دور جندري

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

(أيضا: أدوار النوع الاجتماعي) القواعد المجتمعية الحاكمة للمظهر والسلوكيات والقيم التي يُنظر إليها في المجتمع على أنها الأصح والأصلح لكل من الرجال والنساء، وتنبني عليها توقعات من الآخرين، و تترتّب عليها تقييمات محددة للأفراد الذين يمتثلون أو يرفضون هذه القوالب والقواعد المجتمعية بدرجات مختلفة. (بالإنجليزية: Gender Roles)

رموز الجندر: الأحمر يرمز إلى الأنثى، والأزرق يرمز إلى الذكر.

عادة ما تتحدّد الأدوار الجندرية بناءً على الجنس البيولوجي للأشخاص، ترتكز بشكل كبير على مفاهيم الأنوثة و الذكورة، والتي قد تتفاوت من مجتمع إلى آخر، و من ثمّ فالأدوار تختلف باختلاف الثقافة، ومع ذلك يوجد أدوار مشتركة بين المجتمعات المختلفة.

يعد وجود أدوار جندرية نمطية في المجتمع من مظاهر سيادة النظام الأبوي،

استخدم المصطلح جون موني لأول مرة عام 1955(مطلوب مصدر)

تعريفات أخرى

يرد في تعريف "الدور الجندري" في قاموس أكسفورد أنه "الدور والسلوك الذي يتعلمه المرء، بناءً على ما يناسب نوعه، ويحدده المعيار الاجتماعي السائد."[1]

ويعرّف صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان "أدوار النوع الاجتماعي" بأنها:

سلوكيات يتم تعلُمها في مجتمع معين، أو مجموعة خاصة أخرى. تضع الشروط لما يتعبر مهامًا ومسؤوليات خاصة بالذكور أو الإناث. تتأثر أدوار النوع الاجتماعي بالسن، العرق، الطبقة، والدين والبيئة والجغرافيا والاقتصاد والسياسة. غالبًا ما تحدث التغييرات في أدوار النوع الاجتماعي استجابة لتغير الظروف الاقتصادية والطبيعية والسياسية، ولجهود التنمية كذلك.[2]

كما تعرف المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية (مفتاح) "الأدوار الجندرية" بأنها:

الأدوار التي يقوم بها كل من كل من الجنسين هي أدوار تشكلها الظروف الإجتماعية. وليس الإختلاف البيولوجي. فعلى سبيل المثال إذا كانت تربية الأطفال وأعباء العمل المنزلي مرتبطة تقليديًا بالمرأة، فإن ذلك ليس له علاقة بتكوينها البيولوجي كإمرأة إذ أن هذه الأدوار يمكن أن يقوم بها الرجل أيضًا. وعليه فإن أدوار النوع الإجتماعي تختلف عن أدوار الجنس البيولوجي، فالأولى من الممكن أن تكون متبادلة بين الجنسين، في حين أن الثانية تتسم بالثبات. فأدوار النوع الإجتماعي هي تلك التي يحددها المجتمع والثقافة لكل من النساء والرجال على أساس قيم وضوابط وتصورات المجتمع لطبيعة كل من الرجل والمرأة الذكر والأنثى وقدراتهما وإستعدادهما ومايليق بكل منهما حسب توقعات المجتمع.[3]

ويُعرف التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني "الأدوار الجندرية" بوصفها:

أدوار يحددها المجتمع ومرتبطة بتوقعاته من الفرد التي يبنيها على أساس الجنس، فيحدد أدوار خاصة بالذكور وأدوار خاصة بالنساء. كما يرتبط كل دور من هذه الادوار بمجموعة من السلوكيات تعبر عن القيم السائدة في مجتمع معين[4].

وعرّفت جمعية تنظيم الأسرة الأمريكية PPFA "الأدوار الجندرية" بأنها:

الطريقة التي يتوقع من المرء التحدث والتصرف والتعبير عن نفسه من خلالها، بناءًا على النوع الجنسي الذي حُدد له. على سبيل المثال، يتوقع المجتمع من الفتيات والنساء أن تكون ملابسهن أنثوية، وأن يكن مربيات للأطفال ولطيفات ومجاملات مع الآخرين. أما الرجال فيتوقع منهم أن يكونوا أقوياء جسديًا ويتحلون بالجرأة.

