وثيقة:حول عملية الكتابة - المناطق الحدودية / لا فرونتيرا

من ويكي الجندر
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
Emojione 1F4DC.svg

محتوى متن هذه الصفحة مجلوب من مصدر خارجي و محفوظ طبق الأصل لغرض الأرشيف، و ربما يكون قد أجري عليه تنسيق و/أو ضُمِّنَت فيه روابط وِب، بما لا يغيّر مضمونه، و ذلك وفق سياسة التحرير.

تفاصيل بيانات المَصْدَر و التأليف مبيّنة فيما يلي.

اختيار.png
مقالة رأي
تأليف غلوريا آنزالدوا
تحرير اختيار
المصدر اختيار
اللغة العربية
تاريخ النشر غير معيّن
مسار الاسترجاع https://www.ikhtyar.org/writings/كتابات/كاتبات-الخزانة/حول-عملية-الكتابة؛-المناطق-الحدودية-ل/
تاريخ الاسترجاع 2023-07-19

ترجمة اختيار
لغة الأصل الإنجليزية
العنوان الأصلي غير معيّن
تاريخ نشر الأصل 2009


من كتاب “The Gloria Anzaldua Reader”, Duke University Press, 2009 بعنوان “On the Process of Writing Borderlands / La Frontera”



قد توجد وثائق أخرى مصدرها اختيار



سفر التكوين

كنت في فيرمونت، كان الشتاء، وكانت تُثلج. الثلوج كانت بيضاء جدًا. الناس كانوا بيضًا جدًا. كنت أذهب إلى المتجر ويحملق الجميع فيّ لأنه ليس هناك أناسًا ذوي بشرة ملونة كُثر في فيرمونت. اعتقد أن ذلك بسبب أنا الفيرمونتيين اعتادوا على رؤية البيض والسود، ولم يقدروا على معرفة هذا الهجين (المستيزو) بينهما.

في وقت لاحق في فصل الربيع حين كنت أسير في شوارع مونبلييه، كنت أرى الحقائب ذات الألوان الزاهية – أكياس القمامة المحشوةُ بأوراق الشجر المجروفة من الساحات الأمامية. كانت الأكياس مربوطة بإتقان، الأعاصير ملتوية بإتقان …. كان كل شيء أنيقًا جدًا ومنظمًا. المنازل كانت في الأغلب مكونة من ثلاثة طوابق، وألواح بيضاء. كنت أحس بالحنين إلى تكساس. في الجنوب الغربي، يعيش المكسيكيون الأمريكان (الشيكانو) في منازل باللون الوردي والأرجواني – ما أسميه العمارة الشيكانوية. سيارات الخردة المتوقفة في الساحة الأمامية أو الممر هي جزء من تلك العمارة. كان هناك تناقض كبير جدًا بين النشأة في ولاية تكساس والجنوب الغربي والعيش في نيو انغلاند. بسبب ذلك الحنين، بدأت في كتابة المناطق الحدودية.

تكونين أقرب إلى المنزل عندما تكونين بعيدة. ككاتبة استطيع الكتابة حول الأماكن عندما أغادرها، بدلًا عن الكتابة عنها وأنا لا أزال هناك. هذا حقيقي خاصة عندما أكتب عن الوطن. هذا الإحساس بكوني غريبة، أجنبية، يولد فيّ الزخم لأشرح الأشياء لنفسي وللآخرين. مشاعر التواصل غالبًا ما تجعلني أشعر وكأنني غلاية الشاي التي تخرج البخار. بينما تعمل الكتابة والكلام كصمام أمان، فهي أيضًا أفعال سياسية تقفز من الاندفاع إلى التخريب، المقاومة، التثقيف، والقيام بالتغييرات. لذلك كنتُ اسمح للغضب بأن يتولد من العنصرية التي كنت أعانيها (كنت أُدَرِسُ الكتابة الإبداعية والدراسات النسوية في برنامج ADP في كلية ولاية فيرمونت) ويزود كتاباتي بالوقود. كنت غاضبة من رهاب المثلية والتحيز الطبقي. كنت المرأة الوحيدة الملونة، المرأة الوحيدة من الطبقة العاملة، المثلية الوحيدة، المعلمة الوحيدة التي تُدَرس بطريقة غير أكاديمية. في تلك الأرض الثلجية شعرت مثلما سيشعر أي شخص من كوكب آخر.

