تغييرات

لا يوجد ملخص تحرير
سطر 7: سطر 7:  
بقلم غوى صايغ
 
بقلم غوى صايغ
   −
بات الحديث عن انتاج معرفة خاصة بالنسوية في منطقة الشرق ا وسط وفي جنوب غرب آسيا وفي منطقة ّ شمال أفريقيا مهمة شاقة. فقد أصبح تحديد انتاجنا للمعرفة أكثر صعوبة، من ناحية الموقع والمعاني. وبما أ ّنحركاتنا الّنسوية مثقلة بمشاكل الوصول الى المعلومات وتفتقر ل دوات ال زمة للمشاركة في العمليات المعرفية، وقعت اليوم في شباك السيطرة واحتكار المعرفة في منطقة الشرق ا وسط وشمال أفريقيا. تولد الكثير من الخطابات حول الجندرية والهوية الجنسية في المنطقة نوعا من ا ستثناء لدى التعامل مع
+
بات الحديث عن انتاج معرفة خاصة بالنسوية في منطقة الشرق الأوسط وفي جنوب غرب آسيا وفي منطقة شمال أفريقيا مهمة شاقة. فقد أصبح تحديد انتاجنا للمعرفة أكثر صعوبة، من ناحية الموقع والمعاني. وبما أنّ حركاتنا الّنسوية مثقلة بمشاكل الوصول الى المعلومات وتفتقر للأدوات اللازمة للمشاركة في العمليات المعرفية، وقعت اليوم في شباك السيطرة واحتكار المعرفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
حركات نسوية محلية ونساء كويريات وهويات من فئة الم. م. م. م وخاصة حين تتقاطع مع هويات أخرى ّّّّّّ"مهّمشة".ٌنعتبرتلقائ يابأننانتحدىو/أونتعدىعلىالوضعالارهن.فيحينأنهذاقديكونأو يكون دائًما صحيحاً. تعكس القارءات السطحية لما تفعله المجتمعات المحلّية أو لما ينبغي فعله رؤية ضعيفة ل فكار والصور عن الجندرية والهوية الجنسانية في ب دنا. أساسياً، نحن نشاهد أنفسنا نؤدي دور الشخصيات المضافة ّّّّ على قصصنا الشخصية، ويجري تشريح متسرع لنضالنا لتبرهن حجة جاهزة تسبقها. ولكّن المعرفة الخاصة بسياقاتنا أو المعرفة التي تشعر بتقاطع نضالنا ليست بعيدة المنال. فهي بك ّل بساطة قد ت ارجعت الى المركز الثاني ويجري حذفها أحياًنا من السرد السائد، سواء كان محّلي أو عالمي أو أكاديمي أو حتّى من تفكير
  −
المجتمع المدني.
     −
الان، وأكثر من أي وقت مضى، أصبحت الكتابة النسوية ضرورية ج دا في مواجهة موجة النيوليبارلية ّّّ وامبريالّية وموجة التطّرف الّديني التي تجتاح المنطقة. و  تكفي دينامّيات القّوة الموجودة في التاريخ وتأثي ارت
+
تولد الكثير من الخطابات حول الجندرية والهوية الجنسية في المنطقة نوعا من الإستثناء لدى التعامل مع حركات نسوية محلية ونساء كويريات وهويات من فئة الم. م. م. م وخاصة حين تتقاطع مع هويات أخرى ّّّّّّ"مهّمشة".ٌ نعتبر تلقائيا بأننا نتحدى و/أو نتعدى على الوضع الارهن. في حين أن هذا قد يكون أو لا يكون دائًما صحيحاً. تعكس القارءات السطحية لما تفعله المجتمعات المحلّية أو لما ينبغي فعله رؤية ضعيفة للأفكار والصور عن الجندرية والهوية الجنسانية في بلادنا. أساسياً، نحن نشاهد أنفسنا نؤدي دور الشخصيات المضافة على قصصنا الشخصية، ويجري تشريح متسرع لنضالنا لتبرهن حجة جاهزة تسبقها. ولكّن المعرفة الخاصة بسياقاتنا أو المعرفة التي تشعر بتقاطع نضالنا ليست بعيدة المنال. فهي بكلّ بساطة قد تراجعت الى المركز الثاني ويجري حذفها أحياًنا من السرد السائد، سواء كان محّلي أو عالمي أو أكاديمي أو حتّى من تفكير المجتمع المدني.
ا ستعمار الغربي في المنطقة لتبرير الظلم المعرفي الذي تواجهه الحركات النسوية والجنسانية الصاعدة. نحن بحاجة ماّسة اليوم الى الكتابة كواجب أخ  قيل لحركات الغير موثقة التي سبقتنا،وأيًضا كاستارتيجّية مقاومة للوقوف في وجه ثنائية امبريالية الغربي مقابل "الّشرق الأوسط" المتطّرف والتعميم المَهِمش لخطاب حقوق انسان. وتصدر كحل: مجلّة  بحاث الجسد والجندر منصة بديلة بعد النظر المتأّني في هذه التّحّديات. حين نتحّدث عن ا جساد، نحن نتطّرق أي ًضا الى مسائل التعذيب وا وصولّية وا جساد المهاجرة. إذ نربط تعريفنا