سطر 51: |
سطر 51: |
| | | |
| ===الإنتاج المعرفي واللغة=== | | ===الإنتاج المعرفي واللغة=== |
| + | ;الهيمنة الثقافية |
| + | تتحدى نسوية ما بعد الاستعمار تمركز عمليات الإنتاج المعرفي في إطار المؤسسات الجامعية والمراكز البحثية والمؤسسات الإعلامية، التي لا تأخذ بعين الاعتبار دورها في المساهمة في خلق أشكال لمشروعية "الهيمنة الثقافية"، كما يصفها الفيلسوف السياسي الماركسي أنطونيو غرامشي (1937-1891) {{مطلوب مصدر}}. يرى غرامشي أن "الهيمنة الثقافية" تعمل من خلال تقديم مصالح الطبقة الحاكمة كقيم معيارية للمجتمع، وبالتالي جعلها تبدو طبيعية ومنطقية. نتيجة لذلك، يميل الأفراد من الطبقات التابعة إلى محاولة استيعاب هذه المعتقدات والقيم، من خلال التعليم والمعارف ذات السردية الأحادية، مما يساهم في الحفاظ على هياكل السلطة الحالية. وفي سياق الاستعمار، تصبح الطبقة الحاكمة، بالضرورة، الجهة المستعمرة، وهذا يعني تبني ثقافة هذه الجهة، بما في ذلك لغتها. |
| | | |
− | لطالما تمركزت عمليات الإنتاج المعرفي في إطار المؤسسات الجامعية والمراكز البحثية والمؤسسات الاعلامية التي لا تأخذ بالضرورة بعين الاعتبار دورها في المساهمة في خلق شكل من أشكال مشروعية الهيمنة الثقافية. والهيمنة الثقافية مفهوم يُستخدم في سياق دراسات ما بعد الاستعمار، ويعود إلى غرامشي، فيلسوف وسياسي ومنظر ماركسي إيطالي عاش بين 1891 و1937؛ واشتهر بإسهاماته في فهم الهيمنة الثقافية في سياق النظرية الماركسية.
| + | في كتابها "امرأة، أصلية، أخرى: كتابة ما بعد الاستعمار والنسوية" (العنوان بالإنجليزية)، تتحدى المخرجة والكاتبة الفيتنامية ترينه ت. مينه-ه،التمثيلات الثقافية السائدة للنساء ذوات البشرة الملونة وتدافع عن فهم أكثر دقة لتجاربهن في إطار الهيمنة الثقافية (كيف؟؟). وكان لعمل [[بيل هوكس]]، كاتبة أميركية وأحد أعمدة المدرسة النسوية السوداء، تأثير على فهم كيفية عمل الهيمنة الثقافية عند تقاطع العرق والجنس والطبقة وتدعو إلى إنهاء استعمار المعرفة.(كيف؟) |
| | | |
− | ويرى غرامشي أن الهيمنة الثقافية تعمل من خلال تقديم صالح الطبقة الحاكمة كقيم معيارية ومقبولة عالميًا للمجتمع، وبالتالي جعل هذه القيم تبدو طبيعية وأفضل ما يمكن القبول به. نتيجة لذلك، يميل الأفراد من الطبقات التابعة إلى استيعاب هذه المعتقدات والقيم، مما يساهم في الحفاظ على هياكل السلطة الحالية. ويحصل ذلك من خلال التعليم والمعارف المنتشرة التي تخلق سردية واحدة؛ وفي سياق الاستعمار، تصبح الطبقة الحاكمة، بالضرورة، الجهة المستعمرة، وهذا يعني تبني ثقافة هذه الجهة، بما في ذلك لغتها، وهذا ما يفسر تمركز اللغتين الإنكليزية والفرنسية مثلًا في سياق المنطقة، وذلك بحسب التقسيم الاستعماري بين بريطانيا وفرنسا في خلال بداية العشرينيات من القرن الماضي.