بالطبع، بعض القصائد في المناطق الحدودية / لا فرونتيرا كانت من فترة سابقة. عندما يكون لدي مخطوطة أعمل عليها، أنظر في جميع ملفاتي لأعثر على مواد إضافية. بينما كنت أبحث خلال ملفاتي كنت أقول: “حسنًا، هذا المقطع حول ما يعنيه أن تكبر بلغتين؛ يمكن أن يصلح في قسم اللغة والهوية. هذه قصيدة عن القهر الذي تعانيه النساء، هذه حول انتهاك جسد المرأة”. يمكنني ربط انتهاك جسد المرأة بانتهاك الأرض، وبالاستيلاء على أراضي الهنود والشيكانو في الجنوب الغربي – وأقررُ أن كلا القصيدتين يمكن أن يضافا في قسم خسارة الأرض.

كنت أنوي أن أنشر وأن أُنتج المعرفة حول الشيكانا / وس وحدود الشيكانا / وس الأخرى، الملونين، والبيض مثل أولئك النيو إنغلانديون الذين كنت أعيش بينهم. كان هذا لأجل الأشخاص الذين ليست لديهم أي فكرة عما يعنيه أن تكوني من الجيل السابع للشيكانا الذين نشأوا في تكساس بالقرب من الحدود. عندما كنت أعيش في بروكلين (أو بوسطن أو نيو هافن، أو ساوز بيند) كل من البيض وبعض اللاتينين / ات كثيرًا ما كانوا يسألون، “حسنًا، متى أتيتِ من المكسيك؟” أو “هل أنت أمريكية لاتينية من أمريكا الجنوبية أو أمريكا الوسطى؟” سمعت هذه الأسئلة من بعض من اعتقدت أنهم على تناغم مع المجتمع اللاتيني والهوية اللاتينية، لكنهم لم يكونوا يعرفون كيف يميزون بين أبناء بورتوريكو، الكوبيين، والشيكانا، أو المهاجرين المكسيكيين. في هذه المدينة الصغيرة، مونبلييه، فيرمونت، لم يكن الناس يعرفون حتى أن الشيكانوس (المكسيكيون الأمريكان) موجودين.

الهدف

كما قلت سابقًا، اعتزمت كتابة المناطق الحدودية ليس فقط لنشرها، ولكن أيضًا لإنتاج المعرفة. طوال الوقت الذي كنت فيه في المدرسة كان منتجو المعرفة هم البيض من الطبقة العليا والمتوسطة الذين لديهم السلطة في الجامعات والمؤسسات العلمية، ودور النشر. كانوا ينتجون النظريات والكتب التي كنا نقرأها. كانوا ينتجون قيم اللاوعي، وجهات النظر، والافتراضات حول الواقع، حول الثقافة، حول كل شيء. واستوعبنا، وفهمنا جيدًا، هذه النظريات.

لذلك كان لدي مشكلة لأنني أردت أن أُنتج أعمالًا فنية، أُنتج معرفة، ولكنني كنت من طبقة الفلاحين، امرأة من أقلية عرقية ومثلية. كيف يمكن أن أتجاوز كل تلك العقبات؟ أردت فعلها بطريقتي، مستخدمة نهجي، لغتي. لم أكن أريد أن أقوم بما وصفته أودري لورد باستخدام أدوات السيد؛ لم أكن أريد تقليد السيد. أردت أن أكتب بأسلوب هجين، بعاميتي الخاصة، وأيضًا باستخدام معارف وتاريخ الثقافات البيضاء، والثقافات العرقية الأخرى. أردت أن أكون قادرة على التعامل مع بعض النظريات، أن أكون قادرة على التفلسف. أردت كعكتي وأردت أكلها أيضًا.

معظم الناس لا يستطيعون الإفلات بعد فعل كل هذا – قد لا يملكون الإيمان أو العناد أو أن وظائفهم خاضعة للمراجعة أو مؤقتة ولوصف الأمر بطريقة أخرى ربما هم مهددون. قد لا يكون هناك سوق لكتاباتهم، ولو كان هناك سوق، قد لا يكونون قادرين على وضع قدم في الباب. الفن والأدب حصريان. إذا كنت أستاذًا من ذوي البشرة الملونة، يجب عليك أن تكتب مثل أستاذ أبيض. (على سبيل المثال، المجلات والدوريات يكون لديها في كثير من الأحيان مبادئ توجيهية محددة جدًا).

كتاباتي (وأنا) تم رفضنا بشكل متكرر من قبل تيار ذكور الشيكانو، لذلك قررت أن استمر مع الحشد النسوي لأنهن دعمنني. بعد أن دَرَستُ في نظام المدارس العامة في تكساس، قررتُ (قبل سنوات) أنني لن أصبح أكاديمية مختصة.

