تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
أُضيف 2٬612 بايت ،  قبل 3 سنوات
←‏النسوية الاسلامية: تمت إضافة المقطع الأخير/ما زال ينقص إضافة و تنسيق المصادر
سطر 70: سطر 70:  
أما الركيزة '''الثانية''' لخطابهن فهي المشاركة المشروطة، و تنبع هذه الفكرة من إيمان الكثير من النسويات الإسلاميات بنظرية التكامل و ليس التماثل والتي مرتبطة جليا بالركيزة '''الثالثة''' وهي ثنائية المساواة و التكامل. فالإسلام يرى أن الرجال و النساء متكاملون، لا متساوون و متماثلون، و يظهر ذلك جليا من خلال الحقوق و الواجبات التي تقدمها الشريعة الاسلامية، على سبيل المثال يعول الزوج أسرته بينما تعمل الزوجة على تنشأت الأطفال و تنعكس هذه الصورة التكاملية على جملة من التشريعات الأخرى نجد من أبرزها تشريعات الميراث المعقدة. يعود إيمان النسويات بنظرية التكامل في الأصل الى قصة الخلق الأولى التي أعادة النسويات الاسلاميات قراءتها باعتبار القصة المتداولة مستنبطة من قراءة ذكورية محضة. فتقول صالح أماني في هذا الصدد أن قصة خلق الجسد الأول (جسد آدم) هي فقط المرحلة الأولى، حيث أن المرحلة الثانية –المسكوت عنها- هي قصة خلق النفس الأولى. و تسند قولها هذا على الآية : « هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ» [https://www.mp3quran.net/ar/mushaf القرآن - سورة الأعراف الآية 189] ومن الدلالات التي ذكرت صالح أماني أنه يمكن استخراجها من نصوص الخلق الأول مثل الآية السابقة، دلالات حول "ميتافيزيقيا النوع" و تشرح قائلة: « من بين هذه الدلالات....علاقات وسمات نوعية للذكر و الأنثى بوصفهما نوعين مثل قوة البعد النفساني عند المرأة و عمقه، في مقابل قوة البعد الحسي و الجسماني عند الرجل». من هنا  تدعو النسويات الاسلاميات الى العدل الذي يعرفنه على أنه المساواة الحسابية القائمة على اختلاف أو تباين الوحدات (النوع) من المنظور الإسلامي[https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf النّسويّة والمنظور الإسلامي آفاق جديدة للمعرفة والإصلاح - [ص16<nowiki>]</nowiki>] . كما يعتبرن الدعوة الى المساواة القائمة على التماثل هي مفهوم غربي مبنية على نزعة إلغاء الفروق بين الرجال و النساء بصفة عامة.
 
أما الركيزة '''الثانية''' لخطابهن فهي المشاركة المشروطة، و تنبع هذه الفكرة من إيمان الكثير من النسويات الإسلاميات بنظرية التكامل و ليس التماثل والتي مرتبطة جليا بالركيزة '''الثالثة''' وهي ثنائية المساواة و التكامل. فالإسلام يرى أن الرجال و النساء متكاملون، لا متساوون و متماثلون، و يظهر ذلك جليا من خلال الحقوق و الواجبات التي تقدمها الشريعة الاسلامية، على سبيل المثال يعول الزوج أسرته بينما تعمل الزوجة على تنشأت الأطفال و تنعكس هذه الصورة التكاملية على جملة من التشريعات الأخرى نجد من أبرزها تشريعات الميراث المعقدة. يعود إيمان النسويات بنظرية التكامل في الأصل الى قصة الخلق الأولى التي أعادة النسويات الاسلاميات قراءتها باعتبار القصة المتداولة مستنبطة من قراءة ذكورية محضة. فتقول صالح أماني في هذا الصدد أن قصة خلق الجسد الأول (جسد آدم) هي فقط المرحلة الأولى، حيث أن المرحلة الثانية –المسكوت عنها- هي قصة خلق النفس الأولى. و تسند قولها هذا على الآية : « هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ» [https://www.mp3quran.net/ar/mushaf القرآن - سورة الأعراف الآية 189] ومن الدلالات التي ذكرت صالح أماني أنه يمكن استخراجها من نصوص الخلق الأول مثل الآية السابقة، دلالات حول "ميتافيزيقيا النوع" و تشرح قائلة: « من بين هذه الدلالات....علاقات وسمات نوعية للذكر و الأنثى بوصفهما نوعين مثل قوة البعد النفساني عند المرأة و عمقه، في مقابل قوة البعد الحسي و الجسماني عند الرجل». من هنا  تدعو النسويات الاسلاميات الى العدل الذي يعرفنه على أنه المساواة الحسابية القائمة على اختلاف أو تباين الوحدات (النوع) من المنظور الإسلامي[https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf النّسويّة والمنظور الإسلامي آفاق جديدة للمعرفة والإصلاح - [ص16<nowiki>]</nowiki>] . كما يعتبرن الدعوة الى المساواة القائمة على التماثل هي مفهوم غربي مبنية على نزعة إلغاء الفروق بين الرجال و النساء بصفة عامة.
   −
كل هذه التعقيدات تضع النسويات اللاهوتيات أمام العديد من التحديات و العقبات للوصول الى هدفهن المنشود. و لعل من بين أبرز و أهم هذه التحديات محاولة إيجاد تسوية بين المعتقدات الدينية و التزامهن بالدفاع عن المساواة بين الجنسين، حيث تخوض النسويات الإسلاميات تجربة صعبة في خضم سعيهن الى صياغة خطاب خاص يجمع بين جوانب الواقع المعيش و الدين و حقوق الإنسان[ص69]. إضافة الى الانتقادات التي تواجههن من الإسلاميات المحافظات اللاتي يتحفظن على الأفكار النسوية من ناحية و الناشطات النسويات اللاتي لا يثقن في فاعلية التأويلات الدينية في إحداث التغييرات الجذرية المطلوبة<ref>https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf</ref>[ص6] . اضافة الى الانتقادات الموجهة من طرف الفقهاء المسلمين الذين يرون في بعض التأويلات تحريفا للنصوص الدينية.
+
 
 +
كل هذه التعقيدات تضع النسويات اللاهوتيات أمام العديد من التحديات و العقبات للوصول الى هدفهن المنشود. و لعل من بين أبرز و أهم هذه التحديات محاولة إيجاد تسوية بين المعتقدات الدينية و التزامهن بالدفاع عن المساواة بين الجنسين، حيث تخوض النسويات الإسلاميات تجربة صعبة في خضم سعيهن الى صياغة خطاب خاص يجمع بين جوانب الواقع المعيش و الدين و حقوق الإنسان[ص69]. إضافة الى الانتقادات التي تواجههن من الإسلاميات المحافظات اللاتي يتحفظن على الأفكار النسوية من ناحية و الناشطات النسويات اللاتي لا يثقن في فاعلية التأويلات الدينية في إحداث التغييرات الجذرية المطلوبة<ref>https://www.wmf.org.eg/wp-content/uploads/2015/04/Final-Arabic.pdf</ref>[ص6] . اضافة الى الانتقادات الموجهة من طرف الفقهاء المسلمين الذين يرون في بعض التأويلات تحريفا للنصوص الدينية، حيث أن للمؤسسات الدينية قبضة من حديد تؤثر على المجتمع ككل فتعيق سعي النسويات الاسلاميات الى تحقيق أهدافهن.
 +
 
 +
بالرغم من المجهودات الجبارة التي تقوم بها اللاهوتيات النسويات الاسلاميات الا أنه يمكــن أن نقول أن ما يعتبر اليوم نســوية إسلامية لا يعــدو أن يكــون شــذرات متفرقــة وجهــودا مشــتتة مقارنــة بما وصلت إليه غيرهن من النسويات. ولابد أن الأمر يعود الى عدة أسباب نذكر منها التباين الواضح بين آراءهن حول فهم ما تريده و تحتاجه النساء العربيات أو ما يشكل العوائق و التحديات الحائلة دون تلبية تلك الحاجات، بحيث أن بعض الناشطات يدركن أهمية توجيه الاهتمام نحو مشكلات النساء بشكل خاص، في حبن أن أخريات يرفضن فكرة أن النساء يواجهن في مجتمعاتهن مشاكل خاصة يجب التعامل معها بشكل منفصل إذ يؤكدن على أن المشكلات الرئيسية التي تواجهها النساء هي مشكلات عامة تواجه النساء و الرجال على حد سواء مثل الفقر و الجهل و الظلم [ص44].
 +
نلاحظ كذلك قصورا منهجيا في توجههن، حيث تتوجس العديد من النسويات الاسلاميات من كل ما يعتبرنه غربيا في محاولة للحفاظ على جوهر الثقافة الاسلامية فيعتقدن اعتقادا راسخا أن القضايــا المتعلقــة بوضــع النســاء يجــب أن تنبنــي علــى حلــول مقبولــة محليــا وبالتالي فهنّ مقيدات بالنظر الى المفاهيم من زاوية تتيح لهن تشريع المفهوم في المرجعية الدينية دون دراسته في ذاته. فيظهر الأمر جليا عند الحديث عن مصطلح [[جندر]] مثلا، فبينما يُعرّف هذا الأخير على أنه بناء قائم على الفروقات الاجتماعية و الثقافية، تعتبره بعض النسويات الاسلاميات فكرة مبنية على الحتمية البيولوجية و لهذا نجدهن يدعون لمجرد التكامل بين الرجال و النساء[ص45].
    
===النسوية المسيحية===
 
===النسوية المسيحية===
67

تعديل

قائمة التصفح