وثيقة:نهدي الكبيرة، وكرشي الكبير

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

مشروع الألف.png
شفهي
تأليف غير معيّن
تحرير غير معيّن
المصدر مشروع الألف
اللغة العربية
تاريخ النشر 2018-06-01
مسار الاسترجاع https://www.theaproject.org/ar/content/نهدي-الكبيرة-وكرشي-الكبير
تاريخ الاسترجاع 2018-08-03
نسخة أرشيفية http://archive.is/i0J8F


نشرت هذه المقالة أيضًا في موقع جيم، بتاريخ 2018-08-02.



قد توجد وثائق أخرى مصدرها مشروع الألف



رسمة: سمينة لفظ تمييزي وليس شتيمة. المصدر: صفحة recipesforselflove على إنستجرام

تنضم لنا 4 ضيوف في هذه الحلقة من أجل الدردشة حول البدانة. ينطلق الحديث من مناقشة كلمة "فات" (أي السمنة) نفسها، إلى تجارب مواجهة التعليقات اليومية والتمييز، إلى سياسات التقاطعية للبدانة مع الجنس، والحياة الجنسية، والثقافة، والعرق. ونختتم الحلقة بالتكلم عن كيف التعييب بالسمانة ومعايير الجمال النحيفة تكون مترسخة ومُمأسَسة في مجتمعنا.

موارد إضافية

للإستماع والمشاهدة:

مقالات:

إشيا لذيذة:

الحلقة

بودكاست "فاصلة": حلقة My big titties and my fat belly على الساوندكلاود باللغة الإنجليزية.

ترجمة المحادثة

تلي ترجمة محادثة هذه الحلقة باللغة العربية

(موسيقى)

مرحبا جميعاً وأهلاً بكم في حلقة جديدة من " فاصلة"، البرنامج الصوتي (بودكاست) لمشروع الألف. في هذه الحلقة سوف نتناول موضوع التعييب بالسمانة، الايجابية الجسدية، وإزالة الوصم والتحرّر. معنا اليوم عليا، تي، ليلى، ونايت، وأنا اسمي ياسمين.

يمكننا البدء بجولة تعارف سريعة نقول فيها لماذا يهمنا هذا الموضوع، ومن ثم ندخل في طرح الأسئلة والنقاش.

أنا عليا، ويهمني هذا الموضوع لأننا بدأنا نتحدث عن هذه القضايا على الفايسبوك مع البعض منكم، ثم اقترحت ياسمين تناولها في برنامج الصوت وهذه أول مرة أقوم بنقاش مع عدد من الأشخاص عن هذه المسألة. تثير فضولي جميع تجاربكم المختلفة وكيف استطعتم التعاطي معها.

أنا تي، أعتقد ان تجاربي الشخصية ومشاركتها معكم دفعتني للحضور اليوم، ويسرّني الحضور هنا.

أنا ليلى، يهمني الموضوع لأنني أقوم بهذا النقاش مع مختلف الأصدقاء منذ فترة طويلة، وبرأيي تتبلور أفكار ومواضيع مثيرة للاهتمام في هذه النقاشات وتكمن صعوبة في توثيقها، ولكن هذه الأحاديث مع الأصدقاء المقربات عن جسدي والطرق التي أسَيِّر بها جسدي هي أحاديث لا يتسنى لجميع الذين يتعرضون إلى التعييب بالسمانة القيام بها. فإذا أعتقد أن التكلم عن هذا الموضوع مع بعضنا البعض ومع الذين يستمعون إلينا بشكل ايجابيّ وجميل.

مرحبا، أنا نايت، وأنا هنا لأنني أتعاطى مع المسألة بشكل يومي، وهو يؤثر عليّ بشكل عميق، وأريد أن أفعل شيئاً حيال هذا وأن أبدأ حديث عن الموضوع.

ياسمين: شكرا جزيلاً، أنا أشعر بحماسة شديدة للقيام بهذا النقاش معكم، خاصة لأنني أشعر أن الكثير من النشاط والكتابة تتمركز في الغرب، لذلك أنا محمسة بالتحديد لوضع هذا الموضوع على منصة في السياق العربي والسياق اللبناني، ترتكز على هذه التجارب.

لنبدأ، تي شاركت مقال باسم "لماذا "سمين" ليست كلمة سيئة"، وتتكلم عن إزالة الوصم حول كلمة "سمين" والسمانة في ظل تطبيب السمانة وأيضاً تحويلها إلى موضوع أخلاقي. ذكرت هذين الموضوعين في المقال. هل يمكننا أن نتكلم أكثر عن ذلك بدءاً من الأساس وهو الكلمة نفسها، وكيف ننظر لها كمؤشر.

عليا: أنا شخصيا ما زلت أتصارع مع الكلمة ربما لأنها أصبحت باطنياً كلمة سيئة. أفهم البرهان من منطلق منطقي، ولكنني أعتقد أن إذا أحد سمّاني "سمينة" ذلك سوف يؤلمني، مع أنني أعلم أن ذلك صحيح.

تي: أعتقد أن النية وراء استخدام الكلمة يجب أخذها بعين الاعتبار. قلت (عليا) أنك قد تتأذين في حال أحد سمّاكي "سمينة"، ولكن ربما السبب هو علمنا أن النية أو التفكير وراء استخدام الكلمة هو سيء وهذا ما يجعل الفعل مؤذي أكثر من الكلمة نفسها. مثلا، ان أتيت يا عليا وقلت لي أنني انسان سمين، سوف أعتبر ذلك عادياً لأنني أعلم أنك لا تقصدينها بشكل خبيث، ولكن ان أتى رجل عشوائي في الشارع وتحرّش بي وقال لي "يا بقرة" أو "أنت سمينة" أو أي شيء، سوف أشعر بالإهانة لأنني أعلم أنه لا يقصد أن يكون لطيف أو واقعي، بل يقصد أن يكون مزعج وأن يقلل من شأني.

عليا: أجل، أعتقد أن هذا يعبر عن مشاعري بشكل أفضل. لأنني أعلم أن معظم الأحيان الكلمة لا تأتي من نية صافية فإنني أعتبرها إهانة. ولكن ان استخدمت في سياق حيادي أكثر ولم تحمل معناها السلبي الذي ربطناه بها لن يكون الموقف مؤذي بنفس الشكل.

ليلى: أعتقد أيضاً أن في لبنان، الأشخاص يعتبرون السمانة إهانة شديدة. مثلاً إذا قلت لشخص أن ثمة أحد سّماني "سمينة" عادة يكون الرد "طبعاً أنت لست سمينة!"، وهذا أكثر إهانة، لأن الموضوع المؤذي ليس وزني. كما قال\ت تي، لا أريد أن يأتي أشخاص ويتكلمون عن جسدي بطرق لا أحبّذها، وهذا يشبه عندما أحد يتحرش بك في الشارع ويتهجّم بكلام مهين جداً وتريدين أن تشاركين الحادثة مع صديق، لن يقول "ولكن أنت طبعاً جميلة جداّ" ولن يحاول تأكيد أو نفي ما قاله المتحرش لأن ليس هذا صلب الموضوع. فإذا "السمانة" لها مكانة مختلفة عن الأشياء التي تسمعينها في الشارع، لأن الناس يريدون أن يدافعون عنك ويقولون أنك لست سمينة فوراً، وهذا مهين أيضاً لأنني أعرف شكل جسدي وان كان ذلك يسمى "سمين" هو خارج الموضوع. عندما يريدون إبعاد السمانة وإلغائها من النقاش بسرعة شديدة من باب الخوف على مشاعري وأنني أسمّى "سمينة" فهذا مهين.

