ترجمة:دين اغتصابي
محتوى متن هذه الصفحة مترجم من لغة غير العربية أنجزته المساهموت في ويكي الجندر وفق سياسة الترجمة.
مقالة رأي | |
---|---|
ترجمة | سماح جعفر من الإنجليزية |
تحرير | فرح برقاوي |
بيانات الأصل: | |
العنوان الأصلي | The religion of my rape |
المصدر | The Feminist Wire |
تأليف | جنيفر زبير |
تاريخ النشر | 2014-11-06 |
تاريخ الاسترجاع | 2018-01-18 |
مسار الأصل | http://www.thefeministwire.com/2014/11/religion-rape/
|
قد توجد وثائق أخرى من نفس المصدر مصنّفة على تصنيف:وثائق مصدرها The Feminist Wire
{{#createpageifnotex:تصنيف:مقالات رأي|{{صفحة_تصنيف_نوع_وثائق}}}} {{#createpageifnotex:تصنيف:وثائق مصدرها The Feminist Wire |{{صفحة_تصنيف_مصدر_وثائق}}}}
كلما احتلت أنباء وباء الاغتصاب في مصر الأخبار، أبدأ في التفكير في جويس كارول أوتس.
في الصيف الماضي، تساءلت الكاتبة من خلال تويتر عما إذا كان الإسلام مسؤولا عن انتشار حوادث الاعتداء الجنسي على نطاق واسع في مصر، وهي حجة يستمر الناس في تقديمها اليوم. وبصفتي امرأة مسلمة، أردت بشدة أن أرد على تغريدات السيدة أوتس. لقد وضعت المؤشر على زر "الرد" مرات لا تعد ولا تحصى، لكنني دائمًا ما صمتُ عن الأشياء التي كنت أريد قولها، وعن سبب متابعتي لدينيس رودمان على تويتر، ولمَ فرقتي المفضلة هي بيرل جام، وكيف يتحطم قلبي على النساء في سوريا واللاتي يشعرن بأنهن يجب أن تصمتن أيضًا.
لقد كنت صامتة.
قمت بالطبع بإخبار القليل من أصدقائي وأفراد عائلتي المقربين. عندما سألني أحدهم لمَ أنا، ككاتبة ونسوية لم أكتب من قبل قط عن الأشياء التي بقيت صامتة حيالها، قلت، لأنني لو تحدثت عن الطرق التي أثر بها الأمر عليّ - كيف يخيفني بيت الدرج والمناطق المشجرة والعمال في منزلي - سوف يخبرني الناس أنهم آسفون، وربما سيقولها العديد من الناس، وحينها سأصبح الشيء الذي حدث لي عوضًا عن أن أكون أنا.
ولكن تغريدات جويس كارول أوتس عن الاغتصاب في مصر ظلت تطاردني، رغم أنها غيرت موقفها في النهاية، لأنه كان كسولا ومتعصبًا، وعلى الأغلب لأنه عكَس قراءةً هزيلة للحقائق، وهي أشياء كنت لأقولها بالتأكيد لو لم أكن صامتة. على سبيل المثال:
لم يضع أي مدرس مسلم يده على فخذي في الصف الحادي عشر بعد أن قادني وأنا مضطربة إلى مكتبه عندما علمت أن أحد أصدقائي انتحر.
لم يظهر أي شرطي مسلم في شقتي في كلية الحقوق، بعد أن أبلغتُ عن مضايقات هاتفية، وقال لي أن يومه صار أفضل بكثير عندما رآني، ثم جلس بارتياح على أريكتي وتفحصني بتمعن وسألني ما إذا كنت أعيش بمفردي.
لم يعطني أي محامٍ شريك مسلم من قبل مراجعة سيئة لأنني رفضت تحرشه الجنسي.
ولم يدس لي شاعر مسلم أشقر الرهبنول خلال موعد من قبل، ويأخذني لمنزله ويغتصبني.
