مثلية جنسية
المثلية الجنسية هي توجه جنسي يتسم بالانجذاب الشعوري، الرومانسي، والجنسي بين أشخاص من نفس الجنس. وقد تُعتبر المثلية هويّة يشعر بها الإنسان بناءً على هذه الميول والتصرفات المصاحبة لها، بالإضافة إلى الشعور بأنه جزء من جماعة تشاركه هذه الميول. الذكر ذو الميول المثلية يلقب "مثلياً" أو "مثلي الجنس". وقد يعبر عنه بالمصطلح غير الحيادي "شاذ جنسياً"، أو بالمصطلح التراثي " لوطي". بينما الأنثى ذات الميول الجنسية المثلية تُلقب "مثلية الجنس" أو "سحاقية". المثلية، بالإضافة إلى المغايرة وازدواجية الميول الجنسية هي التصنيفات الرئيسية الثلاث للميول الجنسية عند البشر. فالذي ينجذب للجنس الآخر يلقب "مغايراً" أو بالمصطلح غير الحيادي "سوياً"، بينما الذي ينجذب للجنسين يدعى مزدوج الميول الجنسية. وتعتبر المصطلحات: شاذ جنسيًا، لوطي، سحاقية مصطلحات مسيئة ويتم استخدامها لإهانةالمثليين\ات. (بالإنجليزية: Homosexuality)
تعريف
التعريف العام للمثلي جنسياً هو الذي ينجذب بشكل أساسي إلى أشخاص يماثلونه في نوع جنسه، وقد ينجذب بصورة ضئيلة أو معدومة إلى الجنس الآخر. وليس من الضروري أن يعبّر الشخص عن ميوله الجنسية من خلال ممارسة الجنس فعلياً. ويصعب على الباحثين تحديد نسبة الأشخاص المثليين الذين قاموا بممارسات جنسية مثلية، وذلك لأسباب عديدة. وفقاً لأكبر الدراسات في العالم الغربي، فإن الأفراد الذين مارسوا نشاطاً جنسياً مع أشخاص من نفس الجنس خلال حياتهم تتراوح نسبتهم من 2% إلى 10%. ويقيم العديد من المثليين علاقات مثلية ملتزمة، وهذه العلاقات تماثل العلاقات المغايرة من حيث الجوانب النفسية الأساسية. بينما فقط مؤخراً سهلت الشروط السياسية واستمارات التعداد السكاني ظهور المثليين العلني وتعدادهم.
في العلم والطب لا يُعْتَبَر التوجه الجنسي اختياراً، وإنما تفاعلاً معقداً لعوامل بيولوجية وبيئية. ورغم وجود اعتقاد شائع بأنَّ السلوك المثلي هو شذوذ أو اختلال، فقد أظهرت الأبحاث أنَّ المثلية الجنسية هي إحدى التنوعات الطبيعية في الميول الجنسية الإنسانية. وأنها بذاتها لا تشكل مصدراَ للمؤثرات النفسية السلبية على الفرد المثلي. ولقد لوحظ ووُثِّق السلوك الجنسي المثلي أيضاً لدى أنواع مختلفة من الحيوانات.
هناك فرق بين المثليين جنسياً وبين الذين يشعرون بمغايرة الهوية الجنسية (ترانسجندر) وهم الذين يشعرون أنهم ولدوا على الجنس الخطأ، وبين الذين يريدون تغيير جنسهم (ترانس سكشول). فالميول الجنسية هي التوجه الجنسي للشخص (مثلي، مزدوج، مغاير) بينما الهوية الجنسية أو الجندرية هي شعور الإنسان بانتماءه إلى جنس معين.
لقد كثر ورود العلاقات والممارسات المثلية تاريخياً في الأعمال الأدبية والفنية، في مختلف الحضارات والمناطق حول العالم، ومنها في الأدب العربي. وعلى مر التاريخ تراوحت المواقف من العلاقات والنشاطات المثلية بين الإعجاب، التسامح، الاستنكار والإدانة، فالأمر يتعلق بالمعايير السائدة بالنسبة للعلاقات الجنسية في مختلف الثقافات والعصور. فالأديان الإبراهيمية، مثل اليهودية والمسيحية والإسلام، تعارض بشكل عام المثلية الجنسية أو السلوك الجنسي المثلي، ولكن هناك تقبل لها من قبل بعض علماء الدين وبعض الطوائف.
