وثيقة:اختراع المغايرة الجنسية: ماهو الطبيعي؟

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

Circle-icons-document.svg
مقالة رأي
العنوان اختراع المغايرة الجنسية: ما هو "الطبيعي"؟
تأليف سارة العناني
تحرير غير معيّن
المصدر منشور
اللغة العربية
تاريخ النشر 2017-12-08
مسار الاسترجاع https://manshoor.com/people/heterosexual-sexual-behavior/
تاريخ الاسترجاع 2020-03-07
نسخة أرشيفية http://archive.is/iw9ig



قد توجد وثائق أخرى مصدرها منشور



لا تستقر ألفاظ اللغة في معاني ولادتها الأولى، اللغة بطبيعتها متحركة طيلة الوقت، وعبر الأجيال. من أمثلة هذا في اللغة العربية، كما ذكر جورجي زيدان في كتابه «اللغة العربية كائن حي»، تقافُز لفظ «الشهر» بين عدة معانٍ، بدءًا من دلالته على الاستدارة، ثم استعارته لتسمية القمر نظرًا لاستدارته، وأخيرًا انتقاله للدلالة على الشهر، المدة الزمنية المعروفة، لأن العرب كانوا يوقِّتون بالقمر.

ولا تنأى أصول هذه الكلمات القديمة جدًّا عن البال الحديث وحدها، بل ينال النسيان أيضًا من أصول كلمات حديثة للغاية، ككلمة لم تُنحت أصلًا قبل العام 1868، هي المغايرةالجنسية (Heterosexuality). وهذه الكلمة/المفهوم، المخترعة حديثًا جدًّا في تاريخنا البشري، يُفرَد لها هذا المقال المنشور على موقع «بي بي سي» بحثًا وتتبعًا وتحليلًا.

وقبل ذكر المعاني المختلفة التي تقافزت بينها هذه الكلمة، ينبغي أولًا ذكر معناها الحالي، فهي تعني، كما هو معروف، الرغبة الجنسية في شخص من الجنس المغاير/المختلف، أي رغبة الرجل في المرأة والعكس. وبالطبع يتبادر إلى الذهن مباشرةً عقب قراءة هذه الكلمات أنها تعني الرغبة الجنسية «الطبيعية»، ويتلو هذا اندهاش من أن تلك التسمية الطبيعية لم تُعرف إلا مؤخرًا، فهي الطبيعة ذاتها، أليس كذلك؟ والطبيعة كانت دومًا هنا، قائمة ومعروفة ومحيطة.

قبل بضع سنوات، انتشر مقطع فيديو يصوِّر سؤالًا يُطرح على الناس في الشارع، عن رأيهم في المنظور القائل بأن المثليين جنسيًّا وُلدوا على هذه الشاكلة.

تنوعت الإجابات، مع قول الغالبية إن تكوين المثلي جنسيًّا يستلزم مزجًا بين عوامل الطبيعة والتربية. ثم يطرح صانع الفيديو السؤال المحوري في تجربته: «متى اخترتَ أن تكون مستقيمًا جنسيًّا؟»، فيدرك الضيف كم كان متحيزًا في تفكيره، ويجيب خجلًا بأنه لم يفكر في هذا الأمر مطلقًا من قبل.

بهذا، يوصل الفيديو للناس أن المثليين جنسيًّا كالمغايرين جنسيًّا، ببساطة، وُلدوا هكذا، وأن كل توجهاتنا الجنسية طبيعية، وموجودة منذ الأزل، وأننا لسنا بحاجة إلى تفسير أيٍّ منها. لكن ما نحاول فعله هنا هو الإشارة إلى ما غاب عن صُناع الفيديو وضيوفه، وهو احتياجنا حقًّا لتفسير كِلا المفهومين.

