لولب
اللولب(أيضا: جهاز داخل الرحم) أداة تستخدم كوسيلة لمنع الحمل، جهاز صغير على شكل حرف T يوضع داخل الرحم مع خيطين رفيعين يتدليان من عنق الرحم، يمنع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة المخصبة و/أو يمنع انغراس البويضة المخصبة داخل بطانة الرحم. (بالإنجليزية: Intrauterine device, IUD)
يعتبر اللولب أكثر أنواع وسائل منع الحمل فعالية واستدامة، حيث يُستخدم اللولب الواحد لفترة تمتد إلى عدة سنوات (من 3 - 10 سنوات حسب النوع) كما أن تأثيراته الجانبية محدودة، ويمكن استخدامه من قبل شريحة واسعة من النساء من مختلف الأعمار.
تاريخ اللولب
في عام 1909 قدم الطبيب الألماني ريكارد ريختر أول نموذج عن اللولب (الأجهزة داخل الرحم المانعة للحمل)، وكان جهازه عبارة عن حلقة مصنوعة من أمعاء دودة القز شُق طرفها السفلي من أجل أن تظهر (تتدلى) من عنق الرحم بعد وضع الحلقة داخل الرحم من أجل فحصها وإزالتها بسهولة. في منتصف العشرينات، قدم طبيب آخر هو كارل بوست جهازًا مشابهًا لجهاز ريختر؛ حلقة من أمعاء دودة القز متصلة بامتداد صلب مكون من خيط حريري يقع عند عنق الرحم ومزود بزر زجاجي لتغطية العنق. في ذات الوقت تقريبًا قدم إرنست جرافنبرغ حلقة مصنوعة من خليط من المعادن (النحاس والنيكل والزنك) كبديل عن أمعاء دودة القز، كان جرافنبرغ قد استخدم بداية نموذجا معدلًا من اختراع ريختر استخدم فيه الفضة، ولكن توقف استخدامها لاحقًا بسبب تحللها وذوبانها داخل الرحم وامتصاصها إلى الدم مما يسبب تسممًا بالمعادن الثقيلة. لجأ جرافنبرغ للمعادن من البداية بديلًا عن أمعاء دودة القز حتى يصبح تحديد مكان اللولب داخل الرحم ممكنًا بالتصوير بالأشعة، حيث أن نسيج دودة القز لم يكن يظهر في صورة الأشعة كما أن شق ذيل الحلقة عند مستوى الفتحة الخارجية لعنق الرحم كان سببًا في عبور البكتيريا إلى الرحم والتسبب في إلتهابات خطيرة.
انتشر استخدام حلقة جرافنبرغ على مستوى إنجلترا والتابعيات البريطانية من أستراليا إلى كندا، وكانت حلقة جرافنبرغ واحدة من عدة أدوات روج بشدة لاستخدامها بواسطة حركات عنصرية داعمة لأفكار تنقية النسل والتحكم بتعداد السكان. وقد حاول جرافنبرغ، عقب سفره إلى الولايات المتحدة، الترويج لاستخدام أداته ولكنه نُصح بعد محاولة نشرها بين زملائه الأطباء. حيث قيل له أن منع الحمل في أمريكا، بعيدًا عن أفكار حركة تحديد النسل، قد اعتبر رفاهية وليس ضرورة.
في خمسينات القرن العشرين كان الاختبارات تُجرى على اللولب بشكل موسع في عدة دول، منها اليابان التي بدأت تجارب سريرية موسعة على 20 ألف سيدة استمرت لمدة 20 عام، وشملت اختبار أكثر من 32 تنويعًا مختلفًا على حلقة جرافنبرغ. وفي ذات الوقت الذي كانت اليابان توظف اللولب للاستخدام كوسيلة منع حمل فعالة، كان المجتمع الطبي في الولايات المتحدة يرفض استخدامه ويعتبره وسيلة فاشلة لمنع الحمل، غير فعالة، تتسبب في نقل العدوى، كما أنها ترفع احتمال الإصابة بسرطان بطانة الرحم. نشرت نتائج الدراسة اليابانية في الولايات المتحدة في 1960 وقد كان لها نتائج ثورية حيث أنها نفت جميع هذه الإدعاءات بشكل كلي، فاللولب كان فعالًا، ولم تُسجل على مدار الدراسة طويلة الأمد ولو حالة واحدة للإصابة بسرطان الرحم بين مستخدماته في اليابان.
على الرغم من قلة عدد مستخدمي اللولب داخل الولايات المتحدة، إلا أن الطبيب لازار مارغوليوس حاول تقديم اختراع جديد يُستخدم فيه - لأول مرة - مواد بلاستيكية معتمدة على البولي إيثيلين، وكان أول ابتكاراته أنبوبة على شكل حلقة بسُمك 6 ملم ممتلئة بمحلول معتم للإشعاع (يساعد إلى إظهار الحلقة عند التصوير بالأشعة). وقد لاقى جهازه فشلًا ذريعًا، فقد تسبب في نزيف مهبلي، آلام شديدة عند إدخاله إلى الرحم وقد رفضته أجسام بعض المريضات كذلك. وجدير بالذكر أن مارغوليوس قد استخدم جهازه على مريضات أجرين عملية ربط قناة فالوب (تعقيم أنثوي) لأغراض اختبارية فقط. ولذا لم يكن هناك مجال لمعرفة مدى فعالية جهازه لمنع الحمل حتى لو نجح في تركيبه بدون مشاكل.
بأي حال، وعلى إثر نشر نتائج دراسة اليابان عن اللولب في الولايات المتحدة، بدأت شعبية اللولب داخل المجتمع الطبي في أمريكا بالتزايد والانتشار، وقد قام عدة أطباء وطبيبات، منها ماري هالتون وروبرت ديكنسون وكريستوفر تيتزي بابتكار أدوات مماثلة لحلقة جرافنبرغ استخدموا فيها أمعاء دودة القز مرة أخرى، وقد أثبتت ابتكاراتها فعالية عالية في منع الحمل وصلت إلى 98.9%. أما مارغوليوس فقد أصر على الاستمرار في استخدام البلاستيك، ونجح لاحقًا في ابتكار أنبوبة رفيعة من البولي إيثيلين بسماكة لا تزيد عن 3-4 ملم باستخدام بودرة البولي إيثيلين المخلوطة بمحلول الباريوم. وقد بدأ باستخدام جهازه على مريضاته وكانت مريضته الأولى هي زوجته، وكانت نتائج النسخة المعدلة من الابتكار أفضل من الأولى بكثير، حيث زادت الفعالية وقلت نسبة فشل وسيلة منع الحمل.
