سطر 21: |
سطر 21: |
| | | |
| أتفهم إعتبار ذلك الإستنتاج راديكاليًا في ظل ثقافة يُنظر فيها إلى الاختلاف، تحديدًا الاختلاف الجندري، باعتباره طبيعيًا، وبالتالي مُحَدَد بيولوجيًا. الجندر كبناء إجتماعي أصبح حجر الأساس في الكثير من الخطابات ال[[نسوية]]. | | أتفهم إعتبار ذلك الإستنتاج راديكاليًا في ظل ثقافة يُنظر فيها إلى الاختلاف، تحديدًا الاختلاف الجندري، باعتباره طبيعيًا، وبالتالي مُحَدَد بيولوجيًا. الجندر كبناء إجتماعي أصبح حجر الأساس في الكثير من الخطابات ال[[نسوية]]. |
− | كانت الفكرة جذابة بشكل خاص، لأن تفسيرها كان يعني أن الفروقات الجندرية ليست محددة بالطبيعة، ولكنها متغيرة وبالتالي قابلة للتغيير. هذا بدوره أدى إلي التعارض بين البنائية الاجتماعية وبين [[حتمية بيولوجية | الحتمية البيولوجية]]، كما لو كانا حصريين بشكل متبادل. | + | كانت الفكرة جذابة بشكل خاص، لأن تفسيرها كان يعني أن الفروقات الجندرية ليست محددة بالطبيعة، ولكنها متغيرة وبالتالي قابلة للتغيير. هذا بدوره أدى إلي التعارض بين البنائية الاجتماعية وبين [[حتمية بيولوجية | الحتمية البيولوجية]]، كما لو كانا متضادان فيما بينهما. |
| | | |
| | | |
− | ومع ذلك، هذا التقديم الثنائي (للبنائية الاجتماعية في مقابل الحتمية البيولوجية) غير مبرر، لأن ذلك التواجد المطلق لشرح الاختلافات المبني على البيولوجيا في الفكر والممارسة الغربيين هو إنعكاس للنطاق الواسع التي تكون فيه التفسيرات البيولوجية مُلزِمة (ومسلَّم بها). <ref>[ See Suzanne J. Kessler and Wendy McKenna, Gender: An Ethnomethodological Approach (New York: John Wiley and Sons, 1978). ].</ref> بكلمات أخرى، طالما كانت القضية هي الإختلاف (سواء لماذا تقوم النساء بإرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية أو لماذا لا تستطيع النساء التصويت)، سنجد البيولوجيات القديمة تقدم شرحًا أو سيتم إنتاج بيولوجيات حديثة لشرح عيوب النساء. إنشغال الغرب بالبيولوجيا يستمر في إنتاج بنى من "البيولوجيات الحديثة"، حتى مع ضحد بعض من الافتراضات البيولوجية القديمة. في الحقيقة، في التجربة الغربية، كانت البنائية الاجتماعية والحتمية البيولوجية وجهان لعملة واحدة، حيث تعزز الفكرتان من بعضهما البعض. فحينما تكون الفئات الاجتماعية، كالجندر، مبنية إجتماعيًا، يتم إختراع بيولوجيات جديدة لشرح (وشرعنة) هذا الإختلاف. | + | ومع ذلك، هذا التقديم الثنائي (للبنائية الاجتماعية في مقابل الحتمية البيولوجية) غير مبرر، لأن ذلك التواجد المطلق لشرح الاختلافات المبني على البيولوجيا في الفكر والممارسة الغربيين هو إنعكاس للنطاق الواسع التي تكون فيه التفسيرات البيولوجية مُلزِمة (ومسلَّم بها). <ref>[ See Suzanne J. Kessler and Wendy McKenna, Gender: An Ethnomethodological Approach (New York: John Wiley and Sons, 1978). ].