الجنس والجنسانية

نالت المثلية الجنسية نصيبها وزيادةً من البحث والمناقشة المجتمعية والأكاديمية حول منشأها ومعناها، حتى صرنا جميعًا نعرف أن هذا المفهوم بزغ عند نقطة محددة في التاريخ البشري. لكننا لا نتخيل أبدًا أن مفهوم المغايرة الجنسية مرّ بتجربة مماثلة.

علينا التمييز أولًا بين مفهومين في غاية الأهمية: «الجنس» و«الجنسانية». فمنذ البدء كانت الغريزة الجنسية موجودة، هذا هو الجنس، بغير كلمات تصفه أو تصنيفات تمزقه إلى فئات خاصة. لكن عندما أخذ البشر في إلصاق المعاني بالممارسات الجنسية ونحت الكلمات المناسبة لكل معنى، صار هناك مفهوم جديد، الجنسانية. ونحن هنا، في هذا الموضوع، لا نتحدث إلا عن الجنسانية، أي الأفكار والكلمات، وإدراكنا الذي يأتي متأخرًا عادةً عن الطبيعة.

  • عرّف قاموس «دورلاند» الطبي عام 1901 المغايرة الجنسية بأنها «اشتهاء غير طبيعي أو منحرف للجنس الآخر».

تروي «هان بلانك» في كتابها «Straight» أنه «قبل العام 1868، لم يكن هناك مغايرون جنسيًّا، ولا مثليون جنسيًّا، فلم يكن قد خطر للبشر بعد أنه يمكن التمييز بينهم من خلال أنواع الحب أو الرغبات الجنسية التي يشعرون بها». بالطبع، كانت السلوكيات الجنسية معروفة ومصنفة، وفي العادة، محرمة، لكن كان التأكيد دومًا للفعل ذاته، لا ممارسيه.

ثم جاءت أواخر الستينيات من القرن التاسع عشر، حين صاغ الصحفي المجري «كارل ماريا كيرتبيني» أربعة مصطلحات لوصف الأفعال الجنسية: المغايرة الجنسية، والمثلية الجنسية، ومصطلحين منسيين الآن لوصف الاستمناء والممارسة الجنسية مع الحيوانات، الأحادية الجنسية، وعدم التجانس الجنسي.

الآن، وقد تكوّن مصطلحنا أخيرًا، لنا أن نذكر بعض قفزاته السريعة على مدى عمره البالغ نحو قرن ونصف: عرّف قاموس «دورلاند» الطبي عام 1901 المغايرة الجنسية بأنها «اشتهاء غير طبيعي أو منحرف للجنس الآخر». بعدها بأكثر من عقدين، في 1923، عرّفها قاموس «ميريام وبستر» بشكل مشابه على أنها «عاطفة جنسية مَرَضية تجاه فرد من الجنس الآخر». ولم تحظَ المغايرة الجنسية أخيرًا بمعناها المعروف حاليًّا قبل عام 1934: إظهارٌ للعاطفة الجنسية تجاه فرد من الجنس الآخر، الجنسانية الطبيعية.

مفهوم «الطبيعي»

«الطبيعي» كلمة مشحونة، فأيُّ الكلمات أكثر استقرارًا واكتسابًا للقوة بمجرد نطقها؟ ومع ذلك، ألم تكن العبودية ذات يوم جزءًا راسخًا من الترتيب الطبيعي للمجتمع البشري كما رآه أناس ذلك الزمان؟ وفي كل مرة، يُخلَع الطبيعي المفترض عن عرشه المستقر، ولا يكون هذا إلا بإثارة التساؤل عن أساسات الآراء العامة الثابتة.