استمرت خلال العقد التالي (الستينات) الأبحاث والابتكارات على اللولب، وتمحورت التجارب الساعية نحو الحصول على أفضل جهاز داخل الرحم لمنع الحمل حول شكل الأجهزة والمواد المستخدمة في تصنيعها. ابتكر الأمريكي هوارد تاتوم جهازًا على شكل حرف T لأول مرة، وكانت فعاليته لا تتجاوز 82% فحسب، وقد تزامنت أبحاثه مع نتائج دراسة أجراها التشيلي جايمي زيبر تثبت الخواص التثبيطية العالية لمعدن النحاس ضد نشاط الحيوانات المنوية، ولذا فقام تاتوم بتعديل ابتكاره بحيث أضاف النحاس إلى تركيب اللولب، وقد اعتمد الجهاز الخاص به للاستخدام كأول (جهاز داخل الرحم) لمنع الحمل داخل الولايات المتحدة وأول لولب نحاسي في العالم.
على الرغم من أن ابتكارات لازار مارغوليوس لم تر طريقها إلى السوق إلا أنها ساهمت في تمهيد الطريق نحو استخدام البلاستيك في ابتكار اللولب الهرموني، وفي 1970 قدم أنتونيو سكومينا نسخته البلاستيكية من جهاز تاتوم، لولب على شكل حرف T مزود بكبسولة في طرفه السفلي محاطة بجدار شبه منفذ ومليئة بالبروجستين. اعتمدت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية الجهاز في 1976 للاستخدام لسنة واحدة، وظل متداولًا في الأسواق حتى بداية الألفية التالية، حيث استبدل في الأسواق بنسخة تحتوي على نوع آخر من البروجستين (ليفونورجيستريل) من إنتاج شركة باير Bayer الألمانية.
الآن يعتبر اللولب، بشكليه النحاسي والهرموني، أكثر أنواع وسائل منع الحمل فعالية واستدامة، ويمكن أن يستخدم كلا النوعين لسنوات طويلة.[1][2]
انتشار اللولب
يعتبر اللولب أكثر وسائل منع الحمل انتشارًا في آسيا حيث تستخدمه حوالي 27% من النساء الآسيويات اللواتي يستخدمن وسائل لمنع الحمل (من عمر 15 إلى 49 سنة)، مع الأخذ بعين الاعتبار أن 83% من مستخدمات اللولب يعشن في آسيا، حوالي الثلثين منهن (64%) يتواجدن في الصين.[3] إن انتشار اللولب في الصين بالذات أمر بديهي بسبب القوانين الصينية المقيدة لعدد الأطفال المسموح بإنجابهم لكل أسرة، إذ أن اللولب وسيلة فعالة ومستدامة لمنع الحمل ويستمر تأثيرها لسنوات طويلة.
يستخدم اللولب أيضًا في الدول "النامية" والفقيرة أكثر من الدول "المتقدمة"، حيث أن 24.7% من النساء في الدول النامية تستخدم اللولب مقارنة بـ 12.7% فقط في المناطق الأخرى، وقد يُعزى ذلك إلى انخفاض ثمن اللولب كوسيلة لمنع الحمل مقارنة بالوسائل الأخرى عند استخدامها على المدى الطويل. بالإضافة إلى انتشار برامج تنظيم الأسرة والنسل في الدول النامية نتيجة للسياسات الخاصة بالمؤسسات الأممية والمؤسسات غير الحكومية الدولية.
أما في المنطقة العربية يعتبر اللولب أيضًا وسيلة مفضلة لاستخدام العديد من النساء المتزوجات، وبحسب الإحصاءات فإن 18% من النساء في شمال أفريقيا و14% من النساء في غرب آسيا يفضلن اختيار اللولب كوسيلة لمنع الحمل.
على الرغم من ذلك، لا تزال المعرفة المنتشرة بخصوص اللولب محدودة جدا ومليئة بالمغالطات، ولا يساهم الأطباء في تصحيحها، بل في بعض الأحيان يساهمون في انتشارهاـ على الرغم من أن اللولب وسيلة مناسبة للاستخدام لجميع النساء من جميع الأعمار إلا أن كثيرًا من الأطباء في الشرق الأوسط يفضلون استخدامه فقط للنساء اللواتي حملن لمرة واحدة على الأقل، حتى لو لم يكن هناك عائق فسيولوجي يمنع ذلك، خاصة وأن قياسات جديدة أصغر حجمًا من اللولب (النحاسي أو الهرموني) أصبحت متوفرة الآن لحل هذه المشكلة. في دراسة أجريت في عيادات تنظيم الأسرة في مدينتي السويس والمنيا في مصر فإن 92% من النساء اللواتي لم يلدن من قبل من قبل عبَّرن عن وجهة نظر سلبية تجاه اللولب، بعضهن بسبب تخوفهن من نقل اللولب للعدوى وتخوفهن من أن يتسبب اللولب بالعقم! بينما عبر 80% من الأطباء في عيادات تنظيم الأسرة المشمولة بالدراسة عن رفضهم لاستخدام اللولب بسبب التخوف من تسببه لداء الالتهاب الحوضي، وتخوفهم كذلك من صعوبة تركيبه.[4] تظهر هذه الأرقام أن النساء لا يحصلن عن معلومات كافية عن اللولب وأن الأطباء كذلك يملكون وجهة نظر سلبية تجاه اللولب منشأها الأساسي ضعف تدريبهم على التعامل معه. تحد هذه العوامل من انتشار اللولب على الرغم من أنه - في كثير من الأحيان - يعتبر خيارًا مرغوبًا بالنسبة للسلطات وهيئات تنظيم الأسرة الحكومية.
اللولب من المنظور الثقافي والاجتماعي
اللولب وسيلة منع حمل فعالة وطويلة الأمد، سهلة الاستخدام، لا تؤثر على الجماع، وتخضع بالكامل - نظريًا - لسيطرة المرأة التي تستخدمها، إذ أنها وسيلة خفية ويمكن أن تستخدمها بدون علم الشريك، وفي حال لم تعان السيدة خلال استخدام اللولب من أي تأثيرات فسيولوجية أو أعراض جانبية فإنه يكون أداة للتحرر الجنسي ووسيلة للتخلص من الضغط المرافق للحتمية البيولوجية المتمثلة بالحمل والولادة. هذه الإيجابيات التي يتمتع بها اللولب تظل نظرية في كثير من الأحيان، ولا يمكن تحقيقها عند اصطدامها بالواقع على الأرض.
