وثيقة:اجتماع الصباح:مناقشة أغنية "سالمونيلا" ودلالاتها
محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.
تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.
تأليف | ياسمين الرفاعي و لينا عطالله و أسامة يوسف و أحمد وائل |
---|---|
تحرير | غير معيّن |
المصدر | مدى مصر |
اللغة | العربية |
تاريخ النشر | |
مسار الاسترجاع | https://madamasr.com/ar/2020/01/06/feature/سياسة/الإثنين-6-يناير-الرئيس-يجتمع-بهيكل-ونا/?fbclid=IwAR0P2SBZb4gHICJk_saJVotDO6uvbtoyq6Vc-vf1twvRi2xOvxds0Gy5_pU
|
تاريخ الاسترجاع | |
نسخة أرشيفية | http://archive.is/g32X0
|
قد توجد وثائق أخرى مصدرها مدى مصر
خلال اجتماع النشرة الصباحي سألت ياسمين الرفاعي إذا كنّا سنناقش أغنية «سالمونيلا»[1]، وهو ما فتح نفاشًا داخل غرفة الأخبار، وقررنا أن نشارككم بعضًا مما طرحناه:
ياسمين الرفاعي:
حابة افكر إحنا إزاي ممكن نشتبك مع القصة دي، وأصلًا في قصة تانية اللي هي أن كل ما الدنيا بتقوم قومة زي دي بنحس أن النقاش كله بيحصل على السوشيال ميديا، وبنحس أنه ما فيش كلام فاضل يتقال. والمشكلة أن السوشِال ميديا الكلام اللي عليها بيختفي ومابنقدرش نرجعله. أنا مهتمة بنقطة الأداء في السخرية، وأن الفيديو اللي المخرج بيدعي أنه بيتريق على الرجالة المتحرشين أو اللي مش بيعرفوا يقبَلوا الرفض، لكنه بيستخدم كل اللغة والأساليب بتاعة الأنظمة أو الثقافات الذكورية أو المتحرشين من غير ما يدي الجمهور، في أي لحظة أي سبب أنه يضحك على شخصية «الراجل».
لينا عطاالله:
في رأيي المتواضع إحدى آليات الكوميديا الأكثر سيادة هي تلك التي تعتمد على تكبير الواقع والمبالغة فيه بشكل يفتح باب مُسائلته. أوافق ياسمين أن الإشكالي في الأغنية هو أنها في الواقع.. لا يُبالغ. يُشبه الواقع بشكل جم، بشكلٍ مُغلقٍ. يمثّل الواقع بفداحته ووقاحته. ربما سهّل ذلك عند البعض، غالبًا منهم مَن يتبادل نفس المشاعر العدائية تجاه الرفض لأن المفترض أن الرفض هو عدو الرجولة، تلقى هؤلاء العمل بمنطق الاحتفاء بالواقع من خلال إعادة عرضه.
النقاشات حول شخص تميم وما يبدو من مواقف شائكة ومربكة من مسألة رجولته وعلاقات القوة المركبة المرتبطة بذلك، جعلتني أتساءل عن موقفنا من فكرة موت المؤلف وإلى أي مدى استخدام شخصه في نقد عمله، بقدر ما هو دال ومهم بقدر ما يخلق حالة من تأليهه، من تعظيمه. يعجبني في فكرة «موت المؤلف» تحرير العمل من فكرة المعنى الكامن داخله وفتحه لحياته الأخرى اللحظة التي تلقيناه فيها. هنا ننقد العمل من موقع تجاربنا وحيواتنا وواقعنا. في رأيي، إذا كنّا نبحث عن نقد لاذع لإشكاليات هذه الأغنية ربما يكون هذا النقد أكثر عمقًا ومعنىً إذا تحرّر من شخص تميم، لأن في الحقيقة تميم مش مهم وعلى رأي بارت يجب أن تكون فدية ميلاد القارئ/ىة /المتلقي/ىة هي موت المؤلف.
أسامة يوسف:
شاهدتُ كليب تميم فور صدوره، أراني إياه صديق لي، وانطباعي الأول كان أن «دمه خفيف»، رأيتُ بوضوح أن نكتة تميم تستهدف الرجال؛ الشاب الرومانسي الذي تتسع عيناه غضبًا ويسيل الدم من أنفه ويتحول وجهه للون الأحمر فور تعرضه للرفض، يغوص مجددًا في أحلامه الرومانسية التي تتجلى في «غناء عسيلي في فرحهم»، لكنه يعود ليتحول لطفل شديد السخافة «البيتزا.. هقطعها.. هحدفها.. على عسيلي.. بيتزايتي.. وأنت مالك؟»، يرقص تميم ومن حوله ما يبدو أنهم مراهقين في إعدادي أو ثانوي، هدف النكتة كان واضحًا تمامًا بالنسبة لي دون الحاجة إلى فيديوهات من صانعها يوضح فيها مقصده. لكن هل فهمها كل المتلقين مثلما فهمتها أنا، أو كما أراد لهم تميم أن يفهمونها؟ في اليومين التاليين شاهدت سيلًا من الـ«كوميكس» المخيفة الذي جعلني أفكر في السؤال الأخير، من بينها مثلًا صورة عادل إمام وهو يضرب عايدة رياض في فيلم «اللعب مع الكبار» مكتوب عليها: «عشان تبقي تقولي لأ»، إن كان تميم صادقًا في «رسالته»، فأعتقد أن هذا الفشل يقع على عاتقه هو، وهو الفشل الذي يجب أن يحرّك نقاشًا حول أسبابه وحول صناعة «النكت» والمستهدفين منها وسياقات استخدامها دون أن نتحوّل جميعًا ل «شرطة البوليتكال كوريكتنس» أو لجيش مرعب من استنساخات محمد صبحي.