جادل الفلاسفة الرواقيون بأن الجنس لا يكون أخلاقيًّا إلا إذا كان بهدف الإنجاب، وانتقلت هذه الفكرة للمسيحية، وبالتالي أصبح الجنس لأي غرض آخر إثمًا. لكن لِقوة الطبيعي الملحقة بالمغايرة الجنسية، لم يهتم الطبيب النفسي النمساوي الألماني «ريتشارد فون كرافت-إيبنغ» بفهرسة مصطلح المغايرة الجنسية في كتابه «الاعتلالات النفسية الجنسية»، حتى أن المصطلح لم يُذكر سوى 24 مرة على مدى الـ500 صفحة المكونة للكتاب. لم يكن كرافت-إيبنغ مهتمًّا سوى بنقيض العادي، نقيض السوي، نقيض الطبيعي، كما رآه هو ومعاصروه.

فبالنسبة إلى الفضاء الثقافي لزمانه (نُشر الكتاب عام 1889)، كانت الثنائية الحاكمة لفكرة الجنسانية قائمة على التمييز بين الممارسات الجنسية الإنجابية وغير الإنجابية، لا على المثلية والمغايرة. وعلى هذا الأساس أيضًا، حرّمت الكنيسة الاستمناء، ففيه إهدار لبذرة الحياة المهداة من الرب.

لكن في الحقيقة، لم تنبع وجهة النظر تلك من الفلسفة المسيحية، بل جاءت أصلًا من الفلسفة الرواقية، تلك الفلسفة اليونانية القديمة للغاية، التي ارتكزت على النظر إلى العالم على أنه كلٌّ عضوي، تتخلله قوة الله الفاعلة، وأن رأس الحكمة هو الوصول لمعرفة هذا الكل، ولا يتحقق ذلك إلا بكبح العواطف والتحرر من الانفعال، والصبر على المشاق والأخذ بأهداب الفضيلة، لأن الفضيلة هي الله.

في خضم محاولاتهم لكبح الانغماس في الملذات الجنسية، وضع الرواقيون هذا المنع في إطار إنساني عام ينسجم مع فلسفتهم العملية، فجادلوا بأن الجنس لا يكون أخلاقيًّا إلا إذا كان بهدف الإنجاب فقط.

يوضح المقال أن هذه الفكرة اندفعت لتخترق الفلسفة الوليدة القادمة، المسيحية، وهي تحمل خلفها زخم «الطبيعي»، فأي شيء أكثر طبيعيةً وقدسيةً وقدرةً على المحافظة على الجنس البشري من الإنجاب؟ وبالتالي، كانت الممارسة الجنسية المغايرة لأي غرض سوى الإنجاب إثمًا ومرضًا. يعود الفضل في ما سبق إلى الطبيب كرافت-إيبنغ، الذي كان مقتنعًا تمامًا بأخلاقية وطبيعية الفكرة الإنجابية، لكنه أضاف ملاحظة أسهمت في نقل الجنسية المغايرة من كونها مرضًا إلى ممارسة طبيعية، متاح لها أن لا يكون الإنجاب هدفها الأول والبارز دائمًا.

كانت هذه الجملة بداية فتح الطريق أمام مصطلحنا كي ينال تقديره في المعاجم: «في الحب الجنسي، الغرض الحقيقي لهذه الغريزة، تكاثر النوع، لا يخطو عابرًا عتبة الوعي». وهكذا، بوضعه للهدف الإنجابي في اللاوعي، خلق كرافت-إيبنغ مساحة صغيرة لبزوغ فكرة جديدة عن اللذة، كما يعبِّر عن الأمر «جوناثان نيد كاتز» في كتابه اختراع المغايرة الجنسية

هذا الانتقال من الغريزة الإنجابية إلى الرغبة الإيروتيكية لا يمكن إغفاله، فهو بالغ الأهمية بالنسبة إلى أفكارنا الحديثة عن الجنسانية.

كان تعريف الغريزة الجنسية الطبيعية على أساس الرغبة الإيروتيكية تطورًا ثوريًّا في تفكيرنا عن الجنس. وهكذا وضع كرافت-إيبنغ أساس التحول الثقافي، الذي حدث بين تعريف عام 1923 للمغايرة الجنسية المَرَضي وتعريف العام 1934 الطبيعي.