نايت: بناء على ذلك وعلى ردات فعل الأصدقاء الحميميين، لديّ أصدقاء حميمين يستخدمون كلمة "سمين" بطريقتين مختلفتين. أراهم أحياناً يعيّبون أحد بالسمانة أمامي، وعندما أشير إلى هذا التصرف يبررون أنفسهم من خلال القول "لا لا، أنت لست هذا النوع من السمانة!" أريد أن أعرف ما هو "هذا النوع من السمانة". أو يقولون مثلا "أنت لست سمينة، لديك دهون زائدة" أو "أنت ممتلئة". ولكن أنا أستخدم مصطلح "سمين" لأصف نفسي، أريد أن أستخدم هذا المصطلح ولا يمكنكم أن تسلبوا مني ذلك أو القول أنكم لا تشملوني في الوصف.

عليا: أو مثلاً عندما يقولون "السمانة تليق بك!" ولكن بالنسبة لهم لا تليق بهم.

لا أفهم، لماذا لا تليق بهم، أليس كذلك؟

تي: هناك شيء آخر. هناك بعض المجموعات والملتقيات على فايسبوك التي تتركز على النشاط والتنظيم حول موضوع السمانة و الايجابية الجسدية. لاحظت أن هذا النوع من المجموعات التي تعمل في الولايات المتحدة تنظّم عملها حول قياس الملابس، فاذا كنت قياس ١٤ في أميركا لا تعتبرين سمينة، ولكن ان كان قياسك أكثر من ١٨ يمكنك استخدام هذا المصطلح. وأعتقد أن هذا مرتبط بالنقطة التي أشارت إليها في البداية ياسمين أن كل شيء يرتكز على الغرب وعلى الولايات المتحدة، لأن مثلا في لبنان قياس ١٢ قد يعتبر سمين. هنا لدينا معايير خيالية للجمال، لدينا توقعات غير واقعية - وهي موجودة في كل مكان - ولكن هنا أشعر أنها أقوى. فإذا أعتقد أن كلمة "سمين" تستخدم بشكل عشوائي وهي فعلاً معقّدة جدا وأيضاً - لا أعلم، أشعر أن هنا يوجد توتّر أعلى والرهانات أكبر ان كان شخص سمين أو وزنه زائد، أو أي شيء لا ينطبق مع التوقعات والمعايير. ان كنت سمين، يعتبر فشل شخصي أو فشل طبي وكل ذلك، فلا أعلم، كل شيء تكلمتم عنه حول الكلمة أثار في عقلي أن هناك جزء يتعلق بالكلمة ولكن الجزء الأكبر يتعلق بكثير أكثر من الكلمة في هذا السياق بالتحديد. فأنا يهمني التحدث أكثر عن ذلك.

عليا: أريد أن أوضح شيئا، عندما تكلمت عن القياسات، هل قصدت القياسات المعتمدة في الولايات المتحدة؟

تي: نعم، أظن ذلك. بالحقيقة أنا لست متأكدة من الموضوع. قراءة هذا الشيء كان غريبا جدا وهو أيضا شيء غربيّ بشدة من حيث أنه يطرح موضوع من يحق له استخدام هذا المصطلح واعتبار نفسه سمين، ولكن في مختلف أنحاء العالم الموضوع يختلف جذريا. في لبنان، ان لم تكن رفيعاً، انتهى الأمر.

ليلى: ولكن أيضا، لم أكن أعلم أن هناك ما يسمى "النشاط حول السمانة"، كفكرة لم أكن أعرفها من قبل. الايجابية الجسدية مألوفة، ولكن ذلك أمر جديد عليّ ولذيذ. ولكن غير ذلك، بالاضافة إلى الحس بالفشل الطبي والأخلاقي، هناك أيضاً مشكلة كبيرة - وكنت أتكلم عنها مع أصدقائي - وهي أن الأشخاص السمينات لا يستحقون الحب. وأنا أغطس فوراً في صلب الموضوع هنا. الناس يجدون الأمر غريباً عندما تقول إنسانة سمينة أنها في علاقة، أو أنها سعيدة مع شريك\ة، أو أنها مارست الجنس، أو أنها تحب لباسها اليوم. يعني المجتمع اللبناني يجد الموضوع لغزاً عندما أحد سمين يسأل مثلاً عن وسائل منع الحمل، حقاً تجدون نظرة تساؤل على وجوه الناس. كنت أتحدث مع صديقتي التي عاشت خارج لبنان لفترة معينة وثم عادت، وقالت ان هنا تشعر أنه مستحيل أن تكون محبوبة من قبل الرجال اللبنانيين لأنهم لا يمكنهم حتى أن يتخيلوا ذلك.

عليا: أريد أن أضيف إلى ذلك لأن هذا ما تقوله لي عائلتي. أبي دائماً يتسائل كيف سوف أجد عريس ان كنت سمينة. حتى مرة، قلت له أنني لا أواجه مشاكل في قيام العلاقات، فجوابه كان أن الرجال على الأرجح يختاروني من بعد المحاولة مع الرفيعات، وهذا كان أمر فظيع لأن الفكرة لم تخطر ببالي قبل أن يقولها، وأبي خلق انعدام الأمان عندي في هذا المجال. وبالحقيقة يأتي الكثيرون المعجبين بي الذين يفضلون الأشخاص المليئين البدينين، وعندما قال أبي ذلك أذاني كثيراً وخلق عندي قلق لم يكن موجوداً من قبل.

ليلى: نعم، والوضوع مرتبط مباشرة بالزواج بالنسبة إليهم، يعني يقول الناس أحياناً "لم تتزوجي بعد، هل تريدين مساعدة بالذهاب عند اخصائي غذائي؟" أو مساعدة مثلا بالحصول على طعام غذائي أكثر، أو مثلاً التسجيل في نادي رياضي… هذه سلسلة الخطوات التي تسبق الزواج.

تي: عندما كنت مع أمي، أحد أول الأشياء التي قالتها كانت من بعد نقاش كامل تدفعني فيه نحو الذهاب إلى معالج نفسي لأصبح أفضل وكل ذلك الهراء، قالت لي أن إذا خسرت الوزن وضعفت قليلاً سوف أجد رجل يحبني ويتزوجني. من بعد أن تخطيت اشمئزازي من هذا الكلام، وبعد التفكير بالحادثة بطريقة محايدة، لاحظت أن أمي نفسها واجهت تجارب كامرأة سمينة على مدى حياتها. بالنسبة لها، فكرة ان الامرأة لا يمكنها ان تكون سمينة وأن تحصل على حب رجل في الوقت نفسه، هذا مستحيل. بالنسبة لها، كوني كويرية يتعلق مباشرة بكوني سمينة، وبرأيها إذا خسرت وزني الزائد لن أكون كوير والمشكلة تنحلّ، ويمكنني أن أتزوج وأنجب أطفال وأحفاد. أعتقد أن هنا يوجد ايمان ان على المرأة ان تتوفر للزواج من قبل رجل وأن تنجب، على جسدها أن يكون ساحة حيث يتم استمرار العرق البشري، وهذا متعلق جذرياً بالوصم بالسمانة ولهذا نتصارع مع استخدام كلمة "سمينة" لوصف أنفسنا وكذلك الناس يستصعبون استخدامها.