</ref> بكلمات أخرى، طالما كانت القضية هي الإختلاف (سواء كان الموضوع محل الخلاف لماذا تقوم النساء بإرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية أو لماذا لا تستطيع النساء التصويت)، سنجد البيولوجيات القديمة تقدم شرحًا أو سيتم إنتاج بيولوجيات حديثة لشرح عيوب النساء. إنشغال الغرب بالبيولوجيا يستمر في إنتاج بنى من "البيولوجيات الحديثة"، حتى مع دحض بعض من الافتراضات البيولوجية القديمة. في الحقيقة، في التجربة الغربية، كانت البنائية الاجتماعية والحتمية البيولوجية وجهان لعملة واحدة، حيث تعزز الفكرتان من بعضهما البعض. فحينما تكون الفئات الاجتماعية، كالجندر، مبنية إجتماعيًا، يتم إختراع بيولوجيات جديدة لشرح (وشرعنة) هذا الإختلاف. |
| عندما تكون التفسيرات البيولوجية ملزمة، تستمد حينها الفئات الاجتماعية شرعيتها (شرعية وجودها) وقوتها من البيولوجيا. باختصار، إن الاجتماعي والبيولوجي يغذيان بعضهما البعض. | | عندما تكون التفسيرات البيولوجية ملزمة، تستمد حينها الفئات الاجتماعية شرعيتها (شرعية وجودها) وقوتها من البيولوجيا. باختصار، إن الاجتماعي والبيولوجي يغذيان بعضهما البعض. |
| | | |
| | | |
− | بالرغم من ذلك، إن الرؤية البيولوجية المتأصلة في الفهم الغربي للإختلاف الاجتماعي ليست بالطبع عالمية. يمكن أن يكون للجدال النسوي حول طبيعية أو بنائية الأدوار والهويات الاجتماعية معنى في إطار ثقافي تُرى فيه الفئات الاجتماعية على أنها لا تمتلك منطقًا مستقلًا خاص بها. لقد تطور هذا النقاش نتيجة لبعض المشاكل، ولذلك، فمن المنطقي عدم وجوده في مجتمعات لا توجد فيها تلك المشاكل. ولكن، بسبب الامبريالية، تم تعميم هذا النقاش في ثقافات أخرى، والأثر الفوري لذلك كان حقن المشكلات الغربية في أماكن لم تكن تلك المشكلات موجودة فيها بالأساس. وحتى مع ذلك، هذا النقاش لا يأخذنا بعيدًا لفهم المجتمعات التي لا تعتبر فيها الأدوار والهويات الاجتماعية متأًصلة في البيولوجيا. وبنفس الإشارة، في ثقافات حيثُ حاسة البصر ليست متميزة، وحيثُ الجسد لا يُرى باعتباره مخطط إجتماعيًا، لا يمكن للاستشهادات (التفسيرات) البيولوجية أن تكون مُصيبة، لأن تلك التفسيرات لا تحمل ثقل كبير في النظام الاجتماعي. كثرة الفئات المبنية اجتماعيًا في الغرب يمكنه أن يطرح تغير دائم في تلك الفئات، ولكن يمكنه أن يدعو لعدد لا نهائي من البنايات البيولوجية – حيثُ لا يوجد حدود لما يمكن شرحه من خلال مظهر الجسد. والبيولوجيا تتغير بصعوبة؛ إنها أشبه بمزيج من هايدرا وفينيكس الأساطير اليونانية. فعلم الأحياء يحتوى على طفرات بشكل دائم ولكنه غير قابل للتغيير. أخيرًا، النقطة الأكثر أهمية ليست بنائية الجندر الاجتماعية بل بنائيةالبيولوجيا الاجتماعية، ولذلك فالبيولوجيا غير منفصلة عن (الواقع) الاجتماعي. | + | بالرغم من ذلك، إن الرؤية البيولوجية المتأصلة في الفهم الغربي للإختلاف الاجتماعي ليست بالطبع عالمية. يمكن أن يكون للجدال النسوي حول طبيعية أو بنائية الأدوار والهويات الاجتماعية معنى في إطار ثقافي تُرى فيه الفئات الاجتماعية على أنها لا تمتلك منطقًا مستقلًا خاص بها. لقد تطور هذا النقاش نتيجة لأزمات محددة، ولذلك، فمن المنطقي عدم وجوده في مجتمعات لا توجد فيها تلك الأزمات. ولكن، بسبب الامبريالية، تم تعميم هذا النقاش في ثقافات أخرى، والأثر الفوري لذلك كان حقن المشكلات الغربية في أماكن لم