تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 5٬867 بايت ،  قبل 3 سنوات
←‏النسوية الاسلامية: مزالت تحتاج تنسيق مصادر/لم يكتمل العمل بعد
سطر 64: سطر 64:     
===النسوية الاسلامية===
 
===النسوية الاسلامية===
عرّفت الباحثة و الأستاذة المصرية أماني صالح النسوية الاسلامية على أنها "الجهد الفكري و الأكاديمي و الحركي الذي يسعى الى تمكين المرأة انطلاقا من المرجعيات الإسلامية، و باستخدام المعايير و المفاهيم و المنهجيات الفكرية و الحركية المستمدة من تلك المرجعيات و توظيفها الى جانب غيرها". و  حسب أميمة أبو بكر احدى مؤسسات '''مؤسسة المرأة و الذاكرة''' عرف هذا التيار تطورا ملحوظا في السنوات الثمانية و العشرين الماضية من خلال تطبيق الوعي النسوي لفهم مشكلة التفاوت بين الرسالة التوحيدية للإسلام و ترجمة قيم هذه الرسالة الى عدالة و شراكة  بين الجنسين على أرض الواقع [ص4]. الا أن هذا لا يعني أن النسويات الإسلاميات لم يوجدن قبل العقود الثلاث الماضية، بل ان فكرة الجمع بين الوعي النسوي و المنظور الإسلامي شملت رائدات من المنطقة العربية قبَيل مطلع القرن العشرين مثل عائشة تيمور (1902-1840)، زينب فواز (1914-1844) و هدى شعراوي (1947-1879) و غيرهن عديدات الا انه تجدر الاشارة الى أن النسويات الاسلاميات يؤكدن على أن هذه الحركة الفكرية، الاكاديمية و الاجتماعية تشمل نسويين رجالا أيضا، و لو أن النساء هن العنصر الفعال الأبرز.
+
عرّفت الباحثة و الأستاذة المصرية أماني صالح النسوية الاسلامية على أنها "الجهد الفكري و الأكاديمي و الحركي الذي يسعى الى تمكين المرأة انطلاقا من المرجعيات الإسلامية، و باستخدام المعايير و المفاهيم و المنهجيات الفكرية و الحركية المستمدة من تلك المرجعيات و توظيفها الى جانب غيرها"<ref>https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf</ref> [ص45]. حسب أميمة أبو بكر احدى مؤسسات '''مؤسسة المرأة و الذاكرة''' عرف هذا التيار تطورا ملحوظا في السنوات الثمانية و العشرين الماضية من خلال تطبيق الوعي النسوي لفهم مشكلة التفاوت بين الرسالة التوحيدية للإسلام و ترجمة قيم هذه الرسالة الى عدالة و شراكة  بين الجنسين على أرض الواقع <ref>https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf</ref> [ص4]. إلا أن هذا لا يعني أن النسويات الإسلاميات لم يوجدن قبل العقود الثلاث الماضية، بل ان فكرة الجمع بين الوعي النسوي و المنظور الإسلامي أو ما يمكن أن نطلق عليه اللاهوت النسوي شمل رائدات من المنطقة العربية قبَيل مطلع القرن العشرين مثل [[عائشة تيمور]] (1902-1840)، [[زينب فواز]] (1914-1844) [[هدى شعراوي]] ((1947-1879 و أخريات قبيل منتصف القرن العشرين مثل [[فاطمة المرنيسي]]  (1940-2015) خاصة بكتابها «ملكات الإسلام المنسيّات» الذي شكل جزءا مهما في اللاهوت النسوي (الإسلامي) إضافة الى [[عزيزة الهبري]] (1943- الآن) (مؤسسة حركة كرامة: محاميات مسلمات من أجل حقوق الإنسان) و غيرهن العديدات. إلا انه تجدر الاشارة الى أن النسويات الاسلاميات يؤكدن على أن هذه الحركة الفكرية، الاكاديمية و الاجتماعية تشمل نسويين رجالا و لو أن النساء هن العنصر الفعال الأبرز <ref>https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf</ref> [ص10].