ياسمين: واستناداً على ما تقولونه، الأمر يتعلق كثيراً بالنسوية وكراهية النساء والهوموفوبيا، وفي كل هذه الأحاديث الضغط يقع دائماً على الامرأة. لا أعرف كيف يختبرون الرجال السمان التعييب بالسمانة، ولكن هل لديكم تجارب تربط ما بين القضيتين؟

نايت: من تجربتي مع أخ أكبر مني ب ٧ سنوات وحجمه كان أكبر من حجمي بكثير، يمكنني أن أقول أن الرجال لا يختبرون المسألة بنفس الطريقة. أمي كانت أقسى بكثير معي بالنسبة لخسارة الوزن، لم تعطيه أبداً نفس التوقعات ولم تقل له مثلا أن عرسه يجب أن يحصل بعد بضعة سنوات أو أشهر فعليه أن يخسر وزنه. قام بالرياضة وخسر وزنه بمفرده بعد سنوات من خروجه من منزل أهلنا، ولم يخلق الموضوع عدم الأمان عنده، بينما كان يزيد على عدم الأمان الذي خلقته أمي عندي. مثلاً بطريقي إلى الجلسة اليوم كنت اتكلم معه وقال "من قال أن الجمال نسبيّ أعمى" وثم أرسل لي صورة قديمة له عندما كان أسمن وصورة أخرى حديثة في النادي الرياضي. فقلت له "تباّ لك، شريكي\شريكتي يعتبرني جذابة، وأنا سمينة." وفي هذه الحالات يجب دائما ان توضح لهم أن رأيهم ليس هو الحقيقة، ولا يرون تجربتك بالرغم من أنهم أيضاً بدينين.

عليا: أعتقد انه بالنسبة لي في الكثير من العلاقات، كنت مثلاً بعلاقة مع أحد تعرّف إلي وأنا شكلي هكذا، ولكن لا يزالوا يعتبرون أن عليهم التعليق على وزني وأن عليّ أن أخسر الوزن، أو مثلا يحاولون ايجاد التبريرات لشكلي، وهذا غريب جداً بالنسبة لي لأنهم في علاقة معي بخيارهم الحر. ربما كنت تفهمت هذا الموقف في حال تغيّر مظهري بشكل جذري منذ بدء العلاقة، ولكنهم تعرّفوا إليّ بهذا الشكل. فلا أعلم، ربما هذه احدى الطرق لضرب احترامي لذاتي ان كان يحاول الشخص الإساءة لي.

تي: أشعر أن الناس يعتبرون أنفسهم منقذون أيضاً. مثلا "سوف أعلّق على حياة هذا الشخص وسوف أجعلهم يغيّرون نظرتهم للأمور وأجعلهم يخسرون الوزن، وكل هذا بفضلي".

ليلى: كلا… الناس لا تفعل ذلك..! بالفعل؟؟؟! لااا.

تي: بمعنى "كوني شاكرة لهذه الخدمة".

ليلى: يعني إذا كنتم في موعد يأخذون طعامك؟؟ ماذا يفعلون يعني؟

عليا: هذا حصل معي مرة.

(ردات فعل منفعلة، ضحكات)

عليا: أعتقد ان هذا الأمر صحيح، ليس شرطاً أن يكون في سياق عاطفي دائماً، ولكن عندي مثلا صديقتي الأقرب وهي سمينة، أسمن مني، وهي تختبر الكثير من التعليقات بشكل يوميّ، وكان لديها صديق كان دائماً يضغط عليها لتمارس الرياضة وأذاها كثيراً، وكاد أن يحصل شجار كبير بينهم، كان يقول الصديق أنه مهتم بصحتها بينما هي لم تسأل مرة عن مساعدة في هذا المجال. الأمر يختلف ان قلت أنني أريد أن أخسر وزن مثلاً وأريد مساعدة أحد في المتابعة الخ… ولكن أن يأتي شخص ويتدخّل ويدّعي أنه يعرف حاجاتي ويضغط عليّ أن أذهب إلى دروس رياضة، هذا مزعج جداً.

نايت: أو مثلاً عندما يأتي شخص بطريقة عفوية ويقول "هل يمكنني أن أخمّن وزنك؟" لماذا تريد أن تفعل ذلك؟؟؟؟ لماذا؟؟؟ ليست لعبة.

ليلى: من يفعل ذلك؟ لأ.

نايت: هذا حصل معي مرة. كان احدى معارفي، لم يكن صديق ولكن كنت أعرفه. وفي يوم من الأيام قال لي "هل يمكنني أن أخمّن وزنك؟" وسألته "لماذا؟؟" وقال "عندي لعبة، أقدّر وزن الأشخاص بسرعة."

ليلى: "هل يمكنني أن أقدّر مدى صغر قضيبك؟"

(ضحكات عالية)

ليلى: هذه كانت ردة فعلي عندما كنت أصغر بالسن، في آخر سنوات الجامعة. كان الشباب يعلّقون كثيراً عليّ، وأول ما أفعله كردة فعل هو الاشارة إلى نمط صلع الذكور، وهذا أسلوب ينجح. في حال يعلّق رجل على وزني، أحياناً لا أردّ على التعليق ولكن أقول "هل تخسر البعض من شعرك؟" (ضحكات) ويخجلون ويستصعبون الجواب وأنت تراقبين وتضحكين. كان الأمر مضحكاً جداً. ولكن بموضوع آخر، ألاحظ ان الكثير من الرجال يستطيعون خسارة وزنهم بسرعة وأظن أن الأمر يتعلق بذكورة النوادي الرياضية. في صغري، أهلي كانوا لا يفضلون أن أمشي وحدي أو القيام بنشاطات غير دراسية، أو الذهاب عند أصدقائي، كانت الأمور دائماً متعلقة بقدرتهم على تأمين المواصلات. فعلاً هذا يؤثر على جسدك عندما لا يمكنك أن تتحركي أو تمشي في أحياء المدينة لأن أهلك يخافون من التحرش الجنسي والاغتصاب. وأيضاً عندما تذهبين إلى النادي الرياضي وتطغى الرؤية الذكرية، وهذا إحساس غريب لأن هذا يخلق شعور أن عليك أن تخسري الوزن قبل الذهاب إلى النادي لكي تستطيعي أن تتواجدي في النادي. وهذا أمر غريب وخاطئ جداً.

عليا: أجل، هناك حالة قوية جداً على مواقع التواصل الاجتماعي بحيث أشخاص ينشرون صور أشخاص بدينين في النادي. إذا لا تريدون الأشخاص أن يكونوا بدينين، اتركوهم يمارسون الرياضة بحرية. وإذا لا تريدون الأشخاص البدينين أن يمارسوا الرياضة فاذا تناقضون أنفسكم لأنكم تقولون لنا أن علينا أن نتمرّن.

