وثيقة:من أين نبدأ؟
محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.
تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.
تأليف | فريق الهامش |
---|---|
تحرير | غير معيّن |
المصدر | الهامش |
اللغة | العربية |
تاريخ النشر | |
مسار الاسترجاع | https://al-hamish.net/من-أين-نبدأ/
|
تاريخ الاسترجاع | |
نسخة أرشيفية | https://archive.fo/u0dVZ
|
هذه الوثيقة بيان افتتاح الهامش.
قد توجد وثائق أخرى مصدرها الهامش
قبل بضعة أعوام انطلقت في السعودية حملة إسقاط ولاية الرجل على المرأة، وسرعان ما تحولت لحركة نسوية لا سابق لها حجمًا ولا نوعًا في البلاد. لربما كان بإمكاننا سابقًا الإشارة إلى هذا الانتهاك أو ذاك، هذا القانون أو ذاك، أن نتحدث عن ضرورة العدالة والمساواة الجندرية.
لكن ما منحتنا إياه الحركة، أو بالأصح، ما منحتنا إياه آلافٌ من النساء والفتيات اللاتي شاركن قصصهن الشخصية هو فهمٌ فعلي ومفصّل لمعنى وشكل الاضطهاد الجندري في السعودية بصفته مسألة سياسية، أي: فهمٌ فعلي لما هو سياسي في قصصنا وحياتنا الشخصية، فتلك الصراعات التي بدت يومًا ما شخصية، نخوضها منفرداتٍ ومنفردين، أمام سلطةٍ أسرية ومجتمعية تبدو مطلقة القوة، تكشفت بسبب هذه الحركة على حقيقتها السياسية. تبين لنا فعلًا معنى قول «الشخصي سياسي»، بل وأدركنا أن السياسي هو أيضًا دائمًا شخصي. قصصنا الشخصية جزءٌ من كل، وهذا الكل هو الكل الاجتماعي، السياسي، الاقتصادي الذي نعيشه.
وبعد أن كانت هذه المواضيع لا تأتي إلا في أحاديث عابرة لا يودُّ الناس الخوض فيها، أتى طوفان الحركة وغير مجرى النقاش السائد في السعودية بل واستحوذ عليه، ولم يعد بالإمكان عدم الخوض في هذا الموضوع، أو عدم اتخاذ موقفٍ واضح وصريحٍ منه، فأنصاف المواقف ليست مقبولة: أنت إما مع إسقاط الولاية، مع المساواة الجندرية، مع محاربة كافة أشكال التمييز، أو ضدها.
شكلت قصص آلاف النساء عن حياتهن اليومية وكفاحهن اليومي فهمنا لأسس وتفاصيل هذه المنظومة الاضطهادية التي تحرم النساء من حقهن في الاستقلال وتقرير المصير، بجانبيها المترابطين، الاجتماعي والقانوني، فبالتالي كونك مع الحركة لا يمكن أن تكون معيّةً نظرية، بل تتطلب التصدي الفعلي للأسس والتفاصيل الفعلية للاضطهاد الجندري في السعودية، وفي المنطقة، والتضامن مع من هن خارجها. أي أننا انتقلنا من مستوى الرفض النظري للاضطهاد، إلى مستوى الرفض الفعلي له.
ومن هنا أتت فكرة «الهامش»، كمنصة نسوية، شعبية، جذرية: نسوية لأنها تستند إلى الحركة النسوية ونسعى لتكون «الهامش» منصة تقدّمٍ لها، وهي شعبية لرغبتنا في أن تكون هذه المنصة منصةً للفئات الشعبية المضطهدَة المهمَّشة، وجذرية لالتزامنا باقتلاع نظم الاضطهاد والاستغلال من جذورها، بدل من الاكتفاء بالحديث عن مظاهرها.
إن كنا نريد للمنصة أن تكون كذلك، أن تكون فاعِلةً في التصدي للنظم الاضطهادية، من أين نبدأ؟
يجب أن تكون البداية متأصِّلة في تعميق وتوسيع معرفتنا وفهمنا للواقع المعاش لآلاف المهمَّشاتِ والمهمَّشين، ولذلك سيكون تركيز المنصة على قصصكن وقصصكم الشخصية عن الحياة اليومية، عن القصص التي لا تحكى، عما يجري في هوامش المجتمع، عن ظروفٍ لم نخترها. يتبع ذلك تحليل هذه الظروف ومحاولة فهم كيفية التصدي إليها، أي لنستكشف ونَشقَّ الطريق نحو المستقبل الذي نريد. ستحتوي المنصة أيضًا على قسم خاص بالترجمات، وإنْ كنا سنحاول الاكتفاء بالنصوص المرجعية، إذْ لا حاجة لنا بقراءة مقالٍ من صحفيٍّ أو كاتبٍ ما بالكاد يعرف ينطق أسماء مدننا ويتصرف وكأنما هو عارفٌ بأوضاعنا أكثر منا.
ولأن طريقنا طريقٌ يسارية فمن الواجب ألا نقف عند حدود دولة محددة، إذ أن قضايانا في المنطقة العربية مترابطة ومتداخلة، ويجب أن نستسقي من تجارب ونضالات المهمَّشين فيها وخارجها، خصوصًا من شعوب الجنوب العالمي، شعوبٌ واقعها أقربُ لواقعنا ولكن تاريخها وحاضرها مغيَّبٌ عن فهمنا لموقعنا في هذا العالم.
من هنا نبدأ