تكن تلك المشكلات موجودة فيها بالأساس. وحتى مع ذلك، هذا النقاش لا يأخذنا بعيدًا لفهم المجتمعات التي لا تعتبر فيها الأدوار والهويات الاجتماعية متأًصلة في البيولوجيا. وومن نفس المنطلق، في الثقافات حيثُ حاسة البصر ليست متميزة، وحيثُ الجسد لا يُرى باعتباره مخطط إجتماعيًا، لا يمكن للاستشهادات (التفسيرات) البيولوجية أن تكون مُصيبة، لأن تلك التفسيرات لا تحمل ثقل كبير في النظام الاجتماعي. كثرة الفئات المبنية اجتماعيًا في الغرب يمكنه أن يطرح تغير دائم في تلك الفئات، ولكن يمكنه أن يدعو لعدد لا نهائي من البنايات البيولوجية – حيثُ لا يوجد حدود لما يمكن شرحه من خلال مظهر الجسد. وبينما تتغير البيولوجيا بصعوبة؛ فإنها أشبه بمزيج من هايدرا وفينيكس الأساطير اليونانية. فعلم الأحياء يحتوى على طفرات بشكل دائم ولكنه غير قابل للتغيير. أخيرًا، النقطة الأكثر أهمية ليست بنائية الجندر الاجتماعية بل بنائيةالبيولوجيا الاجتماعية، ولذلك فالبيولوجيا غير منفصلة عن (الواقع) الاجتماعي. |
| | | |
| | | |
| انطلقت الطريقة التي تعمل بها مفاهيم الفئات الجنسية والجندرية في الخطاب النسوي من افتراض إمكانية فصل المفاهيم البيولوجية عن الاجتماعية وتعميمهم بشكل عالمي. ولذلك كان يتم تقديم الجنس (البيولوجي) باعتباره الفئة الطبيعية، بينما يتم تقديم الجندر باعتباره البناء الاجتماعي للفئات الطبيعية. ولكن، لاحقًا، أصبح جليًا أن الجنس (البيولوجي) نفسه يحتوى على عناصر من البنائية. | | انطلقت الطريقة التي تعمل بها مفاهيم الفئات الجنسية والجندرية في الخطاب النسوي من افتراض إمكانية فصل المفاهيم البيولوجية عن الاجتماعية وتعميمهم بشكل عالمي. ولذلك كان يتم تقديم الجنس (البيولوجي) باعتباره الفئة الطبيعية، بينما يتم تقديم الجندر باعتباره البناء الاجتماعي للفئات الطبيعية. ولكن، لاحقًا، أصبح جليًا أن الجنس (البيولوجي) نفسه يحتوى على عناصر من البنائية. |
− | فيما بعد، في العديد من الكتابات النسوية، قُدم الجنس البيولوجي باعتباره القاعدة بينما الجندر باعتباره البنية الفوقية.<ref> For elucidation, see Jane F. Collier and Sylvia J. Yanagisako, eds., Gender and Kinship: Essays toward a Unified Analysis (Stanford, Calif.: Stanford University Press, 1987). ].</ref> بالرغم من تلك الجهودات لفصل الإثنين، فإن التفرقة ما بين الجنس البيولوجي والجندر شئ مضلل (زائف). في المفهوم الغربي، الجندر لا يستطيع التواجد بدون الجنس البيولوجي حيثُ أن الجسد هو أحد أسس الفئتين. بالرغم من تفوق البنيوية الاجتماعية النسوية، التي تتخذ نهجًا اجتماعيًا حاسمًا لتحليل المجتمع، فإن أساسية البيولوجيا <ref>[Linda Nicholson has also explicated the pervasiveness of biological foundationalism in feminist thought. See "Interpreting Gender," in Signs 20 (1994): 79-104. ].</ref>، إن لم تكن اختزاليتها، لا تزال مركز الخطابات الجندرية، تمامًا كما هي مركز كل النقاشات الاجتماعية الأخرى في الغرب. | + | فيما بعد، في العديد من الكتابات النسوية، قُدم الجنس البيولوجي باعتباره القاعدة بينما الجندر باعتباره البنية الفوقية.