وثيقة:من لبنان للجزائر اليوم العالمي للمرأة للنضال وليس للاحتفال
محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.
تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.
تأليف | سعاد اسويلم |
---|---|
تحرير | غير معيّن |
المصدر | نحو وعي نسوي |
اللغة | العربية |
تاريخ النشر | |
مسار الاسترجاع | https://feministconsciousnessrevolution.wordpress.com/2020/03/06/من-لبنان-للجزائر،-اليوم-العالمي-للمرأ/
|
تاريخ الاسترجاع | |
نسخة أرشيفية | http://archive.vn/vTVlM
|
قد توجد وثائق أخرى مصدرها نحو وعي نسوي
تعود الجذور التاريخية لليوم العالمي للمرأة، للنضال النسوي الذي رفعته العاملات ضد الاستغلال الوحشي للرأسمالية للأيدي العاملة النسائية، حيث فجر هذا النضال أساليب مقاومة متنوعة تركزت في الإضراب الشامل والتظاهرات والاحتجاجات، ثم بناء الحركة النسوية كحركة سياسية وفكرية تهدف لتفكيك المنظومة الأبوية والرأسمالية وبناء نظام حر وعادل. ولأن النضال ضد أنظمة القهر يبدأ من مظهر معين لكنه سرعان ما يأخذ طابع شامل يمس كل بنيات الاضطهاد والاستغلال، فقد وحدت النضالات النسوية عبر التاريخ بين أوجه العنف المختلفة التي تعيشها النساء والمضطهدين/ات جندريا، تحت حكم الأنظمة القمعية والطبقية والعنصرية.
ورغم جذرية هذا النضال وتراكمية نتائجه التي استطاعت أن تنتزع بعض الحقوق، لكن النظام القائم لايزال يسيطر بعنف ويبسط هيمنته ويشن الهجوم على المكتسبات النضالية بسحق أشكال المقاومة أو تمييعها أو قطع الطريق أمامها بخطاب مضاد يناسب مصالحه. وهذا ما حدث مع اليوم العالمي للمرأة حيث عملت المنظومة الأبوية مدعومة من الرأسمالية على امتصاص الغضب وقطع الطريق أمام الخطاب النسوي الجذري وذلك بتحويل هذا اليوم لسوق رمزي قائم على سلع خطابية تحتفل بالمرأة، لكن أي امرأة؟
من خلال تحويل الأنظار عن الاحتجاجات والنضالات النسوية ضد القهر والاضطهاد قامت هذه المنظومات بخلق نموذج للمرأة يوافق مصالحها، وهو الاحتفال بالمرأة وفق الوجود البيولوجي والروابط الأسرية (أم-أخت-زوجة) وليس ككائن مستقل، الاحتفال بنساء الطبقة والامتيازات ممن استطعن الوصول لأماكن في هذه المنظومة. بدون وجود أي حديث عن العنف اليومي الذي يأخذ أوجه طبقية وعرقية وجنسية العنف الذي يطبع حياة الأم والأخت والزوجة والعاملة والطالبة واللاجئة والعابرة… لا يوجد حديث عن الوصاية والتمييز وكيف تساهم هذه المنظومة التي تحتفل بالمرأة وتكرمها بالورد والحلوى، باضطهادها وتكريس العنف ضدها. لهذا كلما حاول النظام الأبوي مدعوما من الرأسمالية والأنظمة الأبوية الحاكمة تمييع هذا اليوم النضالي وسرقته تبرز مقاومة نسوية للتأكيد مجددا على أننا سنواصل مسيرتنا، ما لم نتحرر من كل اضطهاد أبوي، ورأسمالي واستعماري. النسوية هي طريقتنا في العيش والشوارع هي فضائنا للمطالبة بحقوقنا.
8 مارس ليس عيدا بل اليوم العالمي لحقوقنا
في الثامن من مارس تعتزم المقاومة النسوية في لبنان والجزائر تنظيم نضال احتجاجي ضد الأبوية وكافة أنظمة القمع، وذلك من خلال مسيرات نسوية تحمل شعارات جذرية، وتؤكد على أن القضية النسوية لا يمكن إقصاؤها من الثورة وأنه لا يمكن مواجهة عنف الأنظمة العسكرية والقمعية دون أن تكون قضية المرأة محورا لهذا الصراع.