تاريخيًا فإن اللولب قد ارتبط في بدايات القرن العشرين بالأفكار العنصرية لحركة نقاء وتحسين النسل، حيث دعمت هذه الحركة استخدام وسائل منع الحمل من أجل إحكام السيطرة على النساء من المجتمعات الهامشية التي لم تتوافق مع معاييرها،[5] وكان اللولب بجانب عمليات التعقيم وسائل شائعة من أجل تخفيض عدد السكان من الجماعات التي لم يُرغب في تكاثرها، وقد نشطت هذه الحركة داخل أروقة السجون والمستشفيات النفسية وأجرت تجاربها وطبقت أفكارها على نزلاء هذه الأماكن.[6]
إن التجارب التي أجريت على اللولب، على طول الخط برفقة أغلب وسائل منع الحمل المبتكرة خلال القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، لم تراع أي سلوكيات أخلاقية، وقد أجريت دومًا على نساء مهمشات من أقليات عرقية أو إثنية أو على نساء موصومات مجتمعيًا مثل نزيلات السجون أو المستشفيات النفسية و عاملات الجنس. وأجريت غالبًا بدون علمهن أو موافقتهن الكاملة. يذكر لازار مارغوليوس[1] أحد أول الأطباء الذين استخدموا البولي إيثيلين في تصنيع اللولب أن آلان جوتماتشر، رئيس قسم النسائية والتوليد في مستشفى ماونت سيناي (جبل سيناء) في نيويورك قد سمح له بتجريب ابتكاره على نساء أجرين عملية ربط قناة فالوب، يُذكر أن جوتماتشر كان يرفض استخدام اللولب، ويرى أنه أداة غير فعالة، وتسبب الالتهابات ويمكن أن تسبب السرطان، ومن هذا المنطلق يمكن فهم سبب موافقته على تجربة مارغوليوس التي أقرنها باشتراط أن تتم على نساء عقيمات أصلا خضعن للتعقيم الجراحي ولسن بحاجة لوسائل منع حمل إضافية. حسب مارغوليوس فإن التجربة قد استغرقت 4-5 شهور فقط حسبما خُطط لها (من يناير إلى مايو 1959) وهي بالكاد فترة كافية لاختبار التأثيرات الجانبية قصيرة المدى للابتكار. يفصح هذا السلوك عن الطريقة التي نظر بها مارغوليوس ورئيسه المباشر جوتماتشر تجاه النساء موضوع التجربة، وهو سلوك معتاد في أغلبية الأبحاث العلمية التي أجريت خلال تلك الفترة والعقود السابقة لها عندما تعلق الأمر بالصحة الجنسية والإنجابية والصحة العامة بالإجمال.[1]
ينتشر استخدام اللولب غالبًا في الدول النامية و/أو التي تعاني من معدلات خصوبة مرتفعة وعدد سكان كبير، ويُعزى ذلك غالبًا إلى سياسات محلية تفرضها الدولة على النساء، تعتبر الصين ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان بعد الهند، وقد استمرت الأولى عالميا في تعداد السكان لعقود طويلة، إلى أن بدأت بفرض سياسة طفل واحد لكل عائلة والتي طُبقت من 1979 - 2015 (رفعت الصين الحد إلى طفلين في 2015 ثم إلى ثلاثة أطفال في 2021)،[7] وبسبب هذه السياسة تعتبر الصين أعلى مكان في العالم من حيث استخدام اللولب كوسيلة منع حمل طويلة المدى، وتستخدم الصين نُسخًا معدلة من اللولب (حلقة معدنية بدون خيوط فحص) تُزرع في رحم المرأة بعد الطفل الأول بشكل إجباري ولا يمكن إزالتها ذاتيًا بدون تدخل طبي وتصوير أشعة، كذلك فإن العائلات التي لا تلتزم بالسياسة كانت تتعرض لتعقيم أحد الزوجين إجباريًا.[8] وهو انتهاك لحقوق النساء الجنسية والإنجابية.
من جانب آخر فإن استخدام اللولب على الرغم من مميزاته إلا أنه بحاجة لتوافر شروط وبنية تحتية من أجل نجاحه خاصة عندما يتم دمجه كجزء من برامج تنظيم الأسرة المدعومة حكوميًا، يجب أن يتوافر عدد كافٍ من الأطباء والطبيبات المدربات على تركيب اللولب بشكل احترافي مع مراعاة الاختلافات التشريحية في الجهاز التناسلي بين كل امرأة وأخرى،[9] ويجب أن تتوافر أجهزة كافية للتصوير بالأشعة فوق الصوتية في المستشفيات وعيادات تنظيم الأسرة، كما يجب أن توفر هذه العيادات زيارات دورية للنساء من أجل الفحوصات الدورية للتأكد من سلامة تركيب اللولب، بخلاف ذلك يجب أن تقدم المعرفة الطبية الكاملة للسيدات اللواتي يُنصحن باستخدام اللولب، بما يشمل تأثيراته الجانبية ومضاعفاته المحتملة. هذه العناصر لا تتوافر مجتمعة دائمًا وغالبًا ما تكون منقوصة وهو ما يؤدي إلى حدوث المشاكل عند استخدام اللولب بشكل غير مثالي، ومنها فشل وسيلة منع الحمل وحدوث الحمل على اللولب.[10] أو تفضيل النساء للتخلص من اللولب بعد تركيبه بسبب مخالفة نتائجه للتوقعات التي وضعتها النساء عند اتخاذهن قرار استخدامه.[11]
أنواع اللولب
استخدمت على مدار النصف الأول من القرن العشرين تنويعات كثيرة من الأجهزة داخل الرحم من حيث الشكل والمادة الخام المستخدمة في التصنيع، ولكن حاليًا يوجد فقط نوعان رئيسيان مستخدمان هما اللولب النحاسي واللولب الهرموني.
اللولب النحاسي
هيكل بلاستيكي مصنوع من البولي إيثيلين يُحاط جزء منه بسلك نُحاسي رفيع، يُصمم اللولب النحاسي بشكل يحاكي الفراغ داخل الرحم، كان الشكل الأول للولب النحاسي يقارب شكل حرف T الإنجليزي (جزء عمودي وجزء أفقي)، ولكن لاحقًا صُممت أشكال معدلة بحيث يظهر الجزء الأفقي أشبه بذراعي المرساة مع بروزات تساعده على التشبث داخل الرحم ومنع الانزلاق إلى الخارج.
- ميزاته
- تبلغ نسبة فعاليته 99.4%،[12] كما أنه يستخدم لفترة طويلة ويمكن أن يظل - بحسب النوع المستخدم - فعالًا لمدة تصل إلى عشرة سنوات (بعض الأنواع تستخدم لفترة 4 - 5 سنوات فقط).
- آمن، أعراضه الجانبية محدودة ويمكن التأقلم معها بعد فترة من الاستخدام، تأثيراته موضعية ولا تؤثر على أي أعضاء أخرى في الجسم سوى الرحم.
- يخلو من أي هرمونات وبالتالي لا يتداخل مع الدورة الشهرية بنفس طريقة الموانع الهرمونية، وتبعًا لذلك فإنه أيضًا لا يؤثر على المسار الطبيعي للدورة الشهرية.
- فعاليته سريعة (فورية تقريبًا)، لا يحتاج إلى أيام من أجل بدء الفعالية ولا يحتاج إلى استخدام وسيلة منع حمل أخرى مثل الموانع الهرمونية.