ولكن لأنني أحببت التدريس كثيرًا (كان الجانب الإداري هو ما كرهت)، وقررت أن أعمل على فترات تدريس قصيرة (تعليم شهر هنا، أربع هناك)، وبذلك أدعم مهنتي الرئيسية – الكتابة.

من خلال العمل الحر، سوف أبقى مُديرة نفسي. رغم أن هذا النمط من أكل العيش لا يأتي دون سلبيات، إلا أنه يعطيني الفرصة لأضع الكتابة في الصدارة.

كمثلية ملونة، كان لا بد لي من اتخاذ مجازفات كبيرة جدًا في التدريس، المناظرات، والكتابة. حاربت حدود ما هو مقبول وتقليدي في خطوط العمل الثلاثة تلك. المناطق الحدودية كان يمكن أن تفشل. كانت في المتناول لبعض الجماهير ومتعذر بلوغها لآخرين. في المتناول أو يتعذر بلوغها اعتمادًا على مقدار العمل الذي تريد بذله في قراءتها. كنت أبدأ بموضوع، شخصية، أو رمز، ومن ثم يصبح هذا الرمز دافعًا وربما يلمح له في فصل آخر ثم يتم استكشافه أكثر في فصل آخر؛ في الفصل الأخير تلتفُ وتعود إلى البداية، وينتهي الرمز في نهاية المطاف متكررًا في بعض القصائد. على القارئ أن يملء الكثير من الثغرات.

شيء آخر ربما يكون صعبًا أو سهلًا – يتوقف مرة أخرى على ما إذا كان القارئ شيكانو / س يستطيع قراءة الإسبانية أو ملونين وبيض لا يستطيعون – هو تبديل الرمز في اللغة. الأمر ليس مريحًا إذا كنت لا تعرف الإسبانية أو إسبانية الشيكانو؛ حتى الناطقين بالإسبانية أحيانًا يشعرون بعدم الارتياح لأنني لا استخدم القشتالية، بل استخدم إسبانية الشيكانو. ليس الأمر فقط أنني أقوم بتبديل الرمز في اللغة، ولكنني أُربك القارئ أيضًا بتبديل الرمز في النوع: الأنواع المختلطة، عبور الأنواع من الشعر إلى المقال إلى السرد إلى القليل من التحليل والتنظير. على القارئ وضع كل ذلك معًا في نهاية المطاف. على أمل أنك عندما تقرأ الكتاب كله تصبح القصائد متكاملة مع المقالات ويصبح للكتاب معنى.

طريقة أخرى تجعل المناطق الحدودية في المتناول هي أنني أروي بعض الأحداث التاريخية المحددة – عمي الذي تم إرساله إلى الجانب الآخر، والذي تم توقيفه بواسطة سلطات الهجرة عندما لم يكن معه أوراقه الثبوتية، خبراتي كفلاحة. وبذلك أعطيك سياقات للنظريات التي أحاول طرحها. يمكن للناس الارتباط على وجه التحديد مع قصاصات التجربة المعاشة تلك، يمكنهم أن يرتبطوا بالألم. وهكذا فإن القارئ يرتبط بالموضوع.

التفاعل بين القارئ والكاتب

في المناطق الحدودية (وكذلك في مشروع الكتابين اللذين أعمل عليهما الآن، بريتا (الداكنة)، رواية / مجموعة من القصص أسميها “قصص السيارات”، والناحبات، النساء اللواتي يصرخن ب: تمثيل الذات وإنتاج الكتابة والمعارف ، والهويات)، كنت أنوي جعل العلاقة إشكالية بين القارئ والكاتب، والنص – على وجه التحديد دور القارئ في إعطاء معنى للنص. إنه القارئ (والمؤلف الذي يقرأ كقارئ) من يخلق في النهاية التواصل، ويجد الأنماط ذات المغزى بالنسبة لها أو له. هناك فسحة للقارئ للتفاعل مع النص نتيجة للثغرات. بينما يقرأ القارئ هي / هو قد يتضايق أو يغضب أو يُحبط ومن ثم هي / هو قد يفكر، “نعم، في الأسبوع الماضي كنت في حوار مع صديقة أو صديق أو أستاذ حول شعوري بالاحتجاب … “مثل هذه الفقرات في المناطق الحدودية تقبِضُ القارئ وتجعله يفكر في تجربته الخاصة، وخاصة التجارب حيث هي / هو تم الإساءة لها / له أو انتهاكها / ه فكريًا وعاطفيًا، أو جسديًا. وبهذه الطريقة تجلب القارئة تجربتها الخاصة في النص.

