وثيقة:الحب هو الحريّة.. والخاتم يقتلها

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

Circle-icons-document.svg
تقرير صحفي
تأليف رواند عيسى
تحرير غير معيّن
المصدر شباب السفير
اللغة العربية
تاريخ النشر 2015-10-06
مسار الاسترجاع http://shabab.assafir.com/Article/13096
تاريخ الاسترجاع 2018-07-07



قد توجد وثائق أخرى مصدرها شباب السفير




رسم مصاحب لعماد قعفراني

خرجت إيناس من غرفة الجلوس بعد نقاش محتدم بين والديها ووالدي حبيبها محمد. ذهبت إلى غرفتها وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح. لحقها محمد إلى الغرفة، خبّط على الباب، وتوّسل إليها لتدخله. فتحت الباب، جلست على السرير وطلبت من محمد أن يغلق الباب خلفه ليخفّفوا من صوت الصراخ المندلع في غرفة الجلوس. كان والدا محمد في زيارة إلى والدي إيناس لطلب يدها لابنهما، وكانا يريدان كتب كتاب الولدين في حفلة الخطوبة لتستطيع إيناس الدخول إلى بيتهم والنوم عندهم. لكن، رفض والدا إيناس الفكرة، فهما لا يريدون كتب الكتاب قبل حفلة الزواج، ليتأكّدا كون محمد مناسباً لابنتهم. احتدم النقاش حين قالت أمّ محمد إن البنت التي ستدخل بيت الرجل بدون كتب الكتاب تكون "بنت فلتانة"، وهنا استنفرت أمّ إيناس على أمّ محمد لتنعتها بـ "امرأة الكهف". بعد دقائق من رحيل محمد وإيناس من غرفة الجلوس، لاحظ الأهل اختفاءهما، فهرعت الوالدتان إلى غرفة النوم، لتجدا الشابة تضع رأسها على كتفه. هنا، صرخت أمّ محمد: "إيدك عنها يا ابن الكلب! يا أبو محمد! قوم جيب الشيخ هلأ!".

في حين يعاني معظم الشباب قبل أن يتزوّجوا، إمّا بسبب مشاكل مع الأهل، أو بسبب الصعوبات الماديّة، يوّفر البعض كل هذا العناء على أنفسهم برفضهم فكرة الزواج من أصلها.


حسين بغدادي (20 عاماً)

يفسّر بغدادي الزواج من منطلق إيديولوجي سياسي، "الزواج هو إطار اجتماعي أنتجته المنظومة التي نعيش فيها عبر التاريخ، وهو أداة سيطرة لإعادة إنتاج قوى العمل المنتجة في المجتمع من خلال هذا الإطار الذي يخلق العائلة". يرى حسين أن عقد الزواج يقوم على إدخال الحكومة والمؤسسات الدينية إلى العلاقة العاطفية، لتسيطر عليها وتتحكّم بها من خلال الشرائع التي تحدّدها لمسار العلاقة. بعكس الفكرة النمطية حول رومانسية الزواج، يصنّفه بغدادي على أنّه، خصوصاً في المجتمعات المحافظة، يعطي الشرعية للعلاقة الجنسية، باعتبارها "حراماً" أو فعلاً "غير أخلاقي" خارج إطار الزواج.

تكوّن مفهوم بغدادي للزواج بعد اطلاعه على وجهة النظر الماركسية من الموضوع، لكن في الوقت نفسه لم تكن النماذج التي شاهدها مشجّعةً على الاقتناع بفكرة الزواج. أمّا من الناحية الشخصية، فيملك ابن العشرين عاماً نظرة تشاؤمية للعلاقات الاجتماعيّة كافةً، وخاصةً العاطفية، ولا سيّما في المجتمع الذي يعيش فيه. "العلاقات العاطفية في مجتمعٍ كهذا هي عبارة عن ممارسات محدّدة، معروف مسبقاً كيفيّة التصرف فيها"، يقول بغدادي. يضيف: "كلّما استمرّ بقاء المجتمع الطبقي، زاد الاغتراب بين الأفراد، وابتعدت العلاقات عن مبدأ الانسجام والمحبّة".