- يمكن أن يستخدم كوسيلة منع حمل طارئة (في حالة حدوث جماع غير محمي)، ويمكن تركيبه خلال فترة تمتد حتى 120 ساعة من الجماع
- لا تأثيرات دائمة أو طويلة الأمد على الخصوبة والإباضة، وتنعكس تأثيراته فورًا بعد إزالته.[13]
- رخيص الثمن عند مقارنة مع وسائل منع الحمل الأخرى خلال نفس فترة الاستخدام. توفره كثير من الدول بشكل مجاني أو بأسعار رمزية من خلال المؤسسات الصحية الحكومية كما تغطيه برامج التأمين الصحي التابعة للشركات الخاصة في كثير من الدول.
- آلية التأثير
لا يؤثر اللولب النحاسي على الإباضة، ولكنه يؤثر على نشاط الحيوانات المنوية وقدرتها على تخصيب البويضة،[14] يطلق اللولب النحاسي أيونات النحاس داخل الرحم، والتي تصنع تأثيرًا التهابيًا موضعيًا يتسبب في إنتاج بيئة سامة للحيوانات المنوية (تضعف حركتها وقدرتها على الوصول إلى قناة فالوب حيث يحدث الإخصاب) وللبويضة (تخفض احتمالية تخصيبها). وفي الحالات النادرة الذي يتمكن فيها حيوان منوي من القيام بعملية الإخصاب فإن أيونات النحاس تملك تأثيرًا سامًا على الجنين على البويضة المخصبة خلال فترة وجودها داخل قناة فالوب. كما أن التأثير الالتهابي لأيونات النحاس يتداخل مع قدرة بطانة الرحم على استقبال البويضة المخصبة.[15]
- الآثار الجانبية
من المحتمل أن يتسبب اللولب النحاسي بعد تركيبه بالأعراض الجانبية التالية:
- ألم مشابه لألم الدورة، عادة يختفي بعد عدة أيام
- زيادة النزيف بين الدورات (نزف الحيض) وزيادة عدد أيام الدورة وتصبح أكثر ألمًا.[16]
- في حالات نادرة قد يحدث خلال استخدام اللولب حمل منتبذ خارج الرحم (0.06 - 0.1%)
- أيضًا يمكن أن يسبب اللولب النحاسي ثقب في الرحم (0.2 - 0.3%)، عدوى فطرية أو بكتيرية، أو يُطرد خارج الرحم بشكل تلقائي، تحدث هذه الأعراض في حال لم يُدخل اللولب داخل الرحم بشكل صحيح أو كان الرحم يعاني من تشوهات خلقية.
- أيضًا يمكن أن يسبب حملًا رحميًا عاديًا، والذي قد ينتهي بإجهاض تلقائي وقد يكون في بعض الأحيان إجهاضًا إنتانيًا (أي مترافق مع التهاب بكتيري حاد في الرحم يمكن أن يصل إلى الدم ويسبب حالة طبية خطيرة قد تنتهي بالوفاة).[17]
- موانع الاستخدام
يُمنع تمامًا استخدام اللولب النحاسي في الحالات التالية:
- في حال وجود حمل أو اشتباه بوجود حمل
- في حال وجود تشوهات في الرحم سواء كانت خلقية أو ناتجة عن إصابات أو أمراض.
- في حال إصابة السيدة بالداء الالتهابي الحوضي الحاد (أحد مضاعفات الأمراض المنقولة جنسيًا مثل السيلان.
- إلتهاب بطانة الرحم اللاحق للولادة أو الإجهاض
- ورم سرطاني في عنق الرحم
- نزيف مهبلي أو نزيف في الرحم
- مرض ويلسون (حالة طبية نادرة بسبب وراثي ينتج عنها تراكم النحاس داخل أنسجة الجسم).[17]
- الأنواع المتوفرة حاليًا في السوق
تختلف الأنواع الموجودة في السوق حسب ثلاثة عوامل: الشكل، الأبعاد، كمية النحاس المستخدمة، وتؤثر هذه العوامل على نسبة فعالية وسيلة منع الحمل بالإضافة إلى الفترة الزمنية لاستخدام اللولب.
النوع | الشكل والتركيب | الفعالية | ملاحظات |
---|---|---|---|
CuT380A |
|
|
|
CuT380Mini |
|
|
|
Cu375 |
|
|
|
Cu375Mini |
|
|
|
CuT200B |
|
| |
CuT300 |
|
|
|
اللولب الهرموني
هيكل بلاستيكي من البولي إيثيلين على شكل حرف T يحتوي على مخزون من ليفونورجيستريل (مركب بروجستيني)، بحيث يُطلق اللولب جرعة يومية إجمالية محددة، تختلف كمية ليفونورجيستريل والجرعة اليومية التي يطلقها اللولب حسب النوع المستخدم.
- ميزاته
- فعالية عالية جدًا، تصل إلى 99.4 - 99.8% حسب النوع المستخدم.[12]
- آمن وأعراضه الجانبية الهرمونية محدودة بسبب التأثير الموضعي للمركب البروجستيني ليفونورجيستريل، نسبة امتصاص الهرمون داخل الدم محدودة جدًا.
- يساهم في تخفيف أعراض حالات مرضية مثل انتباذ بطانة الرحم[24] ومتلازمة تكيس المبايض.[25]
- يمكن استخدامه بأمان للمرضعات (بسبب خلوه من الإستروجين). أيضًا يقلل نزف الحيض ويقصر فترة الدورة الشهرية ويحد من أعراضها (التقلصات والألم). ويمكن أن يتسبب في انقطاع الدورة خلال السنة الأولى من الاستخدام.[26]
- فعالية مستمرة لفترة طويلة تتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة سنوات (ويمكن أن تستمر الفعالية إلى ثمانية سنوات) حسب النوع.[27]
- تنعكس آثاره بعد إخراجه بفترة قصيرة، 96% من النساء اللواتي يتخلصن من اللولب بسبب تخطيطهن للحمل يحدث لديهن الحمل خلال السنة الأولى بعد إزالة اللولب الهرموني.[28] على العكس من بقية موانع الحمل الهرمونية طويلة الأمد مثل الحقن، حيث أن تأثير اللولب الهرموني موضعي وجرعته محدودة جدًا ولا تسبب تأثيرات طويلة الأمد على المبيضين.
- آلية التأثير
يعمل اللولب الهرموني على منع الحمل بثلاثة آليات رئيسة:
- ليفونورجيستريل يزيد سُمك وقوام مخاط عنق الرحم مما يمنع مرور الحيوانات المنوية إلى الرحم، يصبح عنق الرحم مكانًا طاردًا للحيوانات المنوية.