مشاركة القارئ في إعادة خلق الكتاب تجعلني، المؤلفة، أُدرك أنني لست الخالقة الوحيدة. هناك بعض الأشياء التي يضعها المؤلف للقارئ، ولكن القارئ هو، إلى حد ما، المؤلف المشارك. يكون هذا أكثر صدقًا عندما يستجيب القارئ إلى الكتاب من خلال كتابة مراجعة للكتاب، ورقة نقدية، الخ. النص ليس نصًا ثابتًا. الكلمات سوف تكون دائمًا نفس الكلمات، أليس كذلك؟ طالما استمروا في طباعة الكتاب، تظل الكلمات هي نفسها. ولكن النص سوف يكون مختلفًا مع كل قارئ وكل قراءة. النص سوف يتحرك ويكشف شيئًا جديدًا في كل مرة تقرأه. إذا قرأت المناطق الحدودية، على سبيل المثال، بعد عشر سنوات من الآن سيكون لديك هوية مختلفة، وبالتالي سوف تعطيه تفسيرًا مختلفًا. سوف تضعه في مكان آخر، مكان مختلف، وسوف تفكر في حجر الأساس الجديد – سيكون لديك وجهة نظر مختلفة.

ربما أشياء فاتتكِ في القراءة الآن، سوف يتردد صداها عشر سنوات من الآن. أشياء كنتِ متحمسة لها خلال المرة الأولى لقراءتك للنص، لن تلاحظيها حتى أثناء القراءة القادمة. لقد قرأت جين آير ثلاثة عشر مرات منذ أن كنت في التاسعة وحتى الآن، ثلاث عشرة مرة، وفي كل مرة كانت القراءة مختلفة لأن هويتي قد تغيرت. كنسوية قرأتها باتجاه نسوي – أعطيتها قراءة نسوية. قراءتي النسوية أعطتني تفسيرًا مختلفًا حول شخصيتي جين وبيرثا. أرى الآن شيئًا غاب عني عندما كنت قارئة أصغر سنًا: ديناميكيات العنصرية بين روتشستر، جين، وبيرثا، التي كانت كريول / هجين من جامايكا.

أنا الآن أبحث في كيفية عمل الهوية الجنسية في الرواية وكيف أن هوية جين إير الجنسية لم تكون مقموعة فحسب، بل أنها أسقطت أيضًا على بيرثا، المخبولة في العلية، امرأة البرية. من الآمن لجين إير أن يكون لها هوية جنسية لأن الهوية الجنسية غير المنضبطة تَبرُز. أنا الآن أرى أمورًا في الكتاب لم أكن أراها عندما كان عمري اثني عشر، ثلاثة عشر، أربعة عشر، خمسة عشر، وستة عشر. الآن، كنسوية مثلية، أرى بوعي أكثر من خلال وجهة نظر مدركة ومسيسة.

استقبال المناطق الحدودية / لا فرونتيرا

أنا متفاجئة أنا المناطق الحدودية تم استقباله بشكل جيد جدًا. أولًا، فكرت أنا الشيكانا لن يحبوه لأنني تحدثت بالسوء عن ثقافتي. (بطرق عديدة كل ثقافاتنا منهارة بالفعل. ثقافتي منهارة – ربما ليست منهارة بقدر ثقافة البيض. إنها إثنية ولكنها ليست عنصرية – إذا كانت هناك ثقافة أصغر من الثقافة المهمينة، أفراد الثقافة الأصغر لا يمكن أن يكونوا عنصريين. لأنه ليس لديهم القوة لقمع البيض، حسنًا؟) لكن الشيكانيات والنسوة الآخريات تقبلن الأمر بشكل جيد؛ حتى أن امرأة من هاواي قالت، “أعلم أنك تكتبين عن الجنوب الغربي، لكن أتعرفين، الأمر يبدو كحياتي، هذه الأصوات تشبه المكان الذي أتيت منه”. امرأة آسيوية، ولاتينية، وسوداء أتوا إليّ (في أوقات مختلفة)؛ كن غاضبات جدًا من تبيدل الرمز لم يكن مستاءات مني بقدر استيائهن من العيش في هذه البلد وحرمانهن من لغتهن، اقتلاع ألسنتهن. هنا كنت استخدم الإسبانية، وهن كُن يشعرن بالغيرة لأنني كنت أكتب بالإسبانية بينما لغاتهن تم محوها. كن غاضبات من أنفسهن، من أبائهن، والمجتمع. من ثم كان هناك القراء البيض الذين شعروا، “أه، هذا كتاب لم يستبعدنا”.