ليلى: ولكن هنا الافتراضية هي أن الصحة الجيدة لا يمكنها أن تتطابق مع السمانة، وهذا ما يزعجني كثيراً. المشكلة برؤية الناس تجاه الأشخاص البدينين هي أنهم يغتالون شخصية الانسان السمين، ويعتبرونه كسول، غير ملتزم، لا يستطيع السيطرة على نفسه، وكأنهم يمارسون خطية النهم دائماً. وهذا أمر خاطئ جدا، الافتراضية أن الشخص السمين كسول ولا يملك الطاقة أو القدرة، وهذا أسوأ جزء، أن يفترض الناس أن هذه هي صفات الانسان السمين فوراً، بالاضافة إلى الفكاهية وهذا أمر لا أفهمه.

عليا: أردت التحدث عن هذا الموضوع، عندما قلت أن كفتاة أو امرأة عائلتك لم تكن مرتاحة بأن تمشي في الخارج، وأن النادي فضاء رجولي جداً، ولكن بالوقت نفسه حتى ولو كان بامكاننا القيام بكل هذه الأمور قد لا يتغيّر مظهر أجسادنا كثيرا لأن حقاً كل الناس مختلفين. أنا شخص نشيط جداً جسدياً ولمدة طويلة، وغذائي ليس سيئاً جداً، ولك هذا مظهري! وأعلم أن إذا أردت خسارة الوزن، فعليّ القيام بأمور صارمة جداً مثلا أن اكل فقط ٥ خيارات في اليوم. ولا أريد أن أعيش حياتي بهذه الطريقة. ربما أستطيع أن أحقق ذلك ونستطيع جميعنا، ولكن أعتقد أن في بعض الحالات القيام بذلك هو العمل ضد طبيعة الجسد، وربما لا تريدين انفاق الوقت والطاقة في هذا المجال بهدف ترضية الناس لأنهم يتصرفون معنا وكأننا تلوث بصري. مثلاً إذا شخص نحيف جداً يأكل مكدونالدز يومياً ويأكل بطاطا مقلية وشوكولا يومياً، لن يعلّق أحد على ذلك.

ليلى: الناس تعتبره أمراً ظريفاً.

عليا: بالظبط! أو حتى مثلا الناس لا تعامل المدخنين بنفس الإساءة كالبدينين، وان كان الموضوع فعلاً متعلق بالصحة فالناس تتدخل بنفس الشكل بحياة المدخنين. فالأمر حقاّ يتعلق باعتبار البدينين تلوث بصري.

ياسمين: أردت أن نتحدث أكثر عن البعد الأخلاقي الذي فرضه الناس على الأكل. تكلمتم عن استخدام الناس لحجة الصحة للقيام بأفعال والتدخل بحياتكم، ولكن ما الحال في الأوساط الطبية؟ كيف يتصرف الحكماء والأطباء معكم؟

تي: لا أشعر ان هناك فصل حقيقي بين المجال الطبي والحياة اليومية. في كل مرة أذهب فيها إلى المستشفى لأي مرض مثل الرشح أو الانفلونزا أو أي شيء، ٩٩٪ من الوقت أغادر المستشفى مع إحالة إلى اخصائي غذائي بالاضافة إلى الدواء المتعلق بسبب ذهابي. خيار الصحة يعتبر خيار أخلاقي، فيقولون أن "هذا جسدك، هبة الله، عليك أن تهتمي به" وكل هذا الكلام يبني صفة أخلاقية للصحة، ولكن هذا يضيع بخطاب مثل "أنت بحالة غير صحية، سوف تحصلين على السكري ومشاكل كوليسترول الخ" وكل هذا مرتبط بالموضوع الأخلاقي وأن عليك أن تهتمي بجسدك وأن تكوني بحالة صحية لأن جسدك هدية من الله وكل هذا الهراء. فلا أرى فصل بين المجالين.

نايت: أشعر أن بالاضافة إلى ذلك، تشخيصك بالسمانة وسيلة كسولة يستخدمها الأطباء، وتكلمنا عن هذا الموضوع قبل ليلى. هذه قصة أخبرها دائما، عندي حالة اسمها "الركبة الراقصة" على ركبتي اليسار، والمصطلح الطبي هو "بتردنايتس" أو شيء كهذا، وحاولت أن أطلب المساعدة الطبية لأن وصلت إلى حد حيث لم أستطع أن أمشي وأنا أمشي كثيراً كل يوم، وأول شيء قاله الرجل هو "ما هو وزنك؟" وسألته إذا أراد أن يفحص ركبتي، وكان جوابه "لا، عليك أن تخسري وزن." نظر في عينيّ، لم يفحصني ولا شيء، فور ما دخلت عيادته قال لي "بدنا نجرّب نضعف شوي" وقلت "كان وزني أكثر ب١٦ كيلو السنة الماضية ولم يشكّل ذلك مشكلة. أعلم أن المشكلة أتت من الرقص، فاذا أعطني العلاج المناسب" ولكن رفض أن يعطيني أي علاج وطلب فحص دماء فقط ليتأكد أن صحتي جيدة. عندما يرى الناس الضمادة على ركبتي حتى الآن وبشكل أسبوعي بعضهم يقول "ربما السبب هو وزنك الزائد الذي يزيد الضغط على ركبتك؟" وأنا أعلم أن السبب ليس ذلك.

تي: أعتقد أن هناك افتراضية تعتبر أن أجسادنا لا تتأقلم مع وزننا. في هذه المرحلة من حياتي، أمي وأبي كلاهما قالا لي "حالتك يائسة وعليك أن تقومي بعملية تصغير المعدة لأنك لا تقدرين ممارسة الرياضة" وأقول لأ. حالتي لا بأس بها. أذهب إلى النادي، أمشي في المدينة، أنا أمشي إلى كل مكان. ان كانت لدي مشاكل في ركبتي أو أي شيء فالأمر لا يتعلق بوزني لأن جسدي تأقلم معه. عندما أذهب إلى النادي لا أشعر بالألم لأني سمينة، أشعر بالألم لأني أتمرّن. فالأمر مثير أن الجسد السمين يُبنى وكأنه حالة خاصة والجسد لا يستطيع أن يعالجها، ولكن الحالة ليست كذلك أبداً برأيي.

نايت: البعض يقول أن إذا كنت رفيعة فجسدك يكون أضعف، وبعض الناس يقولون لي "لا تخافي! عندك أفضلية كونك سمينة لأن جسدك مرن أكثر، بينما إذا كنت راقصة رفيعة جدا فيكون جسدك ضعيف جدا ولن يحمل كل الضغط."