يوجد توقعات مختلفة للأدوار الجندرية لكل مجتمع أو ثقافة أو مجموعة عرقية ويمكن ايضًا أن تختلف الأدوار الجندرية من وقت إلى آخر في المجتمع نفسه. على سبيل المثال، في وقت ما، كان يعتبر اللون الوردي لونًا ذكوريًا في الولايات المتحدة، بينما كان الأزرق لونًا أنثويًا.[5]

ويعرفه منتدى الجنسانية بانّه:

نظرة المجتمع للذات وتحديد تصرفها وسلوكها، مظهرها ودورها فيه. مثلا": نظرة المجتمع إلى دور الرجل أن يعمل خارج البيت ليعيل زوجته وأسرته والى دور المرأة أن تبقى في البيت لتعتني بأفراد الأسرة وزوجها وهي بذلك تحدد سلوك الرجل وتصفه رجولي وتعطي سلوك المرأة صفة الأنوثة.

أنواع الأدوار الجندرية

بحسب دراسة للتجمع النسائي الديمقراطي اللبناني عن الأدوار الجندرية، تنقسم هذه الأدوار إلى 4 أدوار أساسية؛ الدور الإنجابي والمجتمعي والإنتاجي والسياسي. وعرّفت هذه الأدوار كما يلي:

الدور الانجابي واعادة الانتاج

يمثل هذا الدور مسؤوليات إعادة انتاج القوى العاملة وصيانتها وهو لا ينتهي عند إنجاب الأولاد بل يمتد ليشتمل على:

  • مسؤوليات حمل الطفل وولادته
  • رعاية الاطفال وتربيتهم
  • العمل المنزلي

بالرغم من أهمية هذا الدور الا أنه عادة ما ينظر اليه على أنه عمل غير حقيقي وإنما جزء من الطبيعة والفطرة البشرية الخاصة بالنساء، ويسعى هذا الدور إلى اقتصار خبرات النساء على ما هو بيولوجي فقط. [6]

صورة الأميرة النائمة تقوم بعملية جراحية لسارة مابل، تعكس فيها الصورة النمطية الجندرية للنساء في رسوم ديزني المتحركة. ( اضغط/ي هنا للإطلاع على السلسلة كاملة)

الدور المجتمعي

ويسمى أيضًا "الدور الاجتماعي"، ويعتبر امتدادًا لدور إعادة الإنتاج من حيث أن محوره يركز على المحافظة على المجتمع البشري. ولكن يمتد فيه الاهتمام من اهتمام أسري إلى اهتمام مجتمعي. يؤدى هذا الدور بشكل طوعي، ويُعنى بتوفير الموارد النادرة، وتنظيم استخدامها من قبل المجتمع، بالاضافة إلى تقديم الخدمات التي تساعد المجتمع البشري على البقاء والتطور. يقوم بهذا الدور الرجال والنساء ويعتمد توزيعه ما بين الجنسين على المفاهيم المجتمعية والثقافة المجتمعية السائدة في مجتمع ما. من الأمثلة على ذلك الدور الذي تلعبه الجمعيات الخيرية أو الإسعاف في الحرب أو لجان النظافة في الحي.. إلخ.

الدور الانتاجي

هو الدور الخاص بإنتاج سلع وخدمات قابلة للاستهلاك والتجارة؛ بمعنى أن هناك قيمة تبادلية لذلك الدور مما يكسبه أهمية مجتمعية خاصة. يقوم بهذا الدور عادة كل من الرجال والنساء، ولكن يعرف عادة مجتمعيًا على انه دور للرجال و ما زال هناك تقسيم واضح لهذا الدور ما بين النساء والرجال حيث تعرف بعض الادوار على إنها أدوار انثوية في حين تعرف أخرى على أنها أدوار ذكورية، علمًا بأن هذه التقسيمات متغيرة وتتأثر بعوامل عديدة.

الدور السياسي

يتلخص هذا الدور بسلطة اتخاذ القرار تبدأ عملية اتخاذ القرار داخل الأسرة، وتمتد لتصل النقابة والمجلس البلدي وحتى المجالس التشريعية. عادة ما ينظر لهذا الدور على أنه دور خاص بالرجال بالرغم من اقتحام النساء لهذا الفضاء و عادة ما يكون هذا الدور مدفوع الأجر، سواء بطريقة مباشرة و غير مباشرة ( معنوية) لارتباطه ارتباطا وثيقًا بالمركز والسلطة.