الطبقة الوسطى، المتشبثة دومًا

تزامَن اختراع الجنسانية مع بزوغ الطبقة البرجوازية، مع الهجرة إلى المدن وازدحامها بكل هؤلاء الآخرين الآتين ومعهم اختلافاتهم الشاذة، التي كانت نادرة عندما كانوا متناثرين، ما جعل المدن تبدو كأنها، حسب هان بلانك، «بؤرًا للفساد والإسراف الجنسي». ولم يكن من السهل التحكم في هذا العدد الكبير من السكان.

بحسب المقال، تزامَن إدراك هذا الفساد بالضبط مع توافد الفقراء على المدن، فأُلقي اللوم على طبقتي العمال والمتشردين. وبالنسبة إلى الطبقة الوسطى الوليدة، كانت الحاجة لتمييز نفسها عن الأرستقراطية المنحلة من ناحية، وعن المدينة الصاخبة من الناحية الأخرى، أكبر من طاقة الفكر الإنساني على المقاومة، فانبرت عقول أبنائها باحثةً عن نُظُم منهجية وثابتة للإدارة الاجتماعية، يمكن تطبيقها على نطاق واسع وإعادة إنتاجها كلما اقتضى الحال.


في الماضي، كان بالإمكان إقامة مثل هذه النظم على أساس الدين، لكن «الدولة العلمانية الجديدة استلزمت تبريرات علمانية لقوانينها». وهكذا، تدخل الخبراء لتحويل اعتبار أيِّ انحرافٍ عن الجنسانية المغايرة، من توصيف الإثم إلى الانحلال الأخلاقي.

وكما كتب «وليامز جيمس» عام 1895، فأن تصف شخصًا بأنه منحل أخلاقيًّا، يعني تصنيفه ضمن أكثر الكائنات البشرية حقارة، وبهذا أصبح الانحلال الجنسي واحدة من أدوات قياس البشر، لأن الخروج عن الأخلاقي يهدد النسيج الاجتماعي بأسره.

وكان سيغموند فرويد من وصل إلى الجمهور على أوسع نطاق، وأعطى للبرجوازية في تلك الفترة أدواتها التصنيفية العلمية للنظر في أمر الجنسانية.

باختصار مخلٍ لأوسع نظريات فرويد انتشارًا بين العامة، نظرية «النمو النفسي الجنسي»، يرى فرويد أن المغايرين جنسيًّا لم يولدوا بهذه الطريقة، بل صُنعوا من خلال إنجاز تربوي سليم.

وكما يقول كاتز: «تبعًا لفرويد، الطريق الطبيعي إلى الحالة السوية للمغايرة الجنسية معبّد بالاشتهاء المحرم للصبي، أو الفتاة للوالد من الجنس المغاير، مع رغبة كلٍّ من الفتى والفتاة في قتل منافسيهم من نفس الجنس، وتمنِّي إبادة منافسيهم من إخوة صغار. الطريق إلى المغايرة الجنسية معبّد بشهوات الدم. إن اختراع المغاير جنسيًّا، في رؤية فرويد، هو إنتاج مضطرب للغاية». ومع ذلك، بدا أن تفسير فرويد أرضى الجمهور، المهووس بتوحيد المعايير الخاصة بكل جانب من جوانب الحياة.

مستقبل المغايرة الجنسية

يقول «ويندل ريكيتس»، مؤلف دراسة «البحث البيولوجي حول المثلية الجنسية»، المنشورة عام 1984: «لا أحد يعرف بالضبط لماذا ينبغي التمييز بين المغايرين والمثليين جنسيًّا. أفضل إجابة لدينا هي من قبيل الحشو: يُعتبر المغايرون والمثليون جنسيًّا مختلفين لأنه يمكن تقسيمهم إلى مجموعتين بناءً على الاعتقاد بأنه يمكن تقسيمهم إلى مجموعتين».

