البوسطجي

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
البوسطجي (1968)
البوسطجي.jpg
النوع دراما
قصة يحيى حقي
سيناريو صبري موسى و دنيا البابا
حوار صبري موسى
إخراج حسين كمال
إنتاج شركة القاهرة للإنتاج السينيمائي
الدولة مصر
تمثيل شكري سرحان و زيزي مصطفى
اللغة غير معيّنة
المدة 114 دقيقة

الموضوعات عنف ضد المرأة و عنف أسري و جريمة شرف
السينما IMDb


البوسطجي هو فيلم مصري يناقش جرائم الشرف في المجتمعات الريفية. الفيلم قصة يحيى حقي وسيناريو وحوار صبري موسى وإخراج حسين كمال، وقد أطلق الفيلم في 1968 أي بعد النكسة بعام واحد، وإن كانت الأحداث أقدم من هذا.

قصة الفيلم

عباس (شكري سرحان) ينتقل من القاهرة إلى كوم النحل وهي قرية صغيرة في أسيوط. يقف عباس هناك وحيدًا في مواجهة جهل وفقر وفساد وتضييق اجتماعي. فيكون الفيلم وكأنه مواجهة بين القاهرة بتمدنها وتحررها وعلمها في مواجهة الريف بجهله وفقره. وحين يصاب عباس بداء الفساد ليصبح مهملا في عمله، يتأخر في تسليم خطاب خليل (سيف الدين) لحبيبته (زيزي مصطفى) التي كان قد مارس معها الجنس ونتج عن هذا حمل. وحين يتأخر في هذا، يكتشف أبوها (صلاح منصور) حملها ليقتلها ويحملها في أنحاء القرية بقامة منتصبة وكأنه يبرئ نفسه من أن يكون ضد ذكورية المجتمع أو أن يكون ديوثًا سمح لابنته بالحب.

تحليل الفيلم

الفيلم ينتقد بعض النقاط مثل جرائم الشرف وتضييق المجتمع أمام الحب والمعايير الاجتماعية المزدوجة من خلال تداخل العديد من القصص ونهايتها جميعًا عند البوسطجي عباس (شكري سرحان) البطل.

هناك ازدواج في المعايير في التعامل مع الرجال والتعامل مع النساء فيما يخص الجنس خارج نطاق الزواج؛ فعلى الرغم من أن أبا جميلة (صلاح منصور) اغتصب العاملة بالمنزل مما جعل زوجته (ناهد سمير) تبلغ أخيها وخالها اللذين أتيا واختطفاها ليقتلاها، فإن نفس هذا الرجل هو من قتل ابنته بعد ما علم أنها حامل على الرغم من أنه يعرف حبيبها الذي يمكن أن يزوجها منه. كما أن الازدواج في المعايير يشمل أيضًا أن هذا المجتمع لا يعاقب الرجل أو حتى يلومه في حال الاغتصاب، ولكنه يلومه في علاقة الجنس الرضائي فقد ضيّق أهل القرية على عباس حين علموا بأن الغازية (سهير المرشدي) في بيته، فقد رفضوا استمرار وجودها وظلوا حول البيت حتى خرجت ثم هددوه بالطرد من المنزل وفضحه في القاهرة في جهة عمله حتى يطرد؛ الأمر الذي لا يحدث مع المغتصب.

كما أن جريمة الشرف تتكرر في الفيلم مرتين. إحداهما تم التركيز عليها أكثر من الأخرى، ربما لأنها لشخصية رئيسية تسبب البطل بشكل ما في التعجيل بقتلها. الأولى تخص العاملة بالمنزل وتتسبب فيها أم جميلة ربة المنزل التي تظن أن البنت هي السبب في العلاقة وأنها ليست ضحية اغتصاب زوجها، ولا نرى الجريمة نفسها، نرى فقط اختطاف الخال والأخ للفتاة وسط صراخها. أما الجريمة الثانية فهي حين طارد أبو جميلة ابنته حتى أوقع بها وطعنها ثم حملها ليطوف بها أمام الجميع متطهرًا من خطيئتها ولكنه ينظر إليها بحسرة وسط هذه "الشعيرة". وبهذا نرى أن المخرج يحاول إلقاء اللوم على الضحية في حالات الاغتصاب في ظل غياب تام لأي مسؤولية تلقى على الرجل المغتصب وهذا ما يكرّس النظرة المجتمعية للاغتصاب وجعل النساء مسؤولات عن وقوعه عليهن وذلك بتبريرات مختلفة يطلقها المجتمع وبذلك يبقى الرجل المغتصب خارج الصورة معتبراً نفسه بطلاً.