لك ّل ما هو جسد ّي بقضايا ا عتقال والسجن ومخّيمات ال جئين والجوع والف ّن. وبعيًدا عن التقليل من إعادة النظر في التقاطعات والسياقات شأن الّناس والتأثير على وظائفهم الجسدّية، فنحن ننظر الى هذه ا جساد- أي أجسادنا- ونرى كيف تمثّل نفسها وكيف تتمثّل وكيف تتحرك في الفضاء وكيف تتفاعل مع ا يديولوجيات. وان أتت كلمة "نسوية" مع ّّّمجموعتها الخاصة من المعرفة الغربية عن "الجنسانية" وقد تم ربطها تلقائ يا بالهوية. وبالتالي يأتي إعتماد تعبير ّّّّّ"الجسد" ليتخطى معاني الجنسانية مؤسساً مساحة هم أوسع. إن العدد ا ّول من كحل الصادر بعنوان "اعادة الّنظر في التّقاطعات: تعريف للجندر والجنسانّية في منطقة الشرق ا وسط وشمال افريقيا"  يّدعي تقديم أجوبة قاطعة للتوتّ ارت المذكورة أع ه، بل يأمل أن يساهم في خلق جو قابل للنقاش و عادة التعريف من الداخل. إن العدد الكبير من التقارير الذي تلّقيناه كرد على دعوة ّّ المشاركة جاء ليمثل مختلف المجا ت ا كاديمّية وأنواع الكتابة. وغالبّية المقا ت الواردة في هذا العدد قد كتبها ّط ب وناشطين من المنطقة. أما التعاون معهم في تحرير كتاباتهم والتفكير بالمفاهيم والطروحات فقد مثَل بالنسبة إل ُي والى ديمة قائدبيه تجربة غنية نعتز بها. إلقد ألهمنا اندفاع الزم ء للكتابة واص اررهم على أن ٌيسمعوا أصواتهم، على نحو يقاس.
     −
'''يفتتح هذا العدد تعليق أريان شاهفيسي حول "الّنسوية كواجب أخ قي في عالم تسوده العولمة". يفكك مقال ّشاهفيسي نوع المساواة الليبارلية الحديثة التي يطلبها عالمنا المعولم ويسّلط الضوء على النسوية الليبارلية أو ما تسّميه شاهفيسي "النسوية الهارئية". وتقوم بالتالي على توجيه انتقاداتها على تأنيث العمل وانخفاض قيمة الّرعاية. أّدى هذان العنص ارن الى ا ستعانة بمصادر خارجّية لمقّدمي الرعاية والعاملين في المنازل في نظام قائم على العولمة والعنصرية وعدم المساواة. وتستخدم شاهفيسي ا ستعانة بعام ت أجنبيات في المنازل كبرهان، في دفاعها عن واجب أخ قي تتبّناه الّنسوية. في حين تتناول شاهفيسي ا قتصاد المعولم كموضع تركيزها، تسّلط جنى نّخال الضوء على "النساء كفضاٍء/النساء في الفضاء" في قلب مدينة بيروت. فبالنسبة الى ن ّخال، ينطوي "تغيير موقع أجسادنا واعادة "كتابة الفضاء الجندري" على د ارسة متأّنية ل قتصاد ال أرسمالي. يشّدد التكوين الحرفي للمساحات الحضارية.
+
الآن، وأكثر من أي وقت مضى، أصبحت الكتابة النسوية ضرورية جداً في مواجهة موجة النيوليبارلية ّّّ والإمبرياليّة وموجة التطّرف الّديني التي تجتاح المنطقة. و  تكفي دينامّيات القّوة الموجودة في التاريخ وتأثيرات الإستعمار الغربي في المنطقة لتبرير الظلم المعرفي الذي تواجهه الحركات النسوية والجنسانية الصاعدة. نحن بحاجة ماّسة اليوم الى الكتابة كواجب أخلاقي للحركات الغير موثقة التي سبقتنا،وأيًضا كاستارتيجّية مقاومة للوقوف في وجه ثنائية الإمبريالية الغربي مقابل "الّشرق الأوسط" المتطّرف والتعميم المَهِمش لخطاب حقوق انسان. وتصدر كحل: مجلّة  بحاث الجسد والجندر منصة بديلة بعد النظر المتأّني في هذه التّحّديات. حين نتحّدث عن الأجساد، نحن نتطّرق أيضاً الى مسائل التعذيب والأوصولّية والأجساد المهاجرة. إذ نربط تعريفنا لكل ما هو جسديّ بقضايا الإعتقال والسجن ومخّيمات اللاجئين والجوع والفنّ. وبعيًدا عن التقليل من شأن الّناس والتأثير على وظائفهم الجسدّية، فنحن ننظر الى هذه الأجساد- أي أجسادنا- ونرى كيف تمثّل نفسها وكيف تتمثّل وكيف تتحرك في الفضاء وكيف تتفاعل مع الإيديولوجيات. وإن أتت كلمة "نسوية" مع ّّّمجموعتها الخاصة من المعرفة الغربية عن "الجنسانية" وقد تم ربطها تلقائيا بالهوية. وبالتالي يأتي إعتماد تعبير ّّّّّ"الجسد" ليتخطى معاني الجنسانية مؤسساً مساحة هم أوسع.
 +
 
