ثقافية عدة تواجه المتحولين: "فالمجتمع العربي يفتقر إلى التوعية والتثقيف عن حالات اضطراب [[هوية جنسية|الهوية الجنسية]]". ويرى أنّ المتحوّلين جنسياً يعيشون في دول لا تعترف بهم، وليس فيها قوانين تحفظ حقوقهم، من هنا أتت فكرة تأسيس "مشروع ترانسجندر" الذي يسعى إلى التوعية والتثقيف عن الهوية الجنسية والجندرية. |
| | | |
| يعمل زين كناشط على توثيق الانتهاكات ونشر التوعية، والمطالبة بحقوق المتحوّلين التي تقع ضمن خانة حقوق الإنسان، مثل حقِّهم في المواطنة والتعايش كأشخاص طبيعيين. بحسب زين "يشمل حقّ المتحوّلين بالتعايش، كافّة مراحل عبورهم، وتغيير جنسهم، وتغيير أوراقهم الثبوتية بعد تشخيص الطب النفسي إضافة إلى حقّ الرعاية الصحية". ويشير إلى أهميّة وجود مستشارين نفسيين لتوضيح تعاسة الجندر للأهل بصورة طبية علمية، وتطبيق البرتوكول الذي وضعته منظمة الصحة العالمية، لمراحل عبور المتحولين جنسياً من دون تدخل رجال الدين. | | يعمل زين كناشط على توثيق الانتهاكات ونشر التوعية، والمطالبة بحقوق المتحوّلين التي تقع ضمن خانة حقوق الإنسان، مثل حقِّهم في المواطنة والتعايش كأشخاص طبيعيين. بحسب زين "يشمل حقّ المتحوّلين بالتعايش، كافّة مراحل عبورهم، وتغيير جنسهم، وتغيير أوراقهم الثبوتية بعد تشخيص الطب النفسي إضافة إلى حقّ الرعاية الصحية". ويشير إلى أهميّة وجود مستشارين نفسيين لتوضيح تعاسة الجندر للأهل بصورة طبية علمية، وتطبيق البرتوكول الذي وضعته منظمة الصحة العالمية، لمراحل عبور المتحولين جنسياً من دون تدخل رجال الدين. |
سطر 60: |
سطر 58: |
| | | |
| ==إيران حالة فريدة من نوعها== | | ==إيران حالة فريدة من نوعها== |
− | قد تكون الحالة الإيرانية فريدة من نوعها. فبالرغم من أن القانون الإيراني يحظر العلاقات الجنسية المثلية، ويعاقب من تثبت عليه ممارستها بالقتل، إلا أنها تتصدر دول العالم في عدد عمليات تغيير الجنس التي تغطي الحكومة الإيرانية نصف كلفتها. | + | قد تكون الحالة الإيرانية فريدة من نوعها. فبالرغم من أن القانون الإيراني يحظر العلاقات [[مثلية جنسية|الجنسية المثلية]]، ويعاقب من تثبت عليه ممارستها بالقتل، إلا أنها تتصدر دول العالم في عدد [[عملية تأكيد جنسي|عمليات تغيير الجنس]] التي تغطي الحكومة الإيرانية نصف كلفتها. تشير التقارير إلى أنّه في العقدين الماضيين، أجريت أكثر من ألف عملية تغيير جنسي في إيران. رقم يضاعف سبع مرات ما هو موجود في الدول الأوروبية، ويجعل إيران في المرتبة الثانية عالمياً بعد تايلاند. |
| | | |
− | تشير التقارير إلى أنّه في العقدين الماضيين، أجريت أكثر من ألف عملية تغيير جنسي في إيران. رقم يضاعف سبع مرات ما هو موجود في الدول الأوروبية، ويجعل إيران في المرتبة الثانية عالمياً بعد تايلاند.
| + | بعد نضال بدأ في العام 1970، نجحت أوّل متحوّلة ايرانيّة الناشطة مریم ملكارا بإقناع آية الله الخميني بموقفها بعدما زارته في العام 1987. في ذلك العالم، أصدر فتوى تسمح بإجراء عمليات تحويل الجنس. إذ يقول الخميني: "إذا أراد أحدهم تغيير جنسه الحالي لأنّه يشعر أنه عالق داخل جسد غير جسده، يحقّ له التخلص من هذا الجسد والتحول إلى جنس آخر"، إضافة إلى الحصول على أوراق ثبوتية جديدة. وقد تم تأكيد هذه الفتوى في ما بعد من العديد من رجال الدين الإيرانيين. وبحسب تقرير أعدته BBC، فإن المشكلة أن السلطات والمجتمع الإيراني، يضغطان حتى على المثليين لإجراء عمليات تغيير الجنس. ما يجعل الكثيرين منهم يفرون من البلاد تجنباً لإجراء العملية. ففي إيران يمكنك أن تكون متحولاً لكن لا يمكنك أن تكون مثلياً. |
| | | |
− | بعد نضال بدأ في العام 1970، نجحت أوّل متحوّلة ايرانيّة الناشطة مریم ملكارا بإقناع آية الله الخميني بموقفها بعدما زارته في العام 1987. في ذلك العالم، أصدر فتوى تسمح بإجراء عمليات تحويل الجنس. إذ يقول الخميني: "إذا أراد أحدهم تغيير جنسه الحالي لأنّه يشعر أنه عالق داخل جسد غير جسده، يحقّ له التخلص من هذا الجسد والتحول إلى جنس آخر"، إضافة إلى الحصول على أوراق ثبوتية جديدة. وقد تم تأكيد هذه الفتوى في ما بعد من العديد من رجال الدين الإيرانيين. وبحسب تقرير أعدته BBC، فإن المشكلة أن السلطات والمجتمع الإيراني، يضغطان حتى على المثليين لإجراء عمليات تغيير الجنس. ما يجعل الكثيرين منهم يفرون من البلاد تجنباً لإجراء العملية. ففي إيران يمكنك أن تكون متحولاً لكن لا يمكنك أن تكون مثلياً.
| + | == طالعي كذلك == |
| + | * [[مصدر:كيف تتعاطى القوانين العربية مع المثلية الجنسية؟]] |
| + | [[تصنيف:وثائق مصدرها رصيف22]] |