وثيقة:الواقي الذكري.. ليه لأ؟
محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.
تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.
تأليف | هبة أنيس |
---|---|
تحرير | غير معيّن |
المصدر | مدى مصر |
اللغة | العربية |
تاريخ النشر | |
مسار الاسترجاع | https://www.madamasr.com/ar/2021/06/29/feature/مجتمع/الواقي-الذكري-ليه-لأ؟/
|
تاريخ الاسترجاع | |
نسخة أرشيفية | https://archive.is/J8xMz
|
قد توجد وثائق أخرى مصدرها مدى مصر
رغم أن شادي أحمد، 29 سنة، يؤكد أن الواقي الذكري لا يقلل من استمتاعه في العلاقة الجنسية، إلا أن شراءه من الصيدلية قبل الزواج كان يسبب له إحراجًا. «حاجة تكسف برضو لما أروح أشتريه والراجل اللي هيدهوني هيبقى عارف أنا واخده ليه، عشان علاقة مش جواز وبتاع، فكنت بتجنب كل ده وأطلبه أونلاين منعًا للإحراج يعني» يقول شادي.
بعد الزواج تغير الأمر بالنسبة شادي. «كلنا عارفين كرجالة إن الواقي بيبقي بين الصحاب وكده، لكن ليه هستخدمه مع مراتي، أصلها مراتي واللي بيحصل ده حلال يعني وهي كمان متقدرش تطلب مني ده، لأنها عارفة إنها مش شمال واللي بينا ده شرع ربنا»
محمد علي*، 38 سنة، يرفض استخدام الواقي الذكري، أو حتى تجربته، لما يتردد حوله من أنه سيقلل شعوره بالمتعة، كما قال لـ«مدى مصر» كما لا تعترض زوجته على ذلك، فتتناول أقراص منع الحمل اليومية منذ وضع طفلهما الأول. «بصراحة عمرها ما طلبت مني ألبس الواقي، ومتقدرش تطلبه يعني ما إحنا متجوزين، ليه هتطلب ده، لو طلبت ده هشك فيها أصلًا» يقول علي.
يعتبر الواقي الذكري من أكثر وسائل منع الحمل فعالية، بالإضافة إلى أنه لا يسبب أضرارًا أو آثارًا جانبية على صحة المرأة، ورغم ذلك تعد نسبة استخدامه أقل من 1% بين المتزوجين، الذين يعتمدون على وسائل لمنع الحمل توضع بجسد المرأة وتسبب مجموعة من المتاعب الصحية.
في المقابل، يعد اللولب من أكثر وسائل منع الحمل انتشارًا في مصر (بين المتزوجات) وتليه أقراص منع الحمل. وبالرجوع للمسح الصحي للسكان لعام 2014 نجد أن 59% من السيدات المتزوجات في مصر يستخدمن وسيلة لمنع الحمل، ويظل اللولب هو الوسيلة المفضلة بين السيدات بنسبة 30%، فيما تعتمد 16% من السيدات على الحبوب، و9% يستخدمن الحقن.
دراسات متعددة ربطت بين أقراص منع الحمل، بل وجميع الوسائل الهرمونية، والاكتئاب. مثلًا، اللولب يسبب تغيرات في مواعيد الدورة الشهرية، مع وجود نزيف في بعض الحالات، ومن الممكن أن يسقط خارج الرحم بعد التركيب، فيسبب ألمًا للسيدة، أو تعرض المرأة للأمراض المنقولة جنسيًا في الأسابيع الأولى من تركيبه، مع إمكانية تسببه في زيادة الوزن عند بعض النساء، وهناك حالات تصاب بالتهابات الحوض.
ريم محمد*، 38 سنة، متزوجة منذ ست سنوات، استخدمت اللولب لتنظيم الحمل بعد وضع طفلها الأول، لتبدأ معاناة مع آلام الظهر ونزيف مستمر، وأيضًا ألم مع العلاقة الزوجية. ومع استخدام الغسول الطبي الذي وصفته طبيبة ريم، لم يختفِ الألم في أثناء الجنس، واستمر ألم الظهر أيضًا، فذهبت لطبيبة أخرى وأخبرتها أن اللولب هو السبب في تلك الآلام، ويجب نزعه واللجوء لوسيلة جديدة، فاتفقت مع زوجها على تجربة الواقي الذكري، بناءً على نصيحة الطبيبة.
