وثيقة:التعقيم المؤقت للرجال.. هل يضع حدا للحمل غير المرغوب؟

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

Circle-icons-document.svg
مقالة رأي
تأليف ميرهان فؤاد
تحرير غير معيّن
المصدر المنصة
اللغة العربية
تاريخ النشر 2017-11-28
مسار الاسترجاع https://almanassa.net/ar/story/7192
تاريخ الاسترجاع 2018-05-07
نسخة أرشيفية http://archive.is/3sQPf



قد توجد وثائق أخرى مصدرها المنصة



تقع مسؤولية منع الحمل عادةً على عاتق النساء فقط، بصورة تجعلها تبدو وكأنها عقاب لممارسة الجنس. ولكن تبقى حقيقة أنه من الأسهل تثبيط تلقيح بويضة واحدة تُنتَج شهريًا، عن تثبيط ألف حيوان منوي في كل ثانية.

بسبب الآثار الجانبية السيئة لموانع الحمل للنساء، من اكتئاب وزيادة وزن، ومن منطلق المسؤولية المشتركة أيضًا؛ يدفعنا ذلك إلى التعرف على إمكانية وجود وسائل طويلة الأمد نسبيًا، لمنع الحمل يستخدمها الرجال، إلى جانب الوسائل المعروفة مثل القذف الخارجي، و العازل الطبي، والتي قد لا تكون ناجحة في معظم الأحيان، فنسبة فشل استخدام العازل الطبي للرجل في منع الحمل تبلغ 18 من كل مئة حالة، وفي القذف الخارجي تحدث 22 حالة حمل من كل 100 حالة.

في عام 2016، خضع حقن علاج هرموني لمنع الحمل لتجارب كشفت أن نسبة فعاليته تصل إلى 96%، لكن كانت له آثار جانبية سيئة على الرجال، من اكتئاب وزيادة وزن، مما أنهى التجربة سريعًا. لكن تظل هذه الطرق المحدودة مقارنة بوسائل منع الحمل عند الإناث، ومازالت في طور التجريب.

وإلى جانب الآثار الصحية غير الأكيدة المترتبة على استخدام الرجال وسائل منع الحمل فإن الأمر يكتسب أيضًا أبعادًا اجتماعية.

يخاف أحمد وهو شاب مصري وطالب في كلية الإعلام من وسائل منع الحمل "رغم أنني أُشجّع أن يتحمل الرجل مسؤولية الحمل، لكن لو أخذنا في الاعتبار إن الوضع الحالي مريح جدًا للرجل". ويتابع الشاب البالغ من العمر 28 سنة حديثه قائلًا إن الرجل "لا يتحمل أي ضريبة في موضوع منع الحمل أو الإجهاض، إذا تم اعتماده من قِبل وزارة الصحة المصرية، سيكون الموضوع جزءًا من موجة مقاومة للأفكار السائدة".

ولكن أمجد الذي يعمل رسام كاريكاتير لا يرى مانعًا في استخدام موانع الحمل "طالما أن الموضوع مدروس طبيًا، ولا توجد آثار جانبية على المدى البعيد، ولأنها وسيلة غير هرمونية، وذلك من منطلق إن وسائل منع الحمل لها آثار سيئة على المرأة، فإذا كانت وسائل الرجال أقل ضرراً مقارنة بالنساء، فلابد من استخدامها، من الممكن أن يبدأ بها من يخطط لعدم الانجاب مجددًا".

عرفت بعض الدول طرقًا شعبيةً لمنع الحمل، ففي أندونيسيا، وتحديدًا في جزيرة "بابوا"، تنتشر كبسولات تسمى الجينديروزا، وهي كبسولات مشتقة من نبات الخوستيسيا جينداروزا. شعبيًا كان الرجال يأكلون أوراق الجينديروزا لمنع الحمل، وقد أثبتت الأبحاث أن هذا النبات يؤثر فعلًا على الإنزيمات التي تجعل الحيوان المنوي يخترق البويضة، ولم يظهر للمنتج أية أعراض جانبية سيئة حتى الآن. وهو الآن في المرحلة الأخيرة للتجريب، للتعرف على مدى فعاليته ولكنه لم يسجل كدواء حتى الآن.

