تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
اضافة الوثيقة و القالب و الوصلات الداخلية
{{بيانات_وثيقة
|نوع الوثيقة=تدوينة
|العنوان=
|مؤلف=نورة سلطان
|محرر=
|لغة=ar
|ترجمة=
|المصدر=نحو وعي نسوي
|تاريخ النشر=2020-02-24
|تاريخ الاسترجاع=2020-06-19
|مسار الاسترجاع=https://feministconsciousnessrevolution.wordpress.com/2020/02/24/ أصايل-البيشي،-الرمز-الذي-يقوض-دعاية-ا/
|نسخة أرشيفية=http://archive.vn/gkCaW
|بالعربية=
|هل ترجمة=
|مترجم=
|لغة الأصل=
|العنوان الأصلي=
|تاريخ نشر الأصل=
|النص الأصلي=
|ملاحظة=
|قوالب فرعية=
}}


في ظل مواصلة [[وثيقة:السعودية: اعتقال مدافعات عن حقوق المرأة|اعتقال]] عدد من الناشطات الحقوقيات في السعودية، وبروز الدعاية الحكومية حول الانتصار للمرأة ومنحها حقوقها بدءًا [http://www.al-jazirah.com/2017/20170927/ln21.htm بالسماح بقيادتها للسيارة]، ثم الإسقاط الجزئي [[نظام ولاية الرجل|لولاية الرجل]] عليها، وتنامي الصناعة الحكومية للترفيه الذي كان محرمًا حتى وقت قريب، وإبراز نماذج برجوازية لتمثيل المرأة السعودية محليا ودوليًا، وتغييب ما عداها. تطفو كل يوم على سطح تويتر، قصص لنساء من السعودية يجابهن ازدواجية القوانين والمجتمع تجاههن. بدءًا باللاتي حاولن النزول للأماكن العامة دون عباءة أو غطاء شعر، وحصلن على مخلفات وفق ما يسمى بقانون “الذوق العام”، والنساء اللاتي يتعرضن [[عنف أسري|للعنف المنزلي]] دون الحصول على حماية، وجرائم قتل وشروع في القتل، ومن يهددن بقوانين التغيب والعقوق، وأخريات يواجهن إرهاب الشوارع يوميا، وجمع منسي في دور الرعاية والضيافة، برزت قبل عدة أيام #بنت_مكة.

بنت مكة هي أغنية راب أدتها إمرأة عادية في مديح مدينتها معبرة عن انتماءها لها، بلا كلمات خادشة، أو مظهر يتوقع له أن يثير حفيظة أحد، يتم [https://www.okaz.com.sa/news/local/2011414 إيقافها] بأمر من أمير منطقة مكة المكرمة، وحذف أغنيتها من موقع يوتيوب. أكاد أجزم أن مؤدية الأغنية (أصايل البيشي) لم تتوقع أن تواجه بهذا الكم من الكراهية، والرفض، لصوتها، وشكلها، ومحاربة انتسابها لمكة. ومالم يدر بخلدها أيضًا، أن تصبح هدفًا ومحركا للخطاب الشعبوي، الذي يستند على إقصاء مكون أساسي للمنطقة الغربية في السعودية، ومحاولة صنع هوية محددة ومقبولة حتى من الهرم الأعلى للسلطة، وفق معايير ضبابية قائمة على العرق واللون وهذه المرة [[جندر|الجندر]]!.

والتوغل في قصة أصايل، التي تشير تكهنات أحد المستشارين القانونيين، إلى احتمالية [https://sabq.org/tbSVKQ معاقبتها] بالسجن مدة 5 سنوات استنادًا على “قانون الجرائم المعلوماتية”، وتغريمها والقائمين على الأغنية، غرامة قد تصل إلى 3 ملايين ريال سعودي، يكشف [[تقاطعية|تقاطع]] عناصر عديدة محركة للاضطهاد والاتهامات التي وجهت إليها. أصايل أولاً امرأة سعودية، سوداء البشرة، تبدو من طبقة عادية تتغنى وتنسب نفسها إلى “المدينة المقدسة”، وكأن إسباغ القدسية حول بقعة جغرافية، ينفي شرعية انتساب أحد بهذه المواصفات إليها! كما يظهر لنا حجم التناقض بين واقع المرأة في السعودية، والصورة التي تتم صناعتها وتصديرها للعالم، إذ تستقبل النساء البيضاوات من الدول الغربية، ويحتفى بالشهيرات من البلدان المحيطة، وتأمن لهن كافة صنوف المتعة والحماية، واستضافة عدد كبير من الفنانين والفنانات الأجانب، المعروفين بنوعية انتاجهم المخالف لما يسمى بالعادات والتقاليد، إلى جانب نشاط حثيث في العلاقات الدولية لسفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، الأميرة ريما بنت بندر، ثم في غمرة ذلك توقف أصايل بتهمة الإساءة للعادات والتقاليد، والمساس بالهوية جراء أغنية.

نحن بحاجة أصايل والدفاع عنها، وبحاجة إعادة صياغة للهوية السعودية وموقع المرأة منها، وتفكيك العناصر المساهمة في مصادرة صوتها وحقها في التعبير عن نفسها. وبحاجة ماسة لمراجعة مفاهيم القدسية والخصوصية السعودية المتعارف عليها، والتي تبدو مراعاتها حكرًا على النساء دون الرجال. كما أننا في افتقار لنماذج المقاومة اليومية المنطلقة من الشارع العادي، ويلزمنا كل صوت يذكرنا أن هناك إمرأةً أخرى، وهمًا آخر، وقصص لا يعلمها أحد، تجري يوميًا مع النساء العاديات، المنتميات لطبقات لا تجد تمثيلاً في [[وثيقة:المرأة السعودية والفضاء العام: حريات مكتسبة أم مشروع سياسي؟|الفضاء العام]]، فتخرج للتعبير عن نفسها في ظل القانون، الذي لا يحابي أحد، ولا يستعدي أحد.

[[تصنيف:نظرية التقاطعية]]
[[تصنيف:أشخاص من السعودية]]
staff
108

تعديل

قائمة التصفح