   −
وضعت النسويات الاسلاميات معايير و ثوابت لابد من التحلي بها و القيام عليها لجعل خطابهن واضح المعالم، ''أولها'' "تنزيه المرجع" الذي هو القرآن و السنة بوصفهما أصلَين لكن دون الأطروحات الاجتهادية التي استمدت منهما سابقا. حيث تؤمن النسويات الإسلاميات أن الإسلام كفل حقوق النساء الا أن التفسيرات و التأويلات التي توالت منذ بدأ الاسلام هي التي انتزعت من النساء حقوقهن و بالتالي فأول بُعد معرفي للنسوية الاسلامية هو العمل على الغاء ما سبق ثم تقديم معرفة بديلة عن طريق الاجتهاد في التفسير و الفقه و الفلسفة الاسلامية. من أجل هذا التزمت النسويّات الاسلاميات بمنهج يقوم على الاستقراء والاستنباط أولا بوصفها عمليتين متلازمتين حيث يتم تحديد المسألة ثمّ تُسْتَقْرَأَ النّصوص ويستنبط منها ما يلائم المنظومة الاسلامية. ثم تليه منهجية تتصف بكونها "بنيوية وظيفية لا تفكيكية" حيث ترفض النسويات الاسلاميات أيّة قراءة حرّة لامتناهية للنّص. وأخيرا المقاربة النّقديّة التي تأتي بعد أن يستقيم المعنى في ذهن الباحثة لتدرسه نقديّاً سعياً منها إلى "كشف المكوّن الانحيازيّ الذّكوريّ في البناءات الفكريّة والاجتماعيّة والإنسانيّة، وذلك بغية الوصول إلى صيغ أكثر إنسانيّة وأقلّ عدائيّة وانحيازاً ضد المرأة"
+
وضعت النسويات الاسلاميات معايير لابد من التحلي بها و ركائز من الواجب اعتمادها لجعل خطابهن واضح المعالم، '''أولها''' تنزيه المرجع الذي هو القرآن و السنة بوصفهما أصلَين لكن دون الأطروحات الاجتهادية التي استمدت منهما سابقا. حيث تؤمن النسويات الإسلاميات أن الإسلام كفل حقوق النساء و أعطاهن امتيازاتهن الا أن التفسيرات و التأويلات التي توالت منذ بدأ الاسلام هي التي انتزعت منهن حقوقهن وبالتالي فأول بُعد معرفي للنسوية الاسلامية هو العمل على إلغاء ما سبق ثم تقديم معرفة بديلة عن طريق الاجتهاد في التفسير و الفقه و الفلسفة الاسلامية. من أجل هذا التزمت النسويّات الاسلاميات بمنهج يقوم أولا على الاستقراء والاستنباط بوصفها عمليتين متلازمتين حيث يحددن المسألة ثمّ يستقرئن النّصوص ويستنبطن منها ما يلائم المنظومة الاسلامية. ثم تليه منهجية تتصف بكونها بنيوية وظيفية لا تفكيكية حيث يرفضن أيّة قراءة حرّة لامتناهية للنّص. وأخيرا المقاربة النّقديّة التي تأتي بعد أن يستقيم المعنى في ذهن الباحثة لتدرسه نقديّاً سعياً منها إلى كشف المكوّن الانحيازي الذّكوريّ في البناءات الفكريّة والاجتماعيّة والإنسانيّة <ref>https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf</ref> [ص17] أو كما تصفه زيبا مير-حسيني ب"دي. إن. إيه. البطريركية" في الفقه الإسلامي <ref>[http://arabic.musawah.org/مسلمات-يسعين-إلى-إعادة-تفسير-دي-إن-إيه-البطريركية-في-القرآن مسلمات يسعين إلى إعادة تفسير دي-إن-إيه-البطريركية في القرآن - مساواة]</ref>، وذلك بغية الوصول إلى صيغ أكثر إنسانية وأقل عدائية وانحيازاً ضد المرأة.