كما وأطلقت ناشطات نسويات في الجزائر، حملة ” 8 مارس ليس عيد بل اليوم العالمي لحقوقنا”، وذلك على مواقع التواصل الاجتماعي. تواصلنا مع إحدى منظمات الحملة الناشطة النسوية “لودميلة عكاش” التي قالت في تصريحها “لنحو وعي نسوي” بأن الحملة أطلقتها ناشطات من مجموعة “بنات الحورية” بتنسيق مع بقية المنظمات والمجموعات النسوية في الجزائر بعد أن لاحظن بأن اليوم العالمي لحقوق المرأة أصبح يوما “للرقص والاحتفال”، وتم تفريغه من محتواه السياسي كيوم للنضال، وهذا أثر على وعي النساء أنفسهن وتوضح بأنه ” تم تزييف وعي النساء حول هذا اليوم وأصبحن يذهبن للرقص والاحتفال والغناء عوضا أن يكن في الشوارع والاحتجاجات”.
وتضيف لودميلة “أن هدف الحملة التي أطلقتها النسوية الجزائرية هي القول بأنه لا يمكن الاحتفال بيوم المرأة العالمي والنساء يعانين من الاضطهاد والتهميش والعنف، وتوجيه رسالة للنساء من خلال المقاطع المصورة للحملة، بأن المرأة في الجزائر هي مواطنة من الدرجة الثانية تتعرض للاحتقار الاجتماعي والقانوني والسياسي، مثل قانون الأسرة الذي يحتقر المرأة ويحرمها من حقوقها. كما تتعرض للاعتداء الجنسي في البيت والشارع والمؤسسات، وتتعرض للقتل على يد العائلة والزوج وحتى الغرباء. ولعنف اقتصادي يتمثل في الطبقية واستغلال الايدي العاملة النسائية في المؤسسات والبيوت بأجر زهيد وبدون أجر وبعنف مضاعف. كما أن العنف الذكوري السائد عبر الثقافة الذكورية يؤسس للتبعية والاضطهاد”.
وبينت أن الهدف الأساسي من الحملة هو توحيد الجهود النسوية لمناهضة العنف والتمييز الذكوري وعدم تأجيل قضايا المرأة وإقصائها من الحراك الثوري. وعلقت لودميلة بأن “الحراك النسوي الجزائري دائما ماتعرض للتشويه من المنظومة الأبوية والشيطنة ووصفه بأنه تحركه أيادي خارجية وأن الناشطات فيه لسن جزائريات. لكن بعد إطلاق الحملة وصلت مشاركات من مختلف مناطق الجزائر حتى من المناطق المهمشة والتي لا يسمع صوتها عادةً، وهذا بين أن الحراك النسوي الجديد ليس متمركزا في الجزائر العاصمة فقط، بل انتقل لجميع مدن وأرياف الجزائر لأن النساء في كل مكان منها يعشن الظلم والاضطهاد وأصبحن في وضعية لا تحتمل السكوت”.
واعتبرت لودميلة أنه “لا توجد إرادة سياسية حقيقية لترسيخ حقوق المرأة وحريتها، وأن مواد الدستور التي تضمن الحرية والمساواة بين جميع المواطنين/ات غير معمول بها. لذلك تعتبر هذه الحملة النسوية انتفاضة سياسية وحقوقية واجتماعية لرفض التمييز وللنضال من أجل الحقوق وضد الذكورية في المجتمع والقانون والمؤسسات، وضد الطبقية والعنصرية ومن أجل استعادة اليوم النضالي للمرأة ووضعه في سياقه السياسي الصحيح”.
