بيوت آمنة

من ويكي الجندر
(بالتحويل من مراكز إيواء آمنة)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

البيوت الآمنة أو بيوت الاستضافة أو بيوت الحماية أو مراكز الايواء هي أحد أهم استراتيجيات الحماية من العنف المبني على النوع الاجتماعي. أكثر أنواع البيوت الآمنة انتشارًا هي المخصصة للنساء ولكن يوجد في عدد من البلدان حول العالم بيوت آمنة مخصصة للناجيات/ين من العنف بغض النظر عن نوعهم الاجتماعي.

الهدف

تهدف البيوت الآمنة بشكل أساسي الى توفير ملاذ آمن للنساء من العنف الممارس ضدهن في بيوتهن وتحديدًا عنف الشريك الحميم وحمايتهن من تكرار تجربة العنف ضدهن، خاصة وأن الاحصائيات والبيانات العالمية تشير الى أن واحدة من كل ثلاثة نساء حول العالم تعرضت لشكل من أشكال العنف خلال حياتها.

ماذا تقدم البيوت الآمنة للنساء؟

تقدم البيوت الآمنة حزمة خدمات متكاملة ومنسقة للناجيات من العنف بشكل مجاني أو مقابل مبلغ رمزي. وتتنوع حزمة الخدمات بين: خدمات الحماية، والخدمات الصحية بما فيها خدمات الصحة الانجابية وخدمات قانونية لتعريفهن بحقوقهن والآليات القانونية لحمايتهن وخدمات الدعم النفسي الاجتماعي بما فيها ترتيبات تتعلق بإجازة من العمل أو ايجاد فرص عمل بديلة أو تقديم خدمات التدريب على مهارات الحياتية ومهارات العمل وأحيانًا أيضًا يتم تقديم خدمات وترتيبات تتعلق بمدارس الأطفال. حيث تستطيع النساء الاقامة في هذه البيوت بشكل مؤقت خاصة في حال عدم وجود بديل آمن لديهن. ويكون اللجوء للبيوت الآمنة هو الملاذ الأخير والأقل تفضيلا للنساء، والدافع الوحيد للجوئهن اليها هو عدم توفر الموارد الاجتماعية والاقتصادية لديهن. [1]

ادارة البيوت الآمنة

تدير البيوت الآمنة جهة حكومية أو مؤسسات المجتمع المدني أو تتشارك الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني في ادارة هذه البيوت.

أنواع البيوت الآمنة حسب مدة الاقامة

هناك ثلاثة أنواع من البيوت الآمنة:

1. بيوت الطوارئ: تقدم خدمة سريعة ومباشرة، وتوفر حماية مؤقتة لا تتعدى ثلاثة أيام للنساء اللاتي يلجأن لها.

2. البيوت قصيرة المدى: يمكثن فيها مدة لا تتجاوز العام في أغلب الأحيان يتم خلاله مساعدتهن على اتخاذ قرار العودة أو تأهيلهن للعمل والاندماج في المجتمع،

3. البيوت طويلة المدى: تسمح للنساء بالبقاء لمدة غير محددة وتقدم لهن خدمات الدعم النفسي.


بداية ظهور البيوت الآمنة حول العالم

ظهر أول البيوت الآمنة كمراكز لإيواء الناجيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي في الولايات المتحدة في أربعينات القرن الماضي، ووصل عددها مع بداية القرن الحالي إلى نحو ألفين. لحقتها أوروبا التي أنشأت أول بيت آمن للنساء في سبعينات القرن الماضي وأنشأ أول بيت آمن للنساء في أسيا خلال التسعينات.

وبحسب ورقة بحثية أعدتها منظمة نظرة للدراسات النسوية، فإن الدنمارك تأتي ضمن قائمة الدول التي قطعت شوطًا كبير في تمكين النساء ومناهضة العنف ضدهن، حيث يوجد منظمة وطنية للبيوت الآمنة للنساء تربط بين 41 بيتًا موجودين في الدنمارك وذلك لتنسيق الجهود بينهم وتبادل الخبرات والمعلومات. وهذه المنظمة الوطنية منوط بها تدريب العاملين بالبيوت الآمنة وتنظيم حملات ودورات لتحسين مستوى الخدمة المقدمة في البيوت الآمنة.


البيوت الآمنة في العالم العربي

فتحت العديد من الدول العربية بيوت آمنة لحماية النساء الناجيات من العنف المبني على النوع الاجتماعي، وتطالب المنظمات الحقوقية والنسوية في الدول الأخرى بتوفير مراكز إيواء للمعنفات. فمثلًا في المغرب هناك ما يقرب من أربعة مراكز. ويُعد مركز “تمكين” أول مركز نموذجي لإيواء النساء المعنفات في تونس. أما في الجزائر فقد أسست جمعية “نساء في الشدة” مركز إيواء في 1995. وهناك ثلاثة مراكز في فلسطين موزعة بين أريحا ونابلس وبيت لحم. وفي لبنان ثلاثة مراكز وفرتهم مؤسسة “أبعاد”.

