تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إضافة تحليل للفيلم
سطر 40: سطر 40:     
==تحليل الفيلم==
 
==تحليل الفيلم==
يتناول الفيلم قضية عمل المرأة بداية من العنوان "يوميات إمرأة عصرية" وكأن العمل صفات الإمرأة العصرية فقط محاولاً بذلك نسف تاريخ عمل النساء منذ الأزل! ويحاول الفيلم من خلال حوار بين الدكتورة هالة وزوجها المهندس عماد تسخيف عمل النساء المنزلي وكأن ما يشغل ستات البيوت هو الفساتين والأحذية والشنط الأمر الذي يشكّل عبئ على الزوج العامل أيضاً! على عكس الدكتورة هالة التي لا وقت لديها لهذه "السخافات"، هذه الفكرة نراها تتجلى وتتجسد بالدكتورة هالة بعدما وافقت على تأخير عيادتها بملبغ أضعاف إيراد عملها وذلك بعد الضغط الذي مارسه عليها النظام الأبوي المتمثل بأولادها وزوجها الذي تحجج بإهمالها له وللمنزل وأولادها. فنرى الدكتورة هالة تتفرغ "للسخافات" التي تحدثت عنها هي في البداية من تصفيف شعرها وتغيير هندسة وديكور المنزل و"اهتمامها" بنفسها ومظهرها وهذه نقطة خطيرة يحاول الفيلم الإشارة إليها في عملية ترسيخ معادلة عمل النساء وإهملهن لأنفسهن وأناقتهن.
+
يتناول الفيلم قضية عمل المرأة بداية من العنوان "يوميات إمرأة عصرية" وكأن العمل صفات الإمرأة العصرية فقط محاولاً بذلك نسف تاريخ عمل النساء منذ الأزل! ويحاول الفيلم من خلال حوار بين الدكتورة هالة وزوجها المهندس عماد تسخيف عمل النساء المنزلي وكأن ما يشغل ستات البيوت هو الفساتين والأحذية والشنط الأمر الذي يشكّل عبئ على الزوج العامل أيضاً! على عكس الدكتورة هالة التي لا وقت لديها لهذه "السخافات"، هذه الفكرة نراها تتجلى وتتجسد بالدكتورة هالة بعدما وافقت على تأخير عيادتها بملبغ أضعاف إيراد عملها وذلك بعد الضغط الذي مارسه عليها النظام الأبوي المتمثل بأولادها وزوجها الذي تحجج بإهمالها له وللمنزل وأولادها، فنرى الدكتورة هالة تتفرغ "للسخافات" التي تحدثت عنها هي في البداية من تصفيف شعرها وتغيير هندسة وديكور المنزل و"اهتمامها" بنفسها ومظهرها والتي هي نقطة خطيرة يحاول الفيلم الإشارة إليها في عملية ترسيخ معادلة عمل النساء وإهملهن لأنفسهن وأناقتهن.
وبعد اعتكاف الدكتورة هالة لعملها كدكتورة نساء وتوليد تجد نفسها في مكان معزول عن العالم يحاول الفيلم التأكيد عليها في أكثر من سياق كنسيانها لمحلات المفروشات والملابس لتصل السخافة لنسيانها شوارع البلد أيضاً. وفي سياق انعزال المرأة العاملة عن "واجباتها" نرى الدكتورة هالة في موقع تعاني فيه اضطراب التواصل مع أولادها كعدم معرفتها بقدرة ابنتها على الدرس في الليل بدلاً من النهار ونومها لساعة متأخرة من النهار أو بنطلون اعتاد ولدها على ارتدائه لكنها تراه لأول مرة.
+
 