ياسمين الرفاعي:
أنا لو كنتُ شُفت الفيديو من غير ما أعرف إن فيه خناقة حوليه ما كانش حيخطر على بالي خالص إني بتفرج على مادة سخرية أو نكتة، كنتُ هشوفه زي أي إنتاج تاني من المنتجات اللي بتأيّد، أو بتطبّع العنف والإهانة. المشكلة بالنسبة لي مش في نية المخرج، المشكلة في الأداء وفي أن الجمهور مش عبارة عن غرفة مليانة ناس واعيين أو شباب زي أسامة أصلًا عندهم فهم ولغة يفكرو بيها عن التحرش أو التراضي. مش المفروض نضطر نقول إن النكتة نكتة.. ده معناه إن النكتة فاشلة.
أحمد وائل:
يُقال عادةً حينما نربّي أطفالنا الذكور في إطار حثهم على فعل أمر لا يرغبونه «عيب، أنت راجل»، وهو أمر سيء مثل الكثير من الأمور الشائعة، لأن الأطفال ليسوا رجالًا، هذا أولًا، أما ثانيًا أن الطفل لا ينبغي أن يقلد الكبير وخلاص، فنحن حينما نشجع أطفالنا على أن يكونوا رجالًا لا ننتبه لكل ما يرتبط بممارسات الرجال في مجتمعنا، ربما علينا أن نفكر في مصطلح أدق «كونوا رجالًا لكن لا تفعلوا كذا» أنك ذكر لكن لا تفعل مثل المتحرش، أو الذي لا يقبّل الرفض، أو الذي يمارس العنف، أو من يفعل مثل تميم.. [القائمة ستطول بالمناسبة مع الوقت]. أفكر في ذلك ونحن نناقش مهرجان الذكورة الذي أحيّاه تميم يونس في أغنيته الأحدث. المشكلة بالنسبة لي أن هذا العمل يعمّد إلى تغييب أي تمثيل للمرأة، بل هي مخاطب مستبعد تمامًا، أو طرف في شجار مصطنع، يدور في ذهن الذكور فقط المستهدفين من الأغنية. المرأة مدانة من جانب مجتمع الأغنية، حضورها يأتي في إطار حكاية يدعمها ذكور من جميع الأعمار؛ من طور المراهقة حتى الكهولة. كأنها مظاهرة رمزية للذكور، ضد سيدة لا نعرفها، ولا نعرف ماذا جنت إلا أنها قالت «لأ». هكذا نحن أمام جماعة من المقلدين أو للدقة داعمين، لأن ما يفعله تميم هو تطبيع لمنطق مرذول في بدايات التعارف بين الجنسين، والذي صار مُدانًا كفعل يُوصم بالتحرش، كما تحشد الأغنية في إطار تطبيع منطق عدم قبول «لأ». ربما علينا أن نتذكر نصيحة طرحتها نساء بأن «لأ يعني لأ»، التي جاءت ردًا على الثقافة السائدة بأن رفض السيدات أو تمنعهن ليس إلا دليلًا على الرغبة. بخلاف كل ما تقدّمه لنا الأغنية من دعم وتطبيع لهذا النموذج، فإن الإدانة لهذا النموذج لا تتمثل إلا في الوصف الملحق به على يوتيوب: «لكل رجل مقموص بتظهر حقيقته لما يترفض». وهذا ليس كافيًا بالتأكيد.
مصادر
- ↑ نُشرت «سالمونيلا» على قناة تميم يونس على اليوتيوب يوم 1 يناير، وتجاوزت مشاهداتها إلى الآن 5.5 مليون، وهي من إنتاج شركة «BigFoot» التي أنتجت من قبل أغنية تميم السابقة «أنت أي كلام»، كما أنتجت العديد من الإعلانات الشهيرة لشركاتٍ كبيرة في السوق المصري، مثل بيبسي وفودافون وأورانج واتصالات. قدم تميم برنامج ساخر على قناته على يوتيوب اسمه «رسيني»، كسرت معظم حلقاته حاجز الـ 300 ألف مشاهدة، ووصلت إحداها لأكثر من مليون.