بغدادي غير قادر على تصوّر العلاقة العاطفية المثالية بالنسبة له، فهي مربوطة، بحسب قوله، بالمجتمع ونتاج له. إلّا أنه، ونسبةً إلى تجاربه السابقة، يفضّل العلاقات التي لا تفرض التنظيم، بل تمشي ببساطة حسب مشاعر الطرفين، "مع حدّ أدنى من الالتزام طبعاً، مربوط بالاحترام والثقة لا أكثر".

سارة قدورة (21 عاماً)

"بدنا عقد لنقدر نحبّ حدا"، هكذا تختصر قدورة مفهومها عن الزواج. وتسأل: "كيف يمكن لأيّ شخص أن يقرر الارتباط بشخصٍ آخر لمدى الحياة، بناءً على قرارٍ عاطفي اتّخذ في لحظةٍ معيّنة؟!". بنظر قدورة، فإنّ الزواج التقليديّ ظالم بحقّ الطرفين، وخصوصاً المرأة. بحسب رأيها هو "ظالم للرجل لأنه مكلّف بتحمّل مسؤولية العائلة، وظالم للمرأة لأنّ الرجل هو الآمر والناهي في كلّ شيء". لم ترَ قدورة نموذجاً سليماً للزواج، "لأن الطلاق يعتبر شبه محرّمٍ في بعض الحالات، أو على الأقل سلبياً. لذلك يعاني الزوجان كثيراً من أجل ضمان استمرارية الخطوة التي اتخذوها مسبقاً". أمّا كيف تفسّر العلاقة التي تناسب أسلوب حياتها، فتفضّل سارة أن يكون الحبّ غير مقيّد بعقود وشرائع وقوانين، كما ترفض فكرة التملّك والغيرة التي غلفها المجتمع بمظهر رومانسيّ. تريد قدورة علاقة مبنيّة على الثقة، من دون تدخلّ أحدّ ليحدّد الصحّ والخطأ.

محمد خلف (21 عاماً)

"مستحيل أن يدوم الحبّ بين شخصين إلى الأبد، سيزول حتماً في مرحلة من المراحل، والزواج سيرغمهم على البقاء سوياً رغم زوال الحب، الحبّ الذي دفعهم في بادئ الأمر إلى اتخاذ هذه الخطوة"، يقول خلف. بحسب رأيه، باستطاعة أيّ شخصين البقاء سوياً من دون توقيع أوراق دينية أو مدنية. "العلاقات الطويلة الأمد الحرّة من العقود أنجح عامةً". كما أنه يرى أن الانفصال أسهل وأقل ضرراً في حال عدم الاتفاق على البقاء سوياً. "إذا انتهت العلاقة، كل واحد بروح بطريقه"، يقول خلف. "الزواج بيخلّي العلاقة العاطفية تقلب جدّ"، أي أنّها تسلب العلاقة طابعها العفويّ والقرار الحرّ بالبقاء سوياً. يختم محمد حديثه بالقول: "الفرد حرّ باختيار مَن يريد أن يحبّه، وللفترة التي يريدها!".

بترا حاوي (24 عاماً)

الزواج بالنسبة لبترا حاوي هو فعل إرضاء وخضوع للمجتمع، "الحب هو الحريّة، والزواج يقتل الحريّة". تعزّز حاوي فكرتها بذكر تجارب شاهدتها عن الزواج. ترى الشابة الزواج كعائق أمام استمرارية العلاقة العاطفية، وتقول إنّ "الزواج مبنيّ على الروتين". تشدّد حاوي على أهمية المساكنة كبديل فعّال لعقد الزواج، "هكذا، لن يتدخلّ المجتمع وأدواته بالعلاقة وتفاصيلها". أمّا رؤيتها للعلاقة الأمثل، فتراها متجدّدة لا تعلق بدوامة التقليدية والصورة النمطية السائدة حول الأشياء، "العلاقة الحرّة، أقل ضغطاً ومشاكل".