وثيقة:وسيلة نقل مختلفة، التحرش نفسه
محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.
تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.
تأليف | مجهول |
---|---|
تحرير | غير معيّن |
المصدر | صوت النسوة |
اللغة | العربية |
تاريخ النشر | |
مسار الاسترجاع | http://sawtalniswa.org/article/578
|
تاريخ الاسترجاع |
|
قد توجد وثائق أخرى مصدرها صوت النسوة
منذ عدة سنوات ركبت باص الدولة المعروف ب "جحش الدولة" عائدة من المدرسة، وكالعادة جلست قرب رجل مسن اعتدت الجلوس بجانبه. بعد دقائق، امتدت يداه ليتحول من رجل مسن شكل امانا بالنسبة لطفلة مثلي، الى وحش متحرش بالأطفال. عدت الى المنزل وانا على وشك الانهيار، ولكنني لم اخبر والدي بشيء. فنحن نعيش في مجتمع يعتبر الفتاة مذنبة دائما، ويرى ان الحل الانسب لحمايتها هو التضييق عليها وحبسها، وانا لم ارد ان اخسر نطفة الحرية التي كنت اتمتع بها.
بعد ذلك أصبحت اذهب الى المدرسة بسيارة الاجرة، وكنت اضطر الى ان لا آكل شيئا في المدرسة حتى استطيع دفع فارق الاجرة دون ان يعرف والدي باني اصبحت اركب سيارة الاجرة بدلا من الباص. وفي يوم اعاد السائق تكرار نفس الكابوس الذي رافقني طيلة اشهر عدة.
مجددا، لم اخبر والدي بذلك واصبحت اذهب الى المدرسة سيرا على الاقدام. ولكن هذه الطريقة لم تجدي نفعا كذلك. فمرة وانا عائدة من المدرسة لحق بي شاب طوال الطريق الى ان تمكن من التمسك بي بالقوة والتفوه بجملة "التلطيش" الشهيرة "الحلو ليش ماشي لحالو؟".
كل هذه المشاهد كانت كوابيسا ظلت تطاردني لفترة طويلة، ولكن الفرق هو ان الكوابيس ليست بحقيقية، والوحوش فيها ليسوا بموجودين، ولكن الوحوش في كوابيسي هم موجودين، ولم التق بهم مرة فقط، بل كنت اراهم كل ليلة بنفس المشاهد ونفس العذاب.
اخيرا ايقنت انني اينما ذهبت سألتقي بأشخاص مثل هؤلاء، فتغيير وسيلة النقل لن يمحي كل المتحرشين ولن يجعلني اكثر امانا. وايقنت ان قوة الشخصية وحدها تمكنني من صّد هؤلاء الناس وفضحهم وعدم السماح لهم بالتمادي خوفا من "الفضيحة".