رغم أن هذا التقسيم يبدو كأنه حقيقة طبيعية صلدة، فإنه ليس كذلك، إنه ليس أكثر من قاعدة لغوية اخترعها البشر للحديث عما يعنيه الجنس بالنسبة إليهم. وكل بناء، مهما بدا كونيًّا وأبديًّا، لا يخرج عن إطار كونه بناء. وكل بناء، كما يعرف أي فيلسوف فرنسي أو طفل يحب اللعب بمكعبات الليغو، يمكن أن يُهدَم.

لأن المغايرة الجنسية تؤدي إلى تكاثر النوع، وضعناها في مكانة أخلاقية خاصة. لكن الطبيعة لا تحدد لنا التزاماتنا الأخلاقية، نحن من يفعل ذلك، حتى بغير إدراك منا. في محاورة مع الروائي والكاتب المسرحي «جيمس بالدوين»، قال إن لديه تصورات جيدة وأخرى سيئة عن المستقبل، ومن تصوراته الجيدة: «لا أحد سيضطر إلى أن يقول عن نفسه إنه مثلي الجنس، فهذا المصطلح يجيب عن محاجّة كاذبة، عن اتهام كاذب، وهو أنه لا حق لديك في الوجود هنا، أنك مضطر إلى إثبات حقك في الوجود هنا. أنا أقول إنه لا شيء عليّ إثباته. العالم ملك لي أنا أيضًا».

ذات يوم، كان مصطلح المغايرة الجنسية ضروريًّا للبشر. ذات يوم، كان البشر مضطرين إلى تبرير أنفسهم، إلى المحاربة من أجل إيجاد مكان في العالم يقبل باختلافهم. لكن بمُضِي الوقت، صار الفهم أجدى وأثمن، فهم أنفسنا، وألواننا، فهم رغباتنا ومخاوفنا. وهذا المصطلح يقيدنا كثيرًا، ويحد من الطرق المتنوعة التي نستطيع أن نرى أنفسنا، أقرب وأعمق، من خلالها

ارتكزت محاورات التوجهات الجنسية في السابق إلى تعريف مَعِيب لـ«الطبيعة». فلأن المغايرة الجنسية تؤدي إلى تكاثر النوع، وضعناها في مكانة أخلاقية خاصة. لكن الطبيعة لا تحدد لنا التزاماتنا الأخلاقية، نحن من يفعل ذلك، حتى بغير إدراك منا. إلا أن القفز من ملاحظة كيفية عمل الطبيعة إلى فرض ما يجب أن تكون عليه الطبيعة هو ارتكاب لمغالطة منطقية، مثلما يقول الفيلسوف الإسكتلندي «ديفيد هيوم».

حتى أن عدم الاستقرار في العلاقات الزوجية ما عاد يمكن إلصاقه بالعلاقات المثلية وحدها، فبين عامي 1960 و1980، ارتفعت معدلات الطلاق في بريطانيا إلى 90%، بحسب المقال. ومع أنها انخفضت بشكل ملحوظ في الفترات التالية، فإنها لم تتعافَ بما يسمح بادِّعاء الاستقرار للعلاقات الجنسية المغايرة في وقتنا.

ينقل مقال «بي بي سي» أن استطلاع رأي وجد أن أقل من نصف الشباب الإنجليز البالغة أعمارهم 18 إلى 24 عامًا، يُعرّفون أنفسهم على أنهم «ليسوا مغايرين جنسيًّا» بنسبة 100%. لا يعني هذا أنهم جربوا الازدواجية أو المثلية الجنسية، بل أنهم ليسوا في حاجة إلى مصطلح «المغايرة الجنسية». إنهم مختلفون عن أسلافهم من البشر في القرنين التاسع عشر والعشرين، فالزمن حقًّا يمضي، وتتغير معه طرقنا في تعريف أنفسنا.