<ref> For elucidation, see Jane F. Collier and Sylvia J. Yanagisako, eds., Gender and Kinship: Essays toward a Unified Analysis (Stanford, Calif.: Stanford University Press, 1987). ].</ref> بالرغم من تلك الجهودات لفصل الإثنين، فإن التفرقة ما بين الجنس البيولوجي والجندر شئ مضلل (زائف). في المفهوم الغربي، الجندر لا يستطيع التواجد بدون الجنس البيولوجي حيثُ أن الجسد هو أحد أسس الفئتين. بالرغم من تفوق البنائية الاجتماعية النسوية، التي تتخذ نهجًا اجتماعيًا حاسمًا لتحليل المجتمع، فإن أساسية البيولوجيا <ref>[Linda Nicholson has also explicated the pervasiveness of biological foundationalism in feminist thought. See "Interpreting Gender," in Signs 20 (1994): 79-104. ].</ref>، إن لم تكن اختزاليتها، لا تزال مركز الخطابات الجندرية، تمامًا كما هي مركز كل النقاشات الاجتماعية الأخرى في الغرب. |
| | | |
| | | |
| وبالرغم من ذلك، فكرة أن الجندر مبني إجتماعيًا هي فكرة ذات معنى من منظور عابر للثقافات. في واحد من النصوص النسوية الأولى، التي دافعت عن أطروحة البنائية وعن حاجتها لمحاججة عابرة للثقافات، كتبت [[سوزان جي كيسلر]] و[[ويندي ماكينا]]: | | وبالرغم من ذلك، فكرة أن الجندر مبني إجتماعيًا هي فكرة ذات معنى من منظور عابر للثقافات. في واحد من النصوص النسوية الأولى، التي دافعت عن أطروحة البنائية وعن حاجتها لمحاججة عابرة للثقافات، كتبت [[سوزان جي كيسلر]] و[[ويندي ماكينا]]: |
− | "برؤية الجندر كبناء اجتماعي، يصبح من الممكن أن نرى أوصاف ثقافات أخرى كدليل على وجود بدائل ومفاهيم واقعية لمعنى أن يكون الشخص رجل أو امرأة."<ref>[Kessler and McKenna, Gender.].</ref> ولكن، للمفارقة، نجد أن عالمية اضطهاد النساء هو الإفتراض الجوهري للنظرية النسوية. الفكرتان متضادتان. | + | "برؤية الجندر كبناء اجتماعي، يصبح من الممكن أن نرى أوصاف ثقافات أخرى كدليل على وجود بدائل ومفاهيم واقعية لمعنى أن يكون الشخص رجل أو امرأة."<ref>[Kessler and McKenna, Gender.].</ref> ولكن، للمفارقة، نجد أن عالمية اضطهاد النساء هو الإفتراض الجوهري (الأساسي) للنظرية النسوية. الفكرتان متضادتان. |
| إن العالمية المنسوية [[ثنائية جندرية | للثنائية الجندرية]] الغير متعادلة<ref> تعليق المترجمة: لم أجد ترجمة مماثلة لكلمة asymmetry ولذلك استخدمت الثنائية الجندرية غير المتعادلة وما تقصده الكاتبة بذلك هو ميل الغرب لتقسيم المجتمعات البشرية لفئتين محددتين وهما النساء والرجال، وغالبًا ما تضع النظريات تلك الفئات في مقابل بعضها البعض، من حيث الصفات والتوقعات الاجتماعية لسلوك الفرد، وللتشريح البيولوجي.