 +
إن العدد الأول من كحل الصادر بعنوان "اعادة الّنظر في التّقاطعات: تعريف للجندر والجنسانّية في منطقة الشرق ا وسط وشمال افريقيا" لا يّدعي تقديم أجوبة قاطعة للتوتّرات المذكورة أعلاه، بل يأمل أن يساهم في خلق جو قابل للنقاش ولإعادة التعريف من الداخل. إن العدد الكبير من التقارير الذي تلّقيناه كرد على دعوة ّّ المشاركة جاء ليمثل مختلف المجالات الأكاديمّية وأنواع الكتابة. وغالبّية المقا ت الواردة في هذا العدد قد كتبها ّطلاب وناشطين من المنطقة. أما التعاون معهم في تحرير كتاباتهم والتفكير بالمفاهيم والطروحات فقد مثَل بالنسبة إليُ والى ديمة قائدبيه تجربة غنية نعتز بها. إلقد ألهمنا اندفاع الزملاء للكتابة وإصرارهم على أن ٌيسمعوا أصواتهم، على نحو يقاس.
 +
 
 +
يفتتح هذا العدد تعليق أريان شاهفيسي حول "الّنسوية كواجب أخلاقي في عالم تسوده العولمة". يفكك مقال ّشاهفيسي نوع المساواة الليبرالية الحديثة التي يطلبها عالمنا المعولم ويسّلط الضوء على النسوية الليبرالية أو ما تسّميه شاهفيسي "النسوية الهرائية". وتقوم بالتالي على توجيه انتقاداتها على تأنيث العمل وانخفاض قيمة الّرعاية. أّدى هذان العنصران الى الإستعانة بمصادر خارجّية لمقّدمي الرعاية والعاملين في المنازل في نظام قائم على العولمة والعنصرية وعدم المساواة. وتستخدم شاهفيسي الاستعانة بعاملات أجنبيات في المنازل كبرهان، في دفاعها عن واجب أخلاقي تتبّناه الّنسوية. في حين تتناول شاهفيسي الاقتصاد المعولم كموضع تركيزها، تسّلط جنى نّخال الضوء على "النساء كفضاٍء/النساء في الفضاء" في قلب مدينة بيروت. فبالنسبة الى نخّال، ينطوي "تغيير موقع أجسادنا واعادة "كتابة الفضاء الجندري" على دراسة متأّنية للإقتصاد الرأسمالي. يشّدد التكوين الحرفي للمساحات الحضارية المحيطة بالهيئات النسائية بما في ذلك الهندسة المعمارية والتصميم الحضاري على النموذج الهرمي للجندرية. وفي هذه الحال، تعيد الهويات المكانية تعريف مفاهيم الأنوثة والذكورة وتستقطب اعادة توزيع المجالات الخاصة والشبه عامة والعامة.
   −
المحيطة بالهيئات النسائية بما في ذلك الهندسة المعمارية والتصميم الحضاري على النموذج الهرمي للجندرية. وفي هذه الحال، تعيد الهويات المكانية تعريف مفاهيم ا نوثة والذكورة وتستقطب اعادة توزيع المجا ت الخاصة
   
