وثيقة:عن مسيرتنا النسوية

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

نحو وعي نسوي.jpg
تدوينة
تأليف مليكة محمد الأمين
تحرير غير معيّن
المصدر نحو وعي نسوي
اللغة العربية
تاريخ النشر 2019-11-27
مسار الاسترجاع https://feministconsciousnessrevolution.wordpress.com/2019/11/27/عن-مسيرتنا-النسوية/
تاريخ الاسترجاع 2020-07-05
نسخة أرشيفية http://archive.vn/DKWBS



قد توجد وثائق أخرى مصدرها نحو وعي نسوي



قررت الدولة الموريتانية بعد سنوات من الصمت المطبق حول ما يحدث من جرائم قتل واغتصاب واعتداءات جنسية وتعنيف والتلاعب بحيوات النساء أن تنظم نشاطا مخلدا للأيام 16 لمحاربة العنف ضد النساء يوم الإثنين الماضي الخامس والعشرون من نوفمبر، وقررنا كنسويات ونسويين من مختلف الانتماءات التنظيمية الخروج في نشاط موازي لإسماع مطالبنا والتذكير بكل الجرائم التي حدثت منذ سنوات ومازالت تحدث مع غياب تام لأي إرادة حقيقية في فرض تشريعات تجرمها.

لم يكن خروجنا من أجل التذكير بأن نساء هذا البلد يعشن في رعب يومي وجرائم لا تنتهي، وأن حق كل الناجيات واللواتي لم يستطعن النجاة في العدالة لا يسقط بالتقادم فقط، رغم أن هذا هو مركز احتجاجنا ونضالاتنا بالأمس واليوم، ولكنه أيضا يعد خروجا لإحراج الدولة الموريتانية التي تتظاهر ضد نفسها وتُبين بسخرية أن النظام يتخبط في الإستهتار والأبوية التي “تقتل القتيلة وتمشي في جنازتها”.

فجميعنا كنساء نعرف أن السبب في تواصل جرائم الإعتداء الجنسي والعنف والقتل ضدنا وضد الأطفال هو بسبب أن المؤسسات الرسمية تتعامل معنا بالنظرة الأبوية نفسها التي يعاملنا بها الجناة، موضوعات للتشيء والتحكم وجدت من أجل أن تلبي رغما عنها أكثر الرغبات فظاعة حتى وإن كانت لحظات وحشية للقتلة والمغتصبين.

كما نعلم أن المماطلة في سن قوانين واضحة وصريحة تجرم كافة أنواع العنف الممارسة ضد المرأة، وتوفير رعاية صحية ونفسية لائقة للناجيات من هكذا جرائم، تأتي أساسا من كون بنية الدولة والقضاء تتأسس على فكرة أن النساء مشاركات في الجرائم التي تحصل لهن، لذلك تعتقل من تبلغ عن جريمة اغتصاب أو تترك للهامش مثل تلك التي لم يؤخذ تبليغها عن العنف الأسري بجدية لأنه “والدها، أو أخوها، أو زوجها” يعني أن من حقهم تأديبها. ستركن قضيتها في مكان قصي للنسيان مثل تلك الناجية من الإستعباد التي خرجت من عبودية عرقية لتواجه عبودية جندرية وعنصرية عرقية ودولة تعامل مثيلاتها بإضطهاد مزدوج. ستتعايش مع الألم مثل مئات النساء اللائي كن ضحايا لجرائم الختان حتى تعودن على أن الألم جزءُُ من حياتهن اليومية والليلية في أسرة رجال لا يشعرون بالمتعة إلا إذا فقدتها النساء.

ثم ستتوارى خلف الرجال ليقرروا مجددا عدم استحقاقها لا للعدالة ولا للحقوق مثل المئات من فتيات هذا البلد المحرومات من التعليم لأن الأسرة ورجال الدين قد قرروا بالفعل أن مكانها وراء رجل تجعله عظيما بينما تعيش هي دائما في حلقة من التهميش والإضطهاد والعنف والنسيان.

أردنا في ذلك اليوم أيضا بعد تذكير الدولة بتورطها في ما تدعي مناهضته، التأكيد على تمسكنا بمطالبنا في المساواة التامة ودون تحفظ أو مساومة، وضرورة مراجعة مدونة الأحوال الشخصية والقانون الجنائي، وتمسكنا بأن تنال نساء هذا الوطن حقهن التام في العيش والحرية والكرامة وأن لا يدفعن ثمن الحياة هنا فقط لأنهن نساء.

في نهاية اليوم وليس النضال كان المشهد الختامي جميل لدرجة تبعث على الأمل فأثناء احتجاجنا أمام مسيرة النظام التحقت بنا نساء باللون البرتقالي من نفس المسيرة ورددن معنا الشعارات، كان مشهدا مبهجا وأكد لنا بأن وجودنا المسروق من النظام الأبوي لن يستمر وأننا كنساء مهما وضعنا أمام بعضنا سنجد دائما الطريق للتضامن، حتى وإن كان بعضنا بوعي أقل ولكن السائد كان الكثير من الحب والتضامن النسوي العابر للانتماءات السياسية والعرقية.