باستخدام مفهوم الهجين، أتحدث عن أناسٍ مثلنا هجينون بيولوجيًا، وثقافيًا، وفكريًا، وكذلك هجينون نفسيًا – هؤلاء نحن، القوم الملونين. ولكن هناك أيضًا نسوة بيض، نسوة الطبقة العاملة واللاتي بحكم خبرتهن لديهن الكثير من الأمور المشتركة مع الثقافات الأخرى، إما عن طريق التعلم في الجامعات أو من خلال وجود حبيب أسود أو شيكانا أو آسيوي أو هندي أصلي، أو من خلال تربيتهن في أحد الأحياء جنبًا إلى جنب مع الملونين. أولئك البيضاوات قد عبرن؛ لقد أصبحن هجينات ثقافيًا. حسنًا، لذلك بجعل النساء البيض يشعرن بشعور جيد والرجال البيض يشعرون بشعور جيد، لأن بإمكانهم أيضًا الوصول إلى الكتاب.

على جانب آخر بعض الشيكانا والنسوة الملونات يقلن، “أنت لطيفة جدًا مع البيض. لا يجب أن يكونوا في هذا الكتاب. نريدهم أن يفهموا أن هناك فرقًا حقيقيًا بين أن تكون هجينًا بيلوجيًا – اللون الداكن، الملامح، والاضطهاد الذي يأتي مع هذه الأشياء – والهجين الثقافي مع امتيازات البشرة البيضاء”.

كما أنني وجدت أن المناطق الحدودية إما تم تقديره حقًا، واستُخدم بتقدير، أو تم الاستيلاء عليه. عندما تم الاستيلاء عليه، استخدم بطريقة رمزية من قبل المنظرين البيض الذين يكتبون عن الجنس ولكنهم يقدمون إشارات مقتضبة إلى العرق والطبقة ويذكرون اسمي، أو يذكرون أودري لورد أو ماكسين هونغ كينغستون، ولكن بوصفنا أمرًا جانبيًا.

لم يدمجوا أبدًا نظرياتنا في كتاباتهم. بدلًا عن ذلك، كانوا يستخدموننا ليقولوا، “ها أنا تقدمي، ليبرالي، منظر أبيض. أعرف النساء الملونات. أترى؟ أنا أشير إلى أولئك النساء”. كذلك، ينظرون إلى بعض الاستنتاجات والنظريات في المناطق الحدودية ويكتبون حولها، ويقولون أن نظرياتي مستوحاة من أعمالهم.

لقد اكتشفوا هذه النظريات. ويصرون على أنني جئت بهذه النظريات من فوكو، لاكان، دريدا، أو النسويات الفرنسيات. لكنني لم أكن أعرف أعمال هؤلاء المنظرين عندما كتبت المناطق الحدودية. لم أكن قد قرأتهم. لذا ما يقولونه كان، “لقد أخذت الأمر من أولئك القوم البيض ولم تستشهد بهم حتى”.

في كتاباتي الحالية، استكشف بطريقة السيرة الذاتية نظرياتي الخاصة حول ما يحدث للطلاب الملونين في الجامعات وذوي البشرة الملونة في هذا البلد. أجد أن النسويات البيض توقعن مني أن أذكر رموز السلطة، لأحصل على اقتباسات وإلهام من الكُتاب السادة – الكتاب الذين لم يمروا أبدًا بتجاربنا. بدلًا عن استخدام تجربتي الخاصة، من المفترض أن اقتبس من نظرياتهم المحررة روحيًا.

يقولون “لقد ضمنت الأسلحة النظرية الكبرى في عملها النظري”؛ وبذلك فإن كتابات النسوة الملونات تثبت أن ما بعد الحداثة وما بعد البنيوية موجودان؛ على المرء فقط النظر إلى حيواتنا المتصدعة وكتاباتنا المتشظية. هذا النوع من المرجعية المشتركة بين نصوص مختلفة وتجارب معاشة يعتبرونها من سمات ما بعد الحداثة، كما هي ظروف تجاربنا المعاشة – لقد تم إلقائنا من عالم إلى آخر، من حالة إلى أخرى. نحن، الكتاب الملونيين، نُثبت للمنظر الأوروبي حقيقة أنه لم يكن هناك مدرسة حصرية للتفكير. رغم كل شيء، فهم لم يكونوا يتحدثون عن أنفسهم فقط، كانوا يتحدثون أيضًا عن الملونين. كنا المثال النموذجي لحالة ما بعد الحداثة. لقد فقدوا القارب في مكان ما على طول الطريق – ولكن هذا حديث آخر.