ليلى: ولكن هذه فوقية حادة، يجب على الناس أن يتخطوا الموضوع. ولكن هناك أيضاً غرور عند الرفيعين. أنا وزني تقلّب كثيراً ولا أنتبه للأمر عندما يحصل، ألاحظ فجأة أن وزني هنا أم هناك، ولكن بعتت لي صديقتي صورة لعندما كان عمري ٢٠ تقريباً، ورأيت الصورة وفكرت "يا إلهي، أنا نحيفة!" وظننت أني نحيفة جداً، وأنا أعلم بالتأكيد أنني لم أعتقد أنني رفيعة أبداً في تلك الفترة، أبداً أبداً أبداً. ولكنني الآن أعتقد بموضوعية أنني كنت رفيعة جداً، ولكن في ذلك الوقت لم يكن ذلك رأيي أبداً. وبالعكس، كنت أشعر أنني الأكبر حجماً ما بين أصدقائي في تلك الفترة. الآن أنظر إلى الصورة وأفكر "ربما أنا رفيعة جدا الآن". (ضحكات) "ان لم أكن أعلم بوقتها، ربما الأمر نفسه الآن". وبعد حين تسأمين من كل هذا ومن العودة إلى الصور دائما، وتفكرين "ربما عليّ أن أكون سعيدة بموقعي الآن، فأنا أفعل ما بوسعي وأمشي عندما أقدر، غذائي ليس سيئاً، أنا جيدة!" ولكن طبعاً لا أراقب وأعاقب نفسي على هذه الأشياء، وأعلم أن أكلي ليس سيئاً، فاذا ما هي المسألة؟ لأن الجميع على الأرجح يفترض أن غذائي سيء وأنني لا أتحرّك ولكن أنا أعلم هذا ليس صحيحاً، والأمر غير منطقي. وأشعر بالسوء عندما أعلم أيضاً أن فتيات أصغر تفكرن بنفس الطريقة، الأمر مزعج جداً عندما تخاف الفتيات كثيراً من الجلوس، وعندما تضع فتاة يدها على بطنها أعرف بالظبط لماذا تفعل ذلك، وأحياناً أشعر بالسوء لأنني مررت بنفس الحالة، وأريد أن أقول لها أنها ليست سمينة (مع أن الكلمة ليست سلبية). ولكن في لبنان أعتقد أن الجميع يعتبر سمين، أو إذا لم تكوني رفيعة فعليك أن تشعري بالذنب وأن تخجلي. وهذا غريب جدا، ولم أنتبه للموضوع قبل أن أغادر البلد ولاحظت أن طريقة تعامل الناس معك تختلف كلياً.

تي: أنا أدرك أكثر بكثير طريقة نظر الناس إليّ هنا من أي مكان آخر خاصة في الغرب، وأعتقد هذه مسألة مختلفة ومنفصلة تماماً. ولكن هنا، بالاضافة إلى أنني رجولية، أتعرض للمضايقة في الشارع لأنني سمينة. هذا لا يحصل معي عندما أسافر، حتى في الإمارات مثلاً لا أحد ينظر إليّ، بينما هنا عندما أمشي في الشارع يأتي الرجل الذي يمشي خلفي ويقول "يلا يا صبي اركض، اخسر هذا الوزن اخسر هذا الوزن" وهذا الأمر طبيعي! هذا طبيعي هنا، يحصل معي وأغضب على الموضوع وأخبر أحد عنه، ويقولون "ايه بس هيدا لبنان، شو بتتوقعي؟" وأعتقد أن هذا حزين جداً.

ليلى: الحالة سيئة جداً تحديداً مع النساء أو الأشخاص الذين يعتبرون إناث عند الولادة، فالناس تعتبر أنهن لن يحصلن على الاحترام ولن يحققن الكثير في حياتهنّ. حتى لو كنت مُغايِرة جنسيا (سترايت) على الأرجح لن تكوني مرغوبة للزواج، وان كنت مرغوبة فالسبب هو أنك غير مرجحة أن تقومي بعلاقات خارج الزواج لأنك لست جذابة بالنسبة لمعظم الناس فاذا هذا يجعلك أكثر ولاءً للزوج تلقائياً. وهناك أيضاً جزء اخر حيث الكثير من النساء لا يحصلن على ترقية في العمل لأنهن سمينات، وأرباب العمل لا يريدون نساء سمينات أن تتعاطى مع الزبائن، يريدون أشخاص مظهرها جميل وقادرات على بيع أيّ كان، وخاصة ان كانت النساء لديها ملامح رجولية أو كويرية بالاضافة إلى أنها سمينة. أعرف بعض النساء اللواتي تعملن في المكان نفسه ل١٥ أو ٢٠ سنة بشكل ممتاز وأفضل من الجميع، ولكن لا يسمح لهن أن تمثّلن الشركة مثلا. وأيضاً سمعت من صديقة أمر مريب جداً، كان لديها صديقة ترانس تخاف من القيام بأي نوع علاج يدعّم الهوية الجندرية ويزيد من أنوثة جسدها لأنها تظنّ ان يجب على الامرأة أن تكون نحيفة وهي ليست نحيفة حتى الآن، فهي وقفّت عمليات العبور لأنها لم تصبح "امرأة" بعد، والنساء رفيعات. وهذا فعلاً هراء له عدة طبقات، تعاني بشكل شديد كل النساء الكويريات والترانس ومُغايِرُات الجِنْس (سترايت) من مسألة السمانة. هناك معايير للرجل السمين المثلي، وهذا يجعلني أفكر أنني لا أبالي إذا كان بامكاني الذهاب إلى النادي الرياضي، بل يهمني أن أكون في فضاء حيث أشعر بالراحة. هو ليس من باب الحجج، ولكن لو لم تتواجد هذه العوائق لممارسة الرياضة أو الحصول على ترقية أو المشي في الشوارع أو أن أكون مع ناس لا يعيبونني لأن أنوثتي ليست كافية لأنني سمينة، كان الأمر لذيذاً. الأنوثة مرتبطة بالرفاعة.

تي: ذكرنا الرجال البدينين للحظة ولكن عبرنا على الموضوع. برأيي تعتبر النساء السمينات أكثر رجولية butch، بينما الرجال البدينين يعتبرون أكثر أنوثة. هناك تقليل من رجولية الرجال البدينين، ومن ناحية أخرى هناك زيادة من رجولية النساء السمينات. وهذا مثير للاهتمام، هذا مرتبط جذرياً بما قالته ليلى، أن مثلا الشخص لا يحصل على ترقية لأنه لا يتطابق مع نمط معيّن، أو أن الشخص غير قادرة على القيام بأمر معين لأنها لا تشعر أنها تعكس الأفكار المسبقة عن ماذا يعني أن تكون امرأة أو أنثوية. هذه عوائق وإحدى الأفكار المسبقة المتعلقة بالموضوع. لا أعلم ان كنتم توافقون، ولكن أنا أرى الموضوع من هذا المنظار.

ليلى: لا أرى تقليل من رجولية الرجال ان كانوا بدينين. لا أعلم، أعتقد ان كثير من الرجال الذين يسيطرون على الشوارع بدينين وهم رجوليين كثيراً، بالعكس كلما زاد حجمهم كلما كان الأمر أفضل لأنهم يأخذون مساحة أكبر. أعتقد أن عندهم مجال أكبر للّعب. ولكن النساء السمينات يتوقع منهن أن يقللون من أنثويتهن تلقائياً، يجب أن تكون الامرأة السمينة محتشمة، لا يمكنها أن تكون أنوثيتها مثيرة، يمكنها أن تكون جميلة أو ذات وجه لطيف، هذا ما يقوله الناس "ضيعان هالوجه" مثلاً، "شو حلو وجهك، ضيعانه". وكأن الوجه الجميل ضائع مع هكذا جسد. أعتقد إذا أنه لا يمكن للنساء السمينات أن تحاول كثيراً أن تكون أنثوية لأنها لن تقدر على الوصول إلى الأنوثة. ولكن برأيي الرجال عندهم مجال، هناك قول "الرجال بلا كرش ما بيسوى قرش".