</ref> تفضل البيولوجيا كعنصر أساسي، بدلًا من الثقافة، باعتبار أن التشريح الإنساني عالميًا، في حين أن الثقافات تتحدث بأصوات لا حصر لها. القول بأن الجندر هو مبني اجتماعيًا يعني أن المعايير التي تصنع من البشر رجالًا ونساءً تختلف باختلاف الثقافات. إذا كان الأمر كذلك، إذًا فإن ذلك يتحدى القول بأن هناك إلزامًا بيولوجيًا في العمل. من هذا المنطلق، فالفئات الجندرية متغيرة، وبذلك فالجندر يصبح غير طبيعي. | | إن العالمية المنسوية [[ثنائية جندرية | للثنائية الجندرية]] الغير متعادلة<ref> تعليق المترجمة: لم أجد ترجمة مماثلة لكلمة asymmetry ولذلك استخدمت الثنائية الجندرية غير المتعادلة وما تقصده الكاتبة بذلك هو ميل الغرب لتقسيم المجتمعات البشرية لفئتين محددتين وهما النساء والرجال، وغالبًا ما تضع النظريات تلك الفئات في مقابل بعضها البعض، من حيث الصفات والتوقعات الاجتماعية لسلوك الفرد، وللتشريح البيولوجي.</ref> تفضل البيولوجيا كعنصر أساسي، بدلًا من الثقافة، باعتبار أن التشريح الإنساني عالميًا، في حين أن الثقافات تتحدث بأصوات لا حصر لها. القول بأن الجندر هو مبني اجتماعيًا يعني أن المعايير التي تصنع من البشر رجالًا ونساءً تختلف باختلاف الثقافات. إذا كان الأمر كذلك، إذًا فإن ذلك يتحدى القول بأن هناك إلزامًا بيولوجيًا في العمل. من هذا المنطلق، فالفئات الجندرية متغيرة، وبذلك فالجندر يصبح غير طبيعي. |
| | | |
| | | |
− | في الحقيقة، إن تقديم فئة النساء في الخطابات النسوية كفئة متجانسة، ومحددة تشريحيًا، وتصويرها دائمًا كفئة بلا قوة وكضحية، لا يعكس حقيقة أن العلاقات الجندرية مبنية إجتماعيًا، ولذلك فهي (تُرى كفئة) مبنية على أسس تاريخية ومترابطة ثقافيًا. إذا كان الجندر مبني إجتماعيًا، إذًا فلا يمكنه أن يكون الشئ ذاته باختلاف الأزمنة والأماكن. إذا كان الجندر مبني إجتماعيًا، فعلينا دراسة المواقع الثقافية/ البنائية المختلفة التي تم بنائه فيها، وعلينا الإعتراف أن الفاعلين الموجودين في أماكن مختلفة (المجتمعات، المجموعات والأطراف المعنية) كانوا جزءً من بنائه. يجب أن نعترف أيضًا أنه إذا كان الجندر مبني إجتماعيًا، فهناك إذًا وقت محدد (في ثقافات/ مواقع بنائية مختلفة) تم بناؤه فيه، بالتالي كان هناك وقت سابق لم يكن موجود فيه. وبذلك، الجندر، باعتباره بناء إجتماعي، هو أيضًا ظاهرة تاريخية وثقافية. مما يترتب عليه، منطقية افتراض أنه في بعض المجتمعات لم توجد الحاجة للبنية الجندرية من الأساس. | + | في الحقيقة، إن تقديم فئة النساء في الخطابات النسوية كفئة متجانسة، ومحددة تشريحيًا، وتصويرها دائمًا كفئة بلا قوة وكضحية، لا يعكس حقيقة أن العلاقات الجندرية مبنية إجتماعيًا، ولذلك فهي (تُرى كفئة) مبنية على أسس تاريخية ومترابطة ثقافيًا. إذا كان الجندر مبني إجتماعيًا، إذًا فلا يمكنه أن يكون الشئ ذاته باختلاف الأزمنة والأماكن. إذا كان الجندر مبني إجتماعيًا، فعلينا دراسة المواقع الثقافية/ البنائية المختلفة التي تم بنائه فيها، وعلينا الإعتراف أن الفاعلين الموجودين في أماكن مختلفة (المجتمعات، المجموعات والأطراف المعنية) كانوا جزءًا من بنائه. يجب أن نعترف أيضًا أنه إذا كان الجندر مبني إجتماعيًا، فهناك إذًا وقت محدد (في ثقافات/ مواقع بنائية مختلفة) تم بناؤه فيه، بالتالي كان هناك وقت سابق لم يكن موجودًا فيه. وبذلك، الجندر، باعتباره بناء إجتماعي، هو أيضًا ظاهرة تاريخية وثقافية. مما يترتب عليه، منطقية افتراض أنه في بعض المجتمعات لم توجد الحاجة للبنية الجندرية من الأساس. |
| | | |
| | | |