العملية

أريد أن أتحدث قليلًا عن عملية كتابة المناطق الحدودية. شيء واحد أحثكم على القيام به عندما تقرأون أو تكتبون هي أن تعرفوا، حرفيًا، أين تقف أقدامكم، ما هو الموقف الذي تتخذونه: هل تتحدثون من منظور ذكر أبيض من الطبقة الوسطى؟ هل تتحدثون من موقع شخص ملون من الطبقة العاملة؟ لمَ تتحدثون؟ مع من تتحدثون؟ ما هو السياق، أين تحددون موقع خبرتكم؟

في برونكس، في جنوب ولاية كاليفورنيا؟ لماذا تقومون بهذا البحث؟ ما هي دوافعكم؟ ما هي المخاطر، ما هي مخاطر استخدام تعبير نظري شعبي. بعبارة أخرى، ما الذي تكسبونه من الأمر؟ ما هي شروط النقاش ومن الذي قام بإعداد هذه الشروط؟ كل شخص لديه مخاطر. هل تقومون بذلك لأنكم تريدون تأكيد هويتكم العرقية؛ تريدون توثيق تجربتكم؛ تريدون أن تجدوا معنى في ذلك؛ تريدون أن تجدوا القبول والشرعية؛ لا تريدون أن يمحى صوتكم.

قد تكون هذه بعض المخاطر التي يواجهها الملونين. كشخص أبيض قد يكون لديك مخاطر مماثلة أو قد تفعل ذلك لأنك تعبت من العيش في دولة عنصرية، تعبت من جهلك وتريد معرفة المزيد عن الشعوب الأخرى والثقافات الأخرى. تريد أن تخلُق عالمًا أفضل حيث يمكننا جميعًا أن نعيش في سلام نسبي. أو ربما تفعل ذلك بسبب شعورك بالذنب. قد تقول لنفسك: “حسنًا، أخذت صف “دورين كوندو“، أو “قرأت بعض من هذه الأشياء”، أو “صديقي المقرب هو”، ومن ثم تشعر بحال أفضل كشخص أبيض لأنك لست عنصريًا.

في كثير من الأوقات لا أعرف حتى دوافعي سوى بعد وقوع الفعل. ربما أنت أيضًا كذلك، أو قد يكون لديك دوافع علنية وأخرى سرية ومخفية. لذلك حاول أن تعرف لمَ تقوم بفعل الكتابة والقراءة. هل تستولي أم تُقَدر؟ جميعنا نخوض في الثقافات الأخرى. نحن فضوليون. لقد درست البوذية التبتية، شعوب ما قبل كولومبوس في المكسيك، الفلسفة الأوروبية، الروايات الإنجليزية. كل منا لديه فضول لمعرفة الآخر – إنها وسيلة للتعلم. الأرض كوكب صغير، ونحن جميعًا عليه معًا – نحن نعتمد على بعضنا البعض، وهذا هو رابطنا.

ولكن إذا كنت تحصل على المواد من الثقافات الأخرى فقط لأنها تفيدك بشكل شخصي فهذا أمر سيئ … عندما بدأت كتابة قصص الأطفال، لاحظت أن 99٪ من قصص الأطفال كانت مكتوبة من قبل البيض وأن معظم القصص عن الأطفال من الأعراق الأخرى كانت مكتوبة من قبل البيض. يكتبون عن الصحراء، الهنود الحمر، الصقور. بعض هذه القصص تمت كتابها بشكل جميل، ولكن مؤلفوها يستولون على حياة وأرواح الشعوب التي حاولوا إبادتها. يأخذون الدين، الأرض – ويحبسون الهنود في أراضٍ هي في الواقع معسكرات اعتقال. البيض اليوم يسرقون الأشياء الأخيرة التي تشبث بها الهنود – فنونهم، روحانيتهم، وتقاليدهم الدينية. كل شخص أبيض كتب كتابًا للأطفال عن الشعوب الهندية حل محل شخصٍ أصلي يمكن أن يكتب هذه القصة. الناشرون البيض، الذين في السلطة، ينشرون لأشخاص بيض. بعض من هؤلاء البيض قد لا يعرفون حتى أنهم يقومون بالاستبعاد بسبب العرق – قد لا يكون هذا عملًا عنصريًا واعيًا، قد يكون جهلًا فقط. ومع ذلك، فإن الكاتب الملون يتم رفضه والكاتب الأبيض تنشر أعماله ويصبح غنيًا من خلال المهمشين.