تي: كنت أفكّر بنوع رجال محدد، مثلاً هذه الصورة النمطية للرجل السمين المتزوج، الذي يجلس في غرفته وحيداً. هذا النوع من الرجال يتعرضون للتقليل من الرجولية، وليس الرجل النموذجي الكبير في الشارع الذي يمشي ويقول للنساء أن تخسر الوزن (ضحكات).

ليلى: "هل ترى نفسك؟" كان يقول لي أبي "بابا بدنا نضعف شوي" فأقول له "ياخي، هل ترى نفسك؟ هذا مهين!" (ضحكات) هل يمكن لأحد أن يتكلم مع هذا الرجل؟ هذا مجنون.

نايت: فعلت هذا مع أمي مرة، قضت سنوات تقول لي أن علي أن أخسر الوزن، ثم أتى يوم قلت لها "أمي، أنت سمينة." (ضحكات)

عليا: أمي نحيفة جداً، ولم تذهب إلى نادي رياضي ولا يوم في حياتها، لم تفعل أي مجهود، وهي عكسي تماماً. لا أشعر أنها تفهم أبداً.

ليلى: قرأت مقال حلو اسمه "أسطورة تعييب النحافة"، وأدى إلى خلاف كبير عند الكثير من الناس الذين قالوا "يمكن للناس أن تتعرض للتعييب والاساءة لأنهم نحيفين" وطبعاً الناس دائماً عندهم تعليق على وزن الشخص وخاصة ان كنت امرأة ان كنت رفيعة أو سمينة. ولكن المقال طرح حجج مقنعة، وخاصة موضوع الكسالة. الانسان النحيف لا يعتبر كسول، حتى لو كنت تعبان ومريض ونحيف وصحتك سيئة، الناس تعتبرك بصحة أفضل بكثير من شخص سمين، حتى ولو طبيّاً كان هذا النوع من النحافة غير صحي أبداً وكنت بحاجة لدعم غذائي. بالرغم من كل هذا، الناس تعتبرك أكثر صحة بكثير من أي شخص سمين أو وزنه زائد قليلاً أو ممتلئ قليلاً. والمقال أيضاً طرح موضوع الملابس الذي أثّر بي، أن على الأقل كل عالم صناعة الملابس لا يصنع ملابس متنوعة بما يكفي، وأن هناك حدّ واضح يمنعك من شراء ملابس من هذا المتجر أم ذاك لأن هناك قياس لا يتعدونه. هناك قياس أقسى، ولكن كل القياسات الأصغر مقبولة. هذا يشكّل صدمة في الطفولة ان كان حجمك أكبر.

تي: شراء الملابس للأجساد السمينة يكلّف أكثر. هذا أمر لا يتوقّف عنده الناس برأيي. لا يمكنني الدخول إلى H&M وأشتري ملابس هناك لأنهم لا يصنعون الملابس بقياسي، فعليّ الذهاب إلى متجر مثل Marks and Spencer، الذي هو متجر علينا مقاطعته ولكن لا أستطيع أن أفعل ذلك لأنه احدى المتاجر الوحيدة الذي يمكنني التبضع فيها. وأيضاً قرأت هذا المقال الذي تشيرين اليه. أوافق أن تعييب النحافة ليس أسطورة كلياً، حيث تتعرض النساء للاساءة أحياناً لأنهن رفيعات، ولكن الأمر ليس ممنهج بنفس الطريقة. لا تخسر امرأة فرصة ترقية لأنها نحيفة، أو مثلاً يسيئون التصرف معك في مستشفى لأنك نحيفة. ان كنت نحيفة ودخلت إلى مستشفى لأن أصابك الرشح وطلبت الدواء، يعطوك الدواء وينتهي الأمر. بينما إذا دخلت المستشفى أنا بنفس الحالة، أخرج من المستشفى مع إحالة إلى معالج غذائي. هذا الفرق يفوت الناس أحياناً، أو الناس لا تريد أن تتعاطى مع هذه الفكرة، ان كان في الإعلام أو في المجال الطبي.

نايت: تكلمت كثيراً مع الكثير من الأشخاص الرفيعين ويقولون لي "لا تكرهي جسدك لأنه بدين، أتمنى لو كان بوسعي أن أكون أسمن"، وأجاوب "الفرق بيننا هو أنه ربما كلانا نكره أجسادنا، أنت لأنه رفيع وأنا لأنه سمين، المجتمع ككل لا يكره جسدك".

ليلى: أيضاً النظام الأبوي الشرير ربط ما بين الاغتصاب والجذابة، وهذا أمر مروع جداً. أصبح هناك نكت متعلقة بالاغتصاب كثيرا حيث يستخدمون الاغتصاب لقياس مدى جذابية أحد أو رغبة الناس بها. وهذا مروع جداً لأن هذا يعطي الانطباع أيضاً أن النساء السمينات لا تتعرضن للاغتصاب لأن الرجال لا يرغبونهن، وكأن الاغتصاب يتعلق بالرغبة تجاه امرأة. ومن هنا القوى الأمنية (يلعنهم) لا يصدقون امرأة سمينة عندما تقول انها تعرضت إلى الاغتصاب، بالفعل يسخرون منها بالقول "انت؟" وكأن هذا ممكن.

ياسمين: أردت أيضاً التحدث عن المقال "لست بحاجة أن تحبي جسدك" الذي أرسلته عليا، وطرح فكرة الحيادية تجاه الجسد.

عليا: الفكرة الأساسية هي أنك لست مضطرة أن تحبي أو تكرهي جسدك، يمكنك أن تكوني حيادية تجاه جسدك، لأن الناس خاصة الرجال لا يفكرون بأجسادهم بنفس الطريقة التي تفكر بها النساء، لا يشعرون بشيء تجاه أجسادهم، ليس موضوع نقاش، وكان ذلك مشوق بالنسبة لي. حاولت أن أفكر بالموضوع من هذا المنظار من قبل، حاولت مثلاً أن أفكر بجسدي وأن أحبه ليس بسبب مظهره بل من منطلق ما يقدمه جسدي لي من ناحية التغذية والعيش الخ. أنا أستصعب أن أحب جسدي وأجبر نفسي على ذلك، بعض الأحيان أنجح، بعض الأحيان لا أنجح، بعض الأحيان يكون الأمر متعادل. عندما أفكر بالموضوع من منظار مدى رغبتي أو المتعة الجنسية، أظن "نعم، أنا سمينة" ولكن هذا لا يعيق متعتي بالجنس. السمانة عادة مرتبطة بالرغبة ولكن بالفعل كيف تؤثر السمانة على علاقتك؟ لا تؤثر بالواقع. حاولت أن أتناول الموضوع من كل هذه التوجهات ولكن ولا مرة فكرت بالحيادية تجاه جسدي، وهذا منطلق مثير ووجهة نظر غير معتادة.

ليلى: هل يمكنك أن تغيّري فكرك بهذه البساطة؟

عليا: أعتقد أن الكثير من ردات الفعل للقمع التي تتعرض له الهويات الجندرية غير النمطية هي عادة الاحتفال بالنفس بشدة وحب النفس، وهذا أمر لذيذ، ولكن-

ليلى: ولكن يمكنه أن يكون مزعجاً أيضاً.