لم يحشر لي رجل مسلم جواربي النيلونية في حقيبتي ويتركني لآخذ سيارة أجرة إلى منزلي في واشنطن في منتصف الليل، مخدّرة بعقار لم أكن أعرف أنني تناولته، لاستيقظ في صباح اليوم التالي مع ذكريات تسبح كقطع خشنة بعد أن اكتشفت أنني لا أستطيع الجلوس دون أن أجفل وأن هناك دماء.
اغتصابي والثقافة التي حدث فيها كانا أمورًا غير إسلامية تمامًا.
لكن نجاتي ليست كذلك. فقد كانت هجينًا: جزءٌ منها كاثوليكي، كما كنت وقت الاغتصاب، وكالكنيسة التي ذهبت إليها بعد حدوث الأمر لأقول أنني آسفة. لقد جلست لأربع وعشرين ساعة مع شعور بالرغبة في الخروج من جلدي، رغبة كانت تحرقني من الداخل أو الخارج، أو كليهما. ظننت أنني لو تملكت ذلك الإحساس فسوف أتمكن من التخلص منه. لم أعرف ما كان يتحدث عنه الكاهن في موعظة ذلك الصباح. كنت مشغولة جدًا بالتخلص من عاري في الأروقة والمقصورات ودعامات الركوع الفينيلية. حاولت أن أترك العار هناك، ولكنه تبعني إلى منزلي إلى شقتي التي تحصنت فيها لمدة طويلة حتى أوشكت على أن أطرد من كلية الحقوق.
لقد نجوت بسبب لاعب كرة سلة مشاغب وفرقة غرونج من التسعينيات.
ولأنني كنت أشجع شيكاغو بولز، فقد كنت أملك السيرة الذاتية لدينيس رودمان، لأنني تمنيت بشدة امتلاكها. لم أقرأها حتى وجدت نفسي حبيسة شقتي، وغير قادرة على التركيز في واجباتي الدراسية. فتحت الكتاب وحملقت في الاقتباس من فرقة بيرل جام في الغلاف الأمامي "حي – Alive". في النهاية قلبت الصفحة وقرأت كيف جلس رودمان ذات مرة في شاحنة وهو يحمل مسدسًا ويفكر في الانتحار، وكيف قرر أن ينجو.
لقد ظللت استمع إلى أغنية بيرل جام "حي - Alive" مرارًا وتكرارًا حتى قررت أن أنجو أيضًا.
عدت إلى كلية الحقوق اليسوعية، وأبلغت أساتذتي بسبب غيابي، أنجزت عملي، تخرجت. بدأت وظيفتي في مكتب محاماة في مدينة نيويورك. عَمِلتُ بهمّة عالية. لم أكن أحسب أن أحدًا خارج دائرتي المقربة بحاجة إلى معرفة ما حدث.
تزوجت وتحولت إلى الإسلام، وهذا يعني أن السنوات الستة عشر التي أعقبت نجاتي حدثت داخل مجتمع إسلامي. يعتقد المسلمون المحافظون أنهم يحمون ويحترمون النساء من خلال قواعد صارمة بشأن أجساد النساء. ولكن الاستنتاج المنطقي في كثير من الأحيان هو أن الأمور السيئة تحدث عندما تخطو النساء خارج هذا النموذج. لقد جلست بصمت بينما قال المسلمون هذه الأشياء لي.
هذا ما يحدث للفتيات السيئات.
لم أخبر غير المسلمين بتعرضي للاغتصاب لأنني خشيت أن يشفقوا عليّ. لم أخبر المسلمين لأنني خشيت إدانتي. كنت في موعد، وهذا يعني أن بعض المسلمين سوف يكونون متيقنين من أن دين اغتصابي - شيء آخر غير الإسلام - هو المُلام، وأنه إذا كنت "فتاة مسلمة جيدة" لم يكن أي من هذا ليحدث.
