وثيقة:غواية أم تحرش؟
محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.
تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.
تأليف | مي الرحبي |
---|---|
تحرير | غير معيّن |
المصدر | الجمهورية.نت |
اللغة | العربية |
تاريخ النشر | |
مسار الاسترجاع | https://www.aljumhuriya.net/ar/content/غواية-أم-تحرش؟
|
تاريخ الاسترجاع |
|
قد توجد وثائق أخرى مصدرها الجمهورية.نت
أعاد حفل الغولدن غلوب، وخاصة الكلمة التي ألقتها أوبرا وينفري فيه، الألق لحملة «أنا أيضاً /#me_too » التي أثارتها في العام الماضي الممثلة الأمريكية أليسا ميلانو، والداعية إلى عدم الصمت ورفع صوت النساء عالياً ضد التحرش الجنسي الذي يتعرضنَ له، ويصمتنَ خشية نظرة المجتمع، أو خشية فقدان مصدر رزقهنّ عند تعرضهنّ للتحرش في أماكن العمل. تلك الحملة التي تجاوبت معها المنظمات النسوية في كل أنحاء العالم، وملايين النساء اللاتي بُحنَ لأول مرة على وسائل التواصل الاجتماعي بتجارب التحرش الجنسي التي تعرضنَ لها، وصمتنَ عنها طوال حيواتهنّ.
في كلمتها تحدثت وينفري بكلمات مؤثرة عن امرأة سوداء تعرضت للاغتصاب من قبل عشرة رجال بيض هددوها بالقتل إن أشارت بكلمة إلى الحادثة، هذه السيدة صمتت طوال حياتها ولم تَبُح بما تعرضت له، وتوفيت قبل عشرة أيام دون أن يُعاقَب أيٌّ من مرتكبي الجريمة بحقها.
بجملة مؤثرة صرخت أوبرا وينفري عالياً «The time is up / انتهى ذلك الزمن»، انتهى الزمن الذي تصمتُ فيه النساء على جرائم التحرش والاغتصاب بحقهنّ؛ عليهنّ أن يعلنَّ ذلك على الملأ، فهذه الجرائم لا تعيب ضحاياها بل تعيب مرتكبيها: آن الأوان لتقف النساء في وجه العقلية الذكورية التي تعيبُ عليهنَّ أن يفضحنَ مرتكبي الجرائم، ما يجعلهم يستمرون في حيواتهم يسرحون ويمرحون، ويرتكبون المزيد من جرائم التحرش.
مقابل ذلك، فاجأت الممثلة الفرنسية الشهيرة كاترين دونوف بتوقعيها، هي و100 امرأة فرنسية، منذ أيام عريضةً ضد هذه الحملة، إذ دافعت عن حق الرجال في «المغازلة»، وفق ما جاء فيها، مُحذِّرةً من «التزمّت»، ومعاقبة الرجال على مجرد «لمس ركبة امرأة»، وحَمَلَت على النسويات موقفهنَّ الذي وصفته بالعدوانية والوقوف ضد مسألة طبيعية هي الغواية بين الجنسين، وأن الحملة ظَلَمَت بعض الرجال الذين فُصِلوا من أعمالهم وتمت إدانتهم دون محاكمة.
وركزت دونوف وزميلاتها في البيان على أن المغازلة، ما دامت تتم بين شخصين بالغين، فهي أمرٌ طبيعي، ولا تجوز إدانته، لكن دونوف نَسيت أو تغاضَت عن أن ما كان يحدث في هوليوود وفي أماكن أخرى كثيرة في العالم، هو تحرشٌ من قبل رجل يمتلك سلطة، ويهدد من ترفض «مغازلته» -على رأي دونوف- بحرمانها من لقمة العيش أو فرصة العمل، وأن الغواية هنا تتم من قبل رجل صاحب نفوذ يستغل شابات يدخلن مجال التمثيل حالمات بالشهرة. والأسوأ بكثير، من قبل رب عمل في الدول الفقيرة يهددُ النساء اللاتي لا يستجبنَ له بقطع أرزاقهنّ، ما يجعل النساء وخاصة المعيلات منهنّ مخيرات بين القبول والصمت الذي سيسبب لهنَّ الشعور بالذنب واحتقار الذات، وبين الفقر والجوع لهنَّ ولأطفالهنّ، خاصة في دول لا يوجد فيها قوانين تحمي العاملات، ولا سبلٌ لإيصال شكوى العاملة إلى جهة ما، ولا فُرص عمل.
لذا على السيدة دونوف وزميلاتها أن يُعِدنَ النظر في التفريق بين الإعجاب والحب بين امرأة ورجل راشدَين، يختار كلٌّ منهما الآخر بكامل إرادتهما ودون أي ضغوط، ويعيشان أجمل العلاقات الإنسانية، وبين التحرش الذي يحمل أبشع معاني الاستغلال وممارسة السيطرة والقوة من قبل رجل على نساء مستضعفات لسببٍ أو لآخر.
السيدة دونوف: استفيقي، فقد انتهى ذلك الزمان.