تخلصت ريم من اللولب، وتخلصت معه من الألم الجسدي، وارتدى زوجها الواقي الذكري، لكنه بعد الممارسة أخبرها أنه غير سعيد، وعليها البحث عن وسيلة مناسبة «بعد مرتين قالي إنه مش مبسوط ومش حاسس بالعلاقة زي الأول، وأن دوري إني أسعده والغريب بالنسبة لي أنه بيقولي إنه بيروح يشتري الواقي من الصيدلية وهو مكسوف، ومش عارفة فيها إيه يكسف أصلًا»
رفض زوج ريم الاستمرار في استخدام الواقي الذكري، لتعود هي من جديد للبحث عن وسيلة جديدة. «جبت الحبوب اللي الدكتورة قالت عليها، وعملت منبه على الموبيل يفكرني بميعاد القرص كل يوم، بس بعمل ده وأنا اللي مش مبسوطة، وحاسة إني مش عارفة أتحكم في جسمي، وأن جسمي مش ملكي في الأساس، وإني بس موجودة لتلبية رغبات جوزي الجنسية والحمل والولادة، بس للأسف مفيش قدامي حل تاني»
هناء عبادة، طبيبة بحجرة المشورة بالوحدة الصحية بمدينة السادس من أكتوبر، قالت لـ«مدى مصر» إن النساء يأتين لغرف المشورة للسؤال مباشرة عن اللولب، ثم أقراص منع الحمل، فتعرض الطبيبة عليهن جميع الأنواع المتوفرة من الوسائل ومن ضمنها الواقي الذكري، منهن من لا تعرفه من الأساس وأخريات يؤكدن أن أزواجهن لن يقبلوا الأمر، وعليهن اختيار الوسيلة المناسبة.
لكن حجرات المشورة في الوحدات الصحية مكبلة بقلة الإمكانيات. تحاول عبادة التحدث مع السيدات بشأن ما يمكنهن استخدامه من الوسائل، لكن في الكثير من الأوقات تدخل لها أكثر من سيدة في وقت واحد، وهنا يكون الأمر صعبًا، فلا تستطيع التحدث مع كل سيدة على حدة، كما أن الأطباء والعاملين بالوحدات لا يحظون بأي أنواع من التدريب للتعامل مع السيدات، وإشراك الرجال في الأمر.
وترى عبادة أن الرجال يغيبون عن المشهد، فنادرًا ما يأتي زوج بصحبة زوجته ليمكنه التعرف على الوسيلة التي ستستخدمها زوجته. «أغلب الستات مش بيسألوا أصلًا، وده لأن معظم اللي بيروح الوحدة الصحية بيكون عاوز وسيلة سعرها قليل مقارنة باللي موجود في الصيدليات أو بره، وبيكونوا جايين يسألوا إما عن الحبوب أو اللولب، وكأنه شيء أوتوماتيكي أن الست هي المسؤولة والراجل نادرًا ما بيظهر معاها في الصورة، ومع الكلام مع الستات لو الوقت سمح، بتقول إن جوزها يا مبيرضاش وإنها مراته فليه هيستخدموا واقي، يا إما هي متعرفش عنه أصلًا»
نانا أبوالسعود، الباحثة المتخصصة في الحقوق الجنسية والإنجابية في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، ترى أن ما يحدث في «المشورة» له دلالات مهمة يجب الالتفات إليها. «هي ثقافة بتخدم الرجالة بس، فخدمات المشورة الطبية لازم تكون للستات والرجالة، مش الستات بس، ومثلًا هنا لازم الدكاترة يوضحوا أن استخدام الواقي مش بس لمنع الحمل لكن كمان لمنع العدوى، لأن ده برضو بيدي انطباعات بشكل غير مباشر أن الموضوع كله بيتمحور حول الست والراجل مش موجود»
حصر مسؤولية الحمل والولادة في المرأة تمييز ضدها، كما تقول مي الرفاعي، طبيبة أمراض النساء بمستشفى قصر العيني، وتؤكد أن غياب التوعية وعدم الحديث عن الواقي الذكري كواحد من وسائل منع الحمل الأكثر أمانًا لا يرتبط بالوحدات الصحية فقط، ولكنه يمتد للعيادات الخاصة «كتير من الستات بتقول جوزي مش بيحبه ولازم أنا اللي آخد وسيلة واللي شايع أكتر أن الدكتور أو الدكتورة بيبقى رضا الراجل عندهم مهم أوي، زي في كل حاجة في المجتمع، بس دي قضية تمييز ليها عواقب صحية ونفسية، ودكاترة النسا والتعليم الجنسي لهم دور كبير في أن الرجالة تاخد مسؤولية شوية في موضوع الحمل»