عليا: ربما، بالنسبة لي أجد صعوبة شديدة أن أحبّ جسدي أحياناً. وأجد المحاولة الدائمة مرهقة. كشخص تسمي نفسها نسوية، كنت قادرة أن أغيّر آرائي جذرياً تجاه مواضيع كثيرة، ولكن لا أستطيع أن أتخطى هذا الموضوع بالذات، لا يمكنني أن أجبر نفسي أن أحب شيئاً بينما كل شيء يذكّرني أنه سيء. فإذاً برأيي الحيادية تجاهه واقعية أكثر.

ليلى: أسأت الفهم إذاً. لا أظنّ أن يمكنني أن أكون حيادية تجاه جسدي، ولكنني غير معجبة أبداً بالحبّ القسري تجاه الجسد، ولا أعتقد أن الأمر بالضروري هو إما أكرهه أو حيادية أو أحبه. أنا غير معجبة بالنسوية التي ترتكز على الحب المفرط للذات ولكل شيء وتحتفل بكل شيء كل الوقت. ولكن لا يمكنني أن أكون حيادية تجاه شيئاً مجبورة أن أتذكره باستمرار ويومياً. حتى ولو كنت أريد أن أكون حيادية تجاه جسدي - وهذا مستحيل لي - الناس تذكّرني دائماً أنني لست حيادية. ولكن أتفق معك بأن ببعض الأيام تحبين جسدك وأيام أخرى لا تفكرين بالموضوع مثلاً، وهذا لذيذ، ويرتبط بما قلتيه عن الرجال وأنهم لا يفكرون بالموضوع.

عليا: هذا قد يكون أحد أشكال الحب للذات، بمجرد محاولة تسكيت الحوار الدائم داخل عقلك. وبمقابل تبديل ذلك بايجابية مزيفة، أحاول أن أفكر بجسدي بطريقة محايدة. أتفق معك ولا أظن أنه يمكننا أن نكون حياديين عن شيء يرمى بوجهنا باستمرار، وما يقوله المقال يشبه ما قلته من قليل، أن مظهر جسدك غير مهم بالنسبة إلى وظائف جسدك الأساسية، غير مهم بالنسبة إلى المتعة، غير مهم بالنسبة إلى الكثير من الأمور. ليس المفروض أن نفكر بأجسادنا إلا إذا حصل أمر سيء. أنا لست متأكدة من كيفية تطبيق طريقة التفكير هذه، عليّ أن أتأمل بالموضوع أكثر، وبرأيي حتى كتاب\ة المقال لم تغوص في تفاصيل كيفية تطبيقها. كيف تردين على تعليقات الناس كشخص حيادي؟

ليلى: "عذراً، أنا حيادية." (ضحكات)

"أنت سمينة"

"عذراً، لا أفهم ما تقوله"

(ضحكات)

تي: أعتقد أنني أفهم الدافع وراء ثقافة حب الذات وحب الجسد. وكما نعلم، كردة فعل للكره الذي تتعرض له أجسادنا. وأنا مثلكم، لا أعلم- أحياناً أستيقظ وأفكر أن الحال ماشي، وأحياناً لا أستطيع الخروج من غرفتي، وأحياناً لا أفكر بالموضوع أبداً وأكون مشغولة لدرجة عدم التفكير بالموضوع. ولكنني لست ضد حب الذات بالكامل، ولا أوافق أن الرجال لا يفكرون بأجسادهم. أعتقد أن عدد منهم يحتفلون بأجسادهم بشدة، إذا تفتحون أي موقع لرجل لائق بدنياً ترون صوره وهو يشد عضلاته، وإذا تنظرون إليهم في النادي فهم يحدقون في أنفسهم في المرآة دائماً.

ليلى: هذه ثقافة بحد ذاتها.

تي: أنا أقص شعري عند حلاق للرجال، وكمية الغرور عندهم غير معقولة هناك! (ضحكات) إحدى المرات أقسم أن رجلا حدّق في نفسه في المرآة لمدة ٢٠ دقيقة وكان يملّس خصلة شعر واحدة وقال "أعطوني بعد gel". (ضحكات) لديهم الكثير من الغرور، وأعتقد أن حب الذات عند مجتمع البدينين أو عند النساء يأتي كردة فعل لذلك، لأن الرجال يحبون أنفسهم كثيراً وثم يسيئون معاملة النساء، والردّ هو "لأ، اللعنة عليكم، نحن نحب أنفسنا." ويمكنني أن أدعم ذلك بالمبدأ ولكن لا أفعل ذلك شخصياً بشكل دائم، وهذا طبيعي.

نايت: لا أعتقد أن من الممكن لأي شخص أن يفعل ذلك كل يوم باستمرار بسبب التذكير المستمرّ التي تحدثت عنه. مثلاً أنا أدعم الايجابية الجسدية وقد ساعدتني شخصيا في آخر سنتين مع ازدياد الأشخاص الايجابيين جسدياً على حسابي على فايسوبك وتويتر، أحب جسدي أكثر ولم أعد أجوّع نفسي، وربما هذا لا ينجح مع الجميع. ولكن يأتي وقت حين تصطدمين بحائط من التذكيرات. أحب جسدي، ولكن عندما أتبضع للملابس أدرك أن على الانترنت جسدي يبدو رائعاً ولكن بالواقع لا يلائم قياسي. لا يمكنني أن أوفّق بين هذه الأمور.

عليا: أنا أشعر بالشيء نفسه. أيام كثيرة أشعر أنني جذابة وأحب جسدي المليئ وملابسي وكل هذا، ثم أتفاعل مع العالم الحقيقي ويأتي شخص ويعلّق، أو أتبضّع، أو أمك تدفعك تجاه القيام بعملية جراحية (ضحكات). هذا حصل معي بالفعل، أمي ضغطت علي كثيراً للقيام بعملية تصغير المعدة وأنا لست حتى مؤهلة للقيام بها لأن وزني قليل جداً بالنسبة لهذه العملية.

ليلى: "ماما، حتى الطبّ يقول أنني لست بحاجة للعملية." ولكن الأطباء اللبنانيون سوف يعدّلون بالمعايير ليصبح الجميع قادراً على القيام بالعملية.

تي: غير هذا، العملية مكلفة جداً ومربحة جداً للأطباء، فطبعاً يريدون تشجيع الناس على القيام بها.

عليا: الكثير من الناس يعانون من سوء التغذية من بعد هكذا عملية لأنهم لا يحصلون على الفيتامينات الكافية ولا يمكنهم هضم الأكل ويأكلون كميات قليلة جداً. إنها عملية قاسية جداً لشخص أن يقوم بها فقط لأنه يُعتبر تلويثاً للبصر، ويجب أن تُقتصر على حالات الخطر على الصحة.

