وثيقة:تبنّي النسوية التقاطعية
محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.
تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.
تأليف | أشر بيكنر |
---|---|
تحرير | غير معيّن |
المصدر | مساواة |
اللغة | العربية |
تاريخ النشر | غير معيّن |
مسار الاسترجاع | http://musawasyr.org/?p=17294
|
تاريخ الاسترجاع | |
نسخة أرشيفية | http://archive.is/NBFAg
|
ترجمة | فريق مساواة |
لغة الأصل | الإنجليزية |
العنوان الأصلي | Embrace Intersectional Feminism |
تاريخ نشر الأصل |
قد توجد وثائق أخرى مصدرها مساواة
في الوقت الذي أصبح فيه طلاب الجامعات أكثر راحة في وضع توصيفات لولائهم لأيديولوجيات سياسية، يجب أن ننظر في ما تعنيه الكلمات في السياق. لنأخذ النسوية الغربية كمثال، فهي تركز بشكل كبير على العقبات التي تعترض المرأة البيضاء وهي عقبات مفردة غير متداخلة على مستوى الهوية. لكن علينا نحن الطلاب أن نفهم بأن نجاح النسوية يرتبط بفهمها من خلال منظور التقاطع في الهوية.
تحدثت “كلير تشامبرز Claire Chambers“، المحاضِرة الكبيرة من جامعة يورك، عن النسوية التقاطعية، في بارك هول في جامعة جورجيا في 13 سبتمبر. تساءلت تشامبرز: “من سينقذ من؟ النسويات في الدول المستعِمرة سابقًا، أم النسويات في الدول المستعمَرة سابقًا” موضحة أهمية بعض الجوانب الرئيسية للنسوية التقاطعية.
تناولت هذه المحاضرة سياسة النسوية والحساسية الثقافية. على سبيل المثال، عندما يدّعي النسويون أن الزّي الإسلامي يقمع النساء، فإنها تفشل في إدراك الأهمية الثقافية والدينية لهذا الزّي، فالعديد من المسلمات يرتدين الحجاب كرمز لإيمانهنّ، ولهذا فإن سلبهن هذا الرمز هو بالنسبة لهنّ أكثر قمعية.
وهناك مشكلة رئيسية تواجهها النسوية الغربية ألا وهي فرض قيمها الخاصة على شعوب الثقافات الأخرى. وتستشهد تشامبرز بظاهرة خلق نموذج “المرأة في العالم الثالث” بما هو تمثيل عالمي لكل النساء في العديد من الثقافات “المضطهَدة“، وتشتمل على الشرق الأوسط والشرق وغيرها، مما يدمر أي فارق بسيط يمكن أن تحتفظ به هذه الثقافات كلّ حسب خصوصيتها.
ولذلك، فالنسوية تحتاج إلى النظر من زاوية التقاطعية، وهذا المفهوم اصطلحته “ كيمبرلي كرينشاو Kimberlé Crenshaw“، لمناقشة التمييز الكبير الذي يواجهه الملونون والنساء، في مقالتها في الصحيفة الطلابية “مراجعة ستانفورد Stanford Review“، بعنوان “رسم الهوامش: التقاطعية، وسياسة الهوية، والعنف ضد النساء الملونات Margins: Intersectionality، Identity Politics، and Violence against Women of Color.”
تقول كرينشاو: “على الرغم من أن العنصرية والتحيز الجنسي يتداخلان بسهولة في حياة الناس، إلا أنهما نادراً مايحصل ذلك في الممارسات النسوية وتلك المضادة للعنصرية. ولهذا، عندما تقتصر الممارسات في النظر للموضوع على أساس أنه يتناول إما امرأة أو ملونة (وليس كليهما في شخص واحد ) فإنها تُلغي هوية النساء الملونات وتحيلها إلى شيء لا قيمة له”
وبعبارة أخرى، تدفع النسوية المرأة الملونة إلى التركيز على كونها إما أنثى أو منتمية لثقافةِ لونها، مما يضر كثيراً بالمرأة الملونة لأنها تواجه تمييزاً خاصاً ضدها لكونها امرأة وبنفس الوقت تنتمي لثقافة لونها.
عندما تطالب النسوية الناس بالتركيز على النساء دون مراعاة تداخلات هويّاتهن الأخرى فهي تساهم في قمعهن وتضع معالجة خاطئة للمشكلة. إن التعامل مع مشاكل النساء الملونات ومشاكل النساء البيض بنفس الطريقة يُنتج سيناريوهات تختلف بشكل هائل لأن الظروف التي شكلتهنّ تختلف اختلافاً هائلاً.
ومع ذلك، نجد اليوم أن النسوية غالباً ما تتجاهل تداخلات الهوية. وتناقش تشامبرز ظاهرة النسويات الغربيات اللواتي يتحدثن عن الثقافات الفرعية، وتستشهد على ذلك بسعيهنّ إلى “إنقاذ” نساء ساتي Sati، دون أخذ موافقتهنّ على ذلك (نساء ساتي يقدّمن أنفسهنّ قرباناً للموت بعد موت أزواجهنّ). عندما يحاول الناس إنقاذ أشخاصاً آخرين دون أخذ موافقتهم على ذلك فإن الإجراءات غالباً ما تكون ضارة ولا إنسانية.
بدون السياق الثقافي، تكون المعونة النسوية أقرب إلى الإبادة الجماعية والاستعمار الثقافي. لذلك، تحتاج النسويات الغربيات إلى النظر في المواقف من خلال عدسة التداخلية في الهوية، من أجل تحقيق أهداف المساواة والعدل بين الجنسين والأعراق.