....
+
وبعد اعتكاف الدكتورة هالة لعملها كدكتورة نساء وتوليد تجد نفسها في مكان معزول عن العالم يحاول الفيلم التأكيد عليها في أكثر من سياق كنسيانها لمحلات المفروشات والملابس لتصل السخافة لنسيانها شوارع البلد أيضاً. وفي سياق انعزال المرأة العاملة عن "واجباتها" التي يفرضها النظام البطريركي على النساء كواجبات مقدسة مطلوبة منهن بحكم الثنائية الجندرية وقيود روابط المجمتمع عبر مؤسسة الزواج فنرى الدكتورة هالة في موقع تعاني فيه اضطراب التواصل مع أولادها كعدم معرفتها بتفضيل ابنتها للدرس في الليل بدلاً من النهار ونومها لساعة متأخرة من النهار أو بنطلون اعتاد ولدها على ارتدائه لكنها تراه لأول مرة في إسقاط لحتمية تفكك عناصر المؤسسة السلطوية الأولى نتيجة عمل المرأة خارج إطار هذه المؤسسة الأسرية التي تفرض على النساء العمل المجاني.  
 +
 
 +
ويشير الفيلم إلى سيطرة الرأسمالية والربح السهل على المجتمع المصري من خلال اندفاع زوج وأولاد الدكتورة هالة لتأجير العيادة بمبلغ كبير مقابل اعتزالها لعملها وفي تأجير مدحت خطيب سهير للشقة التي فرشتها سهير بدقة فائقة وأناقة بالغة حارمة نفسها من الراحة لأجل هذه "الجنة" التي ستعيش فيها مع حبيبها لكنه يفاجأها بتأخيره للشقة بمبلع مهول لسائح أميركي بدون أي اعتبار لرغبة سهير أو استشارتها في هذه الخطوة المفصلية في حياتهما. مما يشير إلى تمكّن الرأسمالية والأفكار النيوليبرالية من المجتمع المصري وجشع الرجال بشكل مباشر.  
 +
 
 +
ويحاول الفيلم الإضائة على مشكلة التضخم السكاني في مصر والعالم وذلك من خلال عمل الدكتورة هالة في العيادة وحواراتها مع النساء المعاينات أو الحوامل حيث نراها تعاتب النساء وتلومهن على ارتفاع مستوى الخصوبة وكثرة عدد الأطفال وذلك دون أي لوم للرجل على ذلك أو محاولة لطرح توعية حقيقة عبر الإشارة إلى موانع الحمل.
 +
 
 +
تتنوع الأفكار داخل الفيلم ولكنها مرتبطة جميعها بالنساء وعملهن واستغلالهن من قبل النظام الأبوي الذكوري، فزينب ممرضة الكتورة هالة والتي يسعى زوجها بعدما هجرها لأجل رغبته في الانجاب وتزوج من أخرى، يجبرها على استقباله مجددا ورعايته بعدما أصيب بوعكة صحية تمنعه من العمل وممارسة الحياة بشكل طبيعي وتحت تهديد الخضوع وطلبها لبيت الطاعة في حال عصيانها. هذا الموضوع الذي انتقده الفيلم بالإضاءة على قصة زينب والتي تشبه حالات الكثيرات من النساء في مصر وفي مجتمعات منطقتنا التي تحكم القوانين الدينية الأحوال الشخصية و علاقات الزواج والطلاق والميراث والتي تتخذ من المرأة موقفاً معادية جاعلةً إياها في مرتبة دنيا يتوجب عليها الخضوع للرجل ورغباته.
 +
 
 +
ختام الفيلم هو عودة الدكتورة هالة لعملها في عيادة أخرى في مشهد أخر يضع النساء في موقع المذنب لكثرة الأطفال وعودة الحياة الطبيعية بينها وبين زوجها المهندس عماد عبر باقة من الزهور التي ارسلها لتهنئتها بعملها من جديد بعدما كانت قد تزايدت المشاكل ووقعت شكوك الخيانة بينهما وذلك مع ازدياد "سخافة" الدكتورة في أمور غريبة عنها وذلك في تأكيد مرة جديدة على سخافة عمل النساء المنزلي والتقليل شأنهن كربات بيوت يبذلن مجهود في سبيل عائلاتهن.
 +
 
 +
{{تصنيف: أفلام، عمل النساء}}
232

تعديل

قائمة التصفح