- يقلل الإباضة بشكل جزئي عن طريق إبطاء حركة قناة فالوب
- يرقق اللولب الهرموني من بطانة الرحم فتصبح رقيقة وغير مناسبة لانغراس البويضة المخصبة (آلية ثانوية تعمل في حال حدث تخصيب استثنائي لبويضة في قناة فالوب).[29]
جدير بالذكر أن اللولب الهرموني لا يمنع إنغراس البويضة في بطانة الرحم بشكل ميكانيكي لمجرد وجوده كما أنه لا يسبب حالة التهابية مثل أيونات النحاس في اللولب النحاسي. أيضًا يستغرق اللولب الهرموني 7 أيام لبدء فعاليته أسوة ببقية موانع الحمل الهرمونية.[30]
- الآثار الجانبية
من المحتمل أن يتسبب اللولب النحاسي بعد تركيبه بالأعراض الجانبية التالية (غالبًا بسبب التأثير الموضعي و/أو الجهازي لمركب ليفورنورجيستريل).
- نزيف مهبلي متقطع خلال الدورة (خارج مواعيد الحيض)، إفرازات مهبلية، قد يحدث أيضًا انقطاع للدورة الشهرية أو اضطراب في مواعيدها.
- قد تنخفض شدة نزيف الدورة عند بعض المستخدمات خلال الشهور الأولى من الاستخدام (23.4%) أو قد تزيد (11.9%) عند مستخدمات أخريات، يعود ذلك إلى الفروق الفردية بين كل سيدة وأخرى في استجابة الخلايا داخل الرحم للوضع الجديد الذي يخلقه اللولب، سواء بسبب الضخ المستمر لجرعات منخفضة من ليفونورجيستريل أو بسبب إزاحة غير مقصودة للولب عن مكانه الصحيح. أيضًا فإن نمط توزيع وتروية الأوعية الدموية داخل الرحم وداخل بطانة الرحم يلعب دورًا في اختلاف الأنماط النزفية بين سيدة وأخرى.[31]
- التهاب مهبلي بسبب عدوى.
- أعراض أقل حدة: ألم في الثدي، صداع، صداع نصفي، أعراض نفسية مثل الاكتئاب.
- كيسات مبيضية حميدة (أغلبها تظهر بشكل مؤقت وتختفي بشكل تلقائي).[32]
- موانع الاستخدام
يُمنع استخدام اللولب الهرموني في الحالات التالية:
- في حالة وجود حمل أو اشتباه بوجود حمل (يجب إجراء فحص حمل قبل تركيب اللولب).
- في حالة وجود تشوهات رحمية سواء خلقية أو مكتسبة بسبب أمراض، في بعض الأحيان فإن التركيب التشريحي للرحم لا يسمح باستخدام اللولب ولا يتعدل هذا التركيب إلا بعد الولادة الأولى.
- الداء الالتهابي الحوضي (حالي أو سابق)، إلا لو حدث حمل لاحق على الإصابة بالالتهاب.
- التهاب بطانة الرحم لاحق للولاة أو إجهاض إنتاني خلال فترة ثلاثة شهور قبل التركيب.
- تورم نسيج عنق الرحم.
- ورم سرطاني حساس ضد البروجستين (مثل سرطان الثدي أو الرحم)، سواء كان نشطًا أو أصيبت به السيدة في وقت سابق.
- نزيف مهبلي أسبابه غير معروفة.
- التهاب نشط في المهبل أو عنق الرحم.[32]
- الأنواع المتوفرة حاليًا في السوق
تتوفر عدة أنواع من اللولب الهرموني في الأسواق، تختلف فيما بينها في الأبعاد وكمية مخزون المشتق الهرموني وكمية الجرعة اليومية الإجمالية، لكن جميعها مصنوعة من إطار بلاستيكي من البولي إيثيلين على شكل حرف T وتنتهي بخيطين من البولي إيثيلين تستخدم من أجل الفحص، وتحتوي جميعها على ليفونورجيستريل (بتركيزات متفاوتة).
النوع | التركيب والشكل | كمية المشتق الهرموني | الفعالية والتأثير | ملاحظات |
---|---|---|---|---|
Mirena |
|
|
اللولب الوحيد المعتمد من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية للاستخدام كعلاج نزف الحيض الغزير.[35] | |
Liletta |
|
|
|
|
Kyleena |
|
|
|
|
Skyla |
|
|
|
على الرغم من أن جميع أنواع اللولب يمكن أن تستخدم للنساء من جميع الأعمار إلا أن سكايلا بالذات روَّجت له الشركة المنتجة باعتباره مناسبًا للنساء اللواتي لم ينجبن سابقًا. |
طريقة التركيب والاستخدام
تركيب اللولب هو إجراء تدخلي invasive يُسمح بإجرائه فقط بواسطة مهنيات مؤهلين عمليًا وحاصلات على تدريب مخصص لعملية تركيب اللولب، في الدول العربية جرت العادة على التصريح لطبيبات وأطباء النسائية والتوليد بتركيب اللولب داخل المستشفيات والعيادات الحكومية والخاصة.
في بعض الدول الأوروبية يُسمح أحيانًا للقابلات المعتمدات قانونيًا بتركيب اللولب بعد الحصول على التدريب المناسب. كما يمكن أن يقوم أطباء الأسرة والأطباء العامون بتركيب اللولب كذلك.
يوجد متطلبات لإتمام إجراء تركيب اللولب بيسر وبدون أي مشاكل أو تعقيدات، تشمل تحضيرات تقوم بها السيدة التي تنوي تركيب اللولب، أدوات محددة من أجل التركيب، وفحوصات سريرية (أو معملية في بعض الحالات) يجب القيام بها قبل المباشرة بالتركيب (أو خلاله).
في حال رغبت السيدة في إزالة اللولب من أجل التخطيط للحمل يجب أن يُزال بواسطة طبيبة أو شخص مرخص للقيام بالإجراء، لا تقوم بإزالة اللولب بنفسها إطلاقًا.
تركيب اللولب
- اتخاذ قرار تركيب اللولب
- يجب أن تُزوَّد السيدة التي تنوي استخدام اللولب لمنع الحمل بالمعلومات الكافية عن وسيلة منع الحمل والوسائل الأخرى التي يمكن أن تناسبها، مع شرح وافٍ بالفوائد والأعراض الجانبية المحتملة بالإضافة إلى تدريب عن طريقة التعامل مع اللولب والتعقيدات المصاحبة لاستخدامه والمضاعفات المتوقعة في بعض الحالات.
- يجب التأكد من التاريخ الطبي والمرضي للسيدة وفحص مخاطر الإصابة بعدوات جنسية أو علامات على وجود التهاب حوضي أو تشوهات في البنية التشريحية للرحم، يجب التأكد من خلو أي موانع لاستخدام اللولب. يجب التأكد من موعد آخر حمل/اجهاض قبل تركيب اللولب.
- فحص سريع للحمل، يُمنع نهائيًا تركيب اللولب للسيدات الحوامل.[36]
- قبل زيارة الطبيب: في الموعد المقرر لتركيب اللولب، يمكن أن تتناول السيدة مسبقًا مسكنًا مثل باراسيتامول أو إيبوبروفين (تُصرف بدون وصفة طبية).[37]
- الأدوات المطلوبة وقت التركيب
- منظار طبي (موسع مكشافي).
