شرموطة

من ويكي الجندر
(بالتحويل من ابن الشرموطة)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

شرموطة هي شتيمة جنسية ذات دلالة اجتماعية يقصد بها التحقير من شأن المرأة واتهامها بأنها تستخدم جسدها بهدف تحقيق مراد أو هدف ما.

ويرى البعض أنها تستخدم في وصف عاملات الجنس، واللاتي ينقسمن الى فئة من النساء مجبرات على العمل بالجنس وهن معرضات للاستغلال الجنسي والاقتصادي أي يتم الاتجار بهن أو فئة من النساء التي تعمل في هذا المجال بمحض ارادنها وتعتبرها مهنة.

ويصل الأمر الى استخدام اللفظ لوصف أي امرأة تقيم علاقة جنسية خارج اطار الزواج أو تتعدد علاقاتها الجنسية بغرض التحقير منها، مما يجسد ممارسة المجتمع الأبوي لدوره في تصنيف النساء وفقًا لمفهوم اللائق والأدب والمقبول من قبل مجتمع ينظر للمرأة على أنها تنجب النسل وتحيط الرجل بهالة العرض والشرف.

وفي مقال "هكذا يشتم المصريون" تطرق الكاتب وليد فكري الى شرح وتوضيح معنى كلمة شرموطة:

"ومن الرجال ننتقل للنساء، فلهن نصيب من الشتائم المهينة بحق.. أخطر تلك الشتائم هي “الشرموطة”.. وهو يعني “العاهرة”.. ولفظ الشرموطة ما زال يعني في بعض مدن وقرى مصر “الخرقة الممزقة” أو قطعة الثياب الممزقة، وهو مما يعرض البعض للحرج عند زيارتهم تلك المدن.. أذكر أن صديقا كان يدرس بإحدى جامعات الأقاليم الريفية كان يحضر خطبة الجمعة فسمع الخطيب يقول في سياق نهيه عن إلقاء الأذى في الطرقات: “يعني يا جماعة ما يصحش كدة الناس اللي بتحدف الشراميط من الشبابيك”! فانفجر ضحكا بشكل هيستيري في وسط الخطبة. وعودة لأصل كلمة شرموطة.. فقد انتشرت مؤخرا معلومة خاطئة تقول أنها تعريب للكلمة الفرنسية Charmante، وتعني المرأة الرقيقة، لكن الواقع أن الكلمة أقدم أصلا من ذلك، فقد وردت في بعض كتب التراث، ففي ألف ليلة وليلة ورد أن عبدا ضرب إمرأة “فتشرمطت ثيابها” وفي موضع آخر – من نفس الكتاب – ورد أن امرأة لم تجد ما تتدثر به، فتغطت ب”شراميط الثياب”، ونستنتج مما سبق أن أصل وصف العاهرة بالشرموطة هو أنها شيء حقير رخيص كالخرقة الممزقة."

والكاتب عادل سالم تحدث في مقال "أنت زي الشرموطة" تطرق أيضًا للشتيمة وأبعادها الاجتماعية:

"إنها فقط شرموطة ولا عجب ولكن ليس لأنها تسمح للداخل أياً كان الدخول بها، ولا لأنها تفتح رجليها للرجال مقابل دولاراتهم بل لأن الرجال أرادوها أن تكون كذلك، أرادوها أن تكون مكاناً يقذفون فيها حيواناتهم المنوية بعيداً عن زوجاتهم، دون أن يترتب عليهم أية مسؤولية دينية أو ضميرية أو أخلاقية. بعض الرجال يتزوجون من بلدان عربية مجاورة وبعد عدة شهور يعيدون زوجاتهم بما يحملنه في بطونهن مع شنطة ملابس وأحيانا بدون شنطة ومع شهادة حكومية وشرعية تقول : طالق، وتلحقها بعد ذلك اللعنات والشتائم، فلم تكن في نظرهم منذ البداية سوى آلة متعة بغطاء شرعي. هي شرموطة، والرجال أحرار غير شراميط وأوفياء جداً لذلك تراهم مستعدين لخيانة زوجاتهم، وحتى صديقاتهم. هي شرموطة فقط لأنها امرأة مع أنها في الغالب تمارس مهنتها مقابل الفلوس، وفي الغالبية الساحقة من الحالات بسبب الفقر المنتشر في العالم العربي، تمارس الدعارة لأنها تريد أن تعيش مع أولادها كما يعيش الرجال العرب الذين تخلوا عنها كزوجة، ويغدقون عليها أموالهم بعد ان تفتح رجليها لهم كداعرة وغير مستعدين أن يغدقوا هذه الأموال لو أرادت أن تظل شريفة (هذا إذا عددنا الشرف فقط الدعارة الجنسية)."

