وثيقة:الأمومة اختيار وليست حتمية

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

نحو وعي نسوي.jpg
تدوينة
تأليف شرياسي بوس
تحرير غير معيّن
المصدر نحو وعي نسوي
اللغة العربية
تاريخ النشر 2020-01-07
مسار الاسترجاع https://feministconsciousnessrevolution.wordpress.com/2020/01/07/الامومة-اختيار-وليست-حتمية/
تاريخ الاسترجاع 2020-07-01
نسخة أرشيفية http://archive.vn/R83MS
ترجمة وفاء
لغة الأصل الإنجليزية
العنوان الأصلي Motherhood As A Choice And Not An Inevitability
تاريخ نشر الأصل 2016-05-07


نشرت التدوينة الأصلية على موقع feminisminindia.com



قد توجد وثائق أخرى مصدرها نحو وعي نسوي



دائما ما يكون يوم الأم قضية كبرى، خصوصا على وسائل التواصل الاجتماعي نشاهد الفيديوهات، البوسترات، الرسائل والأشياء المختلفة الأخرى تطوف على هذه الوسائل. يتم شكر الأمهات، تٌذرف الدموع، تشارك المواضيع ويتم شكر كل امرأة اما على كونها أم أو لأنه لديها القدرة على أن تكون أما. إن لم يتم شكرك كإمرأة في يوم الأم، فسوف يتم هذا يوم ما بالتأكيد . حسنا، ماذا لو لم ترد امرأة أن تصبح أما؟ ماذا لو اختارت أن تبقى بعيدة عن الصراع والمعاناة اليومية للأمومة؟ ماذا لو اختارت أسلوب حياة لا تكون فيه أما؟

فكرة الأمومة مثالية كقاعدة لدرجة أننا لن نستطيع رؤيتها خارجها. إن جوهرها مرتبط بالأنوثة لحد اعتبار أن كل امرأة هي أم مستقبلية. الأمومة تدرك كأمر حتمي وليس اختياري لذا تكبر كل فتاة وهي تسمع كيف ستصبح أم يوما ما. ويتم سؤال كل امرأة متى سترزق بطفل، والاعتقاد أن لكل امرأة غريزة أمومة والتي ربما يتم تصدقيها بسبب وجود الرحم.

في هذا المجتمع، عندما تقول امرأة أنها لا ترغب في إنجاب أطفال يصاب الجميع بالجنون، معرفة الناس بأنه ليس لكل النساء رغبة أو غريزة الأمومة تصيبهم بالصدمة. ولكي لا يتقبلوا هذه الفكرة الجذرية فإنهم ببساطة ينكرون على المرأة استقلاليتها في أفكارها وجسدها.

عندما قمت بالبحث عن “نساء لا يرغبن في أن يصبحن أمهات”، وجدت العديد من المقالات التي يقوم فيها الناس بذكر أسباب لعدم رغبة النساء في أن يصبحن أمهات. دعوني أصيغ هذا مرة أخرى. وجدت مقالات تقدم مبررات لقرار اتخذته امرأة، لا ترغب في أن تصبح أما لأن المجتمع دائما ما يطلب سببا لذلك فمن المهم أن نجعل الناس تفهم لماذا لا تفكر المرأة في الإنجاب، لأن ” لا أرغب في هذا” ليست تبريرا كافيا بالنسبة إليهم. ربما العالم مكتظ سكانيا، جائع ومليء بالأيتام، لكن ما زال يحتم على المرأة أن ترغب في الإنجاب. إن الفكرة متأصلة جدا لدرجة أن أغلب النساء المتحدثات علانية عن خيارهن في عدم رغبتهن في أن يصبحن أمهات يواجهن الإساءة، الإدانة وفي معظم الحالات يتم إخبارهن أنهن لا يفهمن شيئا.

عندما أسأل النساء عن نوع الإساءة/ الإدانة/ النصيحة التي تم إخضاعهن لها، أجد نفسي أحتنق من تقويض وسحق أهلية المرأة في المجتمع. من تسميتهن أنانيات إلى سؤالهن إن كان قضيب أزواجهن يعمل، تسمع المرأة هذه الأمور باستمرار. أنا مندهشة من فظاظة هذه التعليقات. كيف يكون من الممكن أن نقوم بإدانة خيارات الآخرين؟ لكن من المعروف أن الناس لا تعرف كيفية إحترام المساحات الخاصة.

ماهي الأمور التي تسمعها النساء عندما يقترحن أنهن لسن حاضنات للأجنة؟ يتم إخبارهن بإصرار أنهن كذلك. العديد من النساء تم إخبارهن أنهن أنانيات، ولا يعرفن مالذي يتحدثن عنه، فالمرأة لا تكون كاملة من دون أطفال، وأنهن فقط متمردات، أو لا يردن أن يصبحن أمهات لإغاظة أمهات أزواجهن. ومن بين الأمور التي تسمعها من يرفضن الإنجاب: سُألت امرأة “كيف ستثبتين رجولته؟”، وتم سؤال أخرى أمام الجميع ” هل أنتِ عاقر؟”، أو “هل قضيب زوجك يعمل؟ “، “هل هذا موقف نسوي جديد؟”، “من سيعتني بك عندما تصبحين أكبر؟”، “أي نوع من النساء التي لا ترغب في الأطفال أنتِ؟”، “ألا تهتمين أن والديك يرغبان في أحفاد؟”. وتم أيضا إطلاق ألقاب عليهن مثل “غير طبيعية”، وإخبارهن أنهن سوف يندمن على قرارهن في المستقبل وأن التطور يستدعي أن يكون للمرأة أطفال. قالت إحدى النساء أن عائلتها أرسلتها للأخصائي لأنها قالت أنها لا ترغب في انجاب الأطفال وأنها تفضل الحيوانات الأليفة عليهم.

في الهند، حيث تصور الدولة كرمز أمومي، من الصعب أن يتقبل الناس مفهوم المرأة دون ربطه بشماعة، أم، أخت، زوجة، ابنة أو شيء آخر يربطها بالآخرين، خصوصا الرجال. لكن المرأة كإنسان فقط مثل أي انسان آخر، لديها أفكارها وقيمها الخاصة تعتبر فكرة غريبة، لذا من الطبيعي أن يكون هناك شيء خاطئ في المرأة إن لم ترغب بالأطفال. دعونا لا نفعل هذا مرة أخرى، دعونا نتوقف عن التظاهر بأن الأمومة حتمية. الأمومة يجب أن تكون إختيار، ومن حق كل النساء أن تختارها أو ترفضها.

لايجب على النساء الدفاع عن اختيارهن الشخصية أو تبريرها. لايجب عليهن أن يتحملن الإساءة بسبب خياراتهن. عندما نبرر بأنها غير مستقرة اقتصاديا، أو لديها معاناة سابقة، أو لديها مرض لن تشفى منه، فنحن نقول أن عدم الرغبة في الأمومة لذاتها أمرُُ غير مقبول. الأمومة شيء رائع لمن اخترنها ولا يمكن أن يقول أحد عكس ذلك. ومع ذلك فهناك بعض النساء اللواتي لا يردن انجاب أطفال ولا يشعرن أنهن يحتجن إلى ملئ حياتهن بهم، ولا بأس بهذا. ومثلما أنه لابأس بإنجاب العديد من الأطفال، فلابأس بتبني طفل، وتبني حيوانات أليفة كأطفالٍ أيضا. لا يحق لنا الحكم على إنسان آخر لإختيار لن يؤثر علينا.