المثلية في الطب النفسي
في الماضي أُجريت تجارب عديدة في محاولة لتغيير التوجهات الجنسية (وبالتحديد تحويل الميول المثلية إلى مغايرة)، وذلك بواسطة التحليلات النفسية، الأدوية ووسائل علاج أخرى تُعرف بعلاجات التحويل. لكن الغالبية العظمى من المؤسسات الطبية في مجالات علم النفس والطب النفسي تقول بأن التوجه الجنسي ليس اختياراً وأنه غير قابل للتغيير. هذا الموقف مبني على الخبرة والمعلومات التي اكتُسبت في العقود الأخيرة وعلى فشل كل المحاولات لتغيير التوجه الجنسي بشتى الوسائل. في العلوم الاجتماعية والسلوكية والطبية والنفسية هناك إجماع على أنَّ المثلية الجنسية طبيعية، وإنها نوع طبيعي من التوجهات الجنسية عند الإنسان. وهي بذلك ليست اضطراباً ولا مرضاً نفسياً. وجدير بالذكر أن تصنيف المثلية في الدليل التشخيصي والإحصائي تغير من كون المثلية أحد أشكال اضطرابات الشذوذ الجنسي (بارافيليا) إلي كونها اضطراب في التوجه الجنسي بناء علي تصويت الأعضاء وليس بناءا على دليل علمي جديد تم اكتشافه آنذاك، ولاحقا أسقط المثلية الجنسية من الدليل تماما لتصبح تنوعا طبيعيا طبقا للدليل، على ضوء هذا، الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين وجمعية علم النفس الأمريكية تعارض كل علاج يعتمد على تغيير التوجه الجنسي، وتنصح من يعاني بسبب توجهه الجنسي باختيار علاجٍ يساعده على التأقلم مع ميوله. في عام 2009 أصدرت الجمعية الأمريكية لعلماء النفس قراراً يدعو إلى الامتناع عن اقتراح علاجات تغيير التوجه الجنسي بأي وسيلة كانت، إذ أُثبت عدم نجاحها، وأُثبت أن هذه العلاجات تسبب أضراراً نفسية على المريض، ومنها الاكتئاب، القلق، وجلد الذات. الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين موقفها مشابه. كما أنَّ قواعد الأخلاقيات المهنية لعلماء النفس وعلماء الجنس والمستشارين التربويين والعاملين الإجتماعيين تنص على عدم تجربة تغيير الميول الجنسية أو اقتراحها. ما من منظمة صحية مهنية توافق على محاولة تغيير الميول الجنسية.
المثلية في القانون العالمي
منذ منتصف القرن العشرين، بدأ رفع التجريم عن المثلية الجنسية تدريجياً، ولم تعد تصنف كمرض في معظم الدول المتقدمة ومعظم العالم الغربي. وقد ظهرت حركة عالمية منذ نهاية القرن التاسع عشر تهدف لزيادة الاعتراف بالمثليين وتواجدهم العلني والمساواة بحقوقهم الشرعية، بما فيها حقوق الزواج، التبني، العمل، الخدمة العسكرية، العناية الطبية، وكذلك سن تشريعات تكافح التنمر لتحمي القاصرين المثليين. لكن الأوضاع القانونية للعلاقات المثلية تختلف كثيراً بين الدول، فالزواج المثلي قانوني في بعض الدول، فيما في دول أخرى تُعتبر الممارسات المثلية جريمة يُعاقب عليها القانون، وقد تصل العقوبات إلى الإعدام.
المثلية الجنسية في القانون المصري
وفق تقرير للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، فإن «المثلية الجنسية ليست مُجرَّمة في القانون المصري إلا أن قناعات القائمين على القانون وضبابية مواده جعلت من الممكن عقاب الأفراد ـ فقط ـ لانتهاجهم ممارسات وأساليب حياة لا يرضى عنها المجتمع حتى وإن لم تكن مجرمة قانونيًّا».
وأشار عادل رمضان، المحامي في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، في تقرير ل"مصراوي" أنه لا يوجد نص قانوني يجرم المثلية الجنسية، وأن المواد القانون يجرم 3 أشكال من العلاقات الجنسية أولها الجنس لقاء مقابل مادي، وفي حالة إذا كان أحد الطرفين متزوجا تصبح جريمة زنا، وفي حالة الاعتداء الجنسي أو بمعنى أدق الاغتصاب أما في حالة الجنس الرضا بين شخصين من نفس النوع لا يوجد ما يجرم هذا الفعل وفقا لأحكام القانون 10 لسنة 1961، وهو قانون مكافحة الدعارة.وأضاف رمضان قائلا:" رغم عدم تجريم المثلية الجنسية لكن شرطة الآداب بالتحديد تقوم بالخلط بين ما هو أخلاقي وما هو قانوني؛ لأن المجتمع أخلاقيا يرفض المثلية الجنسية، وتستغل ذلك في القضايا من هذا النوع، والمفاجأة أن نسبة كبيرة من هذه القضايا تنتهي بالحصول على البراءة، لكن ذلك يحدث بعد فضحهم والتشهير بهم وتصويرهم، وانتهاك حياتهم الخاصة.[1]
وقال المحامي عصام الإسلامبولي، لـ«بي بي سي»، إن القانون المصري لا يجرم المثلية الجنسية ولكن يعتبرها جنحة تتعلق بالآداب العامة، ويتهم المقبوض عليهم بارتكاب فعل فاضح أو تحريض على الفسق والفجور.
اضطهاد المثليين في مصر
أعمال أدبية حول المثلية الجنسية
- أورلاندو 1928 - فرجينيا وولف.
- البرتقال ليس الفاكهة الوحيدة 1985 - جانيت وينترسون.
- في غرفة العنكبوت 2016 - محمد عبد النبي.
طالع/ي كذلك
- المثلية الجنسية، الفجور والتحريض عليه في القانون المصري
- من «لوسي» إلى «حاتم رشيد»: كيف تؤثر السينما المصرية على الخطاب الاجتماعي تجاه المثليين والمثليات؟
مراجع
مصادر
تصنيفات | جنسانية جندر |
صفحات | [[The Vagina Monologues]] – [[أسرار البنات]] – [[أسرار عائلية]] – [[أقلية]] – [[تابوه]] – [[تطبيع المغايرة الجنسية]] – [[تمييز لصالح المغايرين جنسيًا]] – [[سلم كنزي]] – [[عبور جنسي]] – [[عذرية]] – [[مثلية جنسية]] – [[هوية جنسية]] ثنائية الميل الجنسي – جنس بيولوجي – سلوك جنسي – توجه جنسي – لاجنسية – مثلية جنسية – مغايرة جنسية – ميل جنسي – هوية جنسية – عبور جنسي – جنس ثالث – خوارج |
---|