تي: أمي أجرت هذه العملية وتبدو أسعد بجسدها، ولكنها لا تأكل وعليها أن تأخذ الأدوية وهي طائشة مع الأدوية فتبقى مرهقة وضعيفة القوة. قبل العملية كانت أمي تحظى بالكثير من النشاط، كانت تعمل ١٢ ساعة في اليوم وتركض من مكان إلى آخر وتعمل ٣ أو ٤ وظائف عادي. الآن، تفعل كل ذلك ولكنها تعود إلى المنزل مرهقة ولا تستطيع أن تفعل شيئاً، ولا يمكنها أن تأكل لأنها غير قادرة على إمساك الطعام في معدتها، فالعملية قاسية جداً وتكلّف الكثير مقابل فقط أن يعجب جسدك الناس أكثر. اللعنة لذلك، لا يستحق كل هذا بالنسبة لي. بالنسبة لها، الأمر يستحق ذلك. إنه إجراء صعب جداً على الجسد والعقل أيضاً.

ياسمين: هل يمكنني أن أسأل شيئاً؟ ما هي نصائحكم لحب الذات أو العناية بالذات في وجه كل هذا الكره؟

نايت: تعلمت ألا أكترث للموضوع لأنه شائع جداً. أعرف ناس يتعرضون له في المساحات العامة مثلاً في الشارع، ولكنني تعرضت له من أمي كل يوم. نعم، أمي هي معيِّبَة السمانة الأولى عندي. فتعلمت كيفية عدم الاكتراث لأنني لم أستطيع أن أتحمل الموضوع.

ليلى: أنا لا أعلم، الأمر غريباً مع أمي صراحة. تتراوح بين "أريد أن أدعمك ولكنك جميلة جداً ولكن إذا هذا يزعجك….". أعتقد أننا تخطينا أشواط منذ كنت أصغر سناً، وحين أصبحت أكبر سناً الناس لا يعلقون عليّ بنفس التكرار، ولكن أعتقد أنها وكل العائلة تعلموا أنني أشعر بالإهانة، خاصة أن الجميع في العائلة رفيع (ضحكات) باستثناء أخ واحد، ربما يستمع. على كل حال، غير أن ترواح حجمي، لا يعني الموضوع باقي العائلة لأنني طالما كنت الأكبر حجماً، ولكن حقاً أشعر أنني جميلة بالرغم من ذلك، وهذا بسبب أمي. عنايتي لذاتي هو أنني فعلاً أحب مظهري صراحة، وأعتقد أن الأمر متعلق بقربي من أشخاص أجدهم فاتنين ولا أرى بشاعة أبداً ولا أفهم معايير الجمال، فأكره الكلام عن أشخاص بشعين، وبالفعل أعتبر الكثير من الأشخاص فائقي الجمال. فلا أستوعب عندما يعتمد الناس معايير جمال، وكان غريباً لي أن أكون خجولة تجاه مظهر أنفي لوقت طويل وكنت أفكر بعملية جراحية، وكان يقول بعض الناس "أنفك كبير جداً ومميز جداً!" وكنت أقول "أجل! إنه مميز أليس كذلك!" بالفعل حصل ذلك، وأعتقد أن بعد رؤيتي للكثير من الأشخاص البدينين يرتدون السمانة بطريقة رائعة وجذابة، صرت أفكر "أنت أكبر مني وأنت رائعة" وهذا النوع من الراحة هو أمر يجذبني كثيراً وأحب أن أجده في نفسي.

تي: مثلما قال\ت نايت، صرت أتجاهل كل الكره. بالماضي كنت أسمح للكثير من التعليقات وأحكام الآخرين أن تؤثر بي. الآن أنزعج قليلاً ثم أتخطى الموضوع. طورت نوع من الحماية تجاه هكذا أحداث ولا أدعها تؤثر بي كثيراً. ان كان الناس غير معجبين بشكلي فهي مشكلتهم وأنا لا أبالي، هذا موقفي الآن، واللعنة على الجميع. هذه نصيحتي بالنسبة إلى العناية بالذات، اللعنة على الجميع.

عليا: أعتقد أن عنايتي لذاتي هي أن اخذ صور حلوة لنفسي، وأن أرتدي ثياب جميلة تريحني، وألا أتعاطى مع أشخاص يجعلوني أشعر بأدنى السوء. كنت أترك فسحة لهذا بهدف أن أعلّم الناس، وكنت أتمرّن كثيرا لأجهّز ردود على تعليقات تتعلّق بوزني لأنني أعرف أنني سوف أتعرض لهكذا موقف.

ياسمين: هل تودون إضافة أي شيء أو هل هناك موضوع لم نتحدث عنه برأيكم علينا أن نفتحه؟

عليا: أريد فقط أن أقول للعالم كتذكير أن جسد كل انسان يختلف عن الآخر، ولا يريد الناس صرف كل هذا الوقت والطاقة ليجعلوا أجسادهم تتطابق مع معايير العالم للجمال. والأمر لا يتعلق بالكسل أو الالتزام، ولكن قد تاخذ كمية أكبر من الالتزام لبعض الأشخاص ليطابقون المعايير، ويمكن استخدام هذه الطاقة بشتى الطرق المختلفة. عندما أفكر بجسدي وان كنت أريد خسارة الوزن بغض النظر عن وضعي الصحي، أعتقد أنه يمكنني خسارة القليل من الوزن الآن ولكن لن يتغيّر جسدي بشكل جذري، هذا هو جسدي بسبب الجينات والتمثيل الغذائي وكل هذا. لن يتغير كثيراً مع أي تغيير جذري بنمط حياتي، ولا أريد أن أصرف كمية فائقة من الطاقة على هذا.

نايت: أريد أن أقول لمن يسمع هذا التسجيل ان كانوا يعتبرون أنفسهم بدينين أو هم فعلاً بدينين أو مهما كانت هويتهم المعتمدة، رجاء رجاء رجاء رجاء لا تجوّعون أنفسهم أو ترهقون أنفسكم بالرياضة. حاولت كل أنواع التجويع الموجودة.

تي: في كل حال، هناك تقاطع كبير بين السمانة أو محاولة خسارة الوزن واضطرابات الطعام وتجويع الذات والمراقبة الفائقة للوجبات أو التفكير الزائد بأنواع الطعام والتفكير الفائق بالطعام والغذاء والوزن والرياضة. وفي حياتي شخصيا، وصلت إلى الأكثر نحافة في حياتي بسبب كل هذا، ثم انفجرت، لأنني كنت قاسية جداً مع نفسي وتكون الكلفة أنني كئيبة، جوعانة، وجسدي في حالة مجاعة ويخزّن الذهن، فإذاً يزيد وزنك بالرغم من تجويعك لذاتك لأن الجسد يظن أن "هذا الشخص لا يطعمني فعليّ أن أحتفظ بكل شيء يضعونه داخلي". فإذاً عيشوا حياتكم بشكل عادي، مارسوا الرياضة، حافظوا على صحتكم، ولكن لا تتوقعون أن عليكم أن تخسروا الوزن وأن مظهركم عليه أن يطابق معايير معينة أو حتى ملابسكم. الأمر لا يستحق كل هذا بالنهاية.

شكراً ياسمين لأنك أعطيتنا المساحة للتكلّم عن هذا الموضوع

ياسمين: شكراً لكم جميعاً، كان النقاش رائعاً. كل المقالات التي تكلمنا عنها سوف ترفق التسجيل لمن يهمه الأمر. نرجو منكم ترك تعليقاتكم، وشكراً لكم جميعاً لحضوركم ومشاركتكم تجاربكم.

الجميع: شكراً ياسمين!

(موسيقى)