المعنى في المعجم

الشَرْمُوطَة اسم مؤنث مذكره شَرْمُوْط يجمع جمعًا سالمًا على شَرْمُوْطَات وجمع تكسير على شَرَامِيْط، وهي قطعة من قماش أو ورق أو ما شابه قطعت بشكل شرائط.

شرمطت الورقة شَراميط. أي شرطتها تشريطًا.

  • المعنى العامي للكلمة هي المرأة العَاهِر البَغِيّ أو المُوْمِس.

الأصل والاشتقاق

تتعدد أصول الكلمة التي ذكرت في أكثر من مصدر بين:

  • كَلِمَةٌ مُوَلَّدَة مشتقة من الفعل العامي شَرْمَطَ الذي حُرِّف عن شَرَّط بإبدال التشديد ميما. فتطلق على خرق القماش ويقصد بها الشيء المستهلك كثير الاستعمال.
  • جاءت من الاشتقاق اللغوي "Charmant"، وهي كلمة فرنسية معناها جذاب أو ساحر، وترجع الكلمة لأيام الحملة الفرنسية، إذ كان يطلقها الجنود على المرأة الجميلة التي تضحك معهم وتغازلهم وتستجيب لطلباتهم الجنسية، ومن ثم كان يسمعها الفلاحين المصريين البسطاء من فم الجنود، ويستخدمونها كسبّة على أي امرأة اخرى، ومن خلال الفهم المغلوط، انتقلت الكلمة، وبقيت مستخدمة حتى الآن.
  • في الأصل كانت كلمة مصرية قديمة (خعر موت)وهي مركبة من (خعر) بمعني (جلد)و(موت) بمعني(ميت)وهي تعني حرفيًا(جلد ميت)وقد تحولت في القبطية إلي(شارموت) مركبة من (شار) في اللهجة الصعيدية بمعني (جلد) و(موت )بمعني (ميت) وأصبح يطلق على المرأة الداعرة لأنها تمتهن هذا العمل بلا أحاسيس.[1]

توجد بعض الشواهد على صحة هذا الرأي منها الاستعمال الدارج في لهجات مصرية لكلمة "شرموطة" للدلالة على خرقة القماش المهترئة التي تستعمل للتنظيف، و في هذا السياق لا تكون للكلمة الدلالة الجنسية المستقبحة، كما توجد في لهجات السودان كاسم لنسائر اللحم المقدد بالشمس (شرموط) كما يكون طبيخه الذي يصنع مع خضار البامية المنشف (ملاح شرموط) وهي كلمة تستخدم في العامية بصورة طبيعية ودون حياء هذا رغم الحياء الذي يصاحبها في موضعها الجنسي.[1]

  • كما أن كلمة شرموطة مستخدمة في اللغة العبرية القديمة والحديثة(Hebrew: שרמוטה) كما تلفظ تمامًا بالعربية وهي تعني أنثى الكلب (כלבה) والعاهرة والماكرة، وهي مستعارة من العربية نتيجة الاحتكاك بالفلسطينيين الذين يستعملون هذا اللفظ أيضًا. و توجد كلمة أخرى بالعبرية هي (זונה) وتعني الزانية وتلفظ زينِة والفعل منها يزني (לזנות) و تعتبر كلمة نابية بالعبرية كما هي بالعربية. أي قد يكون أصل الكلمة أيضا هو آرامي قديم وتطور إلى العبرية ثم منه إلى العربية.


مصادر