هناك نوع آخر من الاستئثار – مثل الشخص الوفي للثقافة التي يقترض منها. توني هيلرمان مثالٌ للرجل الأبيض الذي يحظى بالاحترام والذي تستقبل روايات الغموض خاصته جيدًا في مجتمعات الهوبي-نافاهو. ووفقًا لبعض السكان الأصليين الذين تحدثت معهم، فإنه قد قام بواجبه المدرسي، وبحث جيدًا. لين أندروز كمثال للفنان السارق؛ فهي تشوه القيم الروحية الأصلية وتكذب، وتمرر كتبها كقصص خيالية. كان الأمر ليكون عاديًا لو أن المؤلفة كانت صادقة، وأخبرت القراء: “هذا خيالي؛ لم أتمرن قط لأصبح امرأة مداوية / شامان”. لقد أدركت أن هناك خطًا رفيعًا بين الخيال والواقع – إنه خط أنا نفسي أعبره دائمًا في عملي. بمعنى من المعاني، كل كتابة خيال – ولكن مرة أخرى، هذا نقاش لورقة أخرى.

سوف أقرأ قصيدة وأدخل في عملية الكتابة معكِ، ومن ثم سأتوقف عن الحديث واستمع لكي. عندما أصمت تحدثِ، أود أن اسمع النساء ذوات البشرة الملونة. في الأكاديمية نسكت ويصبح الأمر عادة. تركنا هذا النوع من الفضاء الفكري يؤخذ بعيدًا عنا وعُزلنا بواسطة الطلاب البيض والأساتذة. أن تتكلم هو أمر خطرٌ جدًا بالنسبة للشخص الملون؛ نشعر دائمًا وكأننا لم نحصل على تعليم جيد – الطبقة العليا السوداء أو الشيكانا الذين ذهبوا إلى ييل ربما حصلوا على تعليم جيد ولكن لديهم صور ذاتية منضوية وسلبية أخرى لمواجهتها. أنا أتحدث عن آخرين منا أولئك الذين يشعرون أنهم إذا فتحوا أفواههم فسوف يقولون شيئًا جاهلًا. هذا جزء من العنصرية التي استوعبناها. أولئك الذين يملكون الثقة بالنفس للكلام ولكنهم يكبحون بسبب الطبقة أو المكانة الثقافية. بالنسبة للشيكانو / المكسيكيين أن لا تتحدى شخصًا أكبر هو علامة على الاحترام، خصوصًا المعلم. لا يفترض علينا تحدي المعلم. هي / هو دائمًا respetada muy ، يحترم كثيرًا. المنافسة الصعبة في الفصول الدراسية هي أمر غريب، شيء علينا تعلمه بأنفسنا. كان عليّ إجبار نفسي على أن أكون عدوانية. من الصعب بالنسبة لنا التحدث في الفصل الدراسي أو القاعة.

كلمة محظورة؛ أن تجرب الطالبة البيضاء كونها غريبة ومحرومة من حقوقها؛ أن تضع لبضع ثوان هي / هو نفسها مكان شخص آخر. هذه التجربة تعلمها الاستماع. هي / هو لا يمكنهما المقاطعة حالما يفتح أحدهم فمه. هذا يعلمها كيفية الاستماع إلى تجارب الآخرين. لذلك أسأل النساء ذوات البشرة الملونة المساهمة في الحوار، وكذلك المثليات وشعوب الطبقة العاملة من جميع الألوان، أولئك المهمشين. غالبًا معظم الطلاب في الفصول الدراسية مغايرون، ولديهم الكثير من النقاط الفارغة حول ماهية العنصرية المتفشية والمغايرة. مواجهة العنصرية ورهاب المثلية في كل يوم من حياتنا يكلفنا طاقة كبيرة. عندما يكون الشخص الملون، مثلية أو مثلي، يجلس في أحد الفصول، تقوم هي / هو بالفعل بتصدير الكثير من الطاقة للنجاة عاطفيًا وفكريًا. بالنسبة لها أن تتمكن من التحدث ليس أمرًا خطرًا فحسب، بل يعني أيضًا تصدير كمية من الطاقة تفوق التي لديها.

في واحدة من قصائدي حول عملية الكتابة، استخدم استعارة الحصان. الحصان هو رمز مهم جدًا بالنسبة لي. كنت أقول لدورندا في مكتبها أن لدي قصة تدعى “هي أكلت الخيول” والتي سترينها في نص آخر سوف تقرأينه، الثقافات والفلسفات المثلية؛ النسخة في هذا النص هي النسخة الثانية. لدي الآن النسخة الثالثة التي سوف أعطيها لها لتعطيها لكِ حتى تستطيعي، إذا أردتِ، مقارنتهم. إذن! لو استطعت اقتراض المناطق الحدودية من شخص ما سأقرأ “الشعراء لديهم عادات أكل غريبة”.