تقول أبوالسعود إن جانب من المشكلة هنا يكمن في نوعية السياسات والخطابات الاجتماعية، حيث تكون الحملات الخاصة بتنظيم الأسرة موجهة في الأساس للسيدات، ولا توجد حملات موجهة للرجال أو تهتم باستهدافهم «الحملات اللي بتطلع بيكون فيها ألفاظ وعبارات زي إشراك الرجل، ولكن بتكون عبارات دون فعل، كمان لو جينا نبص للأسعار فالواقي الذكري في الصيدليات سعره غالي وده بالنسبة للأنواع اللي جودتها كويسة، مقارنة باللي بيتقدم من خلال المراكز الصحية اللي ممكن يكون ببلاش بس جودته أقل»
يتوافر الواقي الذكري في السوق بأسعار مختلفة، تبدأ من أربعة جنيهات للواحد، وتصل إلى 15 جنيهًا. ويتوافر الواقي الذكري في المراكز الصحية بسعر جنيه واحد للعبوة التي تضم ثلاثة واقيات، ولكنه لا يصبح -كما رأينا في حجرات المشورة- أول الخيارات لتنظيم الأسرة التي تتحدث الدولة عنه دومًا.
ريهام راجح، إحدى الطبيبات اللاتي تطوعن للعمل في حملات تنظيم الأسرة في الدقهلية، عملت على عينة بحثية شملت أكثر من 50 سيدة ما بين الريف والحضر، جميعهن أجمعن على عدم استخدام أزواجهن الواقي الذكري لأنه «عيب» ويرتبط بالعلاقات خارج الزواج. «لما كنا بنتكلم مع ستات أنه مش بس لمنع الحمل ولكن هو كمان مفيد في منع نشر العدوى، كان ردها أن العدوى هتيجي منين وهي في علاقة مع جوزها، وكمان في الوحدة الصحية نفسها كانت الستات بيتحط قدامها يا إما حبوب أو لوب وده من خلال الكلام مع الستات والدكاترة اللي في الوحدة الصحية، ومكنش فيه كلام عن الواقي مع أنه واحد من الموانع دي ومش حديث ولا حاجة»
هنا، تقول أبوالسعود «إحنا الحقيقة مانقدرش نقول إن فيه توجه رسمي للدولة أنها متشركش الرجل، بس دي بتكون النتيجة لعوامل كتير» مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الموضوع لا يمكن حصره فقط من تنصل الرجل من دوره، ولكن بجانب هذا، العينات البحثية التي يتم طرحها تكون من المتزوجين فقط، وهنا يتم إغفال قطاع كبير من الشباب غير المتزوجين، وبالتالي تصبح الدراسات أو العينات البحثية غير معبرة عن الكل.
أمل، 29 سنة، من محافظة القاهرة، تقول «أنا مش عاوزة أحط حاجة في جسمي زي حتة حديد، ولا آخد حبوب تبوظ هرموناتي، ليه ميلبسش واقي ذكري ويكون حاجة بنستخدمها وقت اللزوم، وحاجة خارجية متخشش في جسم حد»
حين أخبرت أمل خطيبها برغبتها في عدم الاعتماد على موانع الحمل، والاعتماد على الواقي الذكري «طريقته اتغيرت تمامًا، وبص لي باستغراب وقالي أنت عاوزاني أكون عريس في أول جوازي وألبس واقي، ومحسش بالمتعة، ولقيت كلامه اتغير أنه كفاية أنه وافقني على تأجيل الحمل ولازم بقى اسمع الكلام»
حاولت أمل مع خطيبها إقناعه بأضرار وسائل منع الحمل، والذهاب للوسيلة البديلة «خليت صحابي الدكاترة يتكلموا معاه، ويفهموه أن اللي بتكلم فيه ده أساسه علمي، بس هو كان مصمم على رأيه» وفشلت أمل في إقناع خطيبها، ففشلت الخطبة لتمسكه برأيه، ورفضها اتباع وسائل منع الحمل. «طبعًا الموضوع صعب وقاسي عليا، بس الأصعب إني أحس إني مجرد أداة لإشباع رغبته وبس وإني أنا المسؤول الأول والأخير عن الإنجاب، والطفل في الأصل بيكون له أب وأم، فليه أتحمل المسؤولية لوحدي»