وثيقة:بيان حراك طالعات حول وفاة سارة حجازي

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

Circle-icons-document.svg
بيان
تأليف طالعات
تحرير غير معيّن
المصدر طالعات
اللغة العربية
تاريخ النشر 2020-06-16
مسار الاسترجاع خسرنا سارة، كما نخسر المزيد من النساء
تاريخ الاسترجاع 2020-06-16



قد توجد وثائق أخرى مصدرها طالعات




"إلى العالم، كنتَ قاسيًا إلى حدٍّ عظيم! ولكنّي أسامح"

هكذا ختمت سارة حجازي رسالتها الأخيرة، بعد أن أنهت حياتها، مودّعةً أصدقاءها وعائلتها وتاركةً خلفها ذكرياتٍ بشعة من قمع النظام المصري لها وهشاشة حصانتها الاجتماعية وانعدام ممكنات الأمان في حياتها.

سارة حجازي هي ناشطةٌ نسويّةٌ كويريّة يساريّة مصريّة، شاركت بتأسيس حزب العيش والحرية وكانت شريكةً في النضال الكويريّ في مصر. غادرتنا سارة يوم الأحد، تاركة وراءها أثر طيبتها وشجاعتها ودعمها اللامتناهي.

في تشرين الأول عام 2017، قبضت السلطات المصريّة على سارة، بعد رفع علم "قوس قزح" في حفلةٍ موسيقيةٍ في القاهرة ل "مشروع ليلى" في أيلول من العام ذاته، لتمضي نحو ثلاثة أشهرٍ في السجون المصرية، عانت خلالها فظائع التعذيب والترهيب. لم تتوقّف الآثار النفسية والجسدية التي تركها السجن عند الإفراج عنها في كانون الثاني 2018، بل رافقتها هذه الندبات منذ لحظة الاعتقال وحتى آخر يومٍ في حياتها، إلى الحدّ الذي اضطرّت فيه للهجرة إلى كندا حفاظًا على سلامتها الجسديّة والعيش في منفى وغربة تقاومها حتّى النهاية.

خسرنا سارة، كما نخسر المزيد من النساء. إنّ المجرم الرئيسيّ في موتها هو النظام المصري الوحشيّ والمنظومة الأبويّة القمعيّة الشريكة في جرائمه، هذا النظام الذي يواصل تنفيذ عمليات الاغتيال الجسدية والنفسية للحراكات المجتمعيّة السياسيّة ولأيّ محاولةٍ تسعى لانتزاع العدالة والحرية.

لننظر حولنا من جديد، أيضًا في فلسطين تعاني المثليات\ون والكويريات\ون واقعًا ظالمًا، في ظلّ ممارسات السلطة الفلسطينية القمعيّة وملاحقتها أفرادًا وتنظيماتٍ كويريةً مثليةً، أو تدعم التنوّع الجنسيّ والجندريّ، إلى جانب الاستغلال والعنف الذي يمارسه الاستعمار الاسرائيلي على الأجساد الفلسطينية المثلية والكويرية. فتؤكّد جهاتٌ رسميّةٌ في السلطة الفلسطينية على أنّ الأفراد ذوي التنوّع الجنسيّ والجندريّ يشكّلون النسبة الأعلى من حالات الانتحار. ونسأل بعضنا البعض هنا، كم من الأرواح علينا أن نفقدَ حتّى يعيش أفراد مجتمعاتنا أحرارًا؟

وفي الوقت التي ينعى العالم فيه سارة بأريحيّة، نُرسل تعازينا لمن هم/نّ بيننا، وممّن لا يملكون/يملِكن رفاهية كتابة تعزيةٍ علنيةٍ أو التعبير عن حزنٍ أو إعلان تضامنٍ علنيّ لقضايا التعدّدية الجنسية والجندرية.. قلوبنا معكم/ن.

كلّ القوّة والصمود لمن اخترن/اختاروا التعبير والوقوف في وجه النظام الأبوي والذكوريّ، ومن لا يزالون يدفعون ثمن حريتهم وحرياتنا معهم. كما نرسل أشواقنا لمن تركونا جسدًا، ونقدّم وعودنا بالمضيّ قدمًا من أجلهن/م.

تعازينا إلى شابات وشباب مصر، وإلى أحرار الوطن والمقهورات والمقهورين في هذا العالم. إنّ ما حصل لسارة، وغيرها من الناشطين/ات وطالبي الحرية والعدالة، يزيدنا قوّةً وإصرارًا على تغيير هذا الواقع ومقاومة الاستعمار ومواجهة الأنظمة القمعية والاستغلالية حتّى النفس الأخير.