قبل أن ندخل في المناقشة، هناك بضعة أشياء أريد ذكرها. هل لاحظتِ كيف أتحرك من “هي” إلى “أنا؟” عندما ينغمس الشاعر في فعل الكتابة، تكون هناك حركة من القرب إلى البعد لرؤية ما تفعله هي / هو. تصبح شخصية الابتعاد “هي”، بينما الانغماس في إلحاح التجربة يصبح “أنا”. هنا نحن جميعًا: غلوريا المؤلفة، والأنا التي هي الراوي التي هي منغمسة في كتابة القصيدة – في كثير من الأحيان تمحى الحدود بين المؤلف والراوي لدرجة أن أناي تصبح أنا القصيدة. عندما أنظر في الأمر، عندما أقرأه، القراءة والكتابة يسيران جنبًا إلى جنب، و”أنا” تصبح “هي”، لأن هناك اثنان منا الآن. ثم هناك كيان ثالث، الشخصيات “أنا” و “هي” والتي تصبح في الكتابة أكثر من الكاتب أو الراوي؛ لقد أخذوا إلى جوانب خيالية بسبب العناصر التي أنا، المؤلفة، اخترتُ التركيز عليها في تجربتي ككاتبة، تاركة، بسبب ضيق الوقت والصفحات المقيدة، الكثير من المشاعر الأخرى والخبرات حول كتابة.

هناك استعارات أخرى إلى جانب الحصان ترمز إلى فعل الكتابة. الفم، (la boca, labios y lengua)، الأيدي رمز للتعبير عن الذات. فأنت تستخدم فمك وشاكرا حلقك للحديث، ويديك للتواصل والتعبير عن نفسك. الفرس المجروحة والقشرة المتكونة على الجرح هي ما أكتب عنه. بالنسبة لي أن أكتب عن تجربة هو أمر مؤلم، لأن هناك جرح، وفيه قشرة متكونة. لأكتب عليّ أن أنزع القشرة، وأعود إلى الألم والدم، تعلمون. حتى عندما أكتب عن الأشياء الجيدة – الألم والفرح يأتيان معًا. الكتابة مثل القفز من هاوية. فهي تفتح معدتك وتفحص أحشائك وتخبر الآخرين، “هذا الجزء من الأمعاء هو عن الوقت الذي حدث فيه كذا وكذا وهو متصل بالآخرين والعالم بهذه الطريقة أو تلك”. إنك تفضح مشاعرك الأعمق، وتمشي في الشارع دون أي ملابس. دافعٌ آخر لكتابة المناطق الحدودية كان تضميد الجراح – الذي استلزم فتح الجراح من جديد. هذا هو السبب في أنني كتبت “الجرح هو استشفاء أعمق”. حتى لو كان جرحًا ذاتيًا، إذا كنت تقوم بمعالجة الناجين من سفاح القربى، إذا كنت تقوم بمعالجة ضحايا الاغتصاب، إذا كنت تقوم بمعالجة الأزواج، فأنت تفتح تلك الجروح، على أمل أن الهواء سيبدأ بشفائها بما أنها مفتوحة. وبطبيعة الحال، الكتابة كتمان أيضًا. يمكن للمرء الاختباء في الكتابة.

الكتابة تشبه فرد ساقيك. سوف يدخل الناس. سوف يدخلون خلال فتحاتك. عندما تقرأني تأتي إليّ. هناك أسرار حميمة تستقر في جسدي التف حولها وأكشفها إلى بعض الغرباء. كلُ كاتب استعراضي قليلًا. أفضح نفسي من خلال فعلٍ واعٍ. حالما أكشف عن نفسي لكم، أفتح ساقي لكم، أخلع ملابسي لأجلكم وافتح قلبي لكم، أخفي نفسي. هذه الحركة ذهابا وإيابًا – الكاشفة، المخفية، الكاشفة، المخفية – تستمر في جميع أنحاء المناطق الحدودية، وأكثر حتى في بريتا (الداكنة). على القارئ معرفة أين تخفي المؤلفة وأين تكشف. في كل قطعة من الكتابة هناك نص ضمني – نص مخفي، باطني – والذي ربما المؤلفة نفسها غير واعية به، الأشياء التي لا أريد أن يعرفها الناس حولي والتي قد يلتقطها القارئ أو التي ربما يلتقطها الكاتب عندما يقوم بدور القارئ بعد عدة سنوات.

ككاتبة لا أحمل سوى الكثير من الأمتعة على شكل ذكريات على ظهري ولكن عليّ أن أحمل أيضًا ضغوط حياتي – الخطيبة، المعلمة، الأخت، الابنة، الصديقة، الحبيبة، المرأة الملونة، المثلية، النسوية – ولكنني أحمل أيضًا ضغوط الناس الذين خلقتهم في الكتابة.