الحراك النسوي في الانتفاضة اللبنانية

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

بدأت الانتفاضة في لبنان في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019 عقب سلسلة من الأحداث والقرارات الحكومية التي أدت إلى انتفاضة الشعب اللبناني. فمن أزمة الدولار إلى أزمة الوقود، وحرائق الغابات وفشل الحكومة في السيطرة عليها، وصولاً إلى قرارات الحكومة برفع الضرائب على عدة سلع وخدمات، كانت آخرها فرض ضريبة على المكالمات الهاتفية المجراة على شبكة الانترنت عبر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي . تميزت الانتفاضة اللبنانية بالمشاركة النسائية الفعالة، حيث كان للحركة النسوية ظهورٌ بارز وصوت عالٍ يهتف ضد الحكومة الفاسدة والسلطة الأبوية والذكورية.

لمحة تاريخية

بدأت الحركة النسوية في لبنان منذ عشرينيات القرن الماضي، حين بدأت النساء بالمطالبة بحقهن في التعليم والعمل كما صدرت في هذه الفترة العديد من المجلات النسائية التي تديرها نساء. في الأربعينيات، ومع كون النساء جزء من النضال الوطني من أجل الاستقلال، تطورت الحركة للمطالبة بحقوق النساء السياسية والمدنية حتى أقر حقهن بالانتخاب والترشح. مع التغيرات الاقليمية والمحلية بعد نكسة 1967، اتجهت الحركة النسوية في لبنان لتصبح جزءًا من الحركة اليسارية الصاعدة. وارتبطت العديد من المجموعات النسوية بالأحزاب اليسياسية ذات التوجه اليساري. ظلت هذه الحال خلال فترة الحرب الأهلية في لبنان التي اقتصر فيها دور النسويات على أعمال المساعدة والإغاثة والدعم. بعد انتهاء الحرب الأهلية، نما قطاع الجمعيات غير الحكومية ومنها الجمعيات النسوية التي ركزت قضاياها في هذه الفترة على محاربة العنف ضد النساء والمطالبة بتنفيذ اتفاقية سيداو. في مطلع الألفية ومع بدايات الربيع العربي، برز في الأوساط النسوية والكويرية خطاب الحريات الجنسية والجسدية وكذلك الهويات الجندرية وسياسات الهوية.

تطورت التجربة النسوية في لبنان وتأثرت في مختلف المراحل بالظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية كما كانت نتيجة لتداخل عوامل ثقافية مختلفة محلية، إقليمية وعالمية. ولكن لا شك أن تراكمات هذه التجربة، صنعت الحراك النسوي الذي برز في انتفاضة لبنان 2019.


أبرز المحطات في الانتفاضة اللبنانية 2019

بدأ الحضور النسوي في الانتفاضة اللبنانية منذ يومها الأول، وتحديداً عندما انتشر مقطع فيديو لإمرأة لبنانية تركل أحد مرافقي الوزير أكرم شهيب الذين حاولوا فض التظاهرات بالأسلحة. [1]

تواجدت النساء دائمًا في الصفوف الأمامية، واجهن القوى الأمنية، شاركن في قطع الطرقات احتجاجًا ونظمن مسيرات واعتصامات تحت شعارات وهتافات نسوية إضافة إلى شعارات إسقاط الحكومة ومطالب العدالة الاقتصادية والاجتماعية.

في 03 تشرين الثاني / نوفمبر 2019، دعت الجمعيات والمجموعات النسوية إلى تظاهرة تحت شعار "ثورتنا ثورة نسوية". كان هدف التظاهرة، التي انطلقت من متحف بيروت إلى ساحة رياض الصلح في وسط بيروت حيث كانت تقام الاعتصامات المركزية بشكل يومي، التأكيد على أن مطالب الإنتفاضة الأساسية لا يمكن أن تكون دون المطالبة بالعدالة الجندرية.

في 08 تشرين الثاني / نوفمبر 2019، دعت النساء والأمهات إلى تجمع في ساحة الشهداء وساحة رياض الصلح أمام مقر الحكومة اللبنانية. وتجمعن بالآلاف مساء هذا اليوم وأضأن الشموع وقمن بالطرطقة على الطناجر الفارغة لاسماع أصواتهن.


التنظيمات النسوية والنسائية متواجدة وفاعلة في لبنان منذ عقود وتنظم بشكل دائم مسيرات أهمها المظاهرة السنوية في يوم النساء العالمي. ولكن أهمية تواجدهن في انتفاضة تشرين/ أكتوبر 2019 تكمن في فرض الأولويات والقضايا النسوية كجزء أساسي من المطالب في الشارع.



بورتريه للمرأة التي تركل مرافق الوزير




الفيديو الذي تظهر فيه الإمرأة التي ركلت المرافق الأمني للوزير أكرم شهيب




اعتصام النساء في 8 تشرين الثاني وقرقعة الطناجر




















مقالات ذات صلة

صفحات ذات علاقة


مراجع

مصادر