مشي معانا
تنطلق من بيروت التظاهرات النسوية هذه السنة لتأكيد استمرارية الثورة النسوية ضد كافة أنواع القهر والاستغلال الطبقي والجندري والعرقي. تحت شعار “امشي معانا” تدعو التحالفات النسوية والثورية في لبنان النساء وكل من اضطهدهن/م النظام الأبوي للخروج للاحتجاج ضد عنف النظام الاقتصادي الذي يحرم الشعب من أبسط الحقوق ويسرق عرق النساء في العمل المأجور ويمنع رواتبهن، ويهمش عملهن غير المأجور في المنازل. ضد نظام الكفالة وشروط التمييز الأبوية تجاه اللاجئات والعابرات والمُعاقات. وضد العنف البيئي الذي دمر الموارد الطبيعية وخصخصها. هو احتجاج أيضا على الاعتداء الجنسي والعنف والتواطؤ المؤسسي ضد الناجيات وحرمانهن من العدالة. احتجاج على العنف الأبوي الذي يفرض على النساء الأمومة ثم يمنعهن من أبسط حقوقها كالحضانة وتمرير الجنسية ويحكم عليهن بقوانين دينية تعطي كامل الامتيازات للرجال مقابل تهميش تام لحقوقهن. هي صرخة ضد عنف الوصاية على الأجساد والتحكم بخيارات النساء والقابعين/ات تحت سلطة الأبوية. ولأنه نضال قديم تراكمي ومستمر فإن مسيرة الثامن من مارس في بيروت هي مسيرتنا جميعا للقول بأنه لا حرية والنظام الأبوي الطبقي والطائفي لايزال قائما.
نساء يقاومن رغم عسكرة البيوت والشوارع
رغم أهمية الشوارع كفضاء عمومي تُبرز القدرة السياسية للحراك النسوي على مواجهة الهيمنة الأبوية، إلا أن المقاومة النسوية ابتكرت أنواع متعددة لمواجهة عنف الأبوية من خلال ربط المجال العام بالمجال الخاص، واستحداث طرق جديدة لربط النضالات بظروف وسياقات النساء المحاصرات داخل البيوت وتحت الحصار العسكري للاحتلال والاستبداد.
حيث أظهرت الموجة الرقمية للنسوية التي عرفت ازدهارا في نضالات النسوية السعودية والنساء المفروض عليهن أن يبقين في البيوت أو لا يستطعن الخروج بسبب العسكرة، أن النضالات النسوية لديها الإمكانية لتصعيد المواجهة ونقلها لأماكن صراع متنوعة، وتوحيد النساء المنفصلات بين الجدران وعبر المحيطات، والقارات كما الحدود وأسوار الأسلاك الشائكة والجدران، لرفع شعار أننا داخل البيوت وفي الشوارع “التضامن وسيلتنا للمقاومة” . كاسرات الحدود الإنعزالية المحلية والرمزية.
هذه النضالات المتنوعة الأساليب خلف شاشات الهواتف وفي ساحات الاعتصامات تظهر الإمكانات السياسية الضخمة للعمل النسوي وترسل رسالة قوية أن النضال النسوي مستمر كل يوم في فضح انتهاكات الأبوية وكشف الواقع العنيف الذي فرض علينا بسبب تظافر الأبوية والرأسمالية والعنصرية والاستبداد ضدنا والمتمثل في:
عنف السوق الرأسمالية القائم على استغلال الأيدي العاملة النسائية بأجور هزيلة.
عنف الاعتداء الجنسي داخل بيئة العمل والمخاطر وغياب شروط السلامة.
عنف السياسات القاتلة التي تسحق النساء اقتصاديا وترسخ الفقر المؤنث.
عنف تهميش وإنكار العمل المنزلي الغير مأجور.
عنف سياق النظام العالمي المتسم بتفاقم الهيمنة الاقتصادية، والاجتماعية والسياسية التي تخلق القمع واللاعدالة والإقصاء.
العنف الذكوري المتجذر في المجال العام والخاص المترجم في الاعتداءات الجنسية من تحرش واغتصاب والعنف الأسري والزوجي والزواج القسري.
عنف التحكم والسلطة على أجسادنا وجنسانيتنا.
عنف التقسيم الجندري للعمل والذي يورث السلطة للرجال بينما يخضع النساء باستمرار.
عنف العنصرية والاستعمار والعسكرة.
من أجل هذا وأكثر سنستمر في مسيرتنا النسوية ووسائل مقاومتنا متخذات من التضامن وتوحيد العمل طريقتنا للمواجهة. وإعطاء الشرعية لكافة أشكال مقاومتنا.