- ملقط (مشبِّث).
- مقياس الرحم (جهاز يستخدم لقياس عمق الرحم).
- عبوة اللولب وتشمل اللولب والأدوات المرافقة له مثل جهاز الإدخال. يختلف شكل جهاز الإدخال وطريقة استخدامه حسب نوع اللولب المستخدم.
- مقص معقم
- وصول سريع لجهاز تصوير بالأشعة فوق الصوتية Ultrasound داخل ذات المنشأة (المستشفى أو العيادة) من أجل حالات الطوارئ.
- خطوات الإدخال
- يجب أن تكون السيدة مستلقية في وضع ظاهري (وضع الانسداح)، أي أن تكون مستلقية على ظهرها وقدماها مرفوعتان على ركاب فوق مستوى الجسم والمنطقة التناسلية قريبة من طرف طاولة الفحص.
- وضع المنظار الطبي (الموسع المكشافي) من أجل فتح وتوسيع المهبل.
- عند هذه النقطة، جميع الخطوات التالية يجب أن تُجرى باستخدام أدوات معقمة بشكل كامل وأثناء ارتداء قفازات طبية (جراحية) معقمة.
- فحص المهبل وعنق الرحم سريريًا من أجل التأكد من خلو المنطقة من أي التهابات، تقيحات، إفرازات غير طبيعية.
- يُفترض أن الإجراء غير مؤلم، ولكن يجب نُصح المريضة باحتمالية حدوث ألم خلال الإجراء واستخدام تخدير موضعي عند الحاجة أو بناء على طلبها.[36]
- تعقيم المنطقة باستخدام بوفيدون أيودين أو كلورهيكسيدين، الامتناع عن استخدام الكحول الطبي (70%) للتعقيم بسبب عدم ملائمته لتعقيم الأنسجة المخاطية والطلائية (يسبب تهيج الأنسجة).
- الإمساك بعنق الرحم باستخدام الملقاط المشبث، يفيد هذا الإجراء في تثبيت عنق الرحم من أجل خطوة القياس والإدخال.
- قياس عمق الرحم باستخدام الجهاز المخصص، يستخدم الجهاز أيضًا من أجل فحص الاتجاه الخاص بتجويف الرحم. يجب أن يكون العمق ما بين 6 - 9 سم أو 6 - 10 سم، في حال كان العمق أقل من 6 سم لا يُنصح بتركيب اللولب بسبب ازدياد مخاطر طرد اللولب بعد التركيب.[38]
- تحميل اللولب في الأداة المخصصة للإدخال، التأكد من الوضع الفلجنة المرافقة لأداة الإدخال وضبط طولها على عمق الرحم.
- إدخال الأنبوب عبر العنق إلى داخل الرحم، إيصال الأنبوب إلى قمة الرحم (يجب أن يظهر وصول اللولب إلى العمق المطلوب حسب التدريج الظاهر على الفلنجة وملامستها لعنق الرحم)، الانتظار لفترة 10 ثوانٍ قبل إطلاق الأذرع (الجزء الأفقي من اللولب).[39]
- سحب أداة الإدخال بعد الإطلاق وقطع الخيوط المتدلية من اللولب بحيث تتدلى عند طول 3-4 سم خارج عنق الرحم.[40] يجب تسجيل طول الخيط من أجل أي فحوصات مستقبلية من أجل التأكد من ثبات اللولب وعدم تغير مكانه.
- مراقبة المريضة لفترة ما بين 10 - 30 دقيقة من أجل التأكد من عدم حدوث أي أعراض والتأكد من سلامة عملية الإدخال. من الممكن إجراء فحص باستخدام الاشعة فوق الصوتية للتأكد من وجود اللولب في مكانه لصحيح.
- متابعة ما بعد التركيب
- من المتوقع أن تشعر السيدة خلال الأيام الأولى بتقلصات في الرحم ومغص بطني و/أو حوضي.
- يتغير نمط نزف الحيض خلال الشهور الأولى من استخدام اللولب حسب نوعه، يزيد النزف في حالة اللولب النحاسي، وقد ينقص (غالبًا) أو يزيد (أقل احتمالًا) في حالة اللولب الهرموني.
- يجب أن تُبلغ السيدة فورًا عن: طرد اللولب، حمى، إفرازات مهبلية غزيرة، رائحة كريهة في المهبل، عدم الشعور بخيوط اللولب.
- زيارات الطبيبة بعد التركيب تختلف بحسب التوجيهات الإرشادية التي تحددها كل هيئة صحية، عادة ما يُطلب من السيدة زيارة العيادة بعد شهر من التركيب، ومن ثم القيام بزيارات نصف سنوية أو سنوية. يختلف الأمر أيضًا بحسب نوع اللولب المستخدم.
إزالة اللولب
يجب أن ينفذ الإجراء الخاص بإزالة اللولب فورًا بعد طلب السيدة التي تستخدمه. بحسب الأدبيات الطبية المتعلقة باللولب والأجهزة داخل الرحم فإن السبب الرئيسي لطلب إزالة اللولب هو التخطيط للحمل، ولكن في واقع الأمر فإن هذا يعتبر الأقل انتشارًا بين الأسباب التي تقدمها السيدات التي تطلب إزالة اللولب بعد تركيبه (فقط 9.7% من السيدات مستخدمات اللولب). بينما 45% من السيدات اللواتي يطلبن إزالة اللولب بعد تركيبه يعزين ذلك إلى عدم القدرة على تحمل الأعراض الجانبية خلال الأشهر الأولى، 32% بسبب مشاكل متعلقة باللولب المستخدم، 12.6% بسبب تخوفات وتصورات خاطئة.[41] يعني ذلك أن معظم النساء اللواتي يتوقفن عن استخدام اللولب يفعلن ذلك من منطلق الرغبة في التوقف عن استخدامه بالذات وليس التوقف عن استخدام وسائل منع الحمل بالمجمل. تُعزى غالبية الأسباب إما إلى تركيب اللولب بشكل خاطئ أو إلى قلة المعلومات التي يوفرها مقدمو الرعاية الصحية للنساء الراغبات بتركيب اللولب عن أعراضه الجانبية المتوقعة والفترة المتوقع استمرار ظهور الأعراض الجانبية خلالها والطريقة المثلى للتعامل معها.
- خطوات ازالة اللولب
- تستلقي السيدة على طاولة الفحص في وضع الانسداح (الوضع الظاهري)، ويوضع المنظار الطبي داخل المهبل.
- تُعقم المنطقة التناسلية جيدًا بالبوفيدون أيودين أو الكلورهيكسيدين.
- تحديد مكان خيوط اللولب، سحب الخيوط بلطف وبسرعة، عند السحب تُطوي أذرع اللولب إلى الداخل ويخرج اللولب بدون مشاكل خلال ثانيتين.