في الولايات المتحدة الأمريكية، جُربت طريقة أخرى غير جراحية لتعقيم الذكور وهي الموجات فوق الصوتية، تم تجريبها على الفئران والكلاب، بتوجيه الموجات فوق الصوتية على الخصيتين لمدة 15 دقيقة، ولاقت التجارب نتائج فعالة، لكن التجارب على القرود والتجارب البشرية كانت مخيبة للآمال.

أما الوسيلة الأصعب والآمن في الوقت ذاته هي التعقيم الدائم أو قطع "الأسهر" أو القناة الناقلة للمني، عند انسداد هذه القنوات، لا يستطيع الحيوان المنوي مغادرة جسم الرجل. وهي من جراحات اليوم الواحد، طريقة فعالة وناجحة بنسبة تصل إلى 100%، آمنة ورخيصة، مقارنة بالتعقيم الدائم للمرأة، ولا تؤثر على عملية الانتصاب أو القذف، ولكن تحتاج هذه العملية لمدة 3 شهور لتبدأ فعاليتها، يمكن معرفة ذلك عن طريق تحليل السائل المنوي، وتحديد وجود أو غياب الحيونات المنوية بعد القذف. لكن هذه الطريقة لا تحمي من الأمراض المنقولة جنسياً، وتُستخدم عادةً للذين قرروا عدم الانجاب مستقبلاً نهائياً أو لعدم نقل أمراض وراثية مثلا لأنها طريقة غير عكسية.

وماذا عن المنع المؤقت؟

لكن ماذا يفعل من يريدون منع الحمل بشكل مؤقت فقط؟ هناك طريقة جديدة غير هرمونية للتعقيم المؤقت، عرفت طريقها للظهور في الهند، تسمى Risug اختصارًا للتثبيط المؤقت للحيوانات المنوية، أثبتت التجارب أن الطريقة فعالة بنسبة مئة بالمئة، وتستمر فعاليتها لمدة عشر سنوات. والعملية ببساطة هي عبارة عن الحقن بمادة تشبه الـ"جل"فوق الصفن، يعمل كغطاء حامي للقناة التي تحمل الحيوانات المنوية من الداخل، فتصبح غير قادرة على تخصيب البويضة، هذه العملية غير دائمة، يمكن إعادتها عن طريق حقنة أخرى، تنتَزع الجل. وقد جُرّبت هذه العملية على 250 متطوعاً، وكانت النتائج هي تورمات طفيفة في كيس الصفن، واختفت في غضون أسابيع.

أما آخِر المنتجات غير الهرمونية المنتظرة في هذا الصدد هو vasagel هو منتج شبيه بال RISUG، يستخدم عن الطريق الحَقن وتتم العملية تحت تأثير مخدر موضعي، جُرب المنتج على القرود، وكانت النتيجة ورم حبيّبي على قرد واحد، وظهرت التهابات بسيطة على البعض الآخر. تسبب طريقة VASAGEL تعقيمًا مؤقتًا، أي أن العملية عكسية، ويمكن إعادة القدرة على الانجاب بحقنة مماثلة، وهي طريقة طويلة المفعول، تستمر فعاليتها أيضا لعشر سنوات، ومن المنتظر اختبارها على الإنسان في أوائل العام المقبل، وستكمل الشركة المنتجة تمويله عن طريق الكراود فانديج.

بالنظر لعملية التعقيم الدائم سنجد أنها غير منتشرة بين الرجال على سهولتها، فما مدى استعداد الرجال للتعقيم المؤقت إذا أقرت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) منتج ال VASAGEL؟ الشركة المنتجة التي تعي المجازفة الاجتماعية تقصت آراء البعض على موقعها ، يقول أحدهم "أنا كرجل لن أتعاطى وسيلة هرمونية لمنع حمل، ولا حقنة كل شهر بالطبع، لكن لو وُجدت طريقة كال vasagel طريقة عكسية، بحقنة كل 5 أو 10 سنوات فمن الممكن أن أستخدمها". وقال آخر إنه ينتظر هذا المنتج بفارغ الصبر.