تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
سطر 57: سطر 57:     
وتطرح الكاتبة بعض الأسئلة المهمة برأيها تتحدّى هذا الطرح السيميائي للكتابة والذات الكاتبة أيًا كان نوعها؛ فتشير إلى أن الذات التي تكتب أكثر تعقيدًا من الشخصيات المسطحة المباشرة العاقلة، وتتساءل إن كانت هناك علاقات مختلفة عن ثنائية الرجل المعارض موضع الشوق والرجل المساعد الصديق، وأخيرًا تسأل إن كانت الكتابة إثباتًا للهوية أم بحثًا عنها وتجريبًا لمحنة الافتقار لها، "فالذات الكاتبة ليست ممتلئة، عارفة بنفسها، ممتلكة لزمام أمرها، وإلا فلماذا تكتب؟" (صفحة 53). ثم تسير إلى طرح أن الاختلاف أهم من المختلفين، وأنه من المطلوب التخلي عن هذه الثنائيات والنظر إلى جوهر الموضوع وهو الإنتاج الأدبي والكتابي. كما أن الشعر والكتابة يأتيان من النقص والافتقار، وقد كان أهم شعراء العرب يلجأوون للخلوة والترحال والصحراء والليل، بكل ما فيهم من حساسية وهشاشة أحيانًا، لاستلهام أفكارهم إذا ما انسد باب الشعر.
 
وتطرح الكاتبة بعض الأسئلة المهمة برأيها تتحدّى هذا الطرح السيميائي للكتابة والذات الكاتبة أيًا كان نوعها؛ فتشير إلى أن الذات التي تكتب أكثر تعقيدًا من الشخصيات المسطحة المباشرة العاقلة، وتتساءل إن كانت هناك علاقات مختلفة عن ثنائية الرجل المعارض موضع الشوق والرجل المساعد الصديق، وأخيرًا تسأل إن كانت الكتابة إثباتًا للهوية أم بحثًا عنها وتجريبًا لمحنة الافتقار لها، "فالذات الكاتبة ليست ممتلئة، عارفة بنفسها، ممتلكة لزمام أمرها، وإلا فلماذا تكتب؟" (صفحة 53). ثم تسير إلى طرح أن الاختلاف أهم من المختلفين، وأنه من المطلوب التخلي عن هذه الثنائيات والنظر إلى جوهر الموضوع وهو الإنتاج الأدبي والكتابي. كما أن الشعر والكتابة يأتيان من النقص والافتقار، وقد كان أهم شعراء العرب يلجأوون للخلوة والترحال والصحراء والليل، بكل ما فيهم من حساسية وهشاشة أحيانًا، لاستلهام أفكارهم إذا ما انسد باب الشعر.
 +
    
وبنهاية المقال، تصل الكاتبة إلى فكرة الأندروجين التي يحملها عنوان الفصل، فتتحدث عن أن الكتابة تأتي من خواء ومن انشطار أيضًا، وأنه إذا كان هناك أصل للإنسان فهو ليس ذكرًا أو أنثى بس انشطار الإنسان إلى ذكر وأنثى، ما يشبه الصورة الأسطورية المتمثلة في الأندروجين والتي وردت في خطاب أريستوفان في المأدبة، وتتحدث عن كائنات الأندروجين مزدوجة الجنس والتي شطرها الإله زوس عقابًا لها لتطاولها على الآلهة، ولقوتها الكبيرة وقدرتها على الحركة. وبعد هذا الانشطار أصبح كل قسم يبحث عن قسمه الآخر ليتحد به. وهنا تطبق الكاتبة نفس البحث في الكتابة ولو يمكن أن لا نشطر الذات إلى الكاتب وما يكتبه خارجه، بل أن يكون في الداخل، أي هناك قسمين داخل الذات، أو انقسام متواصل، وعدد لا يحصى من القسماء.  
 
وبنهاية المقال، تصل الكاتبة إلى فكرة الأندروجين التي يحملها عنوان الفصل، فتتحدث عن أن الكتابة تأتي من خواء ومن انشطار أيضًا، وأنه إذا كان هناك أصل للإنسان فهو ليس ذكرًا أو أنثى بس انشطار الإنسان إلى ذكر وأنثى، ما يشبه الصورة الأسطورية المتمثلة في الأندروجين والتي وردت في خطاب أريستوفان في المأدبة، وتتحدث عن كائنات الأندروجين مزدوجة الجنس والتي شطرها الإله زوس عقابًا لها لتطاولها على الآلهة، ولقوتها الكبيرة وقدرتها على الحركة. وبعد هذا الانشطار أصبح كل قسم يبحث عن قسمه الآخر ليتحد به. وهنا تطبق الكاتبة نفس البحث في الكتابة ولو يمكن أن لا نشطر الذات إلى الكاتب وما يكتبه خارجه، بل أن يكون في الداخل، أي هناك قسمين داخل الذات، أو انقسام متواصل، وعدد لا يحصى من القسماء.  
 +
    
وتختم الكاتبة: "ما تعتل به الكتابة، هو ما تعتل به الحرية: أي الامتلاء والاكتمال، ونبذ الشوق والافتقار، وتشيؤ المطلوب وغلقه عمّا يأت بعد، فالامتلاء تخمة وانسداد كما في صور الشعراء الجارين وراء الشعر. لا بد للمتلئ من حركة شوقية تدفعه إلى دق باب الممكن لينفتح باب الغيري واللامتوقع: باب الكتابة والحرية" (صفحة 56).
 
وتختم الكاتبة: "ما تعتل به الكتابة، هو ما تعتل به الحرية: أي الامتلاء والاكتمال، ونبذ الشوق والافتقار، وتشيؤ المطلوب وغلقه عمّا يأت بعد، فالامتلاء تخمة وانسداد كما في صور الشعراء الجارين وراء الشعر. لا بد للمتلئ من حركة شوقية تدفعه إلى دق باب الممكن لينفتح باب الغيري واللامتوقع: باب الكتابة والحرية" (صفحة 56).
1٬327

تعديل

قائمة التصفح