تأثير الطفولة على التكريس للأدوار الجندرية النمطية

يكتسب الأطفال في سن مبكرة أفكار نمطية عن الأدوار الجندرية المحددة التي تهيمن على مجتمعهم. وثّق الباحثات والباحثون دراسات عن تأثر الأطفال بمفهوم المجتمع عن الجندر، وميلهم إلى رؤية الجندر على أنه صفة جوهرية، مما يدفعهم إلى وضع إفتراضات مسبقة عن النساء والرجال، بناءًا على جنسهم. هذه الرؤية الجامدة للأدوار الجندرية قد تؤثر سلبًا على الأطفال، حيث تؤدي هذه الصور النمطية بتقييد كفاءة الأطفال وتطلعاتهم الدراسية. كما ثؤثر على تطورهم الاجتماعي السليم وقدرتهم في التعبير الكامل عن مشاعرهم.

تأثير الآباء والأمهات

يتأثر الأطفال بشكل كبير بأفكار وأيدولوجيا أمهاتهم وآبائهم حول الجندر و الأدوار الجندرية، فهم مصدرهم الأول للبحث عن إجابات لتساؤلاتهم حول أنفسهم والمحيطين. يتأثر الأطفال بطريقة مباشرة، فمنذ الوقت الذي يولد فيه الأطفال، تبدأ الأمهات والآباء في معاملة الأولاد والفتيات بطريقة مختلفة، ويشترون لهم ملابس بألوان محددة، ويتوقعون منهم تصرفات معينة، تعكس جنسهم. يتأثر الأطفال بطرق غير مباشرة ايضًا، حيث أن الأدوار الجندرية المحددة للأمهات والآباء داخل وخارج المنزل تؤثر في رؤية الأطفال لأنفسهم ومن حولهم.

صورة توضح الأدوار الجندرية في ألعاب الأطفال (الصورة من موقع theodysseyonline)

ألعاب الأطفال

يشجع الأمهات والآباء أطفالهم على لعب أنواع معينة من الألعاب. فيشجعون الفتاة على اللعب بهدوء داخل المنزل بعروستها "الجميلة" و "البيضاء" وألعاب أدوات المنزل، مثل المكنسة وأدوات المطبخ. بينما يتم تشجيع الولد على اللعب خارجًا بالعربات وصناديق العدة واللعب بأدوات الأطباء وضباط الشرطة. تلعب جندرة ألعاب الأطفال دورًا أساسيًا في زيادة ترسيخ مفهوم الأدوار الجندرية وعما يُتوقع من الأطفال في المستقبل.

تأثير وسائل الإعلام

بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه الآمهات والأباء والمدرسين في تكوين الأدوار الجندرية للأطفال، يلعب الإعلام (التلفاز والكتب والراديو والمجلات) دورًا مهمًا ايضًا. فقبل مرحلة المدرسة، يكون مصدر المعرفة للأطفال هي الكتب المصورة والأفلام والمسلسلات التلفزيونية. أظهرت دراسات عدة أن قصص وأفلام الأطفال ترسخ لمفهوم الأدوار الجندرية المتوقعة من الأطفال، فتصور شخصية الولد على أنه نشيط وشجاع وجريء، بينما تصور شخصية الفتاة المثالية كفتاة خجولة وهادئة وساكنة، بالكاد تستطيع الكلام. وكتبت مارسيا ك. ليبرمان (بالإنجليزية: Marcia K. Lieberman) في مقالها "يومًا ما سيأتي أميري"، أنه تم استخدام قصص الحوريات Fairy Tales لترسيخ الأدوار الجندرية لكل من الذكر والأنثى. فالصفة المشتركة لهذه القصص هي وجود شخصييتين أساسيتين: شخصية المرأة الهادئة والخجولة المنتظرة للأمير الذي سيأتي، على جواده الأبيض، ويخلصها من كل ما تعيشه من آلام. والشخصية الرئيسية الثانية هي شخصية الأمير الشجاع والذكي الذي يعمل جاهدًا ليحظى في النهاية بالفتاة "الجميلة". [7]

أعمال أدبية حول الأدوار الجندرية

مصطلحات ذات صلة

مراجع

مصادر