وتوجد في دولة الإمارات العربية مؤسسة دبي وهي أول دار لرعاية النساء والأطفال من ضحايا العنف الأسري. في حين تحوي المملكة العربية السعودية أكثر من عشرة مراكز إيواء للنساء. وفي البحرين هناك دار الأمان للإيواء المؤقت المجاني للمتعرضات للعنف الأسري.

وتشير تقارير وزارة التضامن الاجتماعي في مصر الى وجود تسعة مراكز لاستضافة وتوجيه النساء المعنفات.


البيوت الآمنة في مصر

تأسس أول بيت آمن للنساء في مصر عام 2003 ضمن سلسلة مشاريع تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي بعد قرارين وزاريين صدرا في عام 2000، وممولة من طرفها وتقرر الوزارة إسناد إدارتها إلى جمعية أهلية لكنها تبقى تحت إشرافها إداريا. ويوجد في مصر 9 بيوت آمنة تابعة لوزارة التضامن الاجتماعي في محافظات، القاهرة، والجيزة، والقليوبية، والاسكندرية، والدقهلية، وبني سويف، والفيوم، والمنيا.


وما عدا البيوت الآمنة الموجودة في محافظتي بني سويف والقليوبية التي تخضع للإشراف الحكومي، فإن باقي البيوت تم إسنادها إلى جمعيات أهلية، لكنها ممولة بالكامل من وزارة التضامن الاجتماعي وتخضع لإشرافها.ويأتي تمويل البيوت الآمنة من إعانات مقررة من الوزارة ورسوم اشتراكات النساء المترددات على الدور، إذا كانت لديهن موارد، وهناك أيضا تبرعات ومنح لتلك البيوت بعد موافقة الجهة الإدارية المختصة. أما بيوت المجتمع المدني فتتكفل بتمويلها جمعيات بعد الحصول على تصريح من وزارة التضامن الاجتماعي لإنشاء البيت الآمن، وتخضع لإشراف دوري من الوزارة.

وتصل القدرة الاستيعابية لجميع البيوت الآمنة الموجودة إلى حدود 230 ناجية، وتتكون أغلبها من غرفتين أو ثلاث مزودة بعدة أسِرَّة ومطبخ وحمام، لكن عندما يكون البيت جزءا من مبنى لجمعية تقوم بتقديم خدمات أخرى كتخصيص مكان ترفيهي للأطفال.


وتستقبل البيوت الآمنة النساء اللاتي يتم تحويلهن عن طريق الخط الساخن لمكتب الشكاوى بالمجلس القومي للمرأة، والمنظمات غير الحكومية التي تعمل مع المعنفات، وفي بعض الأحيان عن طريق المستشفيات شرط ألا يكون لديها مكان إيواء آخر و لا تكون مريضة نفسيًا. وتستقبل المرأة عند وصولها من قبل طبيب ومحام وأخصائية اجتماعية ونفسية ويتم تحرير محضر بقسم الشرطة لإثبات التعدي الذي تعرضت له بدنيًا، وإذا كان جسدها يحوي حروقًا أو كسورًا أو كدمات يتم تدوين تقرير طبي بحالتها. كما تقوم الاخصائية الاجتماعية بالاطلاع على مستندات إثبات هويتها والقيام بالإجراءات الشرطية اللازمة للتأكد من سلامة موقفها القضائي. وتستقبل البيوت الأمنة في مصر النساء المصريات أو الأجنبيات المتزوجات من مصري بموجب وثيقة رسمية أو مطلقات في فترة شهور العدة.

وتكون الاقامة في البيت الآمن مجانية، إذا كانت المرأة بلا دخل مادي، وإذا كانت عاملة تساهم بتساهم ب25% من دخلها، ويسمح للنساء باصطحاب الأطفال حتى سن 12 سنة للذكور وأي سن للإناث.


وبالنسبة لقواعد البيوت، فمدة الإقامة بالبيوت التابعة لوزارة التضامن ثلاثة أشهر ويمكن تمديدها بحد أقصى تسعة أشهر، ولكن يتطلب ذلك موافقة من وزارة التضامن الاجتماعي، وفي أغلب الأحيان تترك النساء البيت الآمن بعد الفترة المحددة، إلا أن هناك بعض الاستثناءات في حالات محددة تستدعي ذلك.


الفرق بين البيوت الآمنة والمساحات الآمنة للنساء والفتيات

طالعي كذلك: