ناجية

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

ناجية

هو مصطلح لوصف النساء والفتيات المعرَضين للعنف. يُستخدم في بعض الأحيان مصطلح "الضحية" لوصف الناجيات، إلا أن، بحسب، التوجة السائد في الأدبيات عالميًا وفي توصيات أسس التعامل مع المُعرّضين للعنف، فالأفضل استعمال ناجية عند الإشارة إلى متلقيات جرائم  العنف، بغض النظر عن ردود أفعالهن، سواء كان رد فعلهن فعّال أو سلبي. (بالإنجليزية: Survivor)


الجدل والنقاش حول مصطلحي ضحية وناجية

أثار مصطلح "ضحية" الجدل داخل الحركة النسوية منذ السبعينيات على الأقل؛ إذ إنَّ عددًا من النسويات اعتبرن أن ربط النساء بموقع الضحيّة يؤدي إلى اضفاء شرعية على المفاهيم الأبوية التي تصف النساء بالضعف والهشاشة كما أن هذا الربط يعني يفترض أيضًا أن التجارب المؤلمة تؤثر على النساء أكثر من الرجال. وازداد الجدل حدّة مع بروز تشخصيات حديثة في علم نفس حول "اضطرابات تمثيل دور الضحية والتوحد معها"، والذي عدّته عدة نسويات، كـ جوديث هرمان، محاولة لإلقاء اللوم على اللواتي تعرضن لحوادث عنف.

رأت الكاتبة كاثلين باري، وهي من أول الدعاة إلى استخدام "ناجية" بدلًا من "ضحية"، أن مصطلح "ضحية" يبسط تجربة العنف ويسلب المتعرّضة له من آدميتها حيث يحوّلها مفهوم الضحية إلى مجرد متلقية للعنف. وأيّدت الكاتبة نايومي وولف طرح باري. فترفض وولف ما أسمته بـ "نسوية الضحية"؛ والتي اعتبرتها محاولة النساء إلى الحصول على قوة من خلال الاتفاق على هوية ضحية موحدة. إلا أنّ وولف رأت طلب الجبر أو التعويض للأضرار الناتجة عن فعل العنف شكلًا من أشكال "نسوية الضحية".

وفي هذا السياق، قدّمت الفيلسوفة النسوية ديانا مايرز تحليلًا للعدالة الاجتماعية التي تعتمد على شهادة الناجيات، حيث أنّها عدّت هذا العمل المتمحور حول الشهادات ضرورياً وفعّالاً إلا أنّ أنّ الإعلام الذكوريّ قد قسّم الشهادات إلى نموذجين؛ سمّت الأول بـ "نموذج الضحية المثيرة للشفقة" والذي يصوّر النساء على أنّهن عاجزات بشكلٍ كليّ، أمّا الثاني فهو "نموذج الضحية البطلة" حيث تعتبر النساء خارقات وفائقات القوة وشجاعات. وبذلك، تمنح الضحية البطلة "إرادة"، على عكس "الضحية المثيرة للشفقة". إلا أنّه في النموذجين، يشترط التعاطف والدعم من الرأي العام وجود شخصية "ضحية".

وترى الكاتبة ليندا مارتن الكوف وجود أسباب سياقية لعدم استخدام مصطلح "ضحية"؛ فحسب دراسة دوباش ودوباش عام ١٩٨٠، يبرز تنافر اتجاه استخدام مصطلح "ضحية" في المجتمعات التي يوجد فيها إحساس بالهوية الجماعية والتمسك بالعائلات الأوسع وصلة القربى. إذ أنّ وصف شخص كضحية قد يهدد علاقتها بمجتمعها الأوسع ويحوّلها إلى شخص غريب عنهم كما قد تتهدد العلاقات الأسرية والمهنية، وخاصة في المجتمعات التي تبرز فيها ثقافة انكار العنف ولوم الناجيات/الضحايا. إلا أن

وبالنسبة لـ ماري جايتسكيل فالمصطلحين (ناجية وضحية) قد يسببا شعور بعدم الارتياح بالنسبة للأفراد وخاصة أولئك الذين ما زالوا يحاولون فكفكة تجربتهم وسرد الأحداث، كما ترى أن هذان المصطلحان يتغاضان عن الكثير من التعقيدات التي لا يمكن حصرها في وصف أو تعبير واحد. وتضيف ماريان جاناك أنّ القلق حيال مصطلح ضحية أيضًا يستدعي إلى التفكير في دوافعه إذ أنه من الممكن أن احدى أسباب الحذر تقنيات دفاعية لحماية النفس والإنكار وعدم الاعتراف بحصول العنف، أو قد يكون مدفوعًا بسياق ثقافي يفرط في تضخيم القوة الفردية، إذ أنّ مصطلح ناجية يعطي قوة لغوية واجتماعية أكثر من ضحية، ولهذا ترى أن الاستثمار في معالجة الدلالات الخاطئة لمصطلح ضحية هو أفضل من رفض المصطلح بشكل تام.


مقالات وأوراق بحثية حول مصطلح الناجية

  • مقال: ناجيات ولسن ضحايا! - أمل المهندس (مدى مصر).
  • مقال: وقائع حادث غير معلن.. وأشياء أخرى - سلمى الطرزي (مدى مصر). : المقال هو جمع لإيميلين مرسلين باللغة العامية بعد حادثة إغتصاب تعرضت لها الكاتبة وتناقش فيه عدة مواضيع متعلقة بالعنف الجنسي وتطرح في جزء منه لماذا تختار لفظ "ضحية" وليس "ناجية"

مصادر

مراجع