- في حال فشل تحديد مكان الخيوط (غير ظاهرة)، أو في حال الشعور بمقاومة أو في حال شعرت السيدة بألم يُترك اللولب مكانه من أجل تحديد السبب ومن أجل تحديد مكان الخيوط الدقيق، قد يكون اللولب قد انغرس داخل نسيج الرحم أو تسبب بثقبه، تحتاج السيدة حينها إلى تصوير بالأشعة فوق الصوتية أو إلى إزالة اللولب بالمنظار.[42]
- بعد إزالة اللولب يجب فحصه بدقة والتأكد من سلامته، أي التأكد من جميع أجزائه قد أزيلت بشكل كامل. يجب أن يتواجد الذراعان وأن يكون السلك النحاسي مكتملًا في اللولب النحاسي وأن مخزن الليفونورجيستريل سليم وغير مكسور في اللولب الهرموني.
- في حال كانت السيدة قد أزالت اللولب بسبب انتهاء صلاحيته وبحاجة للاستمرار في استخدام نفس وسيلة منع الحمل يمكن أن تقوم الطبيبة بتركيب لولب جديد في نفس الجلسة في حال عدم وجود أي التهابات.
فشل اللولب
يمكن أن يفشل اللولب في أداء وظيفته كمانع للحمل بثلاثة سيناريوهات محتملة:
- الطرد: وذلك عندما يقوم الرحم بطرد اللولب كليا أو جزئيًا إلى المهبل.
- الثقب: عندما يتسبب اللولب في ثقب جدار الرحم ويستلزم إخراجه بسرعة بسبب المضاعفات التي يتسبب بها.
- الحمل على اللولب: عندما يحدث الحمل سواء كان رحميًا أو منتبذًا خلال تركيب اللولب داخل الرحم.
طرد اللولب
يمكن أن يحدث طرد اللولب إن لم يقم الطبيب بتركيبه بشكل صحيح، ولكن حتى لو تم تركيبه بشكل صحيح يظل اللولب معرضًا لخطر الطرد. تزيد احتمالية طرد اللولب في الحالات التالية:
- أحد أهم الأسباب وأكثرها تسببًا في طرد اللولب هو النزف المهبلي الغزير، ويرتبط هذا السبب باللولب النحاسي أكثر من اللولب الهرموني. أيضًا يمكن أن يطرد اللولب بسبب التقلصات الرحمية الشديدة خلال الدورة الشهرية.
- النساء اللواتي أنجبن أكثر من أربعة مرات.
- الفتيات الأقل من 20 سنة،[43] والنساء الأكبر من 20 سنة ممن لم ينجبن من قبل. يعود ذلك إلى صغر حجم اللولب. في حالة النساء الأصغر من 20 عام أو الأكبر من 20 عام ممن لم ينجبن من قبل يمكن استخدام لولب بأبعاد أصغر مساحة.
- النساء اللواتي يعانين من سمنة أو زيادة في الوزن.[44]
- النساء اللواتي حدث معهن طرد للولب في حالة سابقة.
- عند تركيب اللولب في وقت مبكر بعد الولادة و/أو الإجهاض.
يجب الأخذ بالاعتبار أن نسبة حدوث طرد اللولب تبقى ضئيلة. والأسباب السابقة جميعها لا تعتبر مدعاة لرفض اللولب كوسيلة لمنع الحمل بشكل نهائي، ولكن يجب عند استخدامه شرح هذه الاحتمالات للمستخدمة وتنبيهها لعوامل الخطر.
- أعراض طرد اللولب
في بعض الأحيان قد يُطرد اللولب خارج الرحم بشكل جزئي أو كلي بدون وجود أي أعراض، ولذا فمن الضروري القيام بفحوص ذاتية دورية للتأكد من وجود اللولب في مكانه الصحيح، يشمل الفحص إدخال الأصابع داخل الرحم من أجل تحسس خيوط اللولب (المتدلية خارج عنق الرحم) وتقدير طولها، في بعض الأحيان قد تكون الخيوط مختفية، أطول من اللازم، أو تشعر السيدة بالجزء البلاستيكي من اللولب، ويمكن أن يشعر به الشريك خلال ممارسة الجنس. في أحيان أخرى تظهر بعض الأعراض مثل:
- شعور بالألم، يستمر و/أو يسوء مع الوقت
- زيادة حجم نزف الحيض خلال الدورة، ويمكن أن يحدث نزيف مهبلي غير معتاد (قد يكون أيضًا مرتبطًا بحدوث ثقب في الرحم بسبب اللولب).
- مغص شديد وتقلصات رحمية مؤلمة، إفرازات مهبلية غير طبيعية، أو حمى، وجميع هذه الأعراض قد تكون بسبب وجود التهاب سواء بسبب طرد اللولب أو لأسباب أخرى.[45]
- يمكن أن يخرج اللولب مع الإفرازات المهبلية أو النزف خارج المهبل ويمكن ملاحظة وجوده في المرحاض أو الملابس الداخلية.
عند الشك في طرد الرحم للولب أو ظهور أي من الأعراض السابقة يجب أن تذهب السيدة فورًا إلى عيادة الطبيبة مع التوقف عن ممارسة الجنس بدون حماية.
ثقب الرحم
يمكن أن يُثقب الرحم بسبب اللولب بحيث يخرج بشكل جزئي أو كلي إلى تجويف الحوض أو البيريتون (البطن)، يمكن حصر أسباب ثقب الرحم بواسطة اللولب في سببين رئيسيين، الأول هو الإدخال أو التركيب الخاطئ، والثاني هو ترقق جدار الرحم بسبب ظروف هرمونية. قد يحدث ثقب الرحم بسبب اللولب بسرعة وقد يحدث بالتدريج خلال فترة طويلة.
من الأسباب والعوامل والحالات التي يترفع خلالها خطر حدوث ثقب الرحم خلال استخدام اللولب:
- النساء اللواتي خضن ولادات متعددة (ولادتان أو أكثر).
- خطأ أثناء التركيب بسبب قلة خبرة الطبيب أو بسبب تشوه خلقي ينتج عنه انزياح في مكان الرحم إلى الخلف retroverted uterus.
- ترقق جدار الرحم بعد الولادة وخلال فترة الرضاعة الطبيعية.
- عدم فحص الرحم بالأشعة فوق الصوتية قبل وبعد تركيب الرحم (تشير الإحصاءات إلى أن النساء اللواتي يخضعن للتصوير قبل وبعد إجراء تركيب اللولب أقل عرضة لخطر ثقب الرحم بسبب اللولب.
- عدم ذهاب مستخدمة اللولب إلى الطبيبة من أجل المراجعة الدورية (السنوية أو نصف السنوية).[46]
- أعراض ثقب الرحم
أهم الأعراض هي الألم والمغص البطني الحاد والمستمر، في بعض الأحيان يكون الثقب تدريجيا ويستغرق وقتًا طويلا ولا ينتج عنه ألم حاد ويُكتشف بالصدفة خلال مراجعة الطبيب أو عند اختفاء خيوط اللولب.