| + | ;الحدودية |
− | | + | لتحدي الهيمنة الثقافية، ركزت مدارس ما بعد الاستعمار، بما في ذلك نسوية ما بعد الاستعمار، على أهمية الإنتاج المعرفي المناهض للاستعمار نفسه. تجادل المنظرة النسوية المكسيكية [[غلوريا آنزلدوا]] في كتابها "الأراضي الحدودية/لا فرونتيرا" [[Borderlands/LaFrontera]] أن الحدود مساحات مادية ومجازية، حيث تتقاطع الثقافات واللغات والهويات، وتخلق الخطابات المستعمرة المهيمنة حدودًا، ليس فقط لتقسيم المساحات الجغرافية بل أيضًا المساحات النظريّة، حيث تضع "الآخر" على الهامش؛ فتوضع المرأة التشيكينة على الحدود بين إرثها المكسيكي والأمريكي. وتنادي غلوريا أن هذه الحدود التي خلقها الاستعمار يجب استعادتها كمساحة انتقالية يمكن من خلالها خلق وعي هجين (المستيزو)، واستعادة النساء المكسيكيات لكل من هويّاتهم الأمريكية والمكسيكية. |
− | لتحدي الهيمنة الثقافية، ركزت مدارس ما بعد الاستعمار، بما في ذلك نسوية ما بعد الاستعمار، على أهمية الانتاج المعرفة المناهض للاستعمار نفسه. وعند فحص الهيمنة الثقافية من منظور نسوية ما بعد الاستعمار، يمكننا استكشاف كيف تتقاطع الأيديولوجيات الأبوية، جنبًا إلى جنب مع الهياكل الاستعمارية والإمبريالية. في سياق نسوية ما بعد الاستعمار، تعمل الهيمنة الثقافية من خلال تمثيل وفرض المعايير والقيم للجهة المستعمرة وغالبًا ما يؤدي ذلك إلى محو المعرفة الأصلية. | |
− | | |
− | تتناول المنظرة غاياتري شاكرافورتي سبيفاك في عملها "هل يستطيع التابع أن يتكلم؟" كيف أن الروايات الثقافية المهيمنة وإنتاج المعرفة يستبعدان أصوات وتجارب الفئات المهمشة ، ولا سيما النساء ذوات البشرة الملونة كما تتناول تواطؤ النسوية الغربية في إدامة الهيمنة الثقافية وتدعو إلى ممارسة نسوية أكثر شمولاً.
| |
− | | |
− | كذلك، في عملها "امرأة، أصلية، أخرى: كتابة ما بعد الاستعمار والنسوية"، تتحدى ترينه ت. مينه-ها، مخرجة وكاتبة فيتنامية،التمثيلات الثقافية السائدة للنساء ذوات البشرة الملونة وتدافع عن فهم أكثر دقة لتجاربهن في إطار الهيمنة الثقافية. وكان لعمل [[بيل هوكس]]، كاتبة أميركية وأحد أعمدة المدرسة النسوية السوداء، تأثير على فهم كيفية عمل الهيمنة الثقافية عند تقاطع العرق والجنس والطبقة وتدعو إلى إنهاء استعمار المعرفة والممارسات.
| |
− | | |
− | أيضًا تناولت ليلى أحمد "المرأة والنوع الاجتماعي في الإسلام: الجذور التاريخية لنقاش حديث"، تأثير الهيمنة الثقافية على النظرة الغربية للمرأة المسلمة، وعززت الصور النمطية وتبرير التدخلات الإمبريالية في المناطق ذات الأغلبية المسلمة. وتشكل هذه بعض من الرؤى النقدية للطرق المعقدة التي تتقاطع بها الهيمنة الثقافية مع الموروثات الاستعمارية والنضالات النسوية. | |
| | | |
| + | ;اللغة |
| في الفصل المعنون "[[وثيقة:حول عملية الكتابة - المناطق الحدودية / لا فرونتيرا | حول عملية الكتابة]]"، تشير غلوريا أن محاولتها للكتابة وإنتاج المعرفة بدأت من رغبتها أن تفعل ذلك على طريقتها ونهجها ولغتها الخاصة، وتضيف "لم أكن أريد أن أقوم بما وصفته [[أودري لورد]] باستخدام أدوات السيد؛ لم أكن أريد تقليد السيد. أردت أن أكتب بأسلوب هجين، بعاميتي الخاصة، وأيضًا باستخدام معارف وتاريخ الثقافات البيضاء، والثقافات العرقية الأخرى." بالنسبة لغلوريا، عملية الكتابة تتقاطع مع القراءة، حيث أن القارئ هو مؤلف مشارك للنص، خاصة عند استجابته من خلال كتابة مراجعة أو ورقة نقدية. وتدعوا غلوريا الكاتبات والقراء التأمل في موقعيتهم، فتضيف: "شيء واحد أحثكم على القيام به عندما تقرأون أو تكتبون هي أن تعرفوا، حرفيًا، أين تقف أقدامكم، ما هو الموقف الذي تتخذونه: هل تتحدثون من منظور ذكر أبيض من الطبقة الوسطى؟ هل تتحدثون من موقع شخص ملون من الطبقة العاملة؟ لمَ تتحدثون؟ مع من تتحدثون؟ ما هو السياق، أين تحددون موقع خبرتكم؟" | | في الفصل المعنون "[[وثيقة:حول عملية الكتابة - المناطق الحدودية / لا فرونتيرا | حول عملية الكتابة]]"، تشير غلوريا أن محاولتها للكتابة وإنتاج المعرفة بدأت من رغبتها أن تفعل ذلك على طريقتها ونهجها ولغتها الخاصة، وتضيف "لم أكن أريد أن أقوم بما وصفته [[أودري لورد]] باستخدام أدوات السيد؛ لم أكن أريد تقليد السيد. أردت أن أكتب بأسلوب هجين، بعاميتي الخاصة، وأيضًا باستخدام معارف وتاريخ الثقافات البيضاء، والثقافات العرقية الأخرى." بالنسبة لغلوريا، عملية الكتابة تتقاطع مع القراءة، حيث أن القارئ هو مؤلف مشارك للنص، خاصة عند استجابته من خلال كتابة مراجعة أو ورقة نقدية. وتدعوا غلوريا الكاتبات والقراء التأمل في موقعيتهم، فتضيف: "شيء واحد أحثكم على القيام به عندما تقرأون أو تكتبون هي أن تعرفوا، حرفيًا، أين تقف أقدامكم، ما هو الموقف الذي تتخذونه: هل تتحدثون من منظور ذكر أبيض من الطبقة الوسطى؟ هل تتحدثون من موقع شخص ملون من الطبقة العاملة؟ لمَ تتحدثون؟ مع من تتحدثون؟ ما هو السياق، أين تحددون موقع خبرتكم؟" |
| | | |
− | تستخدم بعض تسويات التشيكانا مثل غلوريا و[[شيري موراغا]] كل من اللغة الإنجليزية والإسبانية بشكل قصدي في كتابتهن دون ترجمة. في نص شيري موراغا "أن تكوني جاهلة بحب وعلم: النسوية البيضاء ونساء اللون" ("Being Lovingly, Knowingly Ignorant: White Feminism and Women of Color) تعكس ماريان أورتيغا () هذا الاهتمام الخاص بمزج اللغتين في النص الواحد كجزء من صمودها وبقائها ككاتبة وكفرد. بالنسبة لموراغا فهذا المزج يخلق ما تسميه "لغة المنزل"، والذي يصبح مكانًًا مستدامًا للنمو الشخصي والفني، يزدهر من خلاله صوت أدبي ومعاني جديدة.<ref>كلير فيلدمن، ورقة بجثية، [https://escholarship.org/content/qt8rz3c36c/qt8rz3c36c_noSplash_be069a80cec53aeae5d95bb1a682a5f4.pdf?t=pu63vp Autotheory & intersectionality in cherríe moraga’s loving in the war years and maggie nelson’s the argonauts]، ص.22. </ref> | + | تستخدم بعض نسويات التشيكانا مثل غلوريا و[[شيري موراغا]] كل من اللغة الإنجليزية والإسبانية بشكل قصدي في كتابتهن دون ترجمة. في نص شيري موراغا "أن تكوني جاهلة بحب وعلم: النسوية البيضاء ونساء اللون" ("Being Lovingly, Knowingly Ignorant: White Feminism and Women of Color) تعكس ماريان أورتيغا () هذا الاهتمام الخاص بمزج اللغتين في النص الواحد كجزء من صمودها وبقائها ككاتبة وكفرد. بالنسبة لموراغا فهذا المزج يخلق ما تسميه "لغة المنزل"، والذي يصبح مكانًًا مستدامًا للنمو الشخصي والفني، يزدهر من خلاله صوت أدبي ومعاني جديدة.<ref>كلير فيلدمن، ورقة بجثية، [https://escholarship.org/content/qt8rz3c36c/qt8rz3c36c_noSplash_be069a80cec53aeae5d95bb1a682a5f4.pdf?t=pu63vp Autotheory & intersectionality in cherríe moraga’s loving in the war years and maggie nelson’s the argonauts]، ص.22. </ref> |
| | | |
| ===العنف ضد النساء=== | | ===العنف ضد النساء=== |