ولكن كما فشلت تغريدة جويس كارول أوتس في النظر إلى الواحدة من بين كل أربع سيدات أمريكيات تتعرضن للاعتداء الجنسي، واللاتي يكون معظم مهاجميهن على الأرجح غير مسلمين، يفشل العديد من المسلمين في النظر إلى العدد الكبير من النساء المسلمات - الملتزمات، المحجبات - اللاتي يتعرضن للاغتصاب أيضًا، وغالبًا بواسطة رجال مسلمين.
هذه هي الجوقة الحزينة المدمرة للنقطة التي تُهمل عادة.
ليس هناك دينٌ يحمينا من الاغتصاب. ليست هناك علمانية تحمينا من الاغتصاب. ليست هناك ملابس تحمينا من الأمر. ليس هناك مستوى من الرصانة يبقينا آمنات.
في الآونة الأخيرة، قرأت عن ضحايا الاغتصاب السوريات اللاتي لم يحصلن على المساعدة لأنهن، كنساء مسلمات في مجتمع محافظ لن يعترفن لعمال الإغاثة بأنهن تعرضن للاغتصاب. إن ترددهن لا يفاجئني. كانت السيدة أوتس مخطئة في إلقاء اللوم على الإسلام نفسه فيما يخص الاغتصاب - على الرغم من أن العنف الجنسي يمثل مشكلة في المجتمعات الإسلامية كما هو الحال في مجتمعات أخرى - ولكن المسلمين والمجتمعات الدينية المحافظة الأخرى يحتاجون إلى تغيير الطرائق التي غالبًا ما تجعل الناجيات يصمتن.
أحتاج لأن أمتلك هذا: إذا كانت امرأة مثلي تعيش في مجتمع ليبرالي إلى حد ما لا تستطيع أن تتحدث عن ما حدث لها، كيف يمكننا أن نتوقع من النساء في سوريا التحدث عما حدث لهن؟
بعد سنوات من حادثة اغتصابي، جلست بمفردي، حملقت في الهاتف. في النهاية اتصلت بالاستعلامات وطلبت رقم مركز أزمات الاغتصاب. صمت عامل الهاتف قليلا قبل أن يحوّل الاتصال وقال بلطف: "اعتني بنفسك حسنًا؟"
أغلقت الهاتف وانفجرت بالبكاء بسبب تعاطف الغريب الذي لم يحتج أن يعرف أي شيء آخر عني - لم يحتج لأن يعرف ما كنت أرتديه، وهل كنت في موعد، وما هي ديانتي - وبدا أنه فهم أن شيئًا فاجعًا قد حدث ويتطلب الرعاية بدلا من العار.
لقد استغرقني الأمر ما يقرب من عقدين من الزمن لأقوله علنًا. أنا تعرضت للاغتصاب. ليس خطأي. ليس خطأ الإسلام. ليس خطأ طريقة المواعدة الغربية. وليس حتى خطأ مخدر الاغتصاب. إنه خطأ الرجل الذي اغتصبني. وللنساء العزيزات في سوريا، أنتن أخواتي، ليس لأنكن مسلمات ولكن لأنكن بشر، وإنه ليس خطأكن.
الدين ليس مسؤولا عن الاغتصاب، وليس علاجًا شافيًا له. وممارسة الدين، بالطبع، تشمل المعاني الثقافية، بما في ذلك الكراهية، التي تتقاطع مع العديد من الأديان. وتشكل التفسيرات الجنسية والانتهازية للنصوص والمبادئ الدينية جزءًا من السياق الاجتماعي الأوسع للعنف الجنسي. ولكن يجب علينا ألا ننسى أبدًا هذا: في نهاية المطاف، يجب إلقاء اللوم على المغتصبين عن الاغتصاب. وحتى نتمكن من القيام بالأمر بشكل صحيح، سيكون هناك ضغط هائل على المرأة لكي تظل صامتة. وفي المساحات الصامتة المظلمة يتجذر العار.
هذا هو اغتصابي، دون عقيدة أو طائفة، وأصلّي لمزيد من النور.