في حالة اكتشاف ثقب الرحم يُزال اللولب عن طريق المنظار، يمكن أن تركب المريضة لولبًا جديدًا بعد فترة قصيرة حسب تقدير الطبيب (بعد التئام الرحم) أو تستخدم وسيلة أخرى لمنع الحمل.
الحمل على اللولب
أكثر حالات فشل وسائل منع الحمل ندرة على الإطلاق بما أن اللولب يعتبر من أكثرها فعالية. في حالات نادرة قد يحدث إخصاب لبويضة بعد الجماع وتنجح في الانغراس في بطانة الرحم أو يحدث الحمل خارج الرحم كليًا (حمل منتبذ داخل قناة فالوب). تنتهي 50% من حالات الحمل على اللولب عادة بالإجهاض وتنخفض النسبة إلى 25% في حال اكتشف الحمل مبكرًا وأزيل اللولب. في حالات الحمل المنتبذ يجب أن تخضع الحامل لتدخل جراحي من أجل إزالة الجنين. حالات الحمل على اللولب النحاسي أعلى بقليل من الحمل على اللولب الهرموني، في حال انقطاع الدورة خلال استخدام اللولب النحاسي يجب مراجعة الطبيبة فورًا من أجل فحص الحمل، في بعض الأحيان تنقطع الدورة بسبب استخدام اللولب الهرموني بدون حدوث حمل (بسبب التأثير طويل المدى لمركب ليفونورجيستريل).
من أسباب الحمل على اللولب:
- انزلاق اللولب من مكانه بعد التركيب.
- حدوث الحمل قبل بداية تأثير اللولب (في حالة اللولب الهرموني)، حيث يحتاج إلى أسبوع على الأقل قبل بدء فعاليته.
- انتهاء صلاحية اللولب وبقائه داخل الرحم بعد انتهاء الفترة القصوى لتأثيره (حسب النوع).
- أعراض الحمل على اللولب
هي ذاتها أعراض الحمل الطبيعي، وتبدأ بانقطاع الدورة الشهرية (خاصة في حال استخدام اللولب النحاسي). قد يرافقها مغص وافرازات مهبلية ونزف مهبلي متقطع.
في بعض الأحيان يؤدي الحمل على اللولب إلى حدوث مضاعفات وتعقيدات صحية تشمل:
- إجهاض مبكر خاصة (في حال عدم اكتشاف الحمل وإزالة اللولب مبكرا).
- حمل منتبذ (خارج الرحم).
- ولادة مبكرة، تمزق المشيمة المبكر، انزياح المشيمة، انفصال المشيمة.
- الإصابة بعدوى بكتيرية في منطقة الحوض.[47]
طالعوا كذلك
مصادر
- ↑ 1٫0 1٫1 1٫2 L. Margulies - History of intrauterine devices (PubMed)
- ↑ Reproductive Health Access Project - A History: The IUD
- ↑ Kai J. Buhling a, Nikki B. Zite b, Pamela Lotke c, Kirsten Black - Worldwide use of intrauterine contraception: a review
- ↑ The acceptability of using IUDs among Egyptian nulliparous women: a cross-sectional study (BMC Women Health)
- ↑ Eugenics and Birth Control (PBS)
- ↑ Brutality Behind Bars: Forced Sterilization in Prisons
- ↑ Human Rights Watch: It’s time to abolish China’s three-child policy
- ↑ The Use of Forced Sterilisation as a Key Component of Population Policy: Comparative Case Studies of China, India, Puerto Rico and Singapore (Sage Journals)
- ↑ Attitudes of physicians providing family planning services in Egypt about recommending intrauterine device for family planning clients (Africa Research Connect)
- ↑ Rozna FM: لهُ المتعة.. وأنا أواجه اكتئاب الياسمين وحدي
- ↑ Medscape: Intrauterine Device Extraction
- ↑ 12٫0 12٫1 وثيقة:ما مدى فعالية منع الحمل؟
- ↑ ParaGard® (Copper IUD)
- ↑ Paragard Official Website: Mechanism of Action
- ↑ M E Ortiz , H B Croxatto, C W Bardin - Mechanisms of action of intrauterine devices (PubMed)
- ↑ NHS: Side effects of an IUD (intrauterine device) or copper coil
- ↑ 17٫0 17٫1 Medscape: copper intrauterine contraceptive (Rx)
- ↑ 18٫0 18٫1 OHSU Center for Women’s Health: IUD Comparsion
- ↑ Paragard Official Website
- ↑ EURIM Pharm: Copper IUD (Patient Brousch.)
- ↑ MIMS: Multi-Safe 375
- ↑ Bayer: Nova-T
- ↑ Copper 380 A / 200 B
- ↑ What to know about the IUD for endometriosis? (Medical News Today)
- ↑ ASPECT: IUDs for PCOS: What you need to know
- ↑ How Likely is Amenorrhea during Levonorgestrel IUD Use?
- ↑ الطبي: اللولب الهرموني لمنع الحمل
- ↑ K Andersson, I Batar, G Rybo - Return to fertility after removal of a levonorgestrel-releasing intrauterine device and Nova-T
- ↑ ACOG: Long-Acting Reversible Contraception Implants and Intrauterine Devices
- ↑ Should You Wait 2 Weeks to Have Sex After IUD Insertion?
- ↑ Mirenahcp: Effect of Mirena® on bleeding and spotting
- ↑ 32٫0 32٫1 Medscape: Levonorgestrel intrauterine (Rx)
- ↑ FDA expands approval of Mirena for up to 8 years
- ↑ Jeffrey T. Jensen, MD et al. Contraceptive efficacy and safety of the 52-mg levonorgestrel intrauterine system for up to 8 years: findings from the Mirena Extension Trial
- ↑ NEJM Journal Watch: FDA Approves Intrauterine Device for Heavy Menstrual Bleeding
- ↑ 36٫0 36٫1 Medscape: IUD insertion - Periprocedural Care
- ↑ Nationwide Children's Hospital: Hormonal Intrauterine Device (IUD) Insertion
- ↑ Mirena PRESCRIBING INFORMATION
- ↑ Medscape: IUD insertion - Technique
- ↑ mirenahcp: Mirena® IUD Insertion and Removal
- ↑ Medscape: Intrauterine Device Extraction
- ↑ Insertion and Removal of Intrauterine Devices
- ↑ Who is at increased risk of IUD expulsion?
- ↑ Risk factors for IUD expulsion
- ↑ Signs Your IUD Is Out of Place
- ↑ Fatemeh Tabatabaei et al. - Risk factors of uterine perforation when using contraceptive intrauterine devices
- ↑ الطبي: أعراض الحمل على اللولب ومخاطره