اذا أتى مقال نخال ليركز على الفوارق الجندرية في بيروت، فإن أنجي عبد المنعم تضع التحرش الجنسي في وسط العاصمة المصرية، القاهرة في مقال تحت عنوان "التصور المفاهيمي للتّحرش الجنسي في مصر: التقييم الطولي للتحّرش الجنسي في المنتديات العربّية الالكترونّية ونشاط مكافحة التحّرش الجنسي". وتقّيم عبد المنعم التحّول الذي شهده الخطاب المصري فيما يتعّلق بالتحّرش. إن استخدام كلمة "التحّرش الجنسي" يدل على طرق ترجمة الّلغة في مفاهيمنا وتعاريفنا للجنسانّية وا عتداء وايذاء فتعيد إًذا تعريف هذا المفهوم من خلالعادة النظر في الّد  ت الّلغوية الخاصة بنا. ّ
 
اذا أتى مقال نخال ليركز على الفوارق الجندرية في بيروت، فإن أنجي عبد المنعم تضع التحرش الجنسي في وسط العاصمة المصرية، القاهرة في مقال تحت عنوان "التصور المفاهيمي للتّحرش الجنسي في مصر: التقييم الطولي للتحّرش الجنسي في المنتديات العربّية الالكترونّية ونشاط مكافحة التحّرش الجنسي". وتقّيم عبد المنعم التحّول الذي شهده الخطاب المصري فيما يتعّلق بالتحّرش. إن استخدام كلمة "التحّرش الجنسي" يدل على طرق ترجمة الّلغة في مفاهيمنا وتعاريفنا للجنسانّية وا عتداء وايذاء فتعيد إًذا تعريف هذا المفهوم من خلالعادة النظر في الّد  ت الّلغوية الخاصة بنا. ّ
 
أّما في مقال "من الشتات إلى القومية عبر ا ستعمار: "الذاكرة" اليهودّية تحت التّبييض، وا سرلة، والغسيل الوردي، ومحو الكويرية"، فتتطرق سحر مندور الى اعادة تعريف المقاطعات عبر توسيع مفهومنا للكويرية ّّّ ولمحو الكويرية. وتصبح الكويرية ماردفة لزعزعة ا ستقارر والبنية المعيارية والرواية السائدة ونقل الذاكرة. وتأتي ّّّّ بها الى ا  ارضي الفلسطينّية حيث تمحى من ذاكرة وتاريخ يهود الشرق ا وسط والفلسطينيين والمهاجرين مفاهيم الكويرية لصالح رواية أحادية المحور للذاكرة اليهودية وللشتات. ويقوم تبييض "الوردي" بقمع كافة أشكال ّّّ الكويرية والتهديد الذي تشّكله على الدولة الصهيونية وعقيدتها. ّّومن تعريف آخر للكويرية، تنظر سارة حمدان عن الهويات العربية الكويرية من خ ل تقديم ق ارءات من المثلية العالمية لجوزيف مسعد. ومن خ ل تشديدها على تعدد الهويات "المثلية"، تقودنا حمدان عبر مفاهيم التأثير ّّ
 
أّما في مقال "من الشتات إلى القومية عبر ا ستعمار: "الذاكرة" اليهودّية تحت التّبييض، وا سرلة، والغسيل الوردي، ومحو الكويرية"، فتتطرق سحر مندور الى اعادة تعريف المقاطعات عبر توسيع مفهومنا للكويرية ّّّ ولمحو الكويرية. وتصبح الكويرية ماردفة لزعزعة ا ستقارر والبنية المعيارية والرواية السائدة ونقل الذاكرة. وتأتي ّّّّ بها الى ا  ارضي الفلسطينّية حيث تمحى من ذاكرة وتاريخ يهود الشرق ا وسط والفلسطينيين والمهاجرين مفاهيم الكويرية لصالح رواية أحادية المحور للذاكرة اليهودية وللشتات. ويقوم تبييض "الوردي" بقمع كافة أشكال ّّّ الكويرية والتهديد الذي تشّكله على الدولة الصهيونية وعقيدتها. ّّومن تعريف آخر للكويرية، تنظر سارة حمدان عن الهويات العربية الكويرية من خ ل تقديم ق ارءات من المثلية العالمية لجوزيف مسعد. ومن خ ل تشديدها على تعدد الهويات "المثلية"، تقودنا حمدان عبر مفاهيم التأثير ّّ
staff
157

تعديل