    +
أما الركيزة '''الثانية''' لخطابهن فهي المشاركة المشروطة، و تنبع هذه الفكرة من إيمان الكثير من النسويات الإسلاميات بنظرية التكامل و ليس التماثل والتي مرتبطة جليا بالركيزة '''الثالثة''' وهي ثنائية المساواة و التكامل. فالإسلام يرى أن الرجال و النساء متكاملون، لا متساوون و متماثلون، و يظهر ذلك جليا من خلال الحقوق و الواجبات التي تقدمها الشريعة الاسلامية، على سبيل المثال يعول الزوج أسرته بينما تعمل الزوجة على تنشأت الأطفال و تنعكس هذه الصورة التكاملية على جملة من التشريعات الأخرى نجد من أبرزها تشريعات الميراث المعقدة. يعود إيمان النسويات بنظرية التكامل في الأصل الى قصة الخلق الأولى التي أعادة النسويات الاسلاميات قراءتها باعتبار القصة المتداولة مستنبطة من قراءة ذكورية محضة. فتقول صالح أماني في هذا الصدد أن قصة خلق الجسد الأول (جسد آدم) هي فقط المرحلة الأولى، حيث أن المرحلة الثانية –المسكوت عنها- هي قصة خلق النفس الأولى. و تسند قولها هذا على الآية : « هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ» [https://www.mp3quran.net/ar/mushaf القرآن - سورة الأعراف الآية 189] ومن الدلالات التي ذكرت صالح أماني أنه يمكن استخراجها من نصوص الخلق الأول مثل الآية السابقة، دلالات حول "ميتافيزيقيا النوع" و تشرح قائلة: « من بين هذه الدلالات....علاقات وسمات نوعية للذكر و الأنثى بوصفهما نوعين مثل قوة البعد النفساني عند المرأة و عمقه، في مقابل قوة البعد الحسي و الجسماني عند الرجل». من هنا  تدعو النسويات الاسلاميات الى العدل الذي يعرفنه على أنه المساواة الحسابية القائمة على اختلاف أو تباين الوحدات (النوع) من المنظور الإسلامي[https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf النّسويّة والمنظور الإسلامي آفاق جديدة للمعرفة والإصلاح - [ص16<nowiki>]</nowiki>] . كما يعتبرن الدعوة الى المساواة القائمة على التماثل هي مفهوم غربي مبنية على نزعة إلغاء الفروق بين الرجال و النساء بصفة عامة.
    +
كل هذه التعقيدات تضع النسويات اللاهوتيات أمام العديد من التحديات و العقبات للوصول الى هدفهن المنشود. و لعل من بين أبرز و أهم هذه التحديات محاولة إيجاد تسوية بين المعتقدات الدينية و التزامهن بالدفاع عن المساواة بين الجنسين، حيث تخوض النسويات الإسلاميات تجربة صعبة في خضم سعيهن الى صياغة خطاب خاص يجمع بين جوانب الواقع المعيش و الدين و حقوق الإنسان[ص69]. إضافة الى الانتقادات التي تواجههن من الإسلاميات المحافظات اللاتي يتحفظن على الأفكار النسوية من ناحية و الناشطات النسويات اللاتي لا يثقن في فاعلية التأويلات الدينية في إحداث التغييرات الجذرية المطلوبة<ref>https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf</ref>[ص6] . اضافة الى الانتقادات الموجهة من طرف الفقهاء المسلمين الذين يرون في بعض التأويلات تحريفا للنصوص الدينية.
    
===النسوية المسيحية===
 
